أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق التازي - من أستاذ ملتزم بالقانون إلى جلالة الملك، ملك المملكة المغربي















المزيد.....

من أستاذ ملتزم بالقانون إلى جلالة الملك، ملك المملكة المغربي


مرزوق التازي

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
من أستاذ ملتزم بالقانون إلى جلالة الملك، ملك المملكة المغربية
يا جلالة الملك إن “فخر الدين الرازي” في مأزق فأدركه
يا جلالة الملك.
إنه ليس بالشيء الهيٌن البتة، إن قضية التربية والتكوين تأتي مباشرة بعد قضية الوحدة الترابية من حيث الأهمية بالنسبة لهذه البلاد، ولهذا نصوغ رسالتنا التالية ونوجهها إلى جلالتكم مع كل الإحترام لنناشدكم التدخل الفوري.
مولاي.

إننا لا ننفي وجود قوى إصلاحية تنشد الخير لهذه البلاد، وتؤمن بإمكانية إنتشالها من الحضيض، إلا أنه وبنفس الوقت فإن قوى تخريبية تتمثل في منعدمي الضمير المهني، والعبثيين الغشاشين تسير في إتجاه معاكس لإتجاه هذه الجهود، مما يخلق منطقة وسطا، هي أشبه ما تكون بمثلث برمودا الشهير، منطقة تبتلع كل ما من شأنه أن يسمو بهذه البلاد ويجعلها مثيلة للدول النقية من عوامل الشد نحو القعر.
إنها عفونة معرفية ومهنية محضة، إنها أشياء تضع “المغرب” بأعلى قائمة العار...
لا أكتب هذه الرسالة كاستعراض يصاحب السير في ركب الأصوات المبحوحة التي تستهلك طاقتها عبثا دون أن تضع يدها على الجرح، دون أن تفعل، كما لا أكتب رغبة في الكتابة، فأنا لست كاتبا على أية حال، لن أتكلم بشكل معمٌم وافتراضي، لأنني لن أفترض وجود الحالة، بل سأتكلم من داخل الحالة، وإمعاني في إجترار ضمير “أنا” ليس عائدا إلى اختلالات وجودية في ذاتي، وإنما توطئة وتمهيد لأقول:
لقد كنت الشاهد؟؟
شاهد أحس بالإستفزاز، ولهذا قد أضع الكلمات في غير مكانها؟
لأن كل شيء يبدو في غير مكانه.أين؟ في “المغرب”...نعم في المغرب.
نريد شيئا محددا ودقيقا ..نعم..في إعدادية فخر الدين الرازي”بمدينة تازة في المملكة المغربية، الإعدادية التي كانت مركز إختبارات نيل شهادة الباكالوريا للطلبة الأحرار للموسم 2010-2011 وبالضبط أثناء الدورة الإستدراكية من هذه الإختبارات ..تريدون تحديدا أكثر؟نعم سأعطيكم إياه، القاعة 8 نموذجا، وهي(القاعة) مجرد عينة لأني كنت هناك، فكنت الشاهد.
كنت الشاهد على عدة أشياء في تلك القاعة،كنت الشاهد الذي يجلس في خط بين النظرية والواقع، بين الكذب والصدق، بين مايجب أن يكون وما هو كائن، كنت جالسا بين الواجهة المنمقة والمرصعة بالأكاذيب والزيف وبين الخلفية المتعفنة والهشة...كنت أحس بانضغاط شديد في هذا الموقع، لكن رؤيتي بقيت واضحة...
ألا يحتم تطوير الأمة -كما يدٌعي المدٌعون على الأقل-وخصوصا في هذه الظرفية “الإصلاحية؟؟؟؟”التي ليست محل الحديث في هاته السطور، ألا يحتم هذا إجادة الكذب؟إجادة التزيف؟إحترام الغش؟
ألا يقوم بطل الخدع البصرية بحبك نظام تمويه دقيق خلال استعراضاته ليوهم المشاهدين أن ما يقوم به حقيقة لا سبيل للتشكيك بها؟ألا يجدر بهؤلاء المدٌعين أن يقتدوا بنجوم هذه الحيل؟
إنهم يعلمون..لأن أحد المعلقين بالمنتدى الإلكتروني ل”وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ”- بالمناسبة، يا له من إسم طويل، تربية-تعليم عالي-تكوين أطر-وبحث علمي...أين؟ وبمن؟ أفبهؤلاء الذين إلتقيتُ بهم في القاعة رقم ثمانية بإعدادية فخر الدين الرازي-، هذا المعلق يقول (ننقل التعليق كما هو مع تصرف شكلي بسيط للحفاظ على تناسق االنص) وللأمانة يمكن الرجوع إلى نص التعليق على الرابط http://portail.men.gov.ma/Lists/Enseignants/view.aspx :
يهرب المرشح للباكالوريا من قاعة الإمتحان ومعه موضوع المادة ويقوم بتجارة مربحة مع شبكة منظمة تنتظره خارج مركز الإمتحان....وتتكون الشبكة من: ـ حامل الموضوع ـ ناقل الموضوع ـ الطالب المجاز الذي يجيب على الإمتحان في المقهى ـ كاتب الأجوبة في الهواتف الذكية ويمكن محاربة هذه الظاهرة عند الأستاذ المصحح ، فالتلميذ في الأولى باكلوريا ويكتب بأسلوب “موليير” في الفرنسية وبأسلوب طه حسين في العربية “، إنتهى التعليق.
إذن وزارة التربية الوطنية و...و...و إلخ تعلم، لكنها لا تعير ذلك إهتماما، فاللوم يقع على الطالب لأنه جاهل ومتخلف، ربما هم في الوزارة ينظرون للأمر من هذه الزاوية، ربما..من يدري؟ إنهم يحتاجون لشيء موثٌق وموثوق حتى يقوموا بتحرك فعٌال ضد هذه الظاهرة، يحتاجون لشيء محدد سأعطيهم إياه بكل تأكيد، لكن مهلا، أجدني مضطرا لاقتباس نص من كتاب (العرب ظاهرة صوتية) لمؤلفه “عبد الله القصيمي”-مع تحفظنا على خلفية الكاتب- لأنه يناسب الظرفية بشكل مفجع، نص يعبر عن أشياء يجب قولها لا محالة.
"إن تعليم المتخلفين ذاتيا يحولهم إلى معوقين معطلين عالة ..إلى ظاهرة عجز وتعجيز لهم، وإلى موظفين بلا وظائف وإلى وظائف بلا موظفين، دون أن يصنع منهم أي تعليمهم نبوغا أو أخلاقا أو أية قيمة أو حتى تفوقا على الأميين في أي معنى إنساني أو أخلاقي أو فكري أو فني أو حتى لغوي تعبيري. إن تعليم المتخلفين في المجتمعات ..لن يكون إلا عملية خصاء . بل إن تعليمهم لا بد أن يشوههم ويفسدهم ويحولهم إلى عاهات إنسانية وتعبيرية شاملة ضاجة بالقبح والعجز والسخف والفضح . إنه أسلوب مثير من أساليب قطع الأيدي والأرجل والعضلات والرؤوس وكل الأعضاء وفقء الأعين ليصبحوا عاجزين عن أن يعملوا أو يخطوا أو يصعدوا أو يفكروا أو يفهموا أو يروا أو يفعلوا أي شيء أو أن يكون لهم أي تفسير أو وظيفة في الحياة غير أن يكون مجتمعهم ملزما ملتزما بأن يصنع منهم ويجد فيهم موظفين بلا وظائف ...وعباقرة وفلاسفة وقادة بلا أية قدرة أو فهم لأي شيء أو على أي شيء ليصبحوا عروشا وقيادات وجامعات ومعابد بكل تكاليفها ومظاهرها وطقوسها وضجيجها وبغرور وإدعاء أكثر وأغبى...”

