مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)
الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 15:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يخلط البعض بين المفاهيم الحياتيه الثابته بسبب تأرجح النفس وتناقضها في قبول شئي لم يتأكد منه مثل الصدق والكذب والوفاء والخيانه والشك واليقين , حتى تبداء حياتهم في مواجهة الصعوبات والمشاكل وانعدام الراحه الامر الذي لايبقى يؤثر على الفرد الذي يعاني من خلط المفاهيم وانما ينقل مشاكله وتوتراته الى المقربين منهم والمحيطين من الاصدقاء ويعيش فتره مؤلمه من الافكار السلبيه التي تحول حياته في بعض الاحيان الى جحيم ,الشك واليقين من المفاهيم الحياتيه الاجتماعيه والنفسيه التي تقع في صميم ممارستنا وحياتنا اليوميه والخلط بينهما دائما ما يؤدي الى اذى نفسي ربما يستمر طويل اذن فماهو الشك؟ وماهو اليقين؟
عرف "الجرجانى" الشك فى معجمه الفلسفى "التعريفات" بقوله: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الأخر عند الشاك ,
وقيل إن الشك هو ما إستوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما.
الشك من الناحية اللغوية يعني الارتياب حول صدق وأمانة الآخرين,والشك من الظواهر الشائعة بين الناس, وان كان الكثير لا يفصحون عنها
خصائص الشك تتمثل فى الأربع التالية:
1- الخاصية الأولى للشك: توقف الشخص الشاك عن إصدار أحكامه سواء بالقبول أو بالرفض، وذلك كما جاء فى تعريف الشك بأنه "التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الأخر"، أى أننى أظل أتردد فقط دون أن أحكم بإثبات نقيض أو نفيه.
2- الخاصية الثانية للشك: قدرة الشخص الشاك على الإختيار والإنتقاء بين النقيضين، ولكنه رغم ذلك يرفضهما معاً، وبدون هذه القدرة لا يكون الموقف شكاً، وإنما عجزاً، فمثلاً إذا كنت أرفض التفسير المادى لتطور المجتمع وأشك فى قيمته، فإن هذا الموقف يفترض أيضاً إمكانية الشك فى النقيض الأخر وهو التفسير الروحى.
3- الخاصية الثالثة للشك: إن الشك تعبير عن الحرية الذاتية للفرد، وهذه الخاصية نتيجة حتمية للخاصيتين السابقتين، فما دام الإنسان الشاك يرفض الإنحياز إلى أحد النقيضين، ومادامت لديه القدرة على الإختيار والإنتقاء بينهما، لكنه رفض كليهما معاً، فالأمر يعنى بالضرورة أن مثل هذا الشخص يمارس نوعاً من الحرية الذاتية فى أن يحكم أو لا يحكم، وأنه إختار ألا يحكم قطعياً وإتخذ موقف الشك بإرادته الحرة دون أى إجبار.
4- الخاصية الرابعة للشك: الشك ليس جهلاً فالشك موقف عقلى واعى وإتجاه فلسفى يتخذه صاحبه بعد تفكير عميق وتدبير طويل، وبالتالى يجب على الشخص الشاك - حسب هذه الخاصية - ألا يقف صامتاً وهو يرفض، وإنما عليه أن يناقش كل الأراء ويفندها، ثم ينتقل بعد ذلك إلى نقيضها ويفندها أيضاً.
واذا لازمت صفة الشك بشخصية الفرد فأنه يجد صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى أقرب الناس إليه في كثير من الحالات. وتتسم الشخصية (الشكاكة) بالعلامات التالية:
-الشك بدون دليل مقنع بان الآخرين يستغلونه أو يريدون له الأذى أو يخدعونه.
-شكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء والزملاء.
-التردد كثيرا في إطلاع الآخرين على أسراره خوفا من أن تستغل يوما ما ضده بشكل أو بآخر.
-تفسير الأحداث بأنه يقصد منها شيئا أو أن ورائها نوايا خبيثة.
-الحقد المستديم وعدم القدرة على الصفح والغفران.
-يرى في أي شيء يحدث من حوله تعديا عليه أو اساءه له.
-شكوك متكررة في الزوج بدون دليل واضح
إن هذا التوجه في التفكير والانفعالات والسلوك يشمل جميع نواحي الحياة وكل الناس بدون استثناء وإن كان نصيب البعض أكبر (مثل الزوجة والأبناء والأقارب والزملاء او الحبيب او الحبيبه).
هناك قصه طريفه عن الشك تقول;
جاء أحد المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟
فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة. فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟ فقال ابن عقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ . ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون.
اليقين; هو الإقرار بصحة موقف معين، والتأكد من صواب الأدلة المدعمة لهذا الموقف دون غيره من المواقف الأخرى.
و يتصف اليقين بخاصيتين أساسيتين هما:
1- الخاصية الأولى لليقين: الإنحياز الواضح والصريح لأحد مواقف أو أطراف المشكلة، وترجيحه بالأدلة الكافية عن غيره من المواقف والأطراف الأخرى، إن هذا الإنحياز وذلك الترجيح من الشخص يتطلب الأدلة المؤكدة لموقفه، ويحتاج إلى الإثباتات المختلفة التى تجعله على يقين من رأيه، وبدون ذلك لا يمكن أن يكون هذا الموقف يقينياً أبداً، وإنما يكون مجرد موافقة عمياء فقط.
2- الخاصية الثانية لليقين: هو القدرة على الإختيار وعلى إثبات صحة أحد النقيضين والإنحياز له دون الأخر لكن بالأدلة المدعمة لهذا الإنحياز، وبمختلف البراهين الممكنة، أى أن الموقف اليقين يتسم بالحرية فى الإختيار.
قيل : اليقين : اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يمكن زواله ، وهو في الحقيقة مؤلف من علمين : العلم بالمعلوم ، والعلم بأن خلاف ذلك محال ، وله.
وقال بعض العلماء : اليقين وهو الحالة التي تحصل للإنسان عند كمال قوته النظرية كما إن التقوى هي الحالة التي تحصل له عند كمال قوته العملية وبعبارة أخرى هو الاعتقاد الجازم المطابق الثابت الذي لا يمكن زواله وهو في الحقيقة مؤلف من علمين العلم بشيء والعلم بأنه لا يمكن خلاف ذلك العلم .
ولعل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت من أوائل الذين مجدوا العقل ونادى بارتياد الاتجاه العقلي حتى سمّي "أبو الفلسفة الحديثة".
وقد نادت الفلسفة الديكارتية بالحق الذي برهنت عليه في وضوح الذهن وبداهيته ومجّدت العقل، وقال ديكارت في المقال عن المنهج: "العقل هو أحسن الأشياء توزعاً بين الناس إذ يعتقد كل فرد أنه أوتي منه الكفاية حتى الذين لا يسهل عليهم أن يقتنعوا بحظهم من شيء غيره ليس من عادتهم الرغبة في الزيادة على ما لديهم منه، وليس براجح أن يخطئ الجميع في ذلك، بل الراجح أن يشهد هذا بأن قوة الإصابة في الحكم وتمييز الحق من الباطل، وهي في الحقيقة التي تسمى بالعقل أو النطق تتساوى بين كل الناس بالفطرة، وكذلك يشهد اختلاف آرائنا لا ينشأ من أن البعض أعقل من البعض الآخر.
ان البعض ممن يجيدون فن الشك والظن ويفشلون في علم اليقين عليهم ان يتقوا الله في افكارهم وتصرفاتهم قبل ان يدمروا انفسهم ومن حولهم فالشك قاتل واليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت نابع من العقل والحكمه واذكر بقوله تعالى( ياايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم)..يبقى التخلص من الشك اصدق واريح الحلول للنفس البشريه التي اتعبتها متطلبات الحياة وطحنتها حالة عدم الاستقرار والتفكير والخوف المفرط من المجهول السلبي والشك من كل صغيرة وكبيره والذي في الاساس سببه ضعف العقل وفقدان الثقه في النفس .
#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)
Marwan_Hayel_Abdulmoula#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
