أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال القرى - مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي














المزيد.....

مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 19:51
المحور: المجتمع المدني
    


ان العملية التاريخية في لبنان بكلّيتها وبكافة مراحلها ليست تاريخ طوائف أو أفراداً منفصلة عن بعضها أ(ابطال وحرامية)، بل هي تاريخ تكتّلات إجتماعية متصارعة ترتبط فيما بينها إرتباطاً جدلياً عبر مكوّناتها الاساسية الإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسّية والثقافيّة.
إذا سلًمنا جدلاً بأن إنتظام العلاقة في أيّ تكوين اجتماعي تاريخي يقوم على أساس التوازن والعلاقة بين وفيما بين بنيتيه الإجتماعيّة والإقتصّادية وبنيته السياسيّة، فإن أي خلل في هذا التوازن سوف يؤّدي إلى اختلال هذا الإنتظام.
وبما أن لبنان يعاني خللاً انتظامياً مزمنا ًيولّد ثوراتاً وحروباً متعاقبة،فان الاضاءة على تاريخية هذه العلاقة وتفكيك ثوابتها في رحلة تطوٌرها بين هاتين البنيتين،أي العلاقة بين التجّمعات البشريّة كقوى منتجة فاعلة ومتفاعلة ومنتظمة في علاقاتٍ إنتاجيّة مع البنية الإقتصاديّة من جهة، وبينها كقوى سياسيّة مفترضة وبين البنية السياسيّة والتي تعكس من خلالها وجودها السياسيّ من جهة أُخرى، يمكنها ان تبيّن العلاقة المركّبة بين هاتين البنيتين عبر تحديد طبيعة المتغِّيرات التي اعترتها خلال هذا التاريخ، وتُبرز اسباب ومعوِّقات عدم قيام دولة حقيقيّة مؤطِّرة لقوى المجتمع تحت سقف القانون والمؤسسّات.
يبدو أنّ من الأسباب الداخليّة المعوِّقة لقيام الدولة هو في علاقة طبيعة وتطوُّر البنية الإقتصاديّة مع الإجتماعيّة والسياسيّة. فالإقتصاد تطوّر من اقطاعيٍّ قبليّ، إلى إقتصادٍ رأسماليّ ريعيّ، معولم، منفلت و طوائفيّ، دون المرور بالرأسماليّة الصناعيّة، وكان دوماً إقتصاد مجموعات وأصحاب مصالح من مختلف القبائل والطوائف، مُتعاونة ومتفاهمة على عدم مصلحتها في قيام دولة، وعلى محاربة أيّ إصلاحٍ يفضي إلى قيامها.
أمّا بالنسبة إلى البنية الإجتماعيّة التّي ارتبط أفرادها بعلاقاتٍ قبليّة ومُنِعت من قِبل القوى ذات المصلحة من التمثيل المباشر في السلطة السياسيّة، وكانت وظيفتها المبنيّة على أساس الإنتماء العشائري تقتصر على تشكيل رافعة لتوصيل زعامات القبائل والطوائف الى السلطة السياسية، وفي توليد مصالحهم الإقتصاديّة، فهي لا تزال تحافظ على هذا النمط من العلاقات ، ُيزاد عليها جنوحٌ متطرِّف نحو الطائفيّة والمذهبيّة العقائديّة، ممّا ولّد وقوّى ما يُسمّى بالمجتمع الأهلي. هذا المجتمع الذي ينظِّم الأفراد على ،
أساس طائفيّ وشعبوِّي ويقبض على حيواتهم بالإستتباع وتقديم الخدمات الإقتصاديّة والتعليميّة والريعيّة وغيرها، ويربطهم بالمحاور الإقليميّة، توسّع ليصبح قانوناً معتمداً عند كل الطوائف.
من هنا كانت العلاقة الإشكاليّة بين هذه البنية وبين الدولة، فهي تتماهى لِحدِّ الإنصهار مع القبيلة والطائفة، التي تكون بديلاً عن الوطن، وتصبح الدولة بالنسبة إليها مُكوِّناً غريباً، وهدفاً للعداء والحقد والتحطيم..
يُستنتج ممّا تقدّم أن بداية الحلّ تبدأ بتفكيك العلاقات القبليّة، أيّ الما قبل دولتيّة، بما فيها اضعاف وكشف هيآتها المجتمعية الاهلية ودورها المعوّق في عملية التحرّر، وتنمية هيئات المجتمع المدني الناظمة لهذه العلاقات، واستثمار ذلك في فعل سياسي تشاركي شامل يؤدي الى تعزيز مفهوم المواطنة والى بناء وطن وبناء دولة القانون والمؤسسات. وهذا دونه صعاب، إذ أنّ الأصوات التّي تصدح يومياً بضرورة بناء الدولة الحديثة، او بناء الدولة القوية العادلة القادرة، هي في حقيقتها تعمل على تقوية المجتمع الأهلي لتستثمر مردود انتاجاته في السياسة التي تضمن لها وجودها الدائم وتجديدها المستمر، ويُرسِّخ عشائرها وطوائفها.
آن الاوان لتقديم فهم جديد لطبيعة مجتمعنا علّنا نستطيع احداث خرق في هذا الجدار الصلب، ولنعمل معاً على توجيه الضربات المتتالية اليه علّنا نساهم في خلخلته اكثر فأكثر.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في 17 شباط ذكرى اغتياله ال25، حسين مروة كرمز ضد الفكر الغيبي
- قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني
- قراءة سريعة ومقتضبة في الثورات العربية
- دعوة لفتح نقاش جدي
- الفتوحات العربية في روايات المغلوبين


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال القرى - مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي