أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيسى الصباغ - مسرح الملائكة..أقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب















المزيد.....

مسرح الملائكة..أقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب


عيسى الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 02:22
المحور: الادب والفن
    



لا شك إن النشاط المسرحي في العراق قد انحسر في السنوات الاخيرة ،ولا سيما بعد الاحتلال . ولم يعد له وجود يذكر إلا في المعاهد التعليمية المختصة بذلك ، وهي قليلة جدا، لاتكاد تشكل اتجاها ثقافيا مؤثرا. واعتقد إن ظهور كتاب (مسرح الملائكة )للكاتب العراقي المتخصص بأدب الاطفال فاضل الكعبيإنما هو ألقاء حجر في بركة راكدة . وتأتي أهمية هذا الكتاب من رصده الجاد وإلمامه الشامل بجميع مستلزمات مسرح الاطفال .
مما لا ريب فيه ان المسرح بمعناه العام ـ غير التخصصي ـ ارتبط بحياة الشعوب والاقوام القديمة
وله بهذا المعنى تمثلات عديدة . فقد كانت الطقوس الدينية التي تقام في المعابد او في الساحات المكشوفة وطقوس حفلات الصيد واجتماعات شن الحروب تؤدى على نحو ممسرح . واذا سلمنا بهذه البدايات فهذا يعني ان المسرح وطيد الصلة بالحياة ، بل انه من الفنون الاولى التي ابتكرها الانسان .
لعب المسرح دورا ثوريا في تغيير المفاهيم والاعراف والتقاليد على مختلف الاصعدة ، بل انه يعدعلى حد قول الكاتب فاضل الكعبي ركيزة من ركائزالفكر والعقل وبه تتم ملاحظة الواقع وقياسه ورصد ظواهره ص37 . ويخيل لي ان كتاب (سرح الملائكة) هو الاول من نوعه في العراق . نستنتج ذلك مما باح به العنوان الثانوي له(دراسة في الابعاد الدلالية والتقنية لمسرح الاطفال ) .
اشتمل الكتاب على سبعة عشر محورا دراسيا استطاعت ان تغطي كل ما يتعلق بمسرح الاطفال : اشكاله وخصائص مراحله العمرية ،وابعاده الجمالية والمعرفية والنفسية والاجتماعية والثقافبة . وافرد محاور للتأليف المسرحي ولوحداته المسرحية وتقنياته الشكلية كالاضاءة والديكور وخشبة المسرح وما الى ذلك مما له صلة بمسرح الاطفال .
قدم في المحاور الاولى من الكتاب مسحا تاريخيا للمسرح بوجه عام ومسرح الاطفال على وجه الخصوص . اذ بين ان الشعوب الاوربية كانت قد قطعت اشواطا بعيدة فيه ، وتحددت بداياته منذ القرن الثامن عشر اما في الدول العربية فقد كانت متأخرة عنها بما لا يقل عن قرنين .
وبحث الكاتب في البدايات الاولى لهذا الفن واشار الى رواده في الدول الاوربية والعربية فيما بعد ولا سيما العراق وهو في هذا يكون قد قدم نظرة تاريخية انتقل فيها من العام الى الخاص من خلال مسحه البانورامي لانشطته .
وافاض بالقول عن اهمية هذا المسرح وعلاقته الموضوعية بينه وبين الطفل ، اذ انطلقت من حاجة الطفل واشباعها وحدد مظاهر تلك الحاجة في التربية والتعليم والإعداد الاخلاقي والثقافي والاجتماعي . ذلك ان الطفل يحتاج الى المسرح في تطوير نموه الحركي واللغوي والحسي والفكري والعقلي والخيالي والجمالي . زد على ذلك ان الطفل يحتاج الى العب واللهو والمتعة والبهجة والمسرح يوفر له هذه القيم النفسية .

