أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فراس سليمان محمد - الضحك














المزيد.....

الضحك


فراس سليمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التجديف والضحك هذا مايروق لي أن أدافع عنه الآن . هناك كلمات كثيرة أخرى يمكن ذكرها والأجدى هنا نسيانها إذا لم أقل تأجيلها. التجديف لأن الإيما ن عاد ليكتسح العالم بضراوة ‘ الضحك لأن الكآبة ترشح من كل الأشياء.
ماالفرق بين المشاركة بالحياة (الدخول في نيسجها) وبين التعاطي معها ؟ ماالفرق من ان تكون ابنها الشرعي أو (نغلها) يتيمها‘ الذي يسائلها ليربح نفسه فيخسرها ولايكون؟؟؟ . ليس في الاجابة من جديد .
إذاً
أنت أيها المقطوع المنقطع دعوتي لك بالتجديف متأخرة اذا لم تكن باطلة بحكم أنها متحققة بالقوة والفعل . فكل عمليات الالغاء الممنهجة والهجمية التي تمارس بحق وجودك تدفعك للتجديف ‘ بغض النظر عن التركيب الايماني المعقد لهذا التجديف‘ أو تجلياته. انه صراع كينونات قامعة ومقموعة .
أليس هذا شيئا يبعث على الضحك كما يبعث على الدمع والدم !
إذاً ماأريد أن أدافع عنه وأدعو له الضحك .. الضحك فقط لأنه إذا حقّت المطالبة فإنها تحقّ بما هو ناقص . الضحك ليس بوصفه معادلاً للعبث بل على انه من أهم القيم المهدورة ‘لأنه ضفة منسية أُهملَ السعي نحوها ‘لأنه تفصيل وليس هدفاً.
يتأسس الضحك على أرضية المشاركة .
لم أكن أتخيل أنّه يمكن لواحد مثلي أن يدعو للضحك و.... المشاركة !
كأن في هذه المحاولة استنفاداً لطاقة الحياة والموت ‘ رشحاً لفيض السأم ‘ في سيرة تتآكل بعيداً من شدّة وحدتها أو ربما وهم وحدانيتها ‘ محاولة مدفوعة بالخوف والحاجة إلى التغيير . محاولة لأزاحة بعض من ثقل الكآبة ‘
الكآبة التي تتسرب أسرارها وتفضحها أية حركة تتأتى منها أو من الآخر مكترثاً أو شارداً تلك التي تشتد ‘ فتسدعي نقيضها .
هل الضحك وجه الفرح ؟ لاأعرف ‘ لكنه دون شك مبايعة لاتحتاج صفة لغزارة الحياة التي تأكدت للتو عندما غذاها المنبثق منها الذاهب ليحتل عنوانها (ال ض ح ك ) ‘ بسبب من قوته _ طغيان مؤقت يحتمل الأبدية _ لأنه ذروة كلام ما ‘ فعل ما ‘ قفلة على هيئة عتبة .

غالباً ما تخرّب الفكرةُ الفعل ‘ وغالبا الفعل ليس أكثر من جمال ناقص أو تشويه زائد للفكرة . غالباً الضحك هو الابن العاق للفكرة والفعل الأكثرجذباً للانتباه .
ولأنك أيها الضحك أكثر براءة من الداعين إليك واكثر رونقاً من الذين يمارسونك دون فلسفة ‘ دعوتي إليك مضحكة وفيها قدر من الادعاء يساوي ذاك الفدر من الحاجة ‘ولأني سئمت هذه الكآبات هذا التماس المديد مع الموت ‘ ببساطة لأنني لم أجن بعد ولم أمت ‘ أذهب إلى التجريب وأستعد للفشل ‘ ولأن آخر أي مفهوم يستدعي نقيضه ‘ البرهة الآن منقلَب وليس انقلاباً ‘ برهة مشحونة بالرغبة بالجديد و...وبكَ.
أعرف ليس الضحك نتاجاً لقرار .
أعرف ثلاثة أرباع مياه الضحك نأتي من منبع السخرية ‘ أعرف السخرية طاقة الشر عارية أو مهذّبة .
أعرف الضحك أن تقول أن تفعل شيئاً لكن هل حدث مرة وجاء الضحك من الصمت ‘هل الضحك نص يمكن الحذف منه والإضافة إليه؟ غالباً هو قطعة صغيرة تحتوي على آليات حركية فعالة وسريعة ‘ ماأن تبرق لتنطفئ ‘
مفارقة لن يتأتى لها أن تكون سياقاً ‘ إنها محور يخرق السياق عرضياً .
الضحك ضرب للمعيار ‘ بنائية جديدة للقوانين لاتكترث بالتأسيس .مرهونة للزوال والتهدّم كما للنهوض والبروز .
لأعدْ لي ‘ لاأعرف ما يضحكني بالضبط ولكنه من الصعب ان أضحك للكوميديات والنكات أقصد للتأليف متوخياً الاضحاك ‘ ربما أقهقه لطزاجة العفوي وغير المقصود ذلك ما يهبني فرصة إعادة التأليف بسرعة تتساوق مع ردة الفعل . كأنها خصائص أشخاص سوداويين . !
كيف يمكن التعامل مع كل الخراب الذي يسود العالم ؟ دائما ثمة من يخطط ويعمل من يحلم ويجتهد . عظيم ‘ أنا هنا مؤقتاً ‘ تجتاحني رغبة بالضحك على كل شيء .
على الوطن والامبريالية ‘ القيم المقدسة كلها‘ الجنة والنار وكل مستلزماتهما ‘الأغاني والأشعار ‘ الشعارات والنضال ‘ تحديدا (المقاومة)والكلمات التي على غرارها والتي تحتاج جمعياً لإعادة إنتاج . كل تلك ‘ الثنائيات آلاف الكلمات والأشياء .
أضحك وبهستريا على نفسي ‘ لربما يتعطّل الموت قليلاً .



#فراس_سليمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناشيط مجموعة شعرية لعلي حميشة
- قصائد الجبل
- مطر غزير


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فراس سليمان محمد - الضحك