أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - عرقنة مصر















المزيد.....

عرقنة مصر


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عرقنة مصر
الديمقراطية التفكيكية و دورها في الثورة المصرية

هناك أوجه تشابه كثيرة بين العملية السياسية التي أجراها الاحتلال الأمريكي في العراق و تلك العملية السياسية الرسمية التي تجري في مصر حاليا. و هناك أوجه شبه بينها و بين الانتخابات الفلسطينية

التجربة العراقية في العملية السياسية

1 - فور الاحتلال الأمريكي الهمجي للعراق قسم المحتل – في صورة بول بريمر – الشعب و المجتمع العراقي إلى طوائف و قوميات كي يفتت وحدة الشعب و يقضي علي مقاومته
2 - لم يخترع المحتل الطوائف و القوميات في العراق و لم يخترع الطائفية و القومية المتطرفة فقد كانت قائمة و قوية بفضل سنوات طويلة من حكم الطاغية صدام حسين التي قضي فيها علي المجتمع و أستبدل كل مؤسسة فيه بنفسه و حاشيته و تاريخ الانتفاضات الشيعية و الكردية متواصل في العراق فلا توجد نظرية مؤامرة هنا. أنما المحتل عزز و دعم الاتجاهات الرجعية الطائفية القائمة و أعطاها الصبغة القانونية الرسمية
3 – شاركت إيران الملالي في تقسيم العراق الطائفي رغبة منها في السيطرة علي العراق مباشرة و عبر وكلاء و إنجازا منها للاتفاقات الموقعة بينها و بين المحتل الأمريكي لمساندته في غزو العراق و أفعانستان
4 – القوي التي شاركت في تقسيم العراق طائفيا معظمها قوي اليمين الديني الرجعية و المتخلفة – حزب الدعوة مقتدي الصدر الحزب الإسلامي الخ – و لكن منها أيضا كذيل لا لزوم له الحزب الشيوعي الخائن.
5 – علي هذا الأساس أطلقت الولايات المتحدة ما يسمي "العملية السياسية" و هي اسم حركي لعملية القضاء علي مقاومة الشعب العراقي المسلحة و تفتيت وحدته و ضمان هيمنة الأمريكي الأبيض
6 – ساهمت قوي اليمين الديني الرجعية ضمن صفوف المقاومة -خصوصا تنظيم القاعدة الإرهابي- في تأييد هذه العملية السياسية-رغم معارضتها لها سياسيا- بتحويلها المقاومة إلى عنف طائفي و حروب طائفية سرعان ما شاركت فيها باقي القوي و الميلشيات الطائفية. كي يتحول تقسيم العراق الطائفي إلى حقيقة مدعمة بالمليشيات و التطهير الطائفي و النزاعات المحلية
7 – أصبح المحتل الأمريكي في وضع الحكم بين الطوائف المتنازعة و بالتالي المستفيد الأكبر من العملية السياسية.

التجربة الفلسطينية في العملية السياسية
1 - عقب رفض ياسر عرفات للموافقة علي ما طرح عليه من جانب إسرائيل و أمريكا بالتخلي عن اللاجئين و القدس و قسم من أرض الضفة و أنطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية. بدء أطلاق "عملية سياسية" أيضا ضد الشعب الفلسطيني. عملية سياسية في مواجهة عملية تجزر الثورة الفلسطينية
2 – كان معلوما للجميع أن حماس لابد و أن تكتسح أي انتخابات بحكم فشل سلطة رام الله سواء علي صعيد التحرير أو علي صعيد أدارة الحكم الذاتي. لكن لم يكن مهما ما تمثله حماس كان المهم بالنسبة للأمريكي هو تقسيم الشعب الفلسطيني و باسم الديمقراطية جرت ضغوط علي ياسر عرفات لإجراء الانتخابات ثم حينما أتضح أن ياسر عرفات نفسه هو عنصر توحيد شعبي -رغما عن كل أخطاؤه و خطاياه – تم حصاره ثم قتله لفتح الباب أمام الانقسام الفلسطيني
3 – تصاعد الصراع بين الطوائف الفلسطينية – طائفة حماس و طائفة فتح – الذي توج باستقلال حماس بغزة كي يتحول الانقسام الطائفي لانقسام جغرافي. و رغم كل ما يقوله و يدعيه كل طرف فلا يوجد أفضل من هذا الوضع بالنسبة لإسرائيل.
4 - و كما في العملية السياسية العراقية سارعت القوي الرجعية من السعودية لإيران ومصر مبارك لدعم عملية التفتيت الفلسطينية بالمال و السلاح مرة تحت أسم المقاومة و مرة تحت أسم الصراع السني الشيعي العالمي الخ.
5 – انقضت سنوات طويلة فقط كي يمكن أن يجلس أمراء الطوائف الفلسطينية حماس و فتح علي مائدة التفاوض و لو كان لهم حدود مشتركة لأقاموا جدرانا بين بعضهم البعض مثل جدار الفصل العنصري الإسرائيلي

ما معني العملية السياسية

1 – العملية السياسية التي تطلق ضد العملية التحررية تستند أولا إلي واقع قائم و تحاول عبر الدعم المادي و التدخل الأجنبي المباشر و الحملات الدعائية خلق وضع ديمقراطي شكلي تفكيكي يجهض حركة المقاومة و التحرر
2 - الديمقراطية التي يجري تحت شعارها عملية التفتيت هي شيء لقيط لا علاقة له بالديمقراطية يمكن تسميتها ديمقراطية علوية ديمقراطية تسمح للطبقات الحاكمة أن تمارس صراعاتها و معاركها الدموية علي غنائم السلطة و في نفس الوقت تمنع الشعب من ممارسة حقوقه السياسية هي ديمقراطية معادية للحريات العامة. قال السادات من قبل أن ديمقراطيتنا لها أنياب و مخالب. و هي كذلك فعلا.
3 – الديمقراطية العلوية التي تشكل العملية السياسية تقتصر علي الانتخابات -حتي بدون ضمانات النزهة- و علي فتح الباب نظريا أمام التعددية السياسية. أي أنها تلبي مطامح الأجنحة المختلفة من الطبقة الحاكمة و لا تلبي أيا من المطامح الشعبية. و مثل هذا الترتيب هو معني "الفوضي الخلاقة" التي بشرت بها كونداليسا رايس وزيرة خارجية الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
4 – الديمقراطية تعني حقوق الإنسان و تعني دولة القانون و العملية السياسية تجري علي جثة ما تبقي من القانون و تنتهك كل حق من حقوق الإنسان. الديمقراطية تعني العلمانية و العملية السياسية تجري أيضا علي جثتها و من أجل اجتثاثها. الديمقراطية تعني حكم الشعب و العملية السياسية تجري علي أساس من قمع الشعوب كما حدث و يحدث في العراق و في رام الله و في غزة
5 – الديمقراطية التي تمثلها العملية السياسية الموجهة ضد العملية التحررية تعني فتح الباب أمام تشكيل مراكز قوي متصارعة ضمن الطبقة الحاكمة و تجنيد الشعب في صفوف هذه أو تلك من أجنحه الطبقة الحاكمة و الاحتفاظ بكل صور الحكم الاستبدادي من القمع المباشر و الاعتقال و التعذيب و القتل و الكيانات فوق القانونية و الشعب يعاني ويلات الصراع بين العصابات المتحاربة
6 – في غياب كتلة اجتماعية رئيسية مهيمنة و مع تضعضع جهاز الدولة بسبب الاحتلال يتحول الصراع السياسي للعنف الضاري كما نري في العراق و كما رأينا في فلسطين.فديمقراطية العملية السياسية العلوية لا تسمح ببناء مثل هذه الكتلة طالما تنزع عن الديمقراطية الحريات العامة و العلمانية و سيادة القانون. و بسبب أن "القوي السياسية" المتصارعة ليست أكثر من كيانات عصابية هدفها الأساسي ليس أتاحه مجالات أوسع لفئات معينة من الطبقة الحاكمة لكن هدفها هو مجرد السيطرة علي موارد الدولة انه سباق الناهبين
7 – لم تنشأ الديمقراطية في الغرب من عملية سياسية و أنما نشأت عبر صراع أجتماعي أجبر فيه الشعب الطبقات الحاكمة علي قبول درجات من الحريات العامة
8 – لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون الأساس المادي لها أي لا يمكن أن تنشأ ديمقراطية دون توزيع للموارد في المجتمع ينال فيه الشعب نصيبا معقولا من الثروة
9 – كل ديمقراطية برجوازية هي غطاء لديكتاتورية البرجوازية لكن محتوي هذه الديمقراطية من حريات عامة هو ما يجعلها مهمة بالنسبة للنضال الشعبي.

