المخابرات الإيرانية تدير عمليات تخريب العراق من معسكر سري بمنطقة سبيدار الأحوازية الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي للمدار

الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي للمدار
باحتلال العراق فقد اللأحوازيين أهم سواترهم النضالية
المخابرات الإيرانية تدير عمليات تخريب العراق من معسكر سري بمنطقة سبيدار الأحوازية

+ما تأثير احتلال العراق على نضال الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي؟
++في الحقيقة ان الجبهة الديمقراطية الشعبية بدأت نضالها وتأسست في الاحواز بقدرات ذاتية احوازية ولم تكن لا في مرحلة التأسيس ولا حتى يومنا هذا تتاثر في ثوابتها عند تغييرأي وضع في المنطقة اوفي العالم لكن هذا طبعا لا يعني أنه لا يهمنا ما يدور حولنا وانما نضاليا بنت الجبهة نفسها لتكون مستقلة وقائمة على الذات وعلى قدرات شعبنا العربي الأحوازي بالدرجة الأولى ومساندة الأشقاء بالدرجة الثانية. اما اهداف الجبهة فهي قومية ووطنية واضحة وشفافة، قومية حيث اننا ولا شك في هذا، اننا نعتبر الشعب العربي الاحوازي جزء لا يتجزأ من الامة العربية وعلى هذا الأساس كل ما يصيب الامة يصيبنا.اما ما اصاب العراق الشقيق بالتأكيد كان له الأثر العميق على شعبنا وعلى جبهتنا خاصة وان ما يربطنا بالشعب العراقي كثير وعميق والعراق عمقنا الاستراتيجي الذي يربطنا بأمتنا. فـالعراق هوامتدادنا باتجاه امتنا وباحتلاله من قبل الامريكان فقد الاحوازيين في المرحلة الراهنة احد سواترهم النضالية رغم ان الجبهة لم يكن لها أي ارتباط وبأي شكل بالنظام السابق في العراق قبل الاحتلال نظرا لعلاقة السلطة بالشعب العراقي وعلاقاتها السلطوية مع شعبنا. ومن الجانب العملي فـاحتلال العراق وعدم استقراره والتغييرات المحتملة في الخارطة العراقية جعلت أمامنا واجبات ومهام نضالية وحقائق جديدة لابد وان نتعامل معها بجدية.
+كان الأحواز لفترة منطلَقاً لبعض العمليات التخريبية التي تقوم بها المخابرات الايرانية داخل العراق ما موقفكم من هذا وما ملاحظاتكم عليه؟
++ حول ان يصبح الاحواز منطلقا لعمليات تخريبة في العراق اننا نعتبر هذا امرا طبيعيا نظرا لوجود حدود واسعة بين الاحواز السليبة والعراق من جانب ووجود عناصر مرتزقة من الناطقين بالعربية تابعين لسلطات الاحتلال وهم من العراقيين الذين ينحدرون من اصل فارسي ومن القوى المعادية للنظام السابق والمناصرة للنظام في ايران، وهذا ما يسهل الامر لتنفيذ برامجهم التخريبة في العراق فهناك عدد من مراكز قيادة التخريب ومنها معسكر سري بمنطقة سبيدار الاحوازية يقوم بتجهيز وتدريب المخربين في العراق سواء في زمن ما قبل سقوط بغداد وما بعد الاحتلال وما تغير هوتغيير المهمة هذه المرة حيث الهدف هذه المرة بث الطائفية وقتل العلماء العراقيين ونهب ثروات العراق الاقتصادية والاثرية, اما موقفنا من هذا الامر فهوواضح اننا ندين هذه الاعمال بشدة ونعتبرها خرق لكل القيم الانسانية والاسلامية والدولية. اما ملاحظاتنا واضحة وهي ان ايران نظام توسعي ولايمكن لدول الجوار العربية ان تثق به مهما تلونت شعاراته وبالتالي علينا مواجهته واضعافه واحد سبل اضعافه هومناصرة الشعب الاحوازي.
