أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - فلسطين وبدائل -الدعم- الأميركي














المزيد.....

فلسطين وبدائل -الدعم- الأميركي


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



الموقف الأميركي المتوتر وشديد العدائية ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية تجاوز كل التوقعات، فواشنطن هي التي قادت وتقود المعركة نيابة عن تل أبيب ضد الفلسطينيين من أروقة الأمم المتحدة إلى ردهات اليونيسكو. نفهم أن اللوبيات اليهودية المسيطرة على دوائر صنع القرار الأميركي تحرك الخيوط بهذا الاتجاه وبشكل شبه أعمى تزايد فيه على بعضها بعضاً. ولكن ما لا نفهمه هو تردي السياسة الأميركية نحو مسارات تضرب قلب المصالح الأميركية وتعيد تدوير عقارب العداء للولايات المتحدة إلى الوراء. وكانت أميركا أوباما قد غيرت جزئيّاً، ولو إعلاميّاً، صورة أميركا بوش الابن -أميركا الحربية والمُطلقة للحروب في العالم، أميركا رجل "الكاوبوي". وقد تمكن أوباما، الذي سرعان ما تغير خطابه أيضاً، خلال السنة الأولى من ولايته من تحسين صورة أميركا. واستطاع في عالم العرب والمسلمين رفع سقف الطموحات إلى الحد الأقصى عبر خطابيه في إسطنبول والقاهرة. وخلال الثورات العربية قامر بالتخلي السريع عن حلفاء السياسة الأميركية والتابعين لها في المنطقة العربية مثل الرئيسين المخلوعين مبارك وبن علي. وبسبب سياسة التخلي تلك تمكنت الولايات المتحدة من اكتساب رصيد إيجابي ولو نسبي ومتدرج، ودفعت بشرائح من الرأي العام العربي من موقع العداء والرفض المطلق لها إلى موقع وسطي ورمادي. ولم تتغير صورة الولايات المتحدة كليّاً لأن التاريخ الطويل لسياستها في المنطقة يشوبه السواد ويحتاج إلى فترات طويلة من السياسات المتغيرة والجديدة المختلفة. ولكن تزحزحت تلك الصورة أو كادت، على كل حال.

بيد أن القليل الذي كسبته واشنطن من وقوفها إلى جانب عدد من الثورات العربية سرعان ما خسرته وما تزال تخسره وتخسر ما هو أكبر منه على الجبهة الفلسطينية. فهنا لا تظهر أميركا المؤيدة لإسرائيل فحسب، فهذا التأييد صار وكأنه من أبجديات السياسة الدولية، ولكن تظهر أميركا يمينية، التي تزايد على كثير من الإسرائيليين. في إسرائيل أصدر أكثر من حوالي خمسمائة مثقف وسياسي بياناً دعوا فيه تل أبيب إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتأييدها لأن ذلك الاعتراف هو جانب من البداية الحقيقية لحل الدولتين ولا مناص منه. ومثل هذا البيان لم يصدر في الولايات المتحدة التي يقودها كونجرس موغل في يمينيته إلى حد الانتحار السياسي. ولن تستطيع الولايات المتحدة تغيير صورتها في المنطقة وعند العرب والمسلمين وهي تتبنى سياسة يمينية أكثر من تل أبيب نفسها.

وأهم جانب من السياسة الأميركية المتصهينة هذه الأيام هو التهديد بقطع المساعدات السنوية عن السلطة الفلسطينية التي ربما تصل في مجموعها العام إلى نصف مليار دولار. وهذا التهديد جدي ويمكن أن يلوي ذراع الفلسطينيين ويحبط مساعيهم. ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، وتنفيذ التهديد بقطع المساعدات معناه إيغال إضافي من قبل الولايات المتحدة في وقوفها ضد الفلسطينيين، واستدعاء جديد لكراهيات إضافية من قبل العرب والمسلمين، وهو ما يقلق كثيراً من الساسة الأميركيين. وحتى استخدام "الفيتو" ضد الفلسطينيين سيترتب عليه تردٍّ إضافي في صورة الولايات المتحدة وهو ما يجعلها تزداد توتراً. والجانب الآخر المرتبط بالتهديد بقطع المساعدات يخص فقدان التأثير على الفلسطينيين، لأن المساعدات المالية معناها توفر إمكانية كبيرة لممارسة الضغط عليهم. وبهذا فإن المساعدات لم تكن في يوم من الأيام هِبة خالصة، بل آلية ضغط هدفها تسهيل تنفيذ السياسات. ونموذج "المعونة الأميركية" لمصر مفيد هنا وفيه دروس عديدة. ففي السنوات الأخيرة، وحتى قبل سقوط النظام، اتجهت مصر نحو إنهاء هذه المعونة التي صارت تستخدم لرهن السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية، فضلاً عن أن معظمها يذهب للإنفاق على مئات الموظفين التابعين لـ"هيئة المعونة" واستشارييها وسوى ذلك. وعندما وصلت القاهرة إلى قناعة بأن ضرر المعونة أكثر من منفعتها وطلبت إيقافها رفضت واشنطن إيقافها، وهو موقف غريب بطبيعة الحال. ولكن التفسير الوحيد له هو أن تلك المعونة تخدم الولايات المتحدة أكثر مما تخدم مصر بحكم كونها آلية ضغط سياسي إن فقدتها واشنطن فإنها تفقد أهم أدواتها المؤثرة في علاقاتها الثنائية مع القاهرة. ومنطق المساعدة الأميركية للسلطة الفلسطينية يقع في المربع نفسه، أي كونها آلية ضغط سياسي.