التجربة المصرية الحالية في العملية السياسية

1- انطلقت الثورة المصرية و انطلقت أيضا معها عملية تحررية أو عملية مقاومة و في مواجهتها تقوم الولايات المتحدة و المجلس العسكري و الحليف الإخواني بإطلاق "عملية سياسية" مضادة شبيهه كل الشبه بالعملية السياسية الفلسطينية و العراقية و هذا هو معني عرقنة مصر
2 - كما في العملية السياسية العراقية تشارك الأطراف المحلية و الدولية في عملية التقسيم و في الحالة المصرية يشارك الطرف السعودي و تشارك قطر وتمثل قطر بالذات نموذجا فريدا للتدخل الإمبريالي عبر المال و قناة الجزيرة. و أطراف أخري في عملية تفتيت المجتمع المصري تحت أسم "الديمقراطية" العلوية المعادية للحريات العامة
3 -علي عكس الواقع العراقي لا تتميز مصر بوجود طوائف قوية -الأقلية الدينية الوحيدة ذات الوزن هي الأقلية المسيحية و نسبتها للسكان حوالي 10% لا أكثر و لا يمكن أن تشكل طرف تقسيم للمجتمع مثل السنة و الشيعية في الحالة العراقية
4 – و علي عكس الوضع الفلسطيني لا تتميز مصر بوجود قوتين سياسيتين متعارضتين مثل حماس و فتح. لكن توجد مجموعة من القوي السياسية التي يمكنها أن تتصارع علي مغانم الدولة متي تم القضاء علي الثورة المصرية
5 – القوي الرئيسية التي تشارك في العملية السياسية الرسمية في مصر هي أيضأ قوي اليمين الديني. و الراعي الأساسي لها هو الولايات المتحدة عبر المجلس العسكري. و هذا يفسر أسراع السلفيين للتطبيع مع إسرائيل حتي يكسبون رضي الطرف الأمريكي
6 – جهاز الدولة في مصر تصدع بفضل نظام مبارك و بفضل الثورة و لذا يصبح الباب مفتوحا للصراع العنيف بين الفرقاء للهيمنة علي موارد الدولة.
7 – إذا عرفنا سياسية أي حزب أو منظمة بمعني تبنيها لمبدأ سياسي معين يمكننا القول أنه لا توجد في مصر قوي سياسية علي الإطلاق. فالقوي السياسية الرئيسية لا تتبني مذهبا سياسيا بعينه و لم تصل للنضج لدرجة بلورة مصالح من تدافع عنهم في صورة نظرية سياسية. مثلا الإخوان المسلمين أكبر منظمة سياسية في مصر لا تتبني مذهبا سياسيا معينا و محددا و يمكن مناقشته و أنما تتبني ببساطة و صول الإخوان للسلطة فتجدها تجمع بين أقوال حسن البنا عن شيطانية الأحزاب و بناء أحزاب و عن "تكفير" الديمقراطية و ممارستها الخ. فكل هذه الأمور ثانوية بالنسبة للإخوان الأساسي هو وصولهم للسلطة.
7 - المشكلة الرئيسية في مصر أن العملية السياسية المعادية للعملية التحررية الثورية تتبني الديمقراطية العلوية بينما العملية التحررية عملية ديمقراطية أيضا و أن كانت بالطبع ديمقراطية شعبية من أسفل.
هل تنجح العملية الديمقراطية من أسفل في هزيمة العملية السياسية الديمقراطية العلوية أم العكس هذا هو سؤال الثورة المصرية الآن.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف علي أوتار الثورة
- الدول المصرية
- ستنتصر ثورتنا رغما عن المجلس العسكري
- دعوة لعقد مؤتمر وطني للقوي الثورية
- معضلات الثورة المصرية في حلقتها الجديدة
- 18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير
- بالصلاة علي النبي
- ماذا ما بعد؟ مقدمة لخريطة طريق لانتصار الثورة
- بين الانتخابات المصرية و الحرب الإمبريالية الأولي
- مرة ثانية الإسلاميين
- تكتيك النظام و تكتيك الثورة
- التمييز الديني والعولمة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - عرقنة مصر