+ما رأيكم بوجود منظمة مجاهدي خلق داخل العراق ولماذا جمدت أمريكا هذه التسمية وما هوالدور القادم لهذه المنظمة برأيكم ولمصلحة من؟
++ما كان يجمع بين العراق والمجاهدين سابقاً هوالعدوالمشترك. اما سبب تجميد عمل هذه المنظمة والذي بدأ قبل بدء الحرب على العراق هوالخوف من هذه المنطمة ان تُستخدم من قبل العراق خارج الحدود لذا جُمدت من قبل الامريكان واعتبرتها في ما بعد أوروبا كمنظمة ارهابية نظرا لعلاقتها بالسلطات العراقية قبل احتلال العراق، والكل يعلم ان منظمة مجاهدي خلق والتي لديها الالاف من المناصرين في الغرب كانت تعمل بشكل علني على الساحة الاوربية والامريكية دون ان يتعرض لها احد .وفي ما يخص دورها القادم اننا نعتقد ان امريكا سترفع عنها هذه التسمية وتسمح لها بنشاط مجددا للحصول على المزيد من التنازلات من ايران ولتخويف ايران بها. وحول استمرار تجميد عمل المنظمة في العراق فهذا ياتي في سياق الضغط علئ السلطات الايرانية والتعامل معها على اساس قاعدة اللعب بالأوراق المتاحة، فـامريكا تسعى للحفاظ على ايران موحد دون المساس بتركيبته حيث تعتبره حليفها الاستراتيجي في المستقبل بعد تغييرات تراها ضرورية في منهج النظام أوباستبداله بأفضل منه من اجل السيطرة على كامل منطقة الشرق الأوسط وعلى ذخائرها النفطية.
+تتكلمون عن الهيمنة الإيرانية المتلبسة بلباس الإسلام هل لكم أن تشرحوا ذلك؟
++ان السلطات الإيرانية سواء كانت قبل ثورة الشعوب في عام 1979 اوبعد ان سَرقت الثورة كانت تنادي بالاسلام والدين الاسلامي وكانت قد وعدت الشعوب غير الفارسية ومنها الشعب العربي الاحوازي والذي كان له الدور الابرز في انتصار الثورة نظرا لوجود مصانع النفط وغيرها في الاحواز كانت قد وعدت بارجاع جزء من حقوقه القومية ومنها الدراسة بالعربية وفتح مدارس وسلطة محلية وغيرها من الحقوق القومية والانسانية ووافق الاحوازيين ووثقوا بالمواعيد ولكن بعد انتصار الثورة نكث الايرانيين وعلى رائسهم الخميني بكل الوعود وطرد الوفد الاحوازي المفاوض وارتكب النظام بعد ذالك مجزرة المحمرة التي راح ضحيتها اكثر من 500شهيد احوازي والآف الجرحى والمبعدين والمهجرين وبدات السلطات الايرانية تمارس نفس السياسات العنصرية الفارسية وباشرت سياسة التفريس ونهب الثروات والقمع لكل من ينادي باسترجاع حقوقه القومية والانسانية وشمل هذا مصادرة الاراضي المزروعة المملوكة للعرب الأحوازيين واستبدالهم بالفرس ومصادرة مياه الأنهر ونقلها للعمق الإيراني وللدول المجاورة وتهجير الاحوازيين وجلب المستوطينين الفرس وهذه السياسة مستمرةحتئ يومنا هذا . اما ما تتعامل به مع المسلمين السنة في الاحواز وحتى مع الفرس انفسهم فهوعنصري وطائفي الى ابعد الحدود فمثلا لا يحق لأي سني ان يكون رئيساً للبلاد أو يترأس مناصب هامة كما لا يسمح ببناء جامع واحد للاحوازيين السنة ولا يذكر في مناهج التدريس الايرانية أي فضائل عن الصحابة أو أهل السنة وبالعكس تنسب للصحابة والمقربين من الرسول نسب لا تتناسب مع القيم الاسلامية والانسانية وكل هذه وغيرها في الشأن الداخلي، وأما حول عداءها لإسرائيل فقد انكشف سر علاقاتها واستلام بعض اسلحتها من اسرائيل اكثر من مرة على وسائل الإعلام كما وتحدث قادة النظام في مناسبات عدة عن تعاونهم مع الأمريكان للهجوم على افغانستان والعراق ومساعدتهم بخمسمائة الف مليون دولار الى حكومة كرازاى ليس إلاّ دليل قاطعا على زيف شعاراتها ولا نريد ان نتحدث عن وقوفها الى جانب الروس في حربهم ضد الشعب الشيشاني. كلها دلائل على لا اسلامية النظام الحاكم في ايران.
+في رسالتكم الموجهة لمؤتمر القوى القومية والإسلامية في بيروت نددتم بالصمت العربي الرسمي وتنصله عن تحمل مسؤولياته، فما هي مطالبكم من الجهات الرسمية العربية وإلى أي حد تعولون عليها؟
++ اننا نميز بين الموقف الرسمي والموقف الاهلي، طلباتنا من الجهات العربية الرسمية لا تتجاوز قبول ممثلين عن الاحوازيين في الجامعة العربية كخطوة اعتراف بنضال الشعب العربي الاحوازي المشروع واكدنا في اجتماعاتنا المتعددة هذا العام مع الاخ الدكترعمر موسى الامين العام لجامعة الدول العربية هذا المطلب وهومطلب مشروع وعلى جامعة الدول العربية الاعتراف بعروبتنا وحقنا في تقرير المصير ، كي يكون هذا الإعتراف سلم لقبولنا من جهات رسمية اخرى مثل الامم المتحدة وغيرها. اما الجهات الرسمية العربية فـبامكانها عمل الكثير اذا ما ارادت ذلك وابسط ما يمكن فعله من الدول العربية فتح جامعاتها لطلبة الاحواز كخطوة قومية وانسانية ضد سياسة التفريس التي تمارسها السلطات الايرانية في الاحواز . لا توجد لدينا أي علاقة مع أي جهة رسمية عربية حتى الآن غير علاقاتنا الأخوية بالجامعة العربية .
+تقولون إن عدم النظر إلى القضية الأحوازية وإهمالها من قبل القوى القومية والإسلامية سيعطي مبرراً للكثيرين من ضعفاء النفوس للجوء إلى الأجنبي, من تقصدون بضعفاء النفوس وهل يوجد ضمن الحركة النضالية الأحوازية من يقبل التعامل مع الأجنبي والاستفادة من التناقضات السياسية لخدمة القضية الأحوازية؟
++ هناك امور لابد وان تُاخذ بالحسبان اولها ان الشعب الاحوازي يواجه عدوا شرساعنصريا وتوسعي وان اهمال ابناء الامة للقضية الاحوازية يضعفهم امام هذا العدومما يجعل بعضهم يفكر في البحث عن قوى تتفق مصالحها مع مصالح الاحوازيين لمواجهة هذا العدو، وما يخيفنا نحن في الجبهة ويجعلنا ان نتمسك اكثر ونقترب اكثر لامتنا دون غيرها في المرحلة الراهنة الحساسة. وفي الوقت الذي يتوقع العرب ان لا يقترب الاحوازيين من أعدائهم من امريكان وصهاينة لماذا لا يقدمون الدعم للقضية الاحوازية ويناصروها مثل ما يناصرون الشيشان والبوسنة؟
الظروف الاقليمية والدوليةتتغير بسرعة ونظرا لاهمية الاحواز النفطية والاقتصادية ومكانها الاستراتيجي لا نستبعد ان يتواجد كرزاي اوجلبي اخر في الاحواز خصوصا وان لدينا الكثير من المؤشرات في المرحلة الراهنة تدل على ذلك ولا نريد الاستعجال في تسمية أي جهة معينة.
+إلى أي حد وصلت سياسة التفريس للأحواز وعمليات القمع السياسي التي يتعرض لها الأحوازيين وما موقفكم من سياسات التفريس؟
++بدات سياسات التفريس في الاحواز منذ بدء الاحتلال في العشرين من نيسان 1925 حيث قامت السلطات الايرانية بعد استقرارها بابدال الاسماء العربية للمدن وكل المعالم العربية حيث استبدلت المحمرة بـ(خرمشهر) وعبادان (ابادان) والخفاجية (سوسنكرد) والفلاحية (شادكان) والاحواز (اهواز) وهكذا اسماء الانهر وزورت المعالم التاريخية ونهبت وهدمت الكثير منها وكما انها منعت الدراسة العربية واللباس العربي وقامت بابعاد الكثير من مشايخ الاحواز إلى مدن فارسية كما هجرت الاف العوائل الاحوازية إلى مدن ايرانية واشترطت وقتها على كل من يريد ان يتوظف في دوائر الحكومة بابدال كنيته العربية بفارسية. كما باشرت السلطات الايرانية بجلب الالاف من المستوطنين وسهلت لهم كل مستلزمات الرخاء والامن وباشرت ببناء مستوطنات فارسية خاصة كما فعل الصهاينة بفلسطين كما صادرت الاف الهكتارات الزراعية وأهدتها لمستوطنين فرس جلبتهم لهذا الغرض من العمق الإيراني وهذه السياسة تضاعفت في زمن الجمهورية الاسلامية واصبحت اكثر ممنهجة.
+ تقولون إن الشعب العربي الأحوازي شعب مسالم ولا يريد الدخول بدوامة العنف.. يمكن أن يتولد العنف إذا فشلت الأساليب السلمية، إلى أي حد يمكن أن تتحملوا ظلم المخابرات الإيرانية واضطهادها للأحوازيين قبل أن تنتقلوا من سياسة النضال السلمي إلى العمل العسكري؟
++ ان شعبنا الاحوازي قبل الاحتلال أوبالتحديد عند ما هاجمت القوات الايرانية بقيادة رضا خان الحدود الاحوازية ولم تجتازها دخلت بتفاوض مع الايرانين لايجاد حلول سلمية بواسطة بريطانيا وكل الاسنادات الموجودة تدل على ذلك ولكن خدع الايرانيين الشيخ خزعل ودخلوا الاحواز بحجة مطاردة معارضي الحكومة الايرنية وبموافقة احوازية ووساطة بريطانية حتى غدروا بالشيخ خزعل وأسروه وهم ضيوف في يخته وسط شط العرب ونقل ليلا من المحمرة إلى ثم الى طهران واعلن احتلال الاحواز كما غدر الايرانيين بشعبنا ابان ثورة الشعوب ونكثوا بوعودهم وارتكبوا مجزرة المحمرة ومع ذلك فقد استمر شعبنا بنضاله السلمي كحل بين الجارتين المسلمتين اما حول الشق الثاني لسوائلكم وما يتعلق بالكفاح المسلح اننا نؤكد ان في كل تلك الفترة وحتى يومنا هذا كانت ومازالت حركات احوازية ترفع السلاح ضد الاحتلال وحين نقول ان الشعب الاحوازي شعب مسالم ولا يريد الدخول في دوامة العنف هذا لا يعني ان الشعب الاحوازي لن يرفع السلاح للدفاع عن نفسه واسترجاع حقوقه المغتصبة وطرد الاحتلال.
+ اتهمكم رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الإيراني بتلقي دعم أمريكي، ما ردكم عليه، ولماذا أطلق هذه الادعاءات بحقكم، وإلى أي حد يمكن أن تتقاطع مصالحكم النضالية مع العداء الأمريكي الإيراني؟
++ ان رحيم صفوي لم يتهمنا بالاسم مباشرة وان سلطات ايران لا تجرؤ ان تقول ان هناك تنظيمات احوازية ناشطة تطالب بحق الاحوازيين وهذه سياسة تعتيمية تمارسها ايران ضد كل ماهواحوازي بل انه اتهم الحركة الساسية الاحوازية وغيرها من الحركات القومية المضطهدة بتلقي مساعدات امريكية وانطلقت هذه التصريحات والتهديدات من ارض الاحواز. أما حول ردنا فنحن ننفي وبشدة هذه التهم للحركة السياسية الاحوازية كما اننا نعتقد ان تصريحات صفوي هذه تاتي في سياق تبرير موجة من الاعدامات والقمع القادم بحجة الوجود الامريكي في المنطقة ففي كل مرة يجد الايرانيين لانفسهم مبرر لارتكاب مجازر في الاحواز .
+ انطلقت في سورية مؤخرا لجنة شعبية لنصرة الشعب الاحوازي من وراء اللجنة واهدافها وما هي مساعيكم لتفعيل القضية الاحوازية لدى الشارع العربي ؟
++ اسمحوالي قبل كل شي ان اتقدم بشكري لكل السيدات والسادة الاشقاء الأعضاء في لجنة نصرة الشعب الاحوازي في سورية. اما من هووراء اللجنة بالتاكيد ان الحمية والنخوة العربية هي وراء هذه اللجنة.

صمت مشين للصحافة الأمريكية رغم بشاعتها
مذابح الفلوجة... تكشف أزمة انحطاط المجتمع الأمريكي الأخلاقية

إعداد إسلام السعدني

دخلت مدينة الفلوجة العراقية التاريخ من الباب الذي تُسجل فيه المذابح والمجازر التي ارتكبتها القوة العسكرية الأمريكية الباطشة وما أكثرها منذ أن ظهرت الولايات المتحدة إلى الوجود قبل أكثر من قرنين من الزمان وبالتحديد عام 1776 على يد جورج واشنطن.
ف(الفلوجة) تلك المدينة السنية الواقعة غرب العاصمة العراقية بغداد كانت مسرحاً لعملية إبادة واسعة النطاق نفذتها قوات الاحتلال الأمريكي مدعومة ببعض الوحدات من قوات الأمن التابعة لحكومة (إياد علاوي)، وهي مذبحة تسربت أنباؤها إلى وسائل الإعلام على الرغم من التعتيم الإعلامي الشديد الذي حرصت واشنطن على فرضه على الجميع سواء داخل العراق أو خارجه.
وقد أثار ما تسرب من أنباء غضب الرأي العام ووسائل الإعلام في كل مكان في العالم تقريباً ما عدا الولايات المتحدة التي أصمت وسائل الإعلام فيها آذانها إلا قليلاً عن الجرائم التي ارتكبت في المدينة العراقية البائسة..
وقد كان هذا الصمت المشين محوراً لمقال للكاتب (ديفيد وولش)، ندد فيه الرجل بقسوة بالصمت الإعلامي الأمريكي المطبق على ما شهدته الفلوجة من مجازر، مشيراً إلى أن هذا الموقف المخزي جاء على الرغم من إقرار العالم بأسره بأن هناك أحداثاً مروعة جرت في هذه المدينة العراقية.
ولتوضيح هول ما جرى في الفلوجة استعان (وولش) بما ذكره مراسل صحيفة (التايمز) البريطانية بشأن صورة المدينة في أولى ليالي المذبحة الأمريكية، حيث أشار هذا المراسل إلى أن القصف الضاري الذي تعرضت له الفلوجة في ذلك الوقت حوّل الأحياء التي كان يعتقد أنها تشكل معاقل للمقاومة إلى أطلال.
رائحة الموت
أما مراسل (كريستيان ساينس مونيتور) فيقول إن رائحة الجثث المتعفنة لضحايا الهجمات الأمريكية كانت تفوح في العديد من المناطق، وأن تلك الرائحة كانت من القوة بحيث يصعب أن تزول بفعل العواصف الرملية التي تهب أحياناً على هذه البقعة من العراق.
ويشير المراسل إلى أن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية في المدينة واستعانت فيها بالدبابات والمروحيات قد أضافت مزيداً من الدمار إلى المناطق الآهلة بالسكان هناك، تلك التي تتكدس في مساحة لا تزيد على ميلين طولاً ومثلهما عرضاً.
ويضيف الرجل حسبما ينقل عنه (وولش) قائلاً إن القطط والكلاب كانت تتسكع في طرقات الفلوجة المليئة بالأحجار والزجاج المهشم وخطوط الكهرباء الساقطة على الأرض وحواجز المرور المخلوعة، فضلا عن الجدران الحافلة بثقوب خلفتها الرصاصات، إلى جانب جدران تهدمت على يد جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) الذين كانوا يدمرون الجدران وأبواب المنازل والمحال التجارية للقيام بعمليات مداهمة، كل هذا بالإضافة إلى جثث العراقيين التي ظلت ممددة في العراء.
ويعود (ديفيد وولش) ليلفت النظر إلى ما أعلنته القوات الأمريكية من أن هؤلاء الذين يشاء حظهم العاثر الوجود في الفلوجة خلال الهجوم يعدون هدفاً مشروعاً لنيران قوات الاحتلال القاتلة، مشيراً إلى أنه لن يتسنى لأحد على الأرجح تحديد عدد المدنيين الذين سفكت القوات الأمريكية دماءهم خلال عمليتها الأخيرة.
مطالبات دولية
وفي هذا الشأن يستعين الرجل بما ورد على لسان (لويس آربور) أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، من مطالبة بإجراء تحقيق لكشف ملابسات ما جرى في الفلوجة بما فيه من استخدام مفرط للقوة واستهداف للمدنيين، وتأكيد على أهمية أن يشمل هذا التحقيق كافة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي حدثت في الفلوجة وقد تغاضت وسائل الإعلام الأمريكية عن تصريحات (آربور) كأن لم تكن، حيث يؤكد (وولش) أن الانتهاكات التي شهدتها الفلوجة لم تلق ولو انتقاداً واحداً من جانب الكتاب الأمريكيين، على الرغم من أنها لم تشكل فقط مخالفات أخلاقية بل ومثلت أيضاً مخالفات قانونية.
جرائم الحرب الأمريكية
ويدلي (مارجوري كون) الأستاذ بكلية توماس جيفرسون الأمريكية للقانون بدلوه في هذا الموضوع قائلاً إن الهجوم على الفلوجة بدأ بانتهاك صارخ للقانون الدولي تمثل في هجوم القوات الأمريكية على المستشفى العام في المدينة ومن ثم احتلاله، وما ترتب على ذلك من منع للأطباء وسيارات الإسعاف من الدخول إلى المناطق الرئيسية من المدينة لإنقاذ الجرحى وهو ما شكل انتهاكاً مباشراً لبنود اتفاقيات جنيف.
إرهاب بوش
ويؤكد (ديفيد وولش) في مقاله أن الهجوم على الفلوجة لا مثيل له منذ غزو القوات الألمانية النازية واحتلالها لمعظم البلدان الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويؤكد الرجل أن كل ما يقال عن (القنابل الذكية) التي تستخدمها القوات الأمريكية والقصف الدقيق الذي يتحاشى المدنيين العراقيين ما هو إلا هراء لا قيمة له في نظر الرأي العام، مشدداً على أن عملية تدمير الفلوجة استهدفت إرهاب المواطنين العراقيين وأيضاً ترويع وإرهاب باقي مواطني منطقة الشرق الأوسط.
إلى متى الصمت؟
وإزاء موقف وسائل الإعلام الأمريكية المخزي تجاه ما جرى في الفلوجة، أكد (ديفيد وولش) أنه يشعر بأنه ملزم بطرح تساؤل مهم مفاده (متى سيشعر كتاب صحف مثل واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز وغيرها بأن شن هجمات ضد المدنيين في العراق هو الخيار الأسوأ.. هل سيحدث ذلك بعد تدمير مدينتين.. خمس.. أم عشرات المدن؟.. هل سيحدث ذلك بعد مقتل مائتي ألف مواطن عراقي.. نصف مليون أم مليون)؟.
ولعل باعث هذا السؤال أيضاً تمثل في ما لاحظه (وولش) من أن غالبية الصحف الأمريكية لم تكبد نفسها عناء التظاهر بإبداء تحفظات على الثمن السياسي الباهظ الذي ستتحمله الولايات المتحدة جراء هجومها على الفلوجة، مما حدا به للقول إن كتاب هذه الصحف يبدو أنهم يحبون رائحة الدماء!.
أسلوب وضيع!
ولا يغفل (ديفيد وولش) في هذا الشأن الإشارة إلى أن العديد من كتاب (كريستيان ساينس مونيتور) تناولوا الوضع في الفلوجة بأسلوب (وضيع) على حد قوله، حيث أكد أحدهم أن معركة الفلوجة ستسطر في التاريخ باعتبارها مثالاً نموذجياً لحرب المدن، حيث استخدمت القوات الأمريكية فيها أكثر الأسلحة تطوراً، وأفضل تكتيكات حروب الشوارع لتعقّب المتمردين وتقليل الخسائر بين المدنيين إلى أقل حد ممكن .. ولكن الرسالة التي تشكلها معارك الفلوجة لا تتمثل في إظهار قوة الولايات المتحدة بل في تأكيد قدرتها على التذكر، إذ أن أمريكا التي فشلت في استعادة السيطرة على تلك المدينة السنية الصغيرة في نيسان الماضي لم يكن بوسعها أن تظهر ضعيفة مرة أخرى.
حجج الديموقراطية
نقطة أخرى يتناولها) وولش) في مقاله وهي تلك المتعلقة بالحجة القائلة بأن استعادة السيطرة على الفلوجة تعد خطوة مهمة على طريق إرساء دعائم الديمقراطية في العراق، حيث يشير إلى أن هذه الحجة ترددت كثيرا في الصحف الأمريكية خلال الفترة الأخيرة.
ويضرب مثالاً على ذلك من خلال ما قالته صحيفة (سانت لويس ديسباتش) من أنه (على الرغم من الخسائر التي لحقت بالقوات الأمريكية والعراقية في المدينة، إلا أنه لا يوجد شك في أهمية السيطرة على الفلوجة التي تشكل مركزاً رئيسياً للأقلية السنية في العراق، تلك الأقلية التي تعد مشاركتها ضرورية في الانتخابات العراقية وإلا اعتبرت هذه الانتخابات غير شرعية).
قتل مجاني!
من جانبه، فإن الكاتب (بيل فان أوكين) يستهل مقاله في موقع وورلد سوشيالست ويب سايت بالإشارة إلى أن المشاهد التي بثتها شبكات التليفزيون العالمية لجندي أمريكي يجهز على جريح أعزل في مسجد بالفلوجة قد أدت إلى إثارة موجة من الغضب في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط كما أدت إلى نشوب أزمة جديدة بالنسبة للمؤسسة العسكرية الأمريكية.
ويشير الكاتب إلى أن ذلك الحادث ظهر للعيان فقط لأنه التقط بكاميرا أحد المراسلين الذين تصطحبهم القوات الأمريكية معها، فيما يوجد الكثير من الحوادث المماثلة التي لم يتم الكشف عنها، والتي وقعت خلال حصار الفلوجة بسبب تطبيق الجنود الأمريكيين قواعد الاشتباك التي تجيز لهم (قتل أي شيء يتحرك!)
حتى الأطفال
ويستكمل (أوكين) رسم الصورة المؤلمة للفلوجة المثخنة بجراح العدوان الأمريكي بالقول إن شهود العيان أكدوا أن الآباء والأمهات في المدينة كانوا مجبرين على الوقوف مكتوفي الأيدي وهم يرون أطفالهم يصارعون الموت أمام أعينهم، قبل أن يضطروا لدفنهم بعد ذلك إذا فارقوا الحياة في الحدائق والأفنية.
ويقول الكاتب إن هؤلاء الذين أصيبوا جراء القنابل والصواريخ الأمريكية تركوا ينزفون حتى الموت، خاصة في ضوء أن الهدف الأول للحملة العسكرية التي شنها الجيش الأمريكي كان مستشفى المدينة الذي استولت عليه القوات الخاصة، فيما تم قصف المستشفى البديل مما أسفر عن مقتل العديد من أعضاء الطاقم الطبي إلى جانب بعض المرضى.
اللاجئون والمحررون!
المأساة الإنسانية التي عاشتها الفلوجة تفاقمت أكثر وأكثر حسبما يقول أوكين مع حرمان السكان في المدينة من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والمواد الغذائية لأيام طويلة مما أدى إلى حدوث كارثة حقيقية هناك، أسفرت عن تشريد مائتي ألف شخص وتحويلهم إلى لاجئين. والمفارقة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء الذين صاروا لاجئين على يد الجنود الأمريكيين، هم أولئك الذين كان يفترض أن (تحررهم) القوات الأمريكية من نير نظام صدام حسين!.
