أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد العرف - فرحاً سنغني فرحاً















المزيد.....

فرحاً سنغني فرحاً


وليد العرف

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


بقلم وليد العرف
فرحاً سنغني فرحاً
سنغني الشحّ
سنغني الجوع
سنغني الحب والعيون الغافية
وسنسأل الأيام الماضية
وسنسأل الأيام الآتية
كيف نزرع سنبلةٌ
تظلل رمل الأرض
كيف نعيد العصافير المهاجرة
إلى أعشاشها
والبسمة إلى تقاسيمها العتيقة
سنغني فرحاً
فالغناء لا مذهب له
والفرح إبتسامة تمر
تتبجس
تتختل
يراوحها زمن الجنون
سأسمي الغناء بالعاقر
فالحناجر أوتار صوتية
بنبرات تلون الأصوات
والفرح سأسميه عابر
تقليد الضحكة
والمشاعر المرهونة
لنغني فرحاً يُقطع حلمنا
ولتعزف قيثارة الغافي
لحن النوم
ولنخدع الجوع والألم
ورغيف الكرامة
يعربد على رواتبنا المهدورة
لتُجار السوق ....
وتجار الرق ؟؟؟؟؟
أرجو المعذرة
فاضت علي العواطف والنهدات
وتأملت نفسي ووجداني
فقلت هي أغنيةٌ الغثا
والفرح المسجّى
مرسوم في خريطة الأيام
في أعماق الناس
الواغلين بذواتهم
حيث نمت الصواعق
في براري القهر
سرجوا زيت الأوجاع
في قناديلهم ..
وتهافت الضوء
من ضيق الصدر
وتكالبت عليهم
شياطين العصر
فراحوا يبحثون عن قطرة غيث
فيها بعض الحب
فيها بعض الفرح
فيها بعض الحنان
يؤنسُ وحشتهم
ويخفف آلامهم
يستجدونها من زمن مجنون
يزمجر غضباً....
فرحاً سنغني فرحاً
ورحمةٌ علينا منّا
سنكتب قصائد وأشعار
وسنرسم صوراً
عن حلمنا الآتي
ننتظر ....
أعياداً
أفراحاً
أماني
لم تأت بعد
لا نملك سوى الأحلام
وأحياناً لسنا نملك
حضناً يدفىء برد الكابوس
واحياناً نضع على الحلم
علامة إستفهام
ونغوص في مستنقع النوم
كالذي إشتهى الغفوة
وأنكر صحوة الأيام
ليل في الداخل وليل في الخارج
قلوب لا تضاء فيها
سوى شمعة الآثام
كائنات من مكان آخر
نائوا كثيراً وهم يغنون
تعبوا كثيراً وهم يرقصون
إبتعدوا حتى تلاشت أصواتهم
لم يبقى سوى الملامح
في تماثيل حجرية
وبعض الكلمات نغنيها فرحاً
تحت الأضواء المعتمة
تنهيدة إرتياح .....عميقة جداا
عذراً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حطمنا كل المرايا
كي لا نرى وجوهنا الممسوخة
ونحن نغني ...
فلنغني فرحاً ..
في أي زمان نكون

