أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - مفتي الناتو الجليل















المزيد.....

مفتي الناتو الجليل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 14:07
المحور: كتابات ساخرة
    


إنها من بديهيات الاقتصاد السياسي، والأزمة الاقتصادية الغربية الخانقة على أشدها، أن يكون هناك سلسلة من الحروب القادمة في المنطقة وغيرها، ومن التمدد والانتشار العسكري الغربي في غير مكان من العالم، وذلك للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الغرب، والذي لا يمكن أن يحصل إلا بتصدير الأزمات، وإعادة تشغيل عجلات تروستات مصانع الأسلحة العملاقة التي تشكل عماد وركيزة الاقتصاد الإمبريالي الغربي عموماً والأمريكي تحديداً، وهذا ما سينعكس على باقي القطاعات التجارية والاقتصادية نظراً لترابط شرايين الاقتصاد بعضها ببعض. ولقد أدت الأزمة الاقتصادية العالمية في ثلاثينات القرن الماضي المعروفة باسم الكساد العظيم The Great Recession، مثلاً، إلى إشعال الحرب العالمية الثانية، وتدمير جزء كبير من أوروبا، تماماً، وتسويته بالأرض، فقط لإعادة بنائها من جديد، وما أعقب ذلك من ازدهار عظيم شهدته القارة العجوز، بعد تقديم وتمرير وتبرير مشروع مارشال المعروف عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية، ووزير الخارجية الأميركي منذ كانون ثاني/يناير 1947 والذي أعلنه بنفسه في 5 حزيران/يونيو 1947 في خطاب أمام جامعة هارفارد.
ولقد كشفت همروجة ما يسمى بالربيع العربي، الذي ينتجه، ويرعاه، رسمياً الصهيوني المتطرف برنارد هنري ليفي، والذي أعلنه بنفسه في كتابه "الحروب التي لا نحب"، نوفمبر/تشرين ثاني 2011، وفي ترجمة أخرى "خوض الحروب كرها"، عن نوايا غربية جدية لتصدير تلك الأزمة الاقتصادية، وعن توجه حثيث للإطباق على بلد غني وثري كليبيا وتدميره تمهيداً لإعادة بنائه على يد نفس من دمروه، ويكون عبر ثرائه النفطي مفتاحاً لحل جزء من تلك الأزمة. وقد كشف لاحقاً عن عمليات قصف وحشي وبربري غير مبررة لأهداف مدنية لا علاقة لها لا بالقذافي ولا بكتائبه، وكل ذلك بمعرفة وتوجيه من العقول الشيطانية التي كانت تدير تلك الحرب وتعرف ما تريد وما تفعله وإلى أين هي ذاهبة. وذات الأمر حصل في العراق حين جرت عملية تدمير عشوائية ممنهجة للبنية التحتية في ذلك البلد النفطي الغني. ومؤازرة لهذا الهدف الناتوي الجهادي المقدس النبيلك، يقوم "ثوار" سوريا السلميون الأشاوس(1)، اليوم، وعلى نحو ممنهج، بتدمير البنية التحتية في سوريا، تستهدف الشعب السوري واقتصاده ومعيشته بالمقام الأول، عبر تدمير محطات وخزانات الوقود، والكهرباء والسكك الحديدية، وأنابيب النفط، والمؤسسات الحكومية كالقصر العدلي، والمدارس، وغيرها.
وبالطبع، يستشعر الناتو وجنرالات الغرب وسياسيوه البعد اللا أخلاقي واللا إنساني والبربري لشن هذه الحروب التدميرية على شعوب المعمورة، عبر كل ذاك الدمار والخراب الذي تخلفه، وزهق تلك الأرواح البريئة والتي تكون عادة خارج أطر الصراعات السياسية الموجودة، لكنها تشكل وبكل أسف وقود تلك النزاعات وتذهب بالمجان. ويرجح البعض أن حرب برنار على ليبيا، التي سمّوها بالثورة الليبية، قد أدت لسقوط أكثر من مائة ألف ضحية بين قتيل وجريح ودمار كامل لليبيا. وأصبح كل هذا الجنون والبربرية والهمجية الأطلسية بحاجة لشرعنة وتبرير وتقديم غطاء إيديولوجي وعقائدي يضفى عليه طابعاً من القداسة من المؤسسة الدينية التي جرى تعويمها وترويجها وتزويقها وتسويقها، سابقاً عبر إضوائية إعلامية هائلة باتت من خلالها تسيطر على الشارع وعلى عقل ولب وقلب البشر وتوجههم، وتأخذهم وتعيدهم، وتأرجحهم بما يخدم مصالح البلاطات الحاكمة التي هي بدورها مجرد تابع للقوى الغربية الكبرى في العالم. وقد كان سماحة الشيخ الجليل يوسف القرضاوي حاضراً تماماً، في مقدمة مشهد الدم هذا، بعد أن تم نفخه وبهرجته كثيراً(2)، لإعطاء الناتو التفويض الشرعي، وإصدار فتوى شرعية بزهق روح القذافي وإهدار دمه الجماهيري، وتشريع قتله وشن الحرب على ذاك البلد، وبذا استحق الرجل بجدارة لقب مفتي الناتو الأول، وقد أصدر بالأمس القريب، أيضاً، فتوى شرعية بجواز الاستعانة بالأجنبي، أي الأطلسي، للتخلص من النظام السوري حسب نص الفتوى.
