أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القدميري وفاق - أمام الحاسوب














المزيد.....

أمام الحاسوب


القدميري وفاق

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


بعد أن أشعل جهاز الحاسوب، وجد نفسه وبشكل عفوي يلج موقعه المفضل ، هذا الموقع الذي أخذ من الإهتمام الشيء الكثير . يقوم بإدخال عنوانه الإلكتروني ثم رقمه السري وهو متوجس ومترقب لكل جديد ستحمله له صفحته، غير أن هذا الجديد يتركز بشكل أساسي في طلب الصداقة الذي أرسله منذ ثلاثة أيام ، إسم قديم جديد ،يحمل أكثر من دلالة في ذاكرته وفي قلبه .

خاب ظنه مع عدم توصله بالموافقة علئ طلب الصداقة الذي أرسل ،تجمدت في ذاكرته صورة تلك الفتاة التي لطالما إعتبرها حبه الأول ،كيف لا وهو قد حملها في قلبه منذ كان في القسم السادس الإبتدائي ،في وقتها لا زال طاهرا بريئا ،صادقا ، وعذبا ، لايفهم من الحب إلئ أنه إبتسامة عفوية من فتاة مجدة ،طاهرة ،تختزل في عينيها براءة الكون .أحبها حبا علئ مقاس الاطفال ، حبا لطالما عبر عنه في رسوم ساذجة وبسيطة ،حين كان ينجز درس الفنون التشكيلية ، حيث إذا طلب منه أن يرسم شكلا معينا رسمها دون أن ينتبه .

إستدرك نفسه بعد أن هربت به الذكرئ نحو فتاة الطفولة التي بقيت عالقة في ذهنه رغم توالي السنين وتوالي الفتيات .

راح يقلب فأرته بين صفحات الأصدقاء وصفحات الإعجاب ، يقف عند جديد هذا في الكتابة ، وعند أخر النكت عند ذاك .

ثم تأخذه متاهات الثورات ، هته الثورات التي أصبحت حديث "الفيسبوك" قبل العالم ، فلكل ثورة صفحة علئ "الفيسبوك" قبل أن يكون لها وطن . هكذا جلس صاحبنا يطالع جديد الصفحات (عذرا الثورات) ،وجد نفسه متخبط إستعصى عليه فهم ما أمامه ، حيث أن إعجابه بما تحمله هذه الصفحات أفل قليلا ، فلم تعد كما البداية تجسد لوحة فنية يرسمها شباب هذا الوطن العربي بواسطة لوحة مفاتيح وشاشة ، ليتم نقل هذه اللوحة إلى الشارع ، لكن الأدوات تختلف فلوحة المفاتيح تحولت أجسادا هي أداة الكتابة ، والشاشة أصبحت العالم العربي كله .هكذا بدت له الثورات وصفحاتها بدءا ، لتصبح الأن في نظره كتلك العلاقات الغير الشرعية التي تستمد أفعالها من قصص الحب الخالدة ، وهي خالدة لأنها لم تتكرر وكل ما يتكرر فهو رديء

، ومن هنا نفهم أن أبناء هذه العلاقات الغير شرعية لن يكونوا سوى أطفال بتشوهات خلقية لن نجد لهم مسميات أفضل من الحروب الأهلية والعنف،وتقسيم الاوطان .

بعد أن إكتفى من هذه الثورات، ومن التحصر على هذا الوطن الكبير الذي قد يظهر أحيانا أنه (معمل له عمل ) علئ قول أخواننا المصريين ، فحتى الثورة بعد أن بدأت أملا إنتهت هذيانا وحمى معدية وضررها أكبر من نفعها .

عاد صاحبنا إلى حائطه الشخصي طلبا للهدنة والسكينة بعد جولة تصفح دامية.. عاد ليبدأ هو هذيانه المعتاد بين وضع المقاطع الموسيقية وكتابة الشذرات على الحائط ،أشياء بقدر ما تعكس ميول صاحبها وتوجهاته ومدى مزاجيته في ذلك اليوم بقدر ما تعكس رغبة خفية في جمع أكبر قدر من التعليقات والإعجاب .

وهو ملتهي بعمله هذا إذ بإخبار جديد يظهر على الشاشة، يطالعه فإذ به يجد طلبا للصداقة، هي فتاة لكنه بعد دخوله إلى صفحتها يجدها من النوعية التي لايفضلها، فهي صغيرة السن..ولطالما كان يؤمن أن التقرب إلى قاصر هو بمثابة الصيد أثناء الراحة البيولوجية ..هذه الفترة التي يمتلأ فيها البحر بالأسماك الحديثة الولادة ..بحيث أن الصياد يستغل هته الاسماك الصغيرة القليلة الخبرة ليمارس عليها فنونه وتقنياته وحنكته في الإصطياد ..لذلك إرتجى أن يرفض طلب الصداقة .

نظر صاحبنا إلى الساعة الصغيرة في أسفل الشاشة ..فلاحظ أنه لم يتبقى سوى دقائق على إنتهاء صبيب الانترنيت ..عجل بالإنتهاء مما كان يفعل وأغلق الصفحات الغير مهمة ..وبينما هو يهم بإغلاق حسابه ..إذ بإخبار جديد يلوح على الشاشة ..يطالعه على عجل قبل أن يدركه الوقت وإذ به يجد موافقة على طلب صداقة ..يتحقق منه .. ليجدها هي بالفعل فتاة الطفولة ..تنضاف إلى لائحة المتصلين .

يرسل لها كلمة شكر

تجيبه بالعفو ..يحاول أن يكتب شيئا ..لكن أفكاره تشتبك .. يرفع عينيه على الشاشة

ليجد أن كل شيء أصبح أمامه

(عذرا الشبكة غير متاحة) .



#القدميري_وفاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القدميري وفاق - أمام الحاسوب