أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - روفيدا كادي هاتان - الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة














المزيد.....

الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 21:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الذي يفتح الطريق إلى الأخر هل تقدم المجتمع ونهوض أفراده من السبات العميق هو الذي يمهد الطريق ويزينه إلى الديمقراطية أم أن تحقيق النظام الديمقراطي وفرضه على مجتمع ما هو الذي ينهض بأفراد هذا المجتمع ويشيع التقدم والرقي بينهم .
ومن اجل أن لا يطول السرد والجدل في كلا الاتجاهين ربما من الأفضل تقديم التعريف الوافي لكل من الديمقراطية والمجتمع المتقدم .
ولنبدأ بالديمقراطية فعلى سهولة تعريفها اللفظي إلى تعريفها العلمي الدقيق وشيوع استعمالها فهي تختلف في تطبيقها ومعناها الواقعي من مجتمع إلى أخر حتى باتت سلاح ذو حدين إلا أن المتفق عليه في تفسيرها بين سائر الشعوب هي تمتع جميع فئات المجتمع على اختلاف عقائدهم وانتماءاتهم وأجناسهم بحرية إبداء الرأي والمشاركة الفعلية في بناء المجتمع وتأسيس أركانه والعيش بحرية دون أي خوف أو داعي للحذر والترقب عند ممارسة أي من حقوقهم المشروعة ما دامت ضمن إطار قانوني يصب في خدمة وحماية أفراد المجتمع .
إذن فعلى الرغم من كون الديمقراطية معنى من معاني الحرية التي يجب أن ينعم بها أي فرد من أفراد المجتمع إلا أن هذه الحرية يجب أن تكون تحت سيادة القانون والعدالة الاجتماعية القائمة من خلال الحصول على الحقوق المترتبة على الواجبات المفروضة على أبناء الشعب الواحد .
وعليه فان الديمقراطية أداة لتحقيق الحرية والعدالة مشروطة بروح القانون وعمق تفكير أفراد المجتمع , وسنكتفي بهذا الشرح المبسط لمعنى عميق ومهم لا ينضب عنه الحديث ولننتقل إلى معنى أخر مرتبط به ارتباطا وثيقا وهو المجتمع المتقدم .
فقد اختلفت الآراء حول وصف المجتمع المتقدم فتارة وصف بأنه متقدم من حيث الرفاهية والقوة الاقتصادية التي يتمتع بها وتارة أخرى نجد بان المستوى الثقافي والتعليمي لأبنائه مقياس يجعل من المجتمع مجتمعا متقدما وقد يرى البعض أن الرفاهية والتعليم يجب أن يجتمعان ليشكلا معا أساس المجتمع المتقدم .
إلا إني اعتقد بان الرفاهية وارتفاع المستوى الثقافي هما رمزان من رموز المجتمع المتقدم ونتيجة لسلوك وفكر أبنائه كأساس داعم .
إذ أن إحدى أهم أسس بناء المجتمع المتقدم هي طريقة تفكير من يعيشون بظله وطريقة عملهم فالانفتاح والمقدرة على التعايش وتبني الفكر الحر واحترام الرأي الأخر ونبذ التعصب والصراع والمشاركة في العمل لبناء مجتمع سليم وعدم التقيد بالسلاسل الثقيلة من العادات والتقاليد البالية إذا ما أثبتت فشلها على مر الزمن وتبني التجديد بتصحيح كل أخطاء الماضي وإيجاد العيوب المرضية في المجتمع ومحاولة إيجاد الدواء الشافي لها ونبذ الصفات السيئة والحفاظ على الخصال الحميدة المتعارف عليها فإذا ما تم ذلك كله وجدنا بان المجتمع سوف يقف على رجليه بقوة ليشيع بظله مناخا ملائما للرفاهية ورقي الثقافة والتعليم .
ومن خلال إتمام شرح مبسط لكل من الديمقراطية والمجتمع المتقدم نجد إنهما مترابطان ومتكاملان لا يمكن لهما أن يفترقا أو يتباعدا قيد أنملة فلا يمكن أن يتحقق احدهما بغياب الأخر .
لذا وبعد رؤية أحداث العصر وهي تتسارع الخطى نحو الديمقراطية لتلقي بظلالها على السواد الأعظم من هذا العالم يبرق سؤال محير هل تم تهيئة الإنسان في هذه الشعوب من الناحية النفسية والثقافية حيث تم استئصال كل ما هو يرفض أو يعارض في داخل الشخصية الإنسانية للديمقراطية من تعصب أو نزاع داخلي يجعله دكتاتورا محبا للسيطرة وفرض الآراء واقتلاع الرأي المعارض له وبدلا من أن تكون تجربة الديمقراطية سببا لنهوض المجتمع تعجل بهلاكه من خلال شيوع الفوضى بدلا من الحرية وقانون الغاب بدلا من قانون العدالة وسيطرة القوي بدلا من إنصاف المظلوم وان تكون حرية الكلمة سببا لإزهاق الحياة.
وعلى مر التاريخ تكررت الثورات لتمهيد الطريق إلى الحرية والعدالة فأفرزت نتائج لم تكن اغلبها مرضية للشعوب وربما يعود ذلك إلى الثورة في الفكر الاجتماعي التي لم تواكب أهداف الثورات عموما فابتعاد فكر الشعوب عن المبادئ التي ينادون بها يؤدي إلى ولادة حرية وديمقراطية مشوهة فإذا لم يأخذوا العبر من الدروس والتجارب السابقة وإذا لم تتغير العقلية الاجتماعية بما يتناسب والعهد الجديد الذي ينادون إليه فان الديمقراطية لن تمارس بصورة صحيحة ولن تحقق النتائج المرجوة .
إذن الديمقراطية ممارسة قبل أن تكون شعار وهذه الممارسة منبعثة من عقلية المجتمع الذي تمارس فيه وكلما زادت ثقافة الشعوب ومدى استيعابه لأي فكر جديد وكلما حذا المجتمع نحو التقدم بخطى واسعة كلما مورست الديمقراطية بصورة صحيحة وأعطت الثمار المرجوة محافظة بذلك على معناها الصحيح .



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع
- قوانين تحفظ حقوق المرأة
- المراة بين الحقوق والواجبات
- زمن الكم ام النوع


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - روفيدا كادي هاتان - الديمقراطية وتقدم المجتمع بين المسبب والنتيجة