وستكون هذه الفتاوى، مع صمت مريب لمؤسسة الأزهر والفاتيكان على حد سواء، ضماناً لصمت الغالبية العظمى من المواطنين العرب الذين تم تجهيلهم عمداً، وغسل أدمغتهم، وتدجينهم دينياً من خلال السياسات التربوية المبرمجة وحملات التديين الرسمية الشاملة للأنظمة الحاكمة كي نصل لهذه الغاية الشيطانية الخبيثة التي نراها اليوم. وهي-الفتاوى- من جهة أخرى، سلاح تشهره الحكومات الغربية في تبرير إجرامها، لدى شعوبها، وأحزاب اليسار، وجماعات الضغط الحقوقية المستقلة، وتبرئ يدها من دم هذه الشعوب، عبر القول لشعوبها هاهي المؤسسات الدينية، ورموزها، تبرر وتطلب شن تلك الحروب، وأن حروبنا هذه تأتي ضمن عمليات إنقاذية وإنسانية مبررة دينياً، وشرعياً، وأممياً عبر تفويض من مجلس الأمن، وهذا في صلب فلسفة برنارد هنري ليفي في حروبه التي لا يحبها.
إن أجندة الناتو تحفل، وتزدحم، على ما يبدو بعشرات مشاريع الحروب المبرمجة والاستباقية والمعدّة سلفاً، والجاهزة للتنفيذ وفق السيناريوهات، إياها، وكلها ستكون موجهة نحو دول المنطقة، أي للشعوب العربية والإسلامية، ولن تكون دول مثل مصر، والأزمة والفوضى اليوم في أوجها فيها، ولا الجزائر(3)، أو حنى السعودية، ذاتها، والأردن، بمنأى عن ذلك، وهذه الأجندة بحاجة، دائماً، للغطاء والتبرير الإيديولوجي والديني المقدس، للقيام بها وضمان صمت الشرق والغرب، حيالها، ومن غير القرضاوي كي يقوم بهذه المهمة النبيلة والجهاد الناتوي المقدس؟ وقد حوّل الشيخ المتدروش القرضاوي(4) منبره الديني في الدوحة، من جامع عمر بن الخطاب، مع المؤثرات الإعلامية لقناة الجزيرة، إلى منصة لإطلاق الفتاوي لقتل الشعوب وتدمير الأوطان وهدر أرواح الناس، وذلك تمهيداً، وقبل أن تشتغل ذات منصات إطلاق صواريخ الناتو لتفتك بالحرث والضرع، وهذا ما بات يسميه العربان، وكتائبهم الثقافية المدججة بالبترودولار، بعلم الثورات، وفي وراية أخرى بـ"الربيع العربي"، هكذا، أي وأيم الله، والله أعلم، على أية حال.
(1)- أُعلن أمس عن ترقيات في صفوف ما يسمى بالجيش السوري الحر، إلى رتب عالية، واستثنائياً كما جاء في نص القرار، وذلك لتواضع رتب من يسمون بالمنشقين، وهذا ما يؤكد بدوره على عسكرة، وعلى الطابع العنفي والحربي والقتالي المسلح لما يسمى بالثورة السورية.
(2)- كان القرضاوي، وبغرابة غير معهودة، وباستفزاز كبير، وهو مجرد واعظ ديني يحفل الشارد الديني العربي الوعظي المتدروش، بالآلاف المؤلفة منهم، يستقبل استقبال الفاتحين الأبطال وعلى السجاد الأحمر في البلاد المسماة عربية، وصوره الشهيرة مع القذافي، تعطي فكرة مرعبة عن مدى الدهاء والتقية والمكر والباطنية والخبث الذي يتحلى به مشايخ التأسلم السياسي.
(3)- في الاجتماع الوزاري العربي الشهير حول تعليق عضوية سوريا، قال حمد بن جاسم، وبالحرف الواحد، لمراد مدلسي، وزير خارجية الجزائر، الذي بلع الإهانة ولم ينبس ببنت شفة، وباللهجة الخليجية "جايكم الدور". والرجل، بن جاسم، يلعب، وعلى ما يبدو، ها هنا دور متنبئ الربيع العربي، قبل أن يكون منسقه ومبرمجه ووكيله الوحيد في المنطقة.
(4)- بات هذا الداعية القطري، مصري الأصل، واحداً من أغنى أغنياء المنطقة وأثريائها الكبار، وجاء ذلك ضمن تصنيف شهير لمجلة فوربس الأمريكية، العام قبل الماضي، وذلك جنباً إلى جنب مع المشعوذ الدجال، والممثل الكوميدي المصري، أيضاً، ويالمحاسن الصدف، عمرو خالد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة العرب في سوريا
- لماذا بق برهان غليون البحصة؟
- سوريا تشكّل العالم الجديد
- الجيش السوري في دائرة الاستهداف
- القرآن وأنبياء الربيع العربي
- وا برناراه!!!
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء
- جاييكم الدور
- سوريا ليست ليبيا2
- سوريا ليست ليبيا 1
- فضائح إعلامية إصلاحية سورية
- متى يتحضر العرب؟
- لماذا لا أخشى من الله؟
- أين عزمي بشارة؟
- مجازر إعلامية سورية
- لماذا لا يعتذر حزب البعث للسوريين؟
- السيد وزير الإعدام السوري: أنت متهم
- هل وصلت بوراج عسكرية روسية إلى سوريا؟


المزيد.....




- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - مفتي الناتو الجليل