أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر عبدالحافظ - هل تعجّل دماء الأقباط المهدورة بدولة مدنية في مصر؟














المزيد.....

هل تعجّل دماء الأقباط المهدورة بدولة مدنية في مصر؟


ياسر عبدالحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 08:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم وقعها الصادم على المجتمع المصري والعربي الدولي، فإن أحداث الأحد الدامي في مصر لم تكن مفاجئة للكثيرين، فالسياسة التي انتهجها المجلس العسكري منذ توليه إدارة شؤون البلاد بعد تخلي مبارك عن الحكم كانت تشير بوضوح إلى أن المواجهة بين أقباط مصر والسلف على الأبواب، ربما ما لم يكن متوقعاً هو أن يحل الجيش محل التيار الديني في المواجهة، وبتلك العلانية، والقسوة التي أدت بحسب المحصلة الرسمية إلى سقوط 25 قتيلاً من الأقباط ومئات الجرحى، بعضهم في حالة خطرة ما يعني ارتفاع قائمة القتلى، ومعها تصاعد الغضب القبطي الذي بدا هذه الأيام وكأنه لم يعد بالإمكان احتواؤه ببساطة كما كان يحدث سابقاً.

ليس خافيا على المراقبين أن المجلس العسكري لجأ إلى الخطة نفسها التي لعب بها مبارك ومن قبله السادات لمنع قيام نظام ديمقراطي حقيقي، فقد استثمر الجيش، ببراعة، أحلام التيارات الدينية في الوصول إلى السلطة، ومنحها حرية العمل كاملة على الأرض في مقابل تقييده عمل بقية الحركات المنادية بمبدأ المواطنة والدولة المدنية، مستخدما في سبيل هذا الهدف سلاح المحاكمات العسكرية ضد من لا يرضى عنه من الناشطين السياسيين، وبالتوازي كان إطلاق حملة مكثفة لإعادة الأمور إلى مجراها السابق قبل 25 يناير، فالقوات المسلحة هي الطرف الوحيد الذي حصد ثمار الثورة الشعبية بالتخلص من مشروع التوريث الذي كان يهدد هيمنتها السياسية المتواصلة منذ 1952، وعليه فإن أي مشروع ديمقراطي حقيقي يعني ليس فقط نهاية تلك الهيمنة، بل وربما احتمالية فتح ملفات بعض القيادات العسكرية على ما أشيع من تورطها في عمليات فساد في ظل حكم الرئيس السابق.

أحداث الأحد التي من المؤكد أنه ستتبعها تغييرات جوهرية على السياسة المصرية بدأت بتظاهرة سلمية للأقباط ضد اعتداء بعض السلفيين على كنيسة بأسوان في ظل تراخي قوى الأمن عن التصدي لهم، وإلى الآن لا يعرف أحد على وجه الدقة كيف انفلتت الأمور إلى الحد الذي استخدم فيه الجيش أقصى درجات القوة للتصدي إلى التظاهرة بعد وصولها إلى ماسبيرو، حيث مبنى التلفزيون، إطلاق رصاص حي، ومدرعات تدهس أجساد المتظاهرين، ولم تتوقف الأمور عند ذلك الحد، فالتلفزيون الرسمي للدولة نقل الأمر وكأن هناك حربا تجري مع قوات أجنبية معتدية وذلك بدعوته المواطنين بشكل صريح للنزول إلى الشارع ومساندة رجال الجيش! وهي الدعوة التي تلقفها البعض كأنها أوامر مباشرة من القيادة السياسية لتنتشر في اليوم التالي أنباء عن قيام متطرفين بتوقيف السيارات والاعتداء على من تثبت هويته أنه مسيحي.

معالجة الحكومة للأزمة لم تختلف كثيرا عن المعالجات السطحية التي دأب نظام مبارك على انتهاجها، فعصام شرف، رئيس الوزراء وفي كلمته المتلفزة التي وجهها للأمة حذر من الانسياق وراء مؤامرة خارجية تستهدف ثورة مصر، مؤكدا أنه لا تراجع عن المسيرة الديمقراطية، داعيا المثقفين والشيوخ والفنانين للعمل على دعم الوحدة الوطنية. لكن كلمة شرف لم تفلح في تهدئة النفوس الغاضبة، سواء من الأقباط أو المسلمين، ومن خلال المواقع الإلكترونية بدا وضحا أن هناك اتجاها لتصديق نظرية المؤامرة، فالمجلس العسكري بحسب المغردين والمدونين يسعى إلى الإيقاع بين القوى الدينية المختلفة من أجل الوصول إلى فرض الأحكام العرفية والتمسك بالحكم.

الحكومة والمجلس الذين استشعرا خطورة ما حدث، وبعد التنديدات الدولية التي رأت أن الجيش استخدم القوة بشكل لا مبرر له، وبعد اجتماع دام ساعات عدة، خرج مجلس الوزراء ليعلن عن تسريع الخطوات للانتهاء من مشروع قانون دور العبادة الموحد، وهو المشروع الذي تطالب القوى المدنية به منذ سنوات، مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء منه خلال اسبوعين، أما أهم ما تم إعلانه، فهو قرار مجلس الوزراء، إضافة مادة جديدة إلى قانون العقوبات من شأن العمل بها منع التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة. وهو ما يعني تطبيق مبدأ المواطنة على الجميع.. إن لم يكن الأمر مجرد محاولة لتهدئة الخواطر!



#ياسر_عبدالحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر عبدالحافظ - هل تعجّل دماء الأقباط المهدورة بدولة مدنية في مصر؟