أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بشار بكر اغوان - خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي (اسرائيل انموذجا)















المزيد.....


خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي (اسرائيل انموذجا)


علي بشار بكر اغوان

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي
(اسرائيل انموذجا)

علي بشار بكر اغوان
طالب ماجستير
جامعة النهرين
كلية العلوم السياسية
قسم الاستراتيجية

ملاحظة هامة :ان كل ماجاء في هذا البحث المصغر ولم يعزز بمصدر هو من اجتهاد الباحث ، ولعلي مخطئ او مصيب في اجتهادي ومن الله التوفيق، علي بشار بكر اغوان

المقدمة
إن الكثير من الدول المتقدمة تولي اهتماما مميزا لعملية التخطيط الاستراتيجي وصنع القرارات الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الدولة ، لذلك يحتل التخطيط الاستراتيجي في الدول المتقدمة مكانة بارزة وعريقة في مدركات هذه الدول وعلى هذا الاساس تربط الدول ما بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي ، حيث نتج نتيجة هذا الربط نشوء علاقة ما بين طبيعة التخطيط الاستراتيجي والقرارات الاستراتيجية وهذا ما سنعمل على توضيحه في هذه الورقة البحثية.
الاهمية :
إن عملية الكشف عن طبيعة العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي هي من الامور المهمة جدا والتي لا يجب إن تهمل من قبل أي معني بالتخطيط الاستراتيجي او صانع القرار الاستراتيجي وهنا تكمن اهمية الموضوع .

الاشكالية :
تنطلق اشكالية الدراسة من إن هناك من لا يميز ما بين عملية التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي ، وهذه هي محور اشكاليتنا الذي سوف نقوم بالبحث فيها .
الفرضية :
تفترض الدراسة إن هناك علاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرارات الاستراتيجية وان نوعية هذه العلاقة هي علاقة( رأسية شلالية ) تبدأ بالمخطط الاستراتيجي وتمر إلى صانع القرار الاستراتيجي بعد ذلك وهذا ما سوف نقوم باثباته او نفيه او تعديله من خلال هذا البحث المصغر .

الهيكلية :
تتكون الهيكلية إلى جانب كل من المقدمة والخاتمة من المحاور الاتية :
المحور الاول : مفهوم القرار الاستراتيجي .
المحور الثاني : خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي .
المحور الثالث : (اسرائيل انموذجا) لبيان عملية العلاقة بين طبيعة التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي

المحور الاول
مفهوم القرار الاستراتيجي
يعد القرار الاستراتيجي عموما "عملية مفاضلة دقيقة بين بديلين استراتيجيين على الأقل، يتمتعان بقيمة واحدة أو متشابهه" (1) وقد يكون القرار الاستراتيجي "حركة واثقة نحو القضاء على حالة من حالات التوتر لتصفية مصادر ذلك التوتر بصورة أو أخرى"(2). وهو بذلك "يتضمن إما عمل شيء، أو الامتناع من عمل شيء في الأقل، أو التخطيط لفعل شيء ما في المستقبل،و يتفق الكثير من الكتاب أمثال "Jauch&Glueck" على أن مفهوم القرار الاستراتيجي هو " ذلك القرار الذي تم اختياره من مجموعة من البدائل الاستراتيجية، والذي يمثل أفضل طريقة للوصول إلى أهداف المنظمة (3).
يلعب القرار الاستراتيجي دورا كبيرا في تحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية، التي يسعى صناع القرار السياسيين والاستراتيجيين نحو تحقيقها بمستوياتها المختلفة القريبة المدى، والمتوسطة، والبعيدة، ويتم صناعة هذه القرارات بموجب الأهداف التي تحددها المنظمة، وتشكل بدورها الإطار النظري لها، وتمثل الترجمة الحقيقية التي تسعى المنظمة لانجازها،وهناك من يعرف القرارات الاستراتيجية بأنها" قرارات استثنائية يتم صناعتها في المده الزمنية الحالية ذات الدرجة العالية من الأهمية، من ناحيه تأثيرها في الدولة خلال المراحل الزمنية المقبلة، وتنصب على تحقيق هدف الدولة من خلال فهم كيفية انسياب عملية صنع القرار خلالها، وتتطلب مهارات إبداعية للإحاطة بمتغيرات البيئة الداخلية والخارجية.(4)
واخيرا يمكننا القول إن القرار الاستراتيجي هو قرار ذو أهمية كبيرة يبنى على أساس التنبؤ والاستشراق لمستقبل المنظمة وتوقع متطلباتها بتفعيل كافة المعطيات والموارد الإدارية والعلمية والتقنية، ويتطلب قيادة كفوءة مهنية وإدارية مدركة تماما ماذا سيؤدي عملها وحدسها في المستقبل ومتحسبة لكافة المتغيرات المحيطة بها لتساعد المنظمة في التكييف مع البيئة الخارجية من خلال تحليلها واستنباطها وفق المعلومات المستحدثة لديها، ويمتاز بالحيوية والتطور وتحقيق الأهداف المرجوة منه .