وصف الكاتب الامريكي مارك توين مسرح الاطفال بالقول انه (اقوى معلم للأخلاق وخير دافع الى السلوك الطيب اهتدت اليه عبقرية الانسان ، لان دروسه لا تلقى بالكتب بطريقة مرهقة ، او في المنزل بطريقة مملة ، بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماسة ، وتصل مباشرة الى قلوب الاطفال التي تعتبر انسب وعاء لهذه الدروس ). هذه الالتفاتة المهمة ضمنها فاضل الكعبي في كتابه ، وانطلق منها في توصيف اهمية هذا المسرح وتعداد فضائله واثرها الفعال في حياة الاطفال ومسيرتهم التكوينية .
وتطرق الكاتب ــ من جملة ما تطرق اليه ــ الى اشكال مسرح الطفل ،فعدّ منها المسرح الآدمي ومسرح العرائس والشعري وخيال الظل والمتنفل . كما ميّز بين مسرح الاطفال والمسرح المدرسي ،وعدّ الاخير مسرحا مقتصرا على المدارس وطلابها ولا تكاد تطل على الخارج ، في حين ان مسارح الاطفال مصممة من واقعهم وعالمهم الزاخر بالسحر والجمال والبراءة ، وهذه الاماكن تحتاج في حال تصميمها وانشائها الى خبراء في ابنية مسارح الاطفال وعلماء نفس وتربويين ... وكذلك تحتاج هذه الاماكن الى مساحة واسعة وبعيدة عن الازدحام او المباني التي تؤثر في نفسية الاطفال وعلى صحتهم كأن تقام قرب ملاعب الاطفال او مكتباتهم او قرب المتنزهات والحدائق الواسعة او قرب المدارس ص65 بعنى هنلك شروط صحية ونفسية وجمالية في اقامة هذه المسارح .
ولم يغفل الكاتب الحديث عن الاطفال ممن هم دون السادسة من العمر ، فقد افرز محورا تحدث فيه عن المسرح في رياض الاطفال اذ اختلف المعنيون في هذه الفئة العمرية : فهناك من عزل هذه الفئة عن المسرح في حين ان هناك آخرين ايّدوا انشاء مسرح لهم والكتب يصطف مع الفئة الثانية المؤيدة لاقامة مسرح في رياض الاطفال ذلك انه شكل من اشكال المسرح الداعم لمسرح الاطفال فالتمثيل فيه ينبع من الداخل محتفظا بعفويته وتلقائيته ويعتمد الاداء فيه على الطفل وبرغبته واختياره في التكامل والتوازن لاستيعاب العالم المحيط به ص144 .
وتتمثل خطورة مسرح الاطفال في معالجة المشكلات النفسية التي يعانيها الاطفال،ذلك ان له القدرة على معاينتها وكشفها والتعامل معها تعاملا ايجابيا اي ان الاطار الجمالي يحيط بكل الحلول والمقترحات والملاحظات التي يقدمها هذا المسرح . فربما يعجز المحيط الاسري عن تشخيص المشكلات او تقديم الحلول الناجعة لها ، فيتقدم المسرح بها محافظا بذلك على صحة الطفل النفسية . يقوزل الكاتب : ان التوازن النفسي والمحافظة على الصحة النفسية لدى الطفل من الاهداف الاساسية التي يحملها مسرح للاطفال . ويعمل على الاهتمام بها لدى توجهه في مخاطبة الاطفال والاتصال بهم. ص227 . اما من الناحية الاجتماعية فان هذا المسرح يوفر الفرصة للاطفال لتمثّل منطلقات التنشئة الاجتماعية السليمة واستلهام قيمها المادية والروحية . كما انه يدفع الى تعزيز روح التعاون والتآلف والعمل الجماعي ، ويساعد الاطفال على التكيف الاجتماعي وممارسة فنون الحياة على نحو سليم مما يساعد الطفل في نموه وتكامله الاجتماعي . كما انه يمنحهم قيما جمالية ومعرفية تؤثر في انماط ثقافتهم وتصقل توجههم التربوي ويزيد من وعيهم وادراكهم لقيم الثقافة ومرتكزاتها الايجابية . وعلى هذا يصبح المسرح صيغة من صيغ التدريب والتعليم والمعرفة والارشاد والتعبير عن مختلف المهارات والاكتشافات والسبل التي تحفز الطفل على الاقدام والجرأة ص282 . وفيما يتعلق بميدان الكتابة للاطفال فقد عدّه الكاتب ميدانا صعبا اذ انه لا يسلم نفسه بسهولة لمن يشاء من الكتاب والمؤلفين .
والحقيقة ان هذا النوع من الكتابة يتضمن جملة من الشروط والمقاييس لا تتوفر في كل كاتب . ويذهب فاضل الكعبي الى ان الكاتب من هذا النوع يجب ان يتوفر على حساسية ومهارة وخيال وادراك لخاصية جمهوره من الاطفال . كما يجب ان تكون له خبرة ودراية بماهية الطفولة وخصائصها ، فالكتابة في ادب الاطفال ومسرحه خصوصا تعدّ شائكة ودقيقة بالنسبة الى انواع الكتابة الاخرى . فيجب ان يستند فيها الكاتب الى منهجية علمية وطريقة معينة في النظر الى الاطفال . وتتمثل مخاطبتهم في اساليب تطويع الافكار والمفاهيم آخذا بالحسبان التدرجات اللغوية
على العموم ان كتابا مهما مثل (مسرح الملائكة )لا يستطيع ان يغطي جوانبه الزاخرة بالمعلومات عرض مبتسر كهذا . فقد ضمّ معلومات منهجية غاية في الاهمية والدقة العلمية . ورصد فيه الكاتب احتياجات الطفل ازاء الفن المسرحي . وآمل ان يكون هذا الكتاب بادرة طيبة ومشجعة لكتابات اخرى في المنحى نفسه . فالمكتبة العراقية فيها حاجة لمثل هذه المعارف المنهجية . وكذلك ان حركة المسرح في العراق في امس الحاجة الى هكذا تنظير علمي مدعم بالتجارب الانسانية .



#عيسى_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيسى الصباغ - مسرح الملائكة..أقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب