احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 08:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعرف مدينة حلب لأنني ولدت على اطرافها عدة كيلومترات عن وسط المدينة ودرست وتخرجت من جامعتها الى ان غادرتها منذ أكثر من ربع قرن لأعود اليها مرة او مرتين ولأيام..احداث الهمج الاسلاميين من عملاء ال سعود :الاخوان المسلمين و دموية اجهزة السفاح حافظ الاسد كانت تعبر يومها عن صراع مافيات تستميت للتشبث بالسلطة او انتزاعها لنهب الفقراء وسرقة مؤسساتهم العامة لينعم بعض تجار حلب بالقليل الذي طبق عن شعارات الاشتراكية التي كان يتبجح فيها نظام لاعلاقة له بالانسان واشتراكيته الفطرية..في شوارعها شهدت معاركا وصولات رصاص ومشاهد لاتمحى من الذاكرة..بين ضحاياها كان الاستاذ البعثي الصارم والسادي والمهندس الاخوانجي اللطيف وبينهما سقط الكثير ممن خدعتهم شعارات الاخوانجية المنافقة والارهابية كانوا شبابا يبتغون تغييرا ينم عن شخصية طيبة الى ان فتك بهم تأصل مافيات الاخوان واسيادهم في الرياض و تل ابيب وواشنطن بحسابات السياسة الارهابية الامريكية ضد صديق العرب الاتحاد السوفييتي..كما روي ان المهندس الاخوانجي الطيب الذي كان يسألني اذا كنت محتاجا للمساعدة في الدراسة وانا من الاوائل في حديقة الاعدادية وهو ابن آذن المدرسة هو من اغتال استاذ العلوم حميد الذي كان يدور ويدور في اسئلته التعجيزية ليضرب من يريد ويعاقبنا خالقا جوا ارهابيا مقيتا علينا في الصف الدراسي..ولكنه يظل ضحية نظام فاشي مارس تمييزه حتى بحق طلاب المدارس عبر ثقافته الشعاراتية ويظل المهندس الزراعي ضحية تنظيم أسسه الاحتلال الانكليز وعلى يد مخبول اسمه حسن البنا ومخبول اخر لايقل عنه هذيانا اسمه سيد قطب لينفذوا اجندة صهيونية استعمارية وفي هذا هم لايختلفون عن البعث في تغييب الصراع الطبقي و عدم تحسين احوال الشعب عبر توزيع للثروة يضمن المساواة بين الناس..سقط الاستاذ والمهندس ضحية لاحزاب لاتملك من برامج سوى تأمين الامتيازات للعائلات الحاكمة او الاخوانجية وحاشيتهم البعثية او الاسلامية الوهابية..وعلى هذا الطريق غاب الكثير ممن اعرفهم وهم يدرسون في ازقة المخيم و اختفوا دون ان تتنازل السلطة السورية الارهابية ان تعلم اهلهم حتى عن مصيرهم ومنهم ابن الغضبان اعتقد انه مهندس ايضا واخر من دار الاشقر وهو ربما استاذ ر ف ك ولا اعرف اذا ما افرج عنهم او تم اغتيالهم في سجن تدمر الا ان الكثير من الاخرين ممن سمعت عنهم دفعوا الملايين لاجهزة المخابرات الارهابية السورية ليعلموا ولو خبر صغير عن مصير ابنائهم..عندما اعتقلت في اواخر الثمانينات من قبل جهاز الامن السياسي ولكن بتهمة مختلفة طبعا وهي رئاستي لحزب شيوعي ضد النظام اخبر اغلب من ذهب ابنائهم واختفوا ان هذا ما حصل لابنهم اتت سيارات فارهة كما حدث معي وهاجمت البيت بالرشاشات والمسدسات لتعتقلني اعزلا مع بعض اسلحتي من الكتب الماركسية وتعلقني ذبيحا على صليب التعذيب بساط الريح وممرات الموت
..................................
لييج - بلجيكا
شباط 2012
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
