أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام زەندی - الشرعیة السیاسیة لثنائیة الفکر القومي/ الدیني العربي















المزيد.....

الشرعیة السیاسیة لثنائیة الفکر القومي/ الدیني العربي


سلام زەندی

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت بسرور مقالة للاخ مالوف أبو رغیف بعنوان (دولة الدین القائد) في الحوار المتمدن . مقالة الاخ مالوف أبو رغیف مشحونة بکم هائل من الفکر والتأمل موضوعة في قالب من کلمات بسیطة وجمل قصیرة نافذة وفذة . شکرا لهذە الکلمات التی نحن بحاجة ماسة الی إستیعابها لمحاولة بناء مستقبل جدیر بان نعیشە .
مالوف ابو رغیف یکتب " تتميز الدول العربية على اختلاف أنظمتها واختلاف ديانات مكوناتها بأنها أنظمة تستند على الدين في صياغة دساتيرها وتشريع قوانين أنظمتها القضائية والاجتماعية والتربوية ". من المعروف بان الدین هنا إشارة للدین الإسلامي . إن مایسجلە الکاتب هنا لیس بإستنتاج فکري جدید وأنما سرد لواقع نعیشە نحن القراء یومیا وعلی مدی قرون . واول سٶال قد یجب طرحه هو لماذا في هذە الدول بالذات ولماذا الإستناد علی الدین الاسلامي ، هل هناك علاقة جدلیة تأریخیة بین الظاهرتین: الفکر القومي العربی والدین الإسلامي ؟
عندما تجلت فکرة القومیة في أروپا إنطلاقا من بدایات القرن التاسع عشر وإنتشارها في العالم کنموذج فکري جدید لتنظیم العلاقات الدولیة بین جغرافیات أثنیة وثقافیة متنوعة ، وصلت الفکرة الی منطقة الشرق الاوسط ایضا . إصال الفکرة لم یکن لاسباب داخلیة باطنیة کامنة في نضوج مجتمعات المنطقة إقتصادیا وفکریا وإجتماعیا . الفکرة القومیة جاءت بها الإحتلال الاروپي مع قواتها لتنظیم المنطقة سیاسیا وإعطاء السلطة المستقبلیة شرعیة غیر الشرعیة الدینیة التی کانت الامبراطوریة العثمانیة مبنیة علیها . المشکلة الاساسیة التی واجهت الاروپیین في المنطقة کانت فداحة التخلف الاجتماعي التی خلفتە الامبراطوریة العثمانیة في مستعمراتها . مستلزمات الدولة القومیة ماکانت (وماتزال) موجودة في المنطقة . المٶسسات المدنیة وقوانین الحکم ودساتیر العلاقة بین المواطن و السلطة کانت (وماتزال) غیر موجودة . کانت المنطقة خلیطا أثنیا ودینیا عجیبا وعلاقة الحاکم بالمحکوم کانت (وماتزال) مبنیة علی فکرة الراعي والرعیة . و الاهم هوعدم وجود تجانس لغوي و أثني وجغرافي الذي یعطي للدولة القومية البدیلة شرعیتها . ففي العراق مثلا إضطر الأروپیون أستیراد ملکا عربیا سنیا مع شرعیتە الدینیة من الحجاز لعدم وجود نخبة سائدة یتفق علیها الجمیع و یمثل کل الاطیاف في العراق . الناس کانوا یعیشون في جغرافیات مختلفة وکانت لهم لغاتهم المختلفة و إعتقاداتهم المتباینة . والخبة الوحیدة التی کانت مٶهلة للحکم کانت الضباط الذین کانوا یخدمون في الجیش العثماني المنحل و کان جلهم ، إذا لم نقل کلهم من المذهب السني حیث العثمانیون حکموا طوال خمسة قرون بشرعیة اسلامیة المتمثلة بالمذهب السني الحنفي وکانت أبناء المذاهب الاخری محرومة من المناصب العسکریة الرفیعة في الجیش العثماني لاسباب امنیة . بذلك ومنذ البدایة کتب علی الدولة العراقية الجدیدة میلاد مشوە. فاکثریة الناس الذین وقعوا داخل جغرافیة الدولة العراقیة الجدیدة کانوا من المذهب الشیعي . وعندما تحولت هذە النخبة العسکریة المذهبیة الی رواد القومیة العربیة بدأوا یقلدون القومیین الاتراك في بناءهم لدولة ترکیة ذات لغة واحدة ودین واحد وعرق واحد . في محاولة لبناء دولة ترکیة نقیة من اجناس أخری ولغات أخری ودیانات أخری قتل القومیون الاتراك وشردوا ملایین من الیونانیین ، وفي ذات الوقت ذبحوا و حذفوا من علی الاراضي الاناطولیة ملایین من الارمن کونهم غیر مسلمین . وبعدهم جاء دور الاکراد الذین تلاشت هویتهم ولغتهم القومیة بعف مریع والذي مایزال معضلتهم قائمة في الجمهوریة الترکیة .