المحور الثاني
خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي
على الرغم من ان القرارات الاستراتيجية هي قرارات تتخذ للمفاضلة ما بين مجموعة من الخيارات وانتقاء الافضل منها الا ان هذه العملية (أي عملية صنع القرار الاستراتيجي ) لا تكون عملية اعتباطية ، لان القرار الاستراتيجي الناجح يبنى على ارضية تخطيطية استراتيجية ناجحة ، هذا يدل على وجود علاقة (رئسية شلالية) تبدأ من الاعلى وتنتهي بالاسفل و الاعلى هنا هو التخطيط الاستراتيجي والأسفل هو القرار الاستراتيجي .
حيث يحتل التخطيط الاستراتيجي جزءا كبيرا في عملية صنع القرار الاستراتيجي لان بناء القرار لا يمكن ان يحصل دون خطة مسبقة توضع لكي ترشد المعني بعملية صنع القرار الاستراتيجي ، وهذه العملية تمر بمراحل وعمليات كثيفة ومعقدة حتى تخرج على شكل قرارات استراتيجية ومن بينها مرحلة جمع المعلومات عن القرار الاستراتيجي ومرحلة تصنيف وتبويب هذه المعلومات والتاكد من صحتها ومرحلة قياس الموارد التي يحتاجها هذا القرار ومرحلة قياس الموارد المتاحة للدولة و ايضا قياس الواقعية للقرار الاستراتيجي ومرحلة بناء نموذج نظري استشرافي لتبعات القرار الاستراتيجي وعملية المفاضلة ما بين جميع الاحتمالات ومن ثم الوصل الى مرحلة اتخاذ القرار .
كل هذه العمليات تتم وفق بوتقة العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي للقرار و عملية صنع واتخاذ القرار ، ومن الامور المهمة وذات صلة بالموضع هو هل إن المخطط وصانع او متخذ القرار شخص واحد او هيئة او مؤسسة واحدة ، وللاجابة على هذا السؤال ، نقول إن هذا الامر يختلف من دولة إلى اخرى ومن نظام سياسي إلى اخر حيث النظام الديمقراطي يكون إلى جانب رئيس الدولة او رئيس الحكومة مجموعة كبيرة من المتخصصين والمستشارين الاستراتيجين الذين يقومون بعملية التخطيط إلى وتقديم المشورات والدراسات ذات الصلة إلى صناع القرار لكي يتخذوا اللازم ، وفي بعض الاحيان يقوم الرئيس او صانع القرار بنفسه بالاشتراك بهذه العملية وفي احيان اخرى يوكل هذه المهمة إلى احدى الجهات كوزارة الخارجية مثلا ، اما فيما يتعلق بالنظم الشمولية فأن هذه الامور جميعها شبه معدومة ولا يوجد مثل هذه المؤسسات التي ذكرناها انفا ، وتسود ثقافة الراي الواحد والحزب الواحد والفكر الواحد ولا يقوم صانع القرار باستشارة أي من الاشخاص لا داخل ولا خارج الحكومة وان حصلت هذه الاستشارة فأنها لا تغيير من طبيعة موقف الحاكم او صانع القرار ، وهنا تنفصل هذه الصلة ما بين المخطط الاستراتيجي وصانع القرار الاستراتيجي .

ان الدول التي تسعى الى دور بارز في الساحة الدولية تقوم بالربط ما بين المفهومين(التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي) ، ومن بين هذه الدول هي (اسرائيل) التي يوجد فيها مؤسسات تخطيطية مختصة سوءا كانت الحكومية والغير الحكومية ، فعلى النطاق الحكومي نذكر وزارة الخارجية ووزارة التخطيط واللجان المتخصصة في البرلمان (الاسرائيلي) والمكاتب الاستشارية التابعة للدولة التي تعد دراسات فصلية تحاكي الواقع (الاسرائيلي) وتقدم شروحات لما يجب ان يكون عليه الوقع ، لصانع القرار الاستراتيجي (الاسرائيلي) وايضا نذكر المؤسسات الغير حكومية حيث يوجد في (اسرائيل) مراكز متخصصة في صنع القارات الاستراتيجية والتخطيط لها وهذه المؤسسات معضمها تابعة للجامعات و معضمها مراكز مستقلة ولكن كلها تصب في مصلحة (اسرائيل) حيث تقوم هذه المراكز بالتخطيط لصانع القرار وتضع امامه مجموعة من الخيارات لكي يفاضل فيما بينها ويختار الانسب والافضل والاشمل والذي يتماشى مع ما هو يصب في مصلحة (اسرائيل) ، لذلك نلاحظ هذا الربط ما بين المخطط وصانع القرار الاستراتيجي في معالم الاستراتيجية (الاسرائيلية) لتي تتبعها خصوصا تجاه المنطقة العربية .

المحور الثالث
(اسرائيل انموذجا) لبيان عملية العلاقة بين طبيعة التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي

ان الحديث عن (اسرائيل) وعن طبيعة التخطيط الاستراتيجي وعلاقتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية فيها يدفعنا الى ان نستعرض القطاعات التي تعد من اهم الثوابت في عملية التخطيط الاستراتيجي في (اسرائيل) وهي كالاتي :
طبيعة التخطيط الاستراتيجي في القطاع الاقتصادي
نجحت (اسرائيل) في توظيف المتغيرات الإقليمية والدولية لصالحها مستغلة بذلك نجاح الرأسمالية العالمية بعد انهيار الكتلة الشيوعية، في فرض نموذجها على معظم بلدات العالم، وتحديداً في ظل مفاهيم العولمة الجديدة، وهذه المتغيرات هي التي شجعت (اسرائيل) لطرح مشروعها للنظام الإقليمي الجديد وهذا المشروع طويل المدى والذي خططت له (اسرائيل) في بداية العقد الجديد وتعمل على تنفيذه الان وهذا المشروع انما يعبر عن المصالح المشتركة للرأسمالية العالمية و(اسرائيل). فالمشروع (الاسرائيلي) للنظام الإقليمي الجديد يستند في الأساس على رسم ملامح الدور المتفوق (لاسرائيل) في المنطقة وإعتماداً على قدراتها العسكرية المتفوقة وتحالفاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا، ومما يعني منحها صفة العبور المميز، ودون المنافسة من أي طرف كان في المنطقة ، وضمن هذا السياق قامت (اسرائيل) وضمن المفاوضات متعددة الأطراف بتقديم مