أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - العربي سالم - المطلوب حكومة وحدة وطنية فورا ً / 2















المزيد.....

المطلوب حكومة وحدة وطنية فورا ً / 2


العربي سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 19:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




عبر تراكم تاريخي بعيد يعود لظهور أفكار متطرفة نسبت إلى الإسلام على أيدي أمثال المعتوه " ابن تيمية " ذي اللوثة على حد وصف " الرحالة ابن بطوطة " ظهرت في القرن التاسع عشر الحركة الوهابية برعاية وزارة المستعمرات البريطانية التي حملت على عاتقها تشويه الفكر الإسلامي الحقيقي بكافة جوانبه ( وهذه هي مهمتها الحقيقية ) . " انظر مذكرات همفرت "
من الرحم الوهابي المنحرف والمشوه خرجت بقية التنظيمات المسماة إسلامية كالإخوان المسلمين وبإشراف نفس الراعي البريطاني وبمهمة واحدة ووحيدة هي تخريب مفاهيم هذه الشعوب وتكريس انقسامها ضمن حالة من الكراهية والعداء المتبادل طائفيا ً ومذهبيا ًوبالتالي تقديم هذه الشعوب للعالم بوجه قبيح منفر .
من نفس الرحم وكما بينا سابقا ً تم استيلاد كيان شاذ عن ثقافة المنطقة هو " ما يسمى بإسرائيل " وهكذا تعرفنا على صراع استعماري من نوع جديد كان هناك شبيه وحيد في العالم هو نظام " الأبارتيد " العنصري في جنوب إفريقيا ( الاستعمار البريطاني هو صانع الكيانين ) وقد كان من الطبيعي جدا ً أن يكون التعاون بينهما متكاملا ً مع التأكيد على أن التجربة الناجحة لإنشاء الولايات المتحدة الأمريكية حيث أبيد شعب بكامله من السكان الأصليين "الهنود الحمر " لإحلال مجموعات من شذاذ الأفاق المطرودين من مجتمعاتهم مؤسسين لتلك الإمبراطورية الجهنمية برعاية بريطانيا نفسها .
ولما كانت الحركات المتأسلمة ( الوهابية والإخوان ) ومن خرج من رحميهما بمسميات مختلفة خارجة من نفس الرحم البريطاني كان من الطبيعي وألا نفاجأ بحجم هذا التنسيق والتعاون بينهم وبين الكيان العنصري المسمى ( إسرائيل ) والذي ظهر مؤخرا ً بشكل وقح دون أية ماكياجات وأقنعة .
• نعود إلى تساؤلنا الذي أنهينا به الجزء الأول وهو :
"إذا ً مالذي حدث الآن ومن يتحمل المسؤولية وكيف نمت هذه الفيروسات المؤذية " ..؟
مع إقرارنا بالمراحل السابقة للأحزاب الوطنية الكلاسيكية وعلى رأسها الحزب الشيوعي والسوري القومي وحزب البعث التي خاضت نضالا ً شرسا ً ضد القوى الاستعمارية وعملائها وبقاياها وأتباعها وواجهت ثقافة تلك القوى المعادية وقدمت التضحيات الكبيرة على أرض الواقع والتي لاينكرها إلا كل جاحد
لكنها وهنا خطيئتها القاتلة وقعت في وهم تاريخها النضالي لتنام في العسل مكررة اجترار هذا التاريخ الأمر الذي أصابها بحالة من العمى عن تطورات الشارع ومستجدات العصر ولم تلحظ أن هناك أجيال جديدة تتوالد وتنمو وتستقبل ثقافات أو ثقافات وأفكار متعددة الألوان والأشكال أسهمت فيها سهولة التواصل الإنساني عبر تطور وسائل الاتصال والتواصل الالكتروني المتطور باستمرار
" هاي تك ".
وفيما كانت قياداتها تمسك بمواقعها وأفكارها بتشدد مجترة أمجادها " التي لم يتنكر لها أحد " كانت قواعدها والأجيال الجديدة تناقش ماتتلقاه من أفكار لإبل وأنها راحت تنتج أفكارا ً جديدة انطلاقا ً ممن تطورات العصر الثقافية والفكرية رفضت هذه القيادات الاعتراف بها وغرقت في شكل من أشكال " التكفير " لها تماما ً كالسلفية الدينية المخربة .
لقد ظهر هناك صراعا ً ببين عصرين أو زمنين زمن مضى ولكن تلك القيادات من الجيل القديم مصرة على التمسك به واستحضاره في كل لحظة بأرثوذوكسية مفرطة في التشدد وبين جيل جديد من كوادرها وقواعدها هو " ابن عصره " بما يمثل من ديناميكية وقدرة على التفاعل مع الحداثة والتطور المتصاعد وتشترك مع الشارع بنفس اللغة .
بصراحة نقول أن هذه القيادات قد ابتعدت تماما ً عن الشارع الأمر الذي تسبب بحالة من الصراع النفسي عاشته كوادرها وقواعده لتقف حائرة تائهة بين الالتزام وبين التمرد والخروج عن هذه القيادات التي ابتليت بالعمى عما يحصل رافضة حتى التفكير به ومناقشته
وهكذا بدت وكأنها قد انسحبت من الشارع تاركة حالة من الفراغ لا بل أن لغتها باتت غير مفهومة وغائمة .
هذا الفراغ إضافة للعمى عن احتياجات ومطالب الشارع التي تزداد يوما ً بعد يوم أتاح للقوى الرجعية والمتآمرة والعميلة وعلى رأسها قوى التطرف المنحرف الديني لكي تتسلل لتملأ هذا الفراغ تحت ستار مطالب واحتياجات الشارع علما ً بأنها ماتزال مرفوضة في الشارع رغم الإغراءات المادية الكبيرة التي تملكها بدعم من دول الخليج وقوى الناتو وأتباعها ولجوئها إلى السلاح لكي تظهر أمام العالم وكأنها قوة ذات شأن وتزعم أنها تمثل قسما ً من الشارع مدعومة بقوة إعلامية معادية هائلة وهذا ما ظهر واضحا ً في سوريا حيث تعرت تماما ًوتكشفت أضاليلها وأكاذيبها
هؤلاء وبعد أن تمكنوا في بداية الأحداث السورية من تضليل جزء من الشارع وببقاء جزء كبير في حالة من الصمت المترقب الحذر عاد الشارع كله وخاصة الأجيال الشابة إلى حالتها الوطنية " التي لم تغادرها يوما ً " لنكتشف كم كانت هذه الأجيال متقدمة على قياداتها فقد نزلت إلى الشارع بكثافة مطلقة مبدعة أساليبا ً متطورة من النضال الوطني تتلاءم وروح العصر وهذا مالم تفهمه هذه القيادات الكلاسيكية بعد ويبدو أنها لاتريد أن تفهمه كما نرى من ممارساتها ولهجتها .
نكررها ثانية وثالثة بأننا لن ننكر إطلاقا ً ولا يمكن أن يتنكر عاقل إلى أن قوانا التقدمية بقياداته الكلاسيكية ا قد فعلت ماتقدر عليه في سبيل تنوير المجتمع مع الأخذ بأخطائها التي أوردتها سابقا ً .
// لكن وحتى نضالها هذا على ثغراته لم يعد صالحا ً لهذا العصر لذا فإن عليها أن تتنحى جانبا ً مشكورة وتتوقف عن استحضار تاريخها واجتراره إن لم تكن قادرة على تطوير فكرها وعليها إفساح المجال أمام الكوادر الشابة الأكثر قدرة على فهم العصر والتعامل معه ونقول لها أن فكرها كان صالحا ً لزمن مضى وانتهى الأمر ولتحافظ على تاريخها في مكانه حتى لايتحول إلى عبء على العصر وأجياله .
إن مستوى التطور الذي وصل إليه العالم وإيقاعاته السريعة لم تترك فرصة لالتقاط الأنفاس لذا لامكان للخيول المتقدمة في السن في هذه الميادين التي تطلب الأمهار النشطة السريعة التي تحسن الجري في المضمار الذي تفهم طبيعته في سباق يقطع الأنفاس .
ماأقصده أنه على القيادات الكلاسيكية أن تخلي المكان للأجيال الشابة آخذة معها أفكارها وعقولها التي باتت صدئة ( وليعذروني ) .لأن الحزب أو الأحزاب ليست ملكا ً لها بل هي ملك المجتمع بما تمثله من فكر .
بصراحة فإن المسافة بين هذه القيادات حتى الشابة النمطية التي أنتجتها بعقلية توريث الأقارب والأبناء قد أصبحت على مسافة بعيدة من الشارع إلى درجة أن نسبة تمثيلها فيه قد تقلصت كثيرا ً وهي ماتزال تتقلص بمرور الوقت وما نخشاه هو أن نراها وقد انتقلت إلى غرف العناية المشددة .
يبقى على الأجيال الجديدة أن تفرض التغيير فرضا ً إذا مابقيت هذه القيادات الكلاسيكية والنمطية مصرة على احتلال موقع القيادة .
إن الشارع بما يحفل به من أفكار مختلفة تصل إلى حد التناقض الحاد تتحمل هي مسؤوليته كونها قد استسلمت للدعة ووهم الأمان مبتعدة عنه لتنخر به قوى التشدد الديني بما تحمله من عفن طائفي ومذهبي تكفيري والتي وجدت فرصة ذهبية لها لتملأ هذا الحيز من الفراغ الذي وفره التكاسل والاستسلام لأوهام الماضي عدا عن البلادة الفكرية التي وقعت فيها وتملكت عقولها وربما المساهمة في الفساد الذي طفحت مجاريره وانتشرت روائحه الكريهة
بصراحة أن مايسمى نخبا ً ثقافية عندنا لايمكن أن تستمر في حمل هذه الصفة في العصر الحالي وفي أفضل الأحوال يمكننا أن نضمها إلى التراث وهذا سيكون من حسن حظها لأننا ومن خلال مراجعة مسارها سيتأكد لدينا أنها مسؤولة عن عرقلة تطور الوعي المجتمعي .. مع الاحتفاظ بتقديرنا لها لأنها ساهمت في النقلة مابين أوائل القرن المنصرم ( العشرين ) وبين منتصفه ثم بدأت في المراوحة االمكانية والزمانية دون أن تسعى للبقاء في الشارع وفهم مايجري فيه من تحولات والمساهمة في تصحيح مساراتها ودراسة رغبات هذا الشارع وأحلامه وطموحاته .. لقد ملأت هذه النخب شارعنا بالشعارات المحرضة على التحرر الوطني وعلى التقدم وعلى الحرية وأفكار غائمة عن حقوق الإنسان متوسلة لذلك أفكار فلاسفة وباحثين وكتاب وأدباء من خارج المحيط مرددة مصطلحاتهم وتقسمت هذه النخب إلى مجموعات تتصارع فيما بينها وكل منها يسعى لإثبات صحة رأي هذا الباحث والفيلسوف أو ذاك دون أن يتوقفوا ولو للحظات للنظر في واقع هذا الشارع الذي كان ينظر إليهم باستغراب كمن يقف مدهوشا ً أمام اختراع لايدري شيئا ً عن تفاصيله وبالتالي لايمكنه أن يميز نفعه له من ضرره ." مع تقديري للقسم الأكبر من هذا الشارع ووعيه المتقدم وهنا أركز على لغة الخطاب ". وكانت هناك أعداد كبيرة من المتعلمين وأشباه المثقفين التي تتراكم بمرور الوقت وهؤلاء من ضحايا سياسات التعليم الغبية الببغائية المتلقية التي تتعارض مع منطق إنتاج العلم .
تلك السياسات التي اهتمت باستيراد العلم بدلا ً من السعي لتحويل المؤسسات التعليمية إلى منتجة للعلم .
هؤلاء كانوا يتوزعون إما بسبب الولاء الحزبي أو الإعجاب بالديكور وطريقة الإعداد وأسلوب صف وترتيب المصطلحات ليتابعوا منطق التلقي الذي جاء به أساتذتهم ووضعوه ضمن إطارات أنيقة ثم علقوها على الجدران لتكون مرجعا ً لهم // " يرجى العودة إلى مقالات بعنوان النخب الثقافية العربية بين التلقي والإنتاج " .

- يتبع .



#العربي_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حكي بالبلدي - من المحيط البائر إلى الخليج الفاجر .
- المطلوب حكومة وحدة وطنية في سوريا فورا ً/ 1
- الزهايمر إسلامي ووأد الحقيقة .


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - العربي سالم - المطلوب حكومة وحدة وطنية فورا ً / 2