أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عفراء حريري - عدن غالية ... إن هانت / هُنّا ، بالتعديل حسب المستجدات















المزيد.....

عدن غالية ... إن هانت / هُنّا ، بالتعديل حسب المستجدات


عفراء حريري

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 15:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



عدن الروح وبؤبؤ العين، عدن المهد وبستان الطفولة، وريعان الشباب / عناده وتمرده ، عدن اللحد وحكمة الكهولة ، عدن جرحنا الدامي في جسد الوطن تعبث بها أيد وكفوف خفية / تطمس الملامح والمعالم / تجردها من هويتها التاريخية " الشط المدفون بعمار لا يتناسق ولا يسر النظر لتفاوت لمسات الجمال في عدم أتفاق للون والمساحة والحجم وفقدانه فنون الهندسة ، فأضفى على رمل الشط قبح متبرج لاغتصابه البيئة والطبيعة ، مبان خط التاريخ سطوره على أحجارها " أبان ، الهاشمي ، البادري ...وغيرها " يقرأ فيها الأهل والزوار قصص الحقيقة والأسطورة ، ويستعيد المغترب العائد حكايات الذكرى وحلم الطفولة .. ولكن فيما يبدو قد أضحى من بين الانجازات التي حققها تجار الوحدة تغيير معالم عدن وانتهاك حق المواطن العدني بأن يكون له هوية تاريخية خاصة به ، أسوة بجميع المواطنين من جميع المناطق اليمنية و غير اليمنية ، نحن نسمع عن المواطن الصنعاني و التعزي و الضالعي و اليافعي ، فلما التحسس عندما نتكلم عن المواطن العدني ، أم أن عدن هي نهيبه لمن هب و دب إلا أبناؤها فقط ؟! ، و كما يبدو أن تدمير عدن و هويتها التاريخية و الأثرية و السياحة و تدمير هوية المواطن العدني هي أنجاز للثورة و الاستقلال بعد العام 1967م ، و بالذات بعد الوحدة الذي اعتقدنا أن الأمور بواسطتها سيتم تعديلها لصالح الحق و العدل و الأنصاف و رد الحقوق إلى أهلها المظلومين من أبناء عدن و أعادة الاعتبار لميناء عدن العظيم أن مفهوم العبث تحول من مسألة تقع في نطاق الحياة الخاصة إلى مسألة تمثل مبعث قلق في إطار الحياة العامة، أي ينتقل إلى تحدي المفهوم النفسي و الثقافي لأبناء عدن و أهلها ، مثلا عندما يتم إغلاق الطريق المؤدي إلى حقات و أبو الوادي و معاشيق و غيرها من الأماكن بالدبابات و الجنود المدججين بالسلاح ، ذلك يثير لدى أبناء عدن اشمئزازا لا يوصف ، ليس بسبب الدبابات المنتشرة فقط و الجنود الغريبين كليا عن المدينة ، وهي بحد ذاتها مظاهر غير مقبولة لمدينة لم تعرف إلا الألفة بين مختلف مكوناتها بما فيهم قوات الأمن و الجيش ، ليس ذلك فقط هو ما يثير اشمئزازنا في عدن و ولكن أكثر من ذلك تحدى مفهوم ثقافتنا و عادتنا الجمعية للتجمع في الأماكن العامة و أنشاء علاقات حسن الجوار و علاقات التعاون و التعارف . أن يمتلك المسئول أو التاجر عمارة أو قصرا في أي مكان في عدن ، هذا أمر ليس مستهجن لدى أبناء عدن ، بشرط أن لا يكون مسروقا أو مستولى عليه بقوة السلاح و الدبابات ، و بشرط أن يحترم ذلك المسئول عادة و ثقافة أبناء المنطقة و حقهم في استخدام الأماكن العامة للتنزه و السياحة أو الصلاة أو أي شئ آخر يختارونه لأنفسهم ، و يستغرب أبناء عدن كيف سمح لنفسه الرئيس السابق أو أي كان من المسئولين المتحالفين معه في أن يمنعون أبناء عدن و غيرهم من زوارها في الذهاب إلى معاشيق و ساحل أبو الوادي و حقات و هو الأمر الذي لم يحدث لا أيام الاستعمار البريطاني و لا حتى أيام الحكم الشمولي الذي دوخونا في الحديث عنه و هم يمارسون أفعال أكثر شمولية منه بمراحل ، و نحن نتسأل هل يحق لفرد مهما كان منصبه و لو كان رئيسا أن يستأثر لنفسه و تحت أي مسمى منطقة من أجمل المناطق في عدن و يمنع أبناْء عدن و زائريها من التنزه عندها و التمتع بالسباحة في مياهها ، أي أنانية هذه ، من أجل يوم أو يومين يحضر بها الرئيس إلى عدن يتم إغلاق كامل منقطة سياحية و للأبد !! ثم ألا يكفي أنهم استولوا على كامل الأرض و المباني في منطقة المعاشيق ، بل هم يأمرون بصرف الأرض المتبقية و التي تطل على البحر في كريتر ، وهي المنطقة التي تقع بين مجمع عدن مول و فندق ميركيور و إذا بنيت في تلك المنطقة بأي شئ فماذا سيبقى لمواطني كريتر و عدن و زائريها؟ طبعا سيبقى بناء أصم بدون روح " سكني تجاري" و الحر الشديد ، أين تريدون أيها المسئولون في الدولة المؤقرة و ا لغير شمولية و التي تحترم مواطنيها؟!! أن يذهب المواطنين للتنزه و السياحة ، ثم بعد ذلك ماذا سيجذب القادم إلى عدن إذا أنتفي البحر من قاموسها و أستأثر به من لا يخاف الله و لا يستحي من الناس ، وهذا ما جعل مفهوم العبث يتحول إلى مفهوم الانتهاك لحقوق الإنسان بجزئياته المترابطة في المدينة " الأرض بما فيها وعليها وما يحيط بها ، والإنسان المواطن وحقوق مواطنته / بمعاناته ومآسيه " وهذا يعني أن السلطات العامة / المحلية أولا والمركزية ثانيا مطالبة للقيام بالتحرك لإيقاف العبث والكف عن الانتهاك ، لان من شأن التطور المتوازي لحقوق الإنسان على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية أن تعزز هذه المساءلة – الحماية والدفاع – وكذلك من شأن اعتبار العبث والانتهاك كقضية تخص حقوق الإنسان أن تخلق لغة مشتركة بين الجميع للعمل على مناهضتهما .

على رغم الخطاب الشائع و مناهج التربية والتعليم و...غيرها بأن اليمن أصل الحضارات ولها تاريخ عريق ، فلابد بالمقابل إذا من إرساء معيار عدم العبث والتمييز بين مدنها " الأرض والإنسان " كمبدأ أساسي من المبادئ التي يستند إليها الدستور والقانون / إلا أن استمرار العبث والتمييز وما يتصلبهما يدل بوضوح على ضرورة إيجاد سبل جديدة لمعالجة هذه المشكلة بمزيد من العزم والحزم بشكل عاجل ، وليس آجل ، وهنا ندعو السلطة القادمة والمعارضة أن تصب تركيزها على التفكير في جميع النواحي التي لم تتخذ فيها إجراءات حتى الآن ، وعلى المجالات التي يمكن أن تفعل السلطة والمعارضة المزيد /الواضح والمرئي والمسموع والملموس والمقروء وليس المبهم غير المنظور أو الذيلايمكن أن ينظر وينتظر- كما هو الحال الآن - لإيجاد وطن يظلله العدل والإنصاف ويخلو من العبث والتمييز/ بلى لابد من التسريع في اتخاذ إجراءات ومعرفة الكيفية التي يمكن أن يفعل بها ذلك .

دعونا نقف معا ضد العبث بالهوية التاريخية " لعدن الأرض والإنسان " فحين سنقف معا في هذا سنستطيع أن نقف في تحدي ضد الفساد والفاسدين وضد لصوص مستقبل هذا الوطن وضد العابثين بمقدرات المدن " الشط والبحر، الشجر، الجبل / الثروة التي بين طيات كل هذا " إني أثق بشرفاء هذه المدينة وهذا الوطن وهذا العالم وهم كثر لن ترهبهم حملات التخوين وتجاوز الخط الأحمر - شماعة الثوابت الوطنية - وحملات التشكيك بوطنيتهم ..

سنثابر معا لنقف ضد العبث والتمييز والانتهاك / من أجل مدينة نعشقها .. عدن غالية فإن هانت هُنّا ..



عفــــــــــــــراء حريري

العضؤ القيادي في تجمع أبناء عدن



#عفراء_حريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عفراء حريري - عدن غالية ... إن هانت / هُنّا ، بالتعديل حسب المستجدات