ومن هنا، يجب على الفلسطينيين وضع مسألة التخلي عن المساعدة الأميركية هدفاً استراتيجيّاً حيويّاً في المرحلة الحالية. وهناك مناخات إقليمية جديدة تساعد في تحقيق هذا الهدف. جزء من هذه المناخات الموقف الخليجي وخاصة السعودي القوي المؤيد لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة الذي عبر عنه الأمير تركي الفيصل في مقالين نشرتهما الصحف الأميركية مؤخراً. وجزء آخر يتمثل في الموقف التركي الصاعد والقوي المؤيد أيضاً للفلسطينيين، إضافة إلى الموقف المصري بطبيعة الحال. وعلى السلطة الفلسطينية أن تكثف جهودها مع هذه الأطراف الثلاثة لتحقيق هدفين. الأول صياغة موقف أو حتى بيان ثلاثي: مصري، خليجي، تركي، يعلن التأييد والدعم للفلسطينيين ويكون هدفه حماية ظهر الفلسطينيين دبلوماسيّاً وسياسيّاً في مواجهة الضغط الأميركي والأوروبي. والهدف الثاني، وهو الأهم، تأمين دعم خليجي- تركي مشترك على شكل معونة سنوية للفلسطينيين لا تقل عن نصف مليار دولار تعوض المساعدات الأميركية. وقد صرحت تركيا أكثر من مرة أنها على استعداد لتعويض المساعدات الأميركية في حال توقفت ويمكن البناء على ذلك. ولكن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج، مرة أخرى، إلى تكثيف الجهود الرسمية والشعبية الفلسطينية على هذه الجبهة.

وذلك كله لا يعني قطع الخطوط مع الولايات المتحدة، إذ ليس في مقدور الفلسطينيين الذهاب إلى آخر الشوط في هذه المسألة فضلًا عن أن صداماً مباشراً وعلى كل الجبهات مع واشنطن لن يصب في مصلحتهم. ولكن شل يد الضغط الأميركي، وإضعاف آليات السيطرة والتحكم على الفلسطينيين وقرارهم، هدفان مشروعان وسياستان لابد من تبنيهما.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء -الرباعية- الدولية
- فلسطين: تغيير قواعد اللعبة!
- الملكيات العربية: إما الملكية الدستورية ... وإما النهاية
- الإسلاميون وسذاجة فهم العلمانية
- نهاية عصر العجرفة الإسرائيلية!
- جدل التدين والمواطَنة
- سيطرة «الإسلاموية» وتعميق مآزق المجتمعات العربيّة
- روسيا والصين: الصديق الوحيد هو الدكتاتوريات العربية!
- -نيرون العرب- -: الإنتقال من الدكتاتورية إلى الإجرام في ليبي ...
- إسكات -مشارف- واغتيال الثقافة الرفيعة
- ابن رشد ومارتن لوثر و«حوار التمدن»
- مشروع -حماس-... و-طلبنة- غزة
- المشروع النهضوي... والعدالة الاجتماعية
- العرب وإيران النجادية: غياب أسس الشراكة
- العلمانية تحمي التنوع الاسلامي من نفسه
- شلومو ساند وتقويض خرافة الشعب اليهودي
- إسلام غل واردوغان واسلاميونا العرب
- -حماس- في غزة: -طالبان- أم أردوغان
- التراجع الإنتخابي للاسلاميين ينضجهم ويخدم مجتمعاتهم


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد الحروب - فلسطين وبدائل -الدعم- الأميركي