أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)














المزيد.....

وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 17:22
المحور: الادب والفن
    


قتيلة حملوني، لملموا أشلائي في ثوب كان يوماً ثوب عرس أمي، جمعوا قطرات دمي في قارورة للعطر..كي يرشوها فوق أكفان الصبايا الماضيات مثلي في عرسهن اليومي وفي قطار الموت الدائم في شوارع درعا وحماة وفي رماد ماتبقى من جبل الزاوية..
يارفاق الدرب لاتتركوني أمضي دون وردة حمراء تزين صدري الملوع عقوداً من جوعٍ لكرامة ومن عطش لماء حرية..لاتنسوا أن ترسموا تواقيعكم فوق جثتي..ثم تغطوا أقلامكم في حبر الماء اليرموكي ــ( نسبة لنهر اليرموك ) ــ..ليتحول صفحة مكتوبة في تاريخ آل غسان..صفحة لو عاش ليراها " جبلة بن الأيهم" لخرَّ ساجداً وتعبد في محراب هذا الحب ، الذي لم تعرفه كل شحنات الثورة ودفاتر الأيديولوجيا قومية كانت أم أممية الهوى..هذا جديد على الكون وعلى أرضنا العطشى..
يارفاق الأمس واليوم انشروا تاريخي الأذرعاتي في بريدكم الأليكتروني، في برقكم ورعدكم كي يظل حاضراً في كل منعطف ومنحنى من أرض سوريا المنتظرة..اسكبوني في مساكب الورد ورشوا رمادي سماداً لتفاح المجدل والزبداني. ــ( مجدل شمس في الجولان ــ والزبداني مدينة قرب دمشق).
سطروني أيقونة ، شعراً تتغنوا به في أعراس فرحكم القادم وتنشدوه لحناً في نايكم أيام الحصاد ..بعد أن تنسوا هذا الأسى وتبقوا عليَّ حاضرة في ذكرياتكم..قصة أو أسطورة تروونها لأحفادكم مستقبلاً..حين يسألوكم عن ضحايا الجلاد الأكبر ، وكيف بنيتم بسواعدم وصدروكم العارية حرية أخرى وأسطورة جديدة صنعت سوريتكم المختلفة ، سوريا مستقبل أبناءكم.
لاتدعوا الفرح يأخذكم بعيداً..فتكتبوا الفرح فقط..وتنسوا الألم واستعادة ظروف الكذب، التي أحاطت بكم وظروف الوعود التي عمقت مأساتكم ، ظروف القهر والسجن والمقاصل، التي قدمتني وقدمت الكثير من أبنائكم وأحبتكم ضحايا على مذبح حرية أبنائكم الصغار اليوم ، الذين كبروا بالحدث ونضجوا في أيام بمقدار نضجكم في أعوام..
لاتنسوا كلمة " كان..وتحول ، صنع وفعل..قام واستنهض..ذهب ولم يعد..خرج واختفى..عرّج واختطف، سار وقضى..مشى وتعثر..انفجر وتلاشى..تحاور وفشل..سحب سيف الكلام الصامت من غمد القاموس وفجَّره بوجه صناع حدود للكلام وخطوط حُمرللتعبير.
لاتنسوا أن تكتبوا..في يومياتكم..أسماءكم المستعارة، وصوركم التي شوهتها يد الجلاد..لاتنسوا أن تحتفظوا بأيقونات اللجان التنسيقية كي تكون لكم حامية من تشرذم الصف ومن عهر اللغة السياسية ودوائر الالتفاف على الحقيقة واستغلالها ممن برعوا في امتطاء اللحظة والاستفادة من بطولات لايد لهم فيها..لاتنسوا أن تباركوا أرضاً وكلمة تجمع بين قواكم الشابة وخبرات شيباتكم التي ضحت وقدمت تاريخاً نظيفاً ساطعاً على درب الأمل وصنع الحرية.