وفي العراق بدأت النخبة العسکریة بالصراع فیما بینهم علی السلطة وتشرعنوا بشرعیة القومیة العربیة و أطلقوا علی انفسهم إسم ضباط الاحرار وإستئنفوا إزالة الوجود الکوردي في ذلك القسم من کوردستان التی أصبحت جزءا من الدولة العراقیة الجدیدة. لذلك کانت وماتزال بناء دولة عراقیة ذات مٶسسات مدنیة دیمقراطیة مستحیلة تحت هذە الشروط والافکار والشرعیات غیر المشروعة . والاصعب کانت إذابة هذا الموزائیك الدیني والعرقي والتأریخي في بوتقة القومیة العربیة لیس فقط في العراق بل في کل الدول ذات الاکثریة الناطقة بالعربیة .
القومیون العرب إستلهموا من القومیین الاتراك فکرة بناء مجتمعات ذات البعد الواحد و لغة واحدة و ذات إنتماء قومي واحد . فالقومیون العرب أنفسهم ، کما الاتراك في الاناظول ، وجدوا صعوبة کبیرة في إعطاء شرعیة لوجودهم القومي في مناطق خارج الجزیرة العربیة . وجود العرب في الشمال الافریقي علی سبیل المثال مشروعة فقط أذا کان هذا الوجود مقرونة ومربوطة ومتماسکة مع الإسلام . فکان مستحیلا علی القومیین العرب أن یکونوا علمانیین کما کان حال القومیون في أروپا . کان فصل الدین الإسلامي من الدولة بمثابة نفي الفکر القومي العربي الذي هم کانوا حاملوها . لذلك نجد قومیون عرب غیر مسلمون امثال میشیل افلق قد أعلنوا الاسلام وأتخذوا محمد نبي المسلمین کقدوة لمناضل قومي عربي . فقومیون العرب لم ولن یکونوا علمانیین لان ذلك عامل نفیهم . والامثلة کثیرة جدا علی هذە الحقیقة في تأریخ الحدیث للمنطقة .
الجغرافیة التي یرید القومیون العرب (ولیس الشعوب الناطقة بالعربیة) بناء دولتهم القومیة علیها جغرافیة ماکانت ناطقة بالعربیة لو ما کان الإسلام . لذا لاوجد للفکر القومي العربي بدون الاسلام . لأن وجود تواصل حضاري تأریخي علی الجغرافیة التی تبنی علیها الدولة القومیة هو أحدی المقومات الاساسیة لأعطاء الشرعیة لبناء دولة قومیة علی جغرافیة معینة . الوجود العربي لا في الشمال الافریقي ولا في الشرق الاوسط لە تأریخ قبل مجیء الاسلام . الشعب العربي والشعوب الناطقة بالعربیة هم جزء مهم من النسیج العرقي في المنطقة ولکن لیسوا وحیدین ، وعلیە لایمکن بناء دولة دینیة أو قومیة في المنطقة . وأذا اصر القومیون أو الاسلامیون بناء دول ذات الطابع الفردي فلن یکون هناك مساحة لا للدیمقراطیة ولا للازدهار، لا لشعوبهم ولا لأنفسهم . کل الأطیاف الدینیة والفکریة قد رأت ما جلب بە الفکر القومي العربي من کوارث علی شعوب المنطقة ، لیس فقط في العراق وإنما في دول ذات الاکثریة الناطقة بالعربیة . کل العالم یشاهد في هذە الایام النهایة البائیسة لمشروع القومیة العربیة و حکامە . کل شعوب المنطقة تدرك معانات الانسان في دول ذات الأنظمة الدینیة مثل إیران و السعودیة و أفغانستان .
شعوب المنطقة عربا کوردا آثوریا درزیا قبطیا مارونیا آمازیغیا أفریقیا، أزیدیا مسلما مسیحیا ، کاثولیکیا ارثدوکسیا پروتستانتیا ، شیعیا سنیا یجب أن نفهم جمیعا بأن هذە الجغرافیة هي المساحة التی یجب ان نتقاسمها لکي نعیش علیها کلنا . ویجب ان تکون الدساتیر والانظمة والقوانین علمانیة أنسانیة مستوعبة لکل الاطیاف ، لادین قوام علی دین آخر ولا قومیة أکثر حقوقا من قومیة أخری . السیاسیون و قادة الاحزاب السیاسیة و المثقفون في المنطقة یجب إدراك هذە الحقیقة إذا أرادوا الإزدهار لشعوبهم والامان لانفسهم. فالانظمة القومیة والدینیة ماکانت ولن تکون بوسعها أزالة الإعتقادات والانتماءات الاخری طوال قرون من تسلطهما الاستبدادي وسوف لن یتمکنا من ذلك في عصر العولمة .



#سلام_زەندی (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام زەندی - الشرعیة السیاسیة لثنائیة الفکر القومي/ الدیني العربي