سأهاجر عبر أحداقي
إلى كهف
يجتاز وجع الليل
سأكافح الزفرات
التي تولد اليأس
وأعتكف ..
سأهاجر عبر أحداقي
إلى كهف
وأُحاور الصمت والبرد والليل
إلى مبدأ الكائنات الأولى
حيث لا عمر لليأس
أحدث الزواحف والقوارض
عن الأساطير
عن طائر العنقاء
عن الللاهثين والمهانين والجياع
عن الإنسان داخل الإنسان
حيث لا يلمَّكَ أحداً
وحيث لا يغاويك أحداً
فالهجرة سرج الأيام ووهجها
والألم خيلها ....
وفارسها يمتطي أضلاع الظلام
برعشات القناديل المطفية
يكمن سرنا الخطير
وهواجس غامضة
وبوح يغادر قلوبنا
ويرهق مسامعنا
لغة العواصف والرعود
تصنع أبجديات الصمت
من الصهيل
فالكلام ممتلئاً بالصدى
والأفكار تسنبل الذكريات
والحديث الطويـــــــــــــــــل
أغنية حملت الجراح
وهذي الشيخوخة
يستعيدني إليَّ
يكونني مني
يطهر آثامي
عقاباً يحميني من سقوطي
يبرأني من داء النوم
وعجاف السنين
سأهاجر إلى كهف
يضمني مع بقايا نبضاتي
يعريني من تاريخي
ويمسح الوصمة
أكتبني من جديد
بطباشير السواد
وفي ذاكرتي حزن لا يخون
أغوص بأعماق ذاتي
أكتشف الخلل
ما بين صوتي وصمتي
ما بين عيوني وخرائب حواسي
قد تهطل عليّ
أمطار الحب
ويغادر شبح الخوف مرآتي
ويبتعد القلق المجنون
عن هذي همساتي
في البال ألف مليون طعنةً
وحقل من الجروح
سأكذب عنكم
سأنزف عنكم
سأعتكف بكهفي
وأموت عنكم
عساك تنهض من عثرتك
يا عربي
وتقتضيك النخوة
تنقذ ما تبقى من كرامة
وترفع وجهك المغموس بالرماد

في السماء قمراً
شق ضوئه من خاصرة الظلام
أنيق في صمته
يطوف على أيقاع أغنيةٌ
كلماتها تسابق الأيام
في السماء قمراً
كان يزنر الليل بوهج الحب
كان رمزاً للمشاعر
ودليلاً
لدروب المتعبين والمظلومين
قبل أن تبدل الأرض عزوفها
وقبل أن يرتدي الزمن
ثياب العار والمذلة
قبل أن نرضع الجراح
من ثدي الأيام
ونصنع بأيدينا للحزن مكاناً
موصولاً بعنف الطوفان
ورعشة الليالي العجاف
تتمشى على جثث الأحلام
في السماء قمراً
أُغتيل ضوءه
قبل أن ينبثق
فدون التاريخ سواد الكلمات
دمعي يفضح سره
وقلبي مهتاج
مرهقٌ
يلهثُ
نبضاته تهذي الأسى
وتقتنص الدمعة
من جراح الهمس
كل المحطات رحيل
فراق يتأبى اللقاء
وقهر عاتي
لا يطاق
طفا على بحر التوجس
قلق يساور ..حتى الغبطة
لا مكان ..لا زمان
لسنا سوى أقنعة لأنفسنا
تخفي حجاب الزمن
سراب صحراء
بدون ظلال
ورمال ممتدة تحركها
الرياح الجارفة
نغمض أعيننا
كي لا نراها مقبلة
ضياع سكن المكان
وسرنا نبحث
عن رغيف خبز وأمان
عيوننا تسبح في السماء
والدماء المسفوحة
أصبحت ذكرى الشهادات
وذكرى البطولات
جثث جثث
كثيراً من الجثث
كثيراً من الطعنات
وكثيراً من الرصاص
موتاً... قبراً
طقوس جنائزية
وبندقية قناص
يرتدون خوذ الحرب
دباباتهم تغتال الطفولة
وتحاصر الحرية
يرتدون قناع الأوطان
ويصنعون من القتلة أبطالاً
يرجعون إلى الزمن القديم
قابيل وهابيل
والأخوة الملطخة أياديهم بالدماء
ينتزعزن الشعب من الحياة
حتى يكون الناس
بدون أصوات
وجوه تنظر إلى مرآة مكسورة
يصدقون الخداع والتظليل
تهرب إلى ذاتها
تعمل
تنام
تضحك غيظاً
وتبكي هموم
في القلب محفورة
يغزلون حبهم
بخيوط النار
وهمساتهم المرصودة
ألف مليون سؤال
بدون جواب
وهجس الأمسيات
يتمتم غضباً
يتوالد مع الزمن
والعيون المقهورة
طريقان لا ثالث لهما
إحدى الخيارين لك
إما الصمت
وإما الغياب إلى الأبد
إحدى الخيارين لك
إما أن تصفق وتصغي
وأما أن تسبح
في بحر الموت
وللبوح بقية
وليد العرف






#وليد_العرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد العرف - فرحاً سنغني فرحاً