أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رياض برادلي - مغرب (هرمنا) الدائم















المزيد.....

مغرب (هرمنا) الدائم


رياض برادلي

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 07:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


صورة زكريا المومني الملاكم العالمي الحالم عاريا في زنزانته بمعتقل تمارة السري، أيام الذل والمهانة في مملكة الاستبداد، ذنبه الوحيد أنه تجرأ وطالب بحق من حقوقه المشروعة، صورة كل مغربي ومغربية تجرأ على رفع رأسه قليلا ليرى وجه الجلاد القاسي المتخشب ، لسنا في زمن الحسن الثاني يا رفاق الدرب لكن روحه الطاهرة تطوف على جماهيرنا البئيسة بصنوف العذاب والقمع والسادية على يد ابنه محمد آخر ملوك العلويين.


واستمرارا للوسائل الردعية التي يستعملها النظام المغربي لخنق الثورة المغربية المتدحرجة نحو القصر، فإنه بعد أن أعلن انتصارا مبدئيا على الميدان بفرض دستور جديد سرابي الوعود، وانسحاب جماعة العدل والإحسان من حركة 20 فبراير وتقلد الإسلاميين للحكم في صفقة تمت بين القصر وحزب العادلة والتنمية من جهة، وبين هذا الأخير وجماعة العدل والإحسان من جهة أخرى, فأما الذي ناله القصر من هذا الحلف خفوت حدة الإحتجاجات التي تؤطرها حركة عشرين فبراير في المدن المغربية جراء انشقاق مبيت غادر من جماعة ياسين أياما بعد تولي إخوانهم الإسلاميين زعامة الأغلبية, وأما حزب العدالة والتنمية فذهب بالوزارات والشؤون الإدارية والإجتماعية التي لا تنتقص من سلطة واستبداد القصر وحكومة الظل المكونة من أعضاء المستشارية وبعض كبار الضباط ورجال أعمال يرتبطون بعلاقات مصاهرة مع العائلة العلوية الحاكمة.

وأخيرا العدل والإحسان فقد أخذت وعودا من حكومة ابن كيران بإطلاق سراح معتقليها والسماح لأعضاء الجماعة بعقد التجمعات وممارسة الأنشطة الدعوية في الفضاءات العامة والتبشير بمرشدهم عبد السلام ياسين، وتتلاقى هذه الأيام شهية الحزب مع شهية الجماعة مع شهية السلفيين في الدعوة إلى يوم وطني للحياء والعفة ردا على افتتاح متجر لبيع الأدوات الجنسية (الأول من نوعه في البلاد).

إن هذا الثلاثي الذي يمثل روح الماضي بما فيها من أحادية وجبر وجمود يدشن هذه الأيام مرحلة جديدة في مقاومة الثائرين وهو ما يمكن تسميته (حرب المظاهرات المفتعلة)، فإذا خرجت مظاهرة لعشرين فبراير في الدار البيضاء مطالبة بإسقاط الفساد قابلها الثلاثي المذكور بمظاهرة مضادة في الرباط بحجة نصرة الشعب السوري, وكل ذلك للتغطية والتشغيب على المطالبين برأس الفساد، تنطلق حناجرهم في سب الأسد وآل الأسد ونظامه البوليسي المتسلط، ويبتلعون ألسنتهم الآثمة أمام جبروت القصر الملكي وشمولية نظام محمد السادس..
وهذه الأيام أيضا بعد فضيحة (الملك المفترس) الكتاب المحمل بأسرار الملك والعائلة الملكية الموبوءة بالفساد والاختلاس والاحتكار الاقتصادي، يحاول النظام الشمولي ستر عورة قداسة الملك فيوحي إلى بيادقه في حكومة الاسلاميين بأن يفرجوا عن ملف دسم يلتهي به الرأي العام عن عورات مولاه أمير المؤمنين, وفعلا خرج الوزير رباح بقائمة لأسماء المستفيدين من المأذونيات الممنوحة من الملك لطائفة من المشاهير: سياسيين نوابا برلمانيين ممثلات شيوخ دين رياضيين..
(المأذونيات الممنوحة تكون عادة رخصة نقل عمومي أو استغلال لمقالع الرمال أو رخص الصيد في أعالي البحار وغيرها مما يدخل في مفهوم اقتصاد الريع القائم على الرشوة والزبونية)
المأذونيات في مضمونها إذا شراء للذمم والأقلام والانطباعات والتوجهات فهؤلاء الذين استفادوا من تلك المنح الملكية لابد أن يساهموا كل في موقعه على تثبيت دعائم الحكم الاستبدادي وتجميل وجه الملكية القبيح وترسيخ مفهوم المقدسات ليصبح البعبع الذي تنقمع لديه الحريات بتضخم الأنا المتسلط فينتج لنا كائنات مقدساتية تعيش لتقدس وتقدس لتعيش و تخون كل من شكك في مبادئها القائمة على العرقية والتمييز وإكراهات الإديولوجيا السائدة..

