أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - روفيدا كادي هاتان - زمن الكم ام النوع














المزيد.....

زمن الكم ام النوع


روفيدا كادي هاتان

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 23:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من يقرا بين سطور الماضي والحاضر يلتمس تفاوت ملحوظ حتى اصبح كالهوة السحيقة التي تفصل بين عالمين مختلفين تتصارع بينهما القيم والمباديء وما يضاف اليها من البديهيات المتعارف عليها حتى اصبحت الصفات تطلق كاسماء وليس كوصف يعطي انطباعا عما يصفه وقد اصبح هذا الفرق بعيدا عن الاستغراب لما تشهده المجتمعات من نمو سريع في الاعداد البشرية وفي سرعة التنقل بين الاماكن وبين الثقافات واختلاط الفكر وكثرة الجدل والنقاش في استعراض كل ما يخص الفكر الانساني وفي ظل هذا التمازج والاختلاط والكثرة والسرعة التي تسير بها هذه المجتمعات افرزت الكثير من التغيير بين الامس واليوم فالافكار التي كانت تطلق بالامس بنطاق ضيق اصبحت اليوم منتشرة بين الجميع ومتداولة الى ابعد حد واصبحت المجتمعات تستقرا زيادة ملحوظة في اعداد المتعلمين والمثقفين والمتدينين واصحاب المباديء السامية والمناضلين واصحاب الراي والفكر الحر والمطالبين بكل الحقوق التي تنص عليها قوانين حقوق الانسان حتى اصبحت المثالية هي الطابع المميز لكل الاشخاص وبالتالي المجتمعات التي اصبحت مصبوغة بلون عقلاني لا تشوبه شائبة.
ولكن....... مع ما نعيشه اليوم في ظل مجتمعاتنا اصبحنا نعي بان ما يغلف مجتمعاتنا من انطباعات خارجية لا يدخل الى صلب الحياة الواقعية فزيادة الاصلاحات المطروحة سطحية مسيسة حسب المصالح الشخصية وليس لصالح المجتمع واصبحت المباديء التي تحمل طابعا انسانيا بحتا تتغير مع تغير المصالح والظروف واصبحت الاعداد المتزايدة من المثقفين والمتعلمين مجرد ارقام لا تغني ولا تنفع وصفة الدين المنتشرة اصبحت من اجل نيل المكاسب ورفع الدرجات والحصول على المطامح وليس للاعتقاد الحقيقي بمباديء الدين واصبح الجميع ينادي بافكار هي اقرب الى المدينة الفاضلة في ظل مجتمع يفتقر الى ابسط المقومات الاخلاقية فالجميع يعلم ما هو جيد وما هو صالح ولكن التبرير سيد الموقف عند التنفيذ .
وعليه ما كان قليلا نفيسا قيما وراقيا اصبح دارجا كثيرا ليس له معنى مستهلكا مختلفا في كل شيء واصبحنا نعيش في زمن الكم وفقد النوع .
فهل اصبح تبادل الافكار السريع بين المجتمعات والوقع السريع لتقدم المجتمعات يتطلب من الانسان تبني افكار ضرورية له بسرعة من غير التعمق الحقيقي في هذه الافكار وبالتالي فان طريقة طرحا ونشرها اصبحت عشوائية غير متينة وغير قادرة على حمايتها حتى اصبح التخلي عنها اسهل بكثير من الالتزام بها وهل اصبح المثقف مجرد لقب يطلق على أي شخص يقوم باثارة الجدل والفتن من غير براهين علمية ولا فائدة مرجوة حتى اصبحت مجتمعاتنا اليوم تعاني من كثرة الجدل الذي لا ينفع وقلة العمل وما اكثر المدعين الثقافة والذين باثارتهم الجدل بامور لا يفقهون عنها الكثير اوسعوا مجتمعاتنا بالفتن والخلاف حتى اصبحنا نخشى الجدال باي اتجاه أو موضوع لئلا يعلو ضجيج الفتنة فما اقرب مثقفي اليوم الى جهلة الامس مع احترام القلة المتمسكة برجاحة الراي واستيعاب الاخر وطرح الحوار باسلوب حضاري تقبل به النتائج المنطقية الصحيحة من غير اضغان أو احقاد
واختتم قولي بهذا الاقتباس لو سكت من لا يعلم سقط الخلاف .



#روفيدا_كادي_هاتان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - روفيدا كادي هاتان - زمن الكم ام النوع