أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أشواق عباس - منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي















المزيد.....

منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


على ما يبدو ، سوف تبقى الإشكالات الكبرى مطروحة داخل الكيانات العربيّة ، رغم المهادنة المؤقتة التي حققها منتدى المستقبل ، مابين الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي .
لقد طرح منتدى المستقبل الذي استضافته المملكة المغربيّة يوم السبت 11 / 12 /2004 تحت شعار “الشراكة في سبيل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا” السبل الناجعة للإصلاح ( بحسب المفهوم الأميركي ) في الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا . وحسب ما نقلته وسائل الإعلام ، فإنّ المنتدى المذكور انعقد تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية ، بمشاركة المغرب الدولة المضيفة ، وشارك فيه وزراء وممثلون عن الدول الصناعيّة الثمانية ، ووفود أوروبية ودولية ، اقتصادية وسياسية ، كما شاركت وفود عربية على مستوى الوزراء لأكثر من عشرين دولة عربية ، جاءت تنشد الإصلاح ، بعدما كانت تخشى نتائجه ، عندما أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية ، في آذار / مارس الماضي ، تحت اسم " مشروع الإصلاح والديمقراطية ، للشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا " وهو المشروع الذي شكل جدلاً داخل الدول العربية .
وبعقد هذا المنتدى ، يكون المغرب قد مضى في الطريق الذي يعتبره آمناً ، وهو الطريق الذي مهدته الإدارة الأمريكية ، برغم الإشكالية التي سبّبها الرفض الشعبي لهُ ، والتي مازالت تتفاعل نتائجها في مساحة المشاعر الوطنيّة للشعب المغربي .
لقد جاءت بداية الانطلاقة للمنتدى ، غير الرسمية ، في 25 / سبتمبر الماضي ، في فندق " والدوف استوريا " في نيويورك ، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حينما أعلن وزير الخارجية المغربي ، محمد بن عيسى ، " أنّ المغرب يشرفه أن يستضيف منتدى المستقبل .
وهذه المبادرة التي أطلقتها قمة مجموعة الدول الثماني عقب اجتماعها في قمة (سي آيلند) بولاية جورجيا الأمريكية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي بحضور قادة كل من الجزائر والبحرين والعراق والأردن وتركيا واليمن تهدف إلى تقديم الدعم في مجالات التطوير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، من خلال طرح العديد من القضايا كالديمقراطية والإصلاحات المؤسساتية وإشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن العمومي، وإفساح المجال أمام القطاع الخاص لإسناد الإستراتيجية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية لبسط سيطرتها على المنطقتين العربية والإسلامية.
وبالنظر إلى طبيعة المشروع والسياق الذي طرح فيه، والكيفية التي أخرج بها، فإنه قد أثار العديد من المواقف المناهضة وردود الفعل الرافضة، من منطلق أن المنتدى طبعة جديدة ومنقحة من المشروع الأمريكي للإصلاح في “الشرق الأوسط الكبير” والتي كانت قد أطلقتها الإدارة الأمريكية عقب احتلال العراق، والتي قوبلت وقتها بقلق وشجب في العالمين العربي والإسلامي، واعتبرتها العديد من الحكومات العربية محاولة لفرض المنظومة القيمية الغربية، ورغم أن مهندسي المشروع اقتنعوا بوجود صعوبات كبيرة في تمرير مبادرتهم واستدراج الدول العربية لاستضافة منتدى المستقبل، و استناداً لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية ، وما تحدّث به كولن باول ، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى ، فإنّ الجانب الأمريكي قد أطلق برنامجاً إصلاحيا للدول العربية ، يستند إلى القيم العالمية ، حسب التعبير الأمريكي ، بما تتضمنه من إصلاح وتطور في العملية الاقتصادية ، وما تستوجبه ضرورات حماية كرامة الإنسان ، على أساس ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية .

ويرى المراقبون في المغرب أن هذه المبادرة، والتي تهدف إلى “دمقرطة العالم العربي” وإرساء الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تترجم توجهات أوساط اليمين المحافظ واليمين المسيحي - الأمريكي الذي اتسعت دائرة تغلغله في مختلف دواليب صناعة القرار السياسي والعسكري والاقتصادي، وعلى الرغم من ظهور المشروع مغلفاً بلغة مهذبة وواعدة بكثير من الحسنات والانجازات التي ستغدق على العالمين العربي والإسلامي
لقد أثار إعلان المغرب العربي عن رغبته في استضافة منتدى المستقبل على أراضيه الكثير من التساؤلات التي كانت تبحث عن الأسباب التي تكمن وراء هذه الرغبة المغربية في عقد المنتدى على أراضيها على الرغم من المعارضة التي أبدتها بعض دول المغرب العربي لعدم رغبتها في أن يعقد المنتدى على أي دولة من دول المغرب العربي و هو ما تبنته رسميا رئاسة الاتحاد المغربي في الحادي عشر من حزيران الماضي حين أعلنت انه لا علاقة بين دول المغرب بما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط من جهة أولى و من جهة ثانية المعارضة الشعبية المغربية ( الخلية المغربية ضد منتدى المستقبل ) و التي تشكلت من عدة هيئات سياسية وحقوقية ونقابية، للتعبير عن مناهضة المنتدى لأنه، برأي هذه الخلية، يترجم ما وصف في وثيقتها التأسيسية ب “الوجه السياسي للعدوان العسكري الذي تمارسه الإمبريالية الأمريكية الصهيونية في العراق وفلسطين وغيرهما من بقاع العالم، كما أن المنتدى يهدف إلى التطبيع بالنسبة لشعوب المنطقة مع الغزو الإمبريالي ومع الاحتلال “الإسرائيلي” تحت غطاء الإصلاح الديمقراطي والتربوي والاقتصادي”. و هذه الخلية قامت بسلسلة من الخطوات والمبادرات كتنظيم ندوة فكرية حول مشروع “الشرق الأوسط الكبير” وشمال إفريقيا يوم الأربعاء المقبل، إضافة إلى أنها نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان المغربي قبيل انطلاق أعمال “منتدى المستقبل”، وكذلك نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر المنتدى أثناء انعقاده
و تأخذ الإجابة على سؤالنا لماذا المغرب بالذات اتجاهان الأول حسب الرأي الأميركي و الثاني حسب المصالح المغربية .
فبحسب وجهة النظر الأميركية وقع الاختيار على المغرب لعقد منتدى المستقبل فيه لأن المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي قطع في مسار الإصلاح الشامل أشواطا كبرى. وهو البلد الوحيد في المنطقة الذي تحترم فيه اليوم القيم العالمية الجديدة. وهو المثال المؤهَّل للاحتذاء به في عملية إقامة الإصلاح، لأن الإصلاح تم فيه بسلاسة ووفاق وطني وبسرعة قياسية، وتحقق فيه من الإصلاحات منذ بداية عهد الملك محمد السادس ما يتجاوز بكثير حجم الإصلاحات التي ائتلف المجمع الدولي على ضرورة تحقيقها في الشرق الأوسط.
أما الإجابة الثانية بحسب الدوافع و المصالح المغربية ( المصالح المتداخلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية ) فيمكن لنا تحديدها بالشكل التالي
1 - الأهميّة التي توليها المغرب لموضوع الصحراء الغربية ، بما يمثله هذا الموضوع من حساسية على المستوى الإقليمي ، وبما أفرزه من صراع ، وما أنتجه من إساءات وخسائر ماديّة وبشريّة ومعنوية ، طالت المغرب و هو ما كان أحد أهم الأسباب والدوافع التي جعلت المغرب أكثر قرباً لإدارة المحافظين الجدد في واشنطن . فإنّ حلّ مسألة الصراع التقليدي حول الصحراء الغربية ، من وجهة نظر إدارة بوش ، يستند إلى تقاسم الصحراء بين المغرب من جهة ، ومنظمة البوليساريو من جهة أخرى ، وهذا ما يحقق للملك محمد السادس الهروب من الاقتراح الأممي ، الذي اقترحه المندوب الدولي " جيمس بيكر " وهو الاقتراح القائم على إجراء استفتاء للشعب الصحراوي ، يتقرر في نتيجته مصير الصحراء الغربية ، وبعدما تبين للمغرب أن نتيجة الاستفتاء لم تأتِ لصالح ضمّ الصحراء للمغرب ، حسب قول جيمس بيكر نفسه ، من هنا جاء عقد المنتدى المذكور في المغرب كضربٍ من ضروب الاسترضاء للأمريكيين ، بعدَ الفشل الذي ألمّ بالسياسة الخارجية المغربية بهذا الشأن ، على المستوى الأفريقي والدولي ! .
2 - المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية ، يسعوا للتقارب مع المغرب ليشكلوا حضوراً قويّاً في الشمال الإفريقي ، يساهم في بناء وضع استراتيجي ، يعيق ربط الصلات والمصالح المشتركة ، ما بين الجنوب الأوروبي والشمال الأفريقي ، ويؤمن للأمريكيين التحكم بالموقع الجغرافي المغربي المهم .
3 - إنّ الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في دفع المغرب للانخراط أكثر فأكثر في المشروع الأمريكي العالمي في محاربة " الإرهاب " بغضّ النظر عمّا يسببه هذا الانخراط من تجاوزات لا إنسانيّة ، وامتهان لكرامة الإنسان المغربي ، ففي 20 / 10 / 2004 صدر تقرير عن منظمة هيومان رايتس ووش ، يفيد " بأنّ الحرب على الإرهاب تعرقل جهود المغرب لإحراز تقدم في الحقوق الإنسانية ! . فهل سيمضي المغرب إلى نهاية الطريق مع إدارة المحافظين الجدد ، في الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة ثانية في مشروع الشرق الاوسط
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- قراءة ثقافية في مشروع الشرق الأوسط الكبير
- النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية
- قراءة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- الانتخابات العراقية بين الواقع و المطلوب


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أشواق عباس - منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي