أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي من المغرب - الحراكات الشعبية و الحلقة المفقودة














المزيد.....

الحراكات الشعبية و الحلقة المفقودة


علي من المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 07:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لايمكن التشكيك في ان الشعوب المنتفضة في بلدان التبعية تعيش صحوة تاريخية، تؤسس لا محالة لقفزة نوعية او على الاقل لتحول قد يمس علاقات الفرد بمحيطه في هذه المجتمعات، لكن بالمفابل لا يمكن انكار الحقيقة التاريخية ان التغيير الاجتماعي ما لم يواكبه تحول في وعي الفرد بمصالحه كجزء من مصلحة الجماعة او الطبقة التي ينتمي اليها لا يعدو ان يكون مجرد طواف داخل حلقة مغلقة.
ان الوعي الذي نحن بصدد الحديث عنه هو الوعي الطبقي الذي تتملكه الجماهير في لحظة ما من تاريخ صراعاتها الطبقية حيث تكتشف من هم اعداءها الحقيقيين و من هم اصدقاءها، ثم تنتقل الى ترجمة هذا الوعي عمليا في مواقف سياسية ترسم بذلك المسافات بينها و بين كل المحيطين بها في دائرة الصراع الطبقي، الا ان عملية التحول هاته من الخطا الاعتقاد انها تحصل بشكل ميكانيكي من دون تدخل خارجي بمعناه الجدلي و المقصود هنا الضرورة الملحة لوجود تنظيم سياسي كراع تاريخي يتحمل مسؤلية التحول و انجاحه و من الخطا ايضا الاعتقاد ان هذا التنظيم هو مجرد مجموعة من الافراد اجتمعوا رغبة في التنظيم، بل انه افراز موضوعي و حلقة tي سيرورة تطور الصراع و يتحول بحد ذاته الى كائن ينمو ويتطور وفق تناقضاته الداخلية و الخارجية. ان الضرورة الملحة للتنظيم باعتبارها ضرورة تاريخية تنبع من حقيقة ان التنظيم هي الوسيلة الوحيدة لاخضاع الممارسة لفوانين علمية اكثر منها ردود افعال هنا و هناك ممارسة محكومة باستراتيجية وتكتيكات يتحول فيها المناضل مهما كان شانه الى وسيلة لاغاية، تنظيم ياخد شكله وبنيته و خطه السياسي من طبيعة المهام التي وجد من اجلها.دون ان ننكر ان التنظيم بالمعنى الدقيق هو عملية ابداعية يكون لمناضلين من طينة معينة الفضل في تصوره وصياغته وفق صيرورة الصراع. و قد يكون كابحا اذا ارتمى من هب ودب في بلورته، وانتصرت الغوغائية على العلمية في اسوا الاحوال اوالتجريبية في احسنها، ولنا في تجارب الحركة الماركسية اللينينية في بلادنا او في البلدان المشابهة ما يؤكد ذلك.
استحضر هذه المعطيات الاولية و نحن نعيش في جو من الهزات الاجتماعية في مجموعة من البلدان تكاد تتشابه في جوهرها و تختلف في ضاهرها ، اما في جوهرها فان الشعوب وصلت الى حد من القبول في استمرار ها تحت وصاية انظمة رجعية متسلطة فاقدة لشرعيتها اللهم شرعية الامبريالية العالمية التي جعلت من هاته الانظمة قنوات لتصريف ازمتها البنيوية على عاتق شعوبها مقابل ضمان استمراريتها بشكل او باخر، مما يؤسس لا محالة لمرحلة تاريخية جديدة ستستعيد فيها الشعوب و هي التي كانت مغيبة دورها الحقيقي في اختيار من يحكمها.
واما في ضاهرها و رغم انه من السابق الحكم عليها مادام اننا في بداية المشوار الا ان غياب التاطير الفكري والايديولوجي يكاد يكون نقطة تقاطع بين الجميع او يتفاوت من تجربة لاخرى وهو ما يهدد بعض التجارب بالفشل مادام ان التغيير لم يتجاوز قشور البنية السابقة لكن رغم ذلك اعتبرها قيمة مضافة وان على المستوى التربوي حيث حطم حاجز الخوف لدى الاجيال الصاعدة. وهنا استحضر ما سبق وان اشرت اليه ان التاطير الفكري والسياسي لن يكون الا بفعل فاعل وهو التنظيم السياسي. و صمام الامان لنجاح اي استراتيجية ثورية، تنظيم قادر على ادارة الزمن لصالحه من اجل المضي قدما في تجسيد جدول اعمال التاريخ في لحظة ما من تاريخ الصراع ، و نستحضر هنا تجربة الحزب الشيوعي التونسي في الثورة التونسية فرغم مساهمته الميدانية في الثورة الا انه فشل في القيادة السياسية لها و هو ما يبين بالملموس المسافة التي تفصل قياديه عن الماركسية و المنهج المادي الجدلي، واستعداده الانخراط في لعبة الديمقراطية البورجوازية كنموذج لتنظيم سياسي" شيوعي" بدون روح، استحضرت التجربة التونسية دون غيرها لسبب وحيد قي اعتقادي انها الاكثر تقدما من غيرها مما راكمته غلى مستوى تطور الوعي الحسي لدى الشعب التونسي والسبق في اخصاعها لشعارات معينة لامتحان التجربة شعارات اغلبها شكلت سقف المطالب في بقية البلدان، وكيف حولت الديمقراطية و الانتخابات مسار الثورة الى الوراء. ادن يمكن ان نلخص الاشكال او الازمة التي تعيشها الحركات الثورية في اللحظة الراهنة و في كل البلدان في الشق الداتي وبالضبط غياب تنظيم سياسي قادر على قيادة الجماهير. وحتى لا نسقط في التعميم ووضع كل التجارب في سلة واحدة ومن باب الانصاف لدماء الشهداء الذين سقطوا في تلك البلدان ندع الحديث عنها لاهلها، و نوجه حديثنا لتجربتنا المغربية ، واخص هنا بالذكر تجربة الماركسيين الليننين المغاربة التي تبقى غنية من حيث تاريخيتها و حجم التضحيات التي قدموها والقدرة على الصمود الذي ابانوا عنه في كل مراحل الجزروالقمع من طرف النظام القائم، لكن بالمقابل لا يمكن ان ننكر واقع التشردم واللاتنظيم الدي يتعايش معه الماركسيين اللينينين المغاربة في صورة عجيبة ، قل نضيرها في بلدان اخرى، فرغم التواجد في كل الجبهات و انخراطهم التام في ممارسة الصراع ،وقيادة بعض المعارك هنا وهناك وشكلوا احيانا جدار النار امام مخططات النظام الطبقية ( الجامعة مثلا) الا ان منطق الارتقاء الذاتي والتنظيمي لم يتحقق، كمفارقة غريبة في جدلية الذات و الممارسة. مفارقة اذا ما احتكمنا للمنهج المادي الجدلي يتحمل مسؤليتها الماركسيين اللينينين انفسهم، او في اسوا الاحوال "ماركسيتهم".
ان الوقوف على واقع التحربة الماركسية اللينينية المعاصرة في جوانبها الذاتية و طرح الاسئلة الصغرى والاجابة عنها بدل الارتكان الى زاوية التضخيم و التهليل يعتبر من الاولويات في الشروط الراهنة ، اسئلة قادرة على ايجاد المداخل للانتماء الى سيرورة تنظيمية و سياسية، و احداث التراكمات الكمية على جميع المستويات و تحصينها.


علي -طنج



#علي_من_المغرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي من المغرب - الحراكات الشعبية و الحلقة المفقودة