لكن هذه القائمة لا تكفي لإخماد صدى الكتاب الممنوع في المغرب والذي حدى ببعض من اقتنى الكتاب في باريس يوم صدوره في مطلع هذا الشهر إلى نشره مقروؤا على حلقات في يوتوب وسجل في برنامج المحادثة (البالتولك) وموقع (فايسبوك) نسبة متابعة عالية. وعلى ضوء المعطيات الجديدة التي تكشف مدى الفساد الذي يحيط بالملك وحاشيته خرجت مظاهرات (اليوم الأحد) تصدى لها أعوان (المخزن) المتخفون في الزي المدني وعصابات كونها مستشار الملك (فؤاد عالي الهمة) معروفون بالشباب الملكي بالاعتداء على المتظاهرين ورشقهم بالحجارة ما خلف حتى كتابة هذه السطور أزيد من 12 مصابا بعضهم في حالة حرجة.

تشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة الخاصة بحرية الصحافة في المغرب أن الصحافة الوطنية مرتهنة بالكلية لأوامر القصر و لتوصيات السكرتارية الخاصة بالملك التي يتقلدها (منير الماجدي) الرقم الصعب في المؤسسة الملكية الذي تجتمع لديه كل الخيوط، وله جهاز استعلامي مكون من صحفيين وكتاب ومدراء تحرير الجرائد والمجلات الحزبية منها والمستقلة ومواقع الكترونية تعرفها عادة من أسمائها التي تنتهي ب (برس)، ليس كلها طبعا لكن كثير منها..

هذه المواقع التي أنشأها القصر ويصرف عليها من خزينة الدولة مهما نشرت على صفحاتها من مواد تنتقد (المخزن) وتقترب من محيط الملك فإنها تفعل ذلك درا للرماد أما خطها التحريري ومجمل ما تعرضه من مواد مكتوبة أو سمعية بصرية أو تصريحات وأخبار وغيرها فإنه يؤدي دوره في ترسيخ مفهوم المقدسات في الشأن العمومي وحضوره كمسلمة في الحياة السياسية والاجتماعية للمغاربة، إنها الهوية المغشوشة التي ظل الحكام العلويين لأزيد من أربعمائة سنة يدسون خدرها في عروق المغاربة، هوية تربط مفهوم الانتماء الوطني بالوفاء للملكية ومبادئ البيعة قبل أي شيء آخر.

بدل أن نلوم المستفيدين من المأذونيات الملكية ينبغي علينا أن نحاسب مصدرها وهو الملك لا سواه الذي يساهم في تخريب جزء كبير من اقتصادنا الوطني بدعمه لبنية العطاء الريعي الطبقي الذي يناقض مبدأ التوزيع العادل للثروة وتكافئ الفرص بين المواطنين، وبدل أن نبدد جهودنا في نقد أداء المنتخب الوطني لكرة القدم ونطالب المدرب غيريتس الذي يتقاضى أجرا خياليا يقدر بثمانين مليون دولار شهريا من الجامعة الملكية لكرة القدم علينا أن نسائل الملك لم أبقاه بعد هزيمته النكراء في كأس إفريقيا، بدل التغني بالدستور الممنوح والصلاحيات الواسعة التي يعطيها للحكومة المنتخبة- الوقوف على حقائق الواقع ومعطياته الأساسية التي تبدد أي أمل في الإصلاح وتؤكد يوما بعد يوم سقوط كل الشعارات المرفوعة وانفتاح المشهد على موجة جديدة من القمع الممنهج لكل من يغرد خارج المقدسات.

سجل المثقفون والمفكرون المغاربة أكبر غائب عن الحراك الشعبي في المغرب( ليس تعميما فهناك كتاب ومفكرون قرأنا لهم في الحوار المتمدن وغيره من المواقع المستقلة ما يدل على وطنيتهم ويشرف تاريخهم وبعضهم في السجن كالكاتب الصحفي رشيد نيني) على خلاف الثورتين التونسية والمصرية التي أيدها ولا زال طبقة عريضة من المثقفين والكتاب وهذا ما افتقدته حركة عشرين فبراير كثيرا، إضافة إلى شريحة كبيرة من الكتاب تم تكديسهم واحتكار أقلامهم في بعض المواقع المغربية الاخبارية ذات شهرة وهم يعرفون الحدود المرسومة لهم والخطوط الحمراء للكتابة في تلك المواقع فلا يتعدونها أبدا

فأين المثقفون المغاربة الأوفياء لمبادئ العلمانية الغيورين على طبقات الشعب المسحوقة بأقدام قلة من البورجوازية المتسلطة بالمال والمتسلحة بالإيمان وحكومة ملتحية تتلو على الآخرين صحف الأولين وتستجدي العطاء من رب السماء !!؟
فهل وجدتم في السماء مجيبا لآمانيكم في إقامة مجتمع الفضيلة اللاهوتي المعلب في صفحات التراث الاسلامي؟؟
هل وجدتم الملائكة الملاح تنتظركم لتمسح بنورها وتسابيحها على وجوهكم وأنت تتسلمون التقليد المقدس من حضرة صاحب الجلالة ظل الله في الأرض!!؟


هذه المقدسات قلاع استبداكم
لأجل صون عوراتكم
كلما بدت منكم عورة جديدة
رأينا الوقاحة في جلودكم
في غضون وجوهكم المتخشبة
تبكي الصخور
ويندلق من شقوقها الماء
وتفور الجبال
تندلق منها الحمم
فتصب اللهب
على اللهب
نار الغضب
تشوي الروح والجسد
عقلي احترق
قلبي لهب
عيني لهب
لساني ألسنة لهب
أنا غضب
أنا فوهة بركان
أنا حفرة من اليأس
جاوزت الأربعين
في القفص
أنا القفص..



#رياض_برادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رياض برادلي - مغرب (هرمنا) الدائم