قد يبدو هذا الإقتباس قاسيا، ومجحفا بشكل مرير، لكني أورده لأنني لا أريد لهذا المغرب أن يصبح ظاهرة صوتية، إصلاحات، إنجازات، تقدم وإزدهار...وكل ذلك يبقى مجرد صوت، وتتكاثف الأصوات لتصير كل البلاد في النهاية “ظاهرة صوتية”، ألا إن المتخلفين هم الغشاشين؟؟ فاضرب على أيديهم أيها الملك واجعلهم عبرة لمن سوٌلت له نفسه إتيان ما أتوا.

يا جلالة الملك ..

إنك تسعى لتطوير هذه البلاد، تقودها بإصرار نحو فجر جديد من الرقي والإزدهار، وأنت تسابق الزمن في ذلك وتصر عليه إصرارا، لكنهم يصرٌون أيضا يا جلالة الملك..يصرٌون على أن يجعلونا من الفاشلين الخانعين المتساقطين...لكننا مللنا..وبك الآن إستجرنا...فلا تحاكمنا بالتطاول على سمعة المؤسسات الوطنية، لا تحاكمنا بتهمة نشر الأقاويل التي لا أساس لها، لا تحاكمنا حتى تتأكد يا سيدنا مما نقول.

يا جلالة الملك..

حاشى أن ننتقص من مصداقية مؤسسات الدولة، لكننا ننتقص من تشويههم لمصداقية هذه المؤسسات، نزدري عدميتهم المهنية وإصرارهم على شد مغربنا نحوالأسفل حيث الظلمة والأوحال، لا نريد لهذا البلد أن يغادر عبر البوابة الخلفية للتاريخ ولو كان ثمن ذلك دمنا، أو روحنا، فهما له فداء...
سيدي، بعيد الإمتحان مباشرة، كنت قد كتبت رسالة إلى أكاديمية التربية والتكوين لجهة تازة-الحسيمة-تاونات، نسخة من نفس الرسالة وجتها لوزارة التربية الوطنية، رسالة كانت بمثابة تقرير حالت ظروف شتى دون كتابته في ميقاته القانوني، هذه الرسالة سأعيد اقتباسها ونشرها ضمن هذه الرسالة التي أوجهها لجلالتكم، مع الإشارة إلى أننا حذفنا أسماء الطلبة (طلبة بالإسم دون الرسم) حتى لا يتم تأويل ذلك على أنه تشهير مضرٌ بسمعة أشخاص معلومين...
جلالة الملك فيما يلي نص الرسالة التي أرسلتها إلى الجهات المذكورة أعلاه:

“إنها إنتكاسة فعلية، وهبوط صاروخي نحو الحضيض التربوي ..هذا ما سيكون عليه الأمر في حالة "نجاح" الطلبة الواردة أسماؤهم في هذا التقرير:

....................(أسماء الطلبة حذفناها كما أشرنا لذلك)........................................................
لقد تراصٌت المعيقات التي تمنع -أو تثني نسبيا- المراقب من إتٌخاذ رد فعل قانوني بحق الطلبة الغشاشين، وإذا كانت هذه المعيقات في غالبها تتراوح بين تعقيدات المساطر التربوية..وبين الإنصياع للجانب الإنساني -في المراقب- الذي يشفق لحال الطلبة الذين لا همٌ لهم إلا الحصول على شهادة الباكالوريا، فإنه وبمحاذاة هذين الرغبتين تنشأ رغبة ثالثة، رغبة مضمونها:
سنمنع-بشتى الوسائل-السوس من أن ينخر ركائز هذه البلاد.
إن المراقب-أحيانا- يتغاضى عن طرق التحايل التي يقوم بها الطالب الذي يجتاز اختبارات الباكالوريا في حالة كانت هذه التحايلات مجرد “استعانات نسبية” أما في حال جنوحها نحو “الإتكال الكلي”، فإن العواطف وإن حضرت هنا فإنها تكون حاملة لإسم واحد فقط، حيث تكون شعورا محضا بالإستفزاز، الإستفزاز الذي يتشكل من سؤال، كيف نسمح لطلبة من قبيل المذكورة أسماؤهم بالعبور نحو فضاء قد يمكنهم من تحمل مسؤوليات هم ليسوا أهلا لها بالمرة؟
إن هؤلاء الطلبة الذين اجتازوا اختبارات نيل شهادة الباكالوريا في دورتها الإستدراكية للموسم الدراسي الراهن، وبالضبط في القاعة رقم “ثمانية” بمركز الإمتحان الذي كان:”إعدادية فخر الدين الرازي” بإقليم تازة، هؤلاء الطلبة وكما شهدنا على ذلك، تنعدم فيهم أدنى مواصفات الطالب، وأقل المعايير التي تؤهلهم للنجاح في امتحان “التاسعة أساسي”، فما بالكم بامتحانات الباكالوريا؟
فهؤلاء الطلبة استعانوا بشكل مطلق بالهواتف المحمولة، كما استعانوا بقصاصات مصغرة للدروس والتي حصلوا عليها بيسر من عدة أكشاك تنشط في تسويقها(القصاصات) خلال فترة الإمتحانات..وللتحقق من هذا يكفي الرجوع لأوراق التحرير الخاصة بهؤلاء المرشحين للتأكد من هذا بشكل تفصيلي، أو التأكد من الرسائل النصية والمكالمات التي وردت على هواتفهم النقالة خلال فترة الإمتحانات، ولو إقتضى الأمر العودة إلى مزودي خدمة الهاتف النقال(إتصالات المغرب-مدتيل-إنوي).
ودائما وقصد الوقوف على مصداقية ما نقول، فإنه لكم-من موقعكم الذي يخول لكم هذا- أن تعيدوا اختبار هؤلاء الطلبة في مواد:
الإنجليزية-العربية-الفرنسية-الإجتماعيات-الرياضيات...(كل المواد)، والثابت لدينا-بالقرينة-أن أعلى المعدلات التي سيحصل عليها هؤلاء في تلك الحالة لن تراوح “النقطتين” و”الثلاث نقط” . وإيمانا منا بأنكم تنشدون الخير لهذه البلاد، وتحرصون على مصلحتها، وإيمانا منا بأنكم على علم بأن نطاق التربية والتعليم هو أساس الأسس للرقي بهذه الأمة، خصوصا في هذه الظرفية الإصلاحية، فإننا نشيد بحضراتكم إعادة النظر في الأسماء المذكورة آنفا...
وختاما نشير إلى أن هناك عوامل عدة ألزمتنا أن نكتب من هذا الموقع الذي يصح أن نصطلح عليه، “موقعا متخفيا”، فاحتجبنا بالإحتجاج لديكم بطريقة ودية، لا تشهير فيها ولا تهويل، وأملنا الوحيد، أن تقفوا من هذا موقف نبل مهني يكون خطوة إيجابية في سبيل السعي بهذه البلاد نحو أفضل ما نرجوه لها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

كان هذا نص الرسالة المذكورة، لكن هل اهتموا، هل فعلوا...لا يا ملك البلاد.فلقد فاجأنا حصول هؤلاء الطلبة ذاتهم على شهادة البكالوريا...

يا جلالة الملك..
إنني أرفع لجلالتكم هذه الرسالة، لأقول أن هناك جريمة متفق عليها بين الأساتذة(المراقبين) منعدمي الضمير، والطلبة الغشاشين، هذا التواطؤ الرهيب يبتلع كل إمكانية لتحقيق الأهداف التي ترسمونها لتطوير هذه البلاد، وبالطريقة نفسها التي إبتلعت بها القوى المغرضة “ميم” صحرائنا فإن أبناء جلدتنا ورفقاء دربنا من الأعداء المتنكرين سيبتلعون عما قريب كل معالمنا المعجمية، كلها، الألف واللام والميم والغين والراء والباء، وذلك حتى نرادف الحالة الممسوخة التي يودون إيصالنا إليها .أولسنا بالعلم نحدد هويتنا ونكتب أسماءنا؟ فمن سيكتب إسمك وتاريخك يا مغرب عندما سيتولاك هؤلاء الغشاشين؟
مولانا، إن الفاجعة تثقل وكأنها قُدٌت من حجر عندما نعلم أن هذا التهاون يحدث ضمن النطاق الزمني المخصص ل”مشروع البرنامج الإستعجالي 2009-2012” للنهوض بقطاع التربية والتعليم، المخطط الذي تولونه الإهتمام الوفير والذي تقول عنه وزارة التربية الوطنية على موقعها الإلكتروني: “وقد حضي هذا البرنامج بتوافق وطني بين جميع فئات المجتمع ” وبما أن الجملة منقولة كما هي فأنا أترك لجلالتكم إكتشاف الخلل الوارد فيها...فقد يكون محض خطأ إملائي...
يا جلالة الملك..
إن ما جرى في القاعة رقم “ثمانية” بمركز إمتحانات الباكالوريا المدوٌن بالأعلى خلال اختبارات نيل شهادة الباكالوريا في الدورة الإستدراكية للموسم الدراسي الراهن، يعتبر انتكاسة تتكثٌف عندها الإستفهامات. محامون، قضاة، معلمون، أطباء وصيادلة وممرٌضون ...أركان هذه البلاد مستقبلا ستكون منخورة، وطلاب القاعة “ثمانية”يعطون الدليل القاطع على ذلك، إنهم يشهدون...
يا جلالة الملك، ملك المملكة المغربية.
أرحني من هذا العار الذي أشعر به، أنصفني وأنصف وطني ، أو إنسفني وانسف معي صرخة وطن ..فأستريح، يا جلالة الملك لا تجعلني أعايش ميتة أخرى، لا تجعلني أُعدٌل هذه الرسالة.
إني أطعن في مصداقية الشواهد التي يحملها الطلبة الذين اجتازوا إختبار الدورة الإستدراكية بمركز الإمتحان “فخر الدين الرازي” بعمالة إقليم تازة بالقاعة رقم “ثمانية”.
إني أطعن في مصداقية الجامعات التي سيرتادها هؤلاء الطلبة .
إني أطعن في مصداقية الوظائف التي سيشغلها هؤلاء الطلبة .
مولاي، إنها خلايا سرطانية مميتة ستتسرب لجسم هو بالكاد يكافح ليدخل مرحلة عافية من علله القديمة، أوترضون أن يكون الموت هو مصير هذا الجسد بدل الحياة التي يتوق إليها .
مولاي، إني أستصرخكم فليس لي سواكم من صريخ ولا مغيث.
مولاي، كيف يمكن لطالب مستواه في اللغة الإنجليزية “صفر”، وفي مادة الرياضيات “صفر”، ولا يجيد كتابة حتى جملة واحدة بالفرنسية ولا يعرف من مادتي الفلسفة والإجتماعيات إلا الإسم أن ينجح في إختبار الباكالوريا، ألم تكن جلالتك طالبا في يوم من الأيام؟ فكيف يُعقل هذا يا جلالة الملك؟
مولاي، إن الطلبة الذين هم محور هذا الحديث، والذين وجٌهنا في شأنهم رسالة إلى كل من أكاديمية التربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية هم كذلك بالفعل،”صفر”، لذلك وبعد الإهمال الذي قوبلنا به، نكتب لجلالتكم هذه الرسالة بصفتكم القائد الأعلى لهذه الأمة لنهيب بجلالتكم التدخل العاجل وإلغاء شواهد المذكورة أسماؤهم في نص الرسالة التي أشرنا إليها سلفا وذلك بعد أن يُعاد اختبارهم بالطبع، ومن جانبي سأعيد تدوين أسماء هؤلاء الطلبة الغير المستحقين لشهادة الباكالوريا والذين كانوا في نطاق ما شهدنا عليه بــ:( القاعة ثمانية بمركز الإمتحان “فخر الدين الرازي” بعمالة تازة)، وسأعيد إرسال هذه الأسماء إلى نفس الجهات( أكاديمية التربية والتكوين، ووزارة التربية الوطنية) حتى تكون في متناول ما تقرٌرونه يا مولاي، كما يمكن الإستفسار عن أسماء هؤلاء الطلبة من خلال البريد الإلكتروني المذيل أسفل هذه الرسالة. وكلي ثقة فيما ستقررونه، فحتى وإن كانت مدينة تازة بعيدة جغرافيا، فربما هي كذلك بالفعل، لكنها ليست بعيدة عن إهتمام جلالتكم.
جلالة الملك، لقد شهدنا عملية غش، ويبدو أنني أغش الغش لأنني أستخدمه في توصيف حالة هو قاصر عن توصيفها.
مولاي، أقسم لك بالله ثم بشرف هذا الوطن، أنه في حالة تجاوز هؤلاء الطلبة المكتوبة بخصوصهم هذه الرسالة لسقف “الستة نقط” عندما يعاد إختبارهم، أقسم لجلالتكم أنني سأستقيل من مهنتي وأنني سأسلم نفسي للسلطات المختصة حتى تأخذ العدالة مجراها في حقي...
مولاي، لن أنسى أني في أحد الأيام سألت مجموعة من الطلبة عندي بالقسم عن رأيهم بظاهرة الغش بشكل عام، وللأسف كاد جوابهم يكون إجماعا، إن الغشاشين يحتلون مراكز مرموقة، يصلون بسرعة، نادرا ما يطالهم العقاب، هكذا أجاب الطلبة. ربما اليوم هذا ما يدفعني لكتابة هذه الرسالة..وأتمنى أن يحذو حذوي غيري فأكون كمن استنٌ سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها من بعده.


والسلام عليكم جلالة الملك ورحمة الله وبركاته

[email protected]



#مرزوق_التازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرزوق التازي - من أستاذ ملتزم بالقانون إلى جلالة الملك، ملك المملكة المغربي