أثق بأن موتي سيكون علامة تدل قلوبكم وعقولكم على ملامح الطريق القويم لبناء سوريا الصحبة والرفقة الطويلة ..لاتجازفوا بموتنا..لاتفاوضوا على دمنا..لا تقوضوا أحلام أبناءكم..ولا تخذلوا سماءكم الحزينة وأرضكم القاحلة ..التي سلبها الطاغوت بعض خيرها..لكنها ومن رحمها الخصب..خبأت شبابها للبناء في صباياكم ، كي ينتجا معاً ذرية هي الأصلح وهي الأوضح..هي لغة المحبة ، لغة الكتابة فوق ألواح سومر وآشور وعموريا وبصرى والقامشلي...وجلق والشهباء..مارة بمعلولا وصيدنايا..كي تخلصها من ربق اسم علق بمجدها طويلا..وتعيد لها مجد الرب ومجد الآراميين وأحفادهم في كل بقعة من أنطاكيا شمالا إلى الجولان جنوباً.
لاتبحثوا عن الإجابات لأسئلة يخوض بها ويفبركها إعلام الطاغية يومياً مشوهاً وجهكم الحضاري، ستجدونها في قلوبكم ودفاتر أجدادكم، انزعوا عن أفئدتكم قمصان اللغة المذهبية ودهشة الفروق الجانبية...ضعوا الفجر نصب أعينكم وغادروا دون أي التفاتة ليل الفكر وأحداق الأشباح ، التي تزوركم على شاشات لها غايات لاتصب في مصلحة وحدتكم ، امنعوا تراث التفرقة والفوارق أن يحتل مكانة في ممارساتكم ..لاتسموا المقتول..باسم عشيرته أو مذهبه..سموه سورياً ابن سوريا يقطن مكاناً على أرضها..رفض الاستظلال بالحاكم الوريث الظالم..سموه مواطناً حمل رؤية حرة ، حمل في دمه أخوة ذات رابطة أكبر وأقوى في عراها ومتانتها من كل الطغاة وشرائعهم التقسيمية والتفتيتية..
هي وصية ممن ذهبت إلى حتفها من أجلكم..من أجل سوريا ، كانت نقطة البداية وأول قطرة من دم حر ينساب فوق أرض سوريا..حورانياً كان أم حسكياً أم حمصي المنبت، أوابناً لنواعير تهز قامتها اليوم لتلد وروداً تعبر كل المفارقات وكل الحواجز لتأتي إلى دمشق وتجثو أمام الياسمين وقبر صلاح الدين..تقول له: انهض هذا يومك..فقد عاد لك المجد وهانحمل نور حريتنا قنديلاً لم يرَّ التاريخ له مثيلاً..يسير بهداه كل من شب أو شاب على هذه الأرض بألوانها وتنوعها..الثري..من أجل غدٍ أكبر ثراء وأوسع صدراً وأصفى محبة.
هاتولد ياصلاح الدين من جديد ، فيأخذ تاريخك أسماء أخرى..حمزة الخطيب ، تامرالشرعي، هاجر، أسماء أو زينب.. أو ابراهيم قاشوش لافرق فكلكم صنعتم وتصنعون لنا المجد والحرية.
ــ18/7/2011



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة
- النَفَس الأخير في نسل الهمجية
- النازيون الجدد
- إلى أين تأخذ سوريا ياسيد بشار الأسد؟
- الراعي الكذاب
- فيلم سوري رديء
- زهرة من دم
- سوريا بين الأمس واليوم
- المدن السورية تعلن القيامة
- إلى درعا الحرة- سيدي بو زيد السورية-
- امنعوا انتصار الاستبداد، امنعوا الطاغية من قتل شعبه.
- (غرغرينا ) النظام السوري
- ظاهرة تراجيديا الاستثناء في شخصيات الزعماء
- أوراق اعتماد ( سيف الإسلام) للشعب الليبي، والتشابه مع أوراق ...
- إلى الرئيس السوري- بشار الأسد-...الزلازل تصيب المناطق، التي ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)