ويتساءل الكاتب في مقاله عن الجرم الذي اقترفه سكان الفلوجة ليلاقوا هذه الوحشية من قبل الجيش الأمريكي، ويتساءل أيضاً عن كيفية تبرير القوات الأمريكية لإقدامها على قتل مواطنين عراقيين لا لشيء سوى لأنهم كانوا يعيشون بداخل وطنهم!.
ويشير (بيل أوكين) إلى أن الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إلى هذه المدينة كانوا قد لقنوا تلك الأكذوبة القائلة إن غزو العراق ما هو إلا جزء من الحرب ضد الإرهاب،
و أن الحرب في العراق تعكس رغبة أمريكية في تلقين العالم بأسره درساً يتلخص في أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بشن حرب مماثلة لأي دولة أخرى في أي وقت ترغب فيه.
ويضيف أنه إذا كانت المذابح التي تقترفها القوات الأمريكية في العراق أي على بعد خمسة آلاف ميل من بلادها تهدف لرفع معنويات المواطنين الأمريكيين وتعزيز وحدتهم الوطنية فإن ذلك يشير إلى أن المجتمع الأمريكي يعاني من انحطاط أخلاقي عميق منذ أمد طويل.
هتلر الجديد
وكما قارن (وولش) بين ما فعلته القوات الأمريكية في العراق وما قام به الجيش النازي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، يقول (أوكين) إن هناك تشابهات بين ما فعله هتلر في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وما يقوم به (بوش) حالياً في العراق..
ما بعد المجزرة
زاوية مختلفة يتناولها الصحفيان الأمريكيان (بيتر جرير) و(فاي بويرز) في تقرير لهما بصحيفة (كريستيان ساينس مونيتور)، ألا وهي الإجابة على سؤال مفاده) ماذا بعد انتهاء الهجوم على الفلوجة؟( ويؤكد الاثنان أن هناك أهمية كبرى للإجابة على هذا السؤال نظراً لأن باقي المدن العراقية تراقب عن كثب ما يجري في الفلوجة، وخاصة تلك الواقعة في المثلث السني مثل سامراء والرمادي وذلك حتى تقرر ما إذا كان تقديم المأوى للمقاومين يستحق المخاطرة أم لا.
ويحذر الصحفيان الأمريكيان من أن الانتصار العسكري الأمريكي في الفلوجة قد ينقلب إلى هزيمة إذا ما أدت العمليات العسكرية التي دارت في المدينة إلى نتائج سياسية غير مرغوبة من قبل الولايات المتحدة.
ويورد تقرير (كريستيان ساينس مونيتور) رؤية يطرحها جنرال أمريكي متقاعد وخبير استراتيجي أيضاً لا تزال له صلة بالبنتاجون مفادها أن ما جرى في الفلوجة لم يكن فقط بغرض القضاء على المسلحين الموجودين هناك، وإنما كانت له أيضاً أغراض تتعلق بإظهار القوة العسكرية الأمريكية أمام العراقيين في المناطق الأخرى التي يتمركز فيها مسلحون.
ويشير التقرير إلى أن الهجوم الذي تم شنه على الفلوجة لم يؤد حتى الآن سوى إلى زيادة تعقيد الوضع السياسي في العراق من ناحية أخرى، يؤكد مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وهو صاحب خبرة واسعة النطاق بشؤون الشرق الأوسط أن الهجوم على مدينة الفلوجة السنية شكل نقيض ما كان يتوجب على الولايات المتحدة فعله لإغراء السنة بالانخراط في العملية السياسية في البلاد.
ويضيف هذا المسؤول قائلاً: إن السبيل الوحيد لإنهاء (التمرد) في العراق أو على الأقل تقليص حدته هو إقناع السنة بأن لهم دوراً في بناء العراق الجديد، لاسيما وأن محاولة إنهاء هذا التمرد بشكل كامل أمر شديد الصعوبة.
11/12/2004
www.alahwaz.org

#الجبهة_الديمقراطية_الشعبية_للشعب_العربي_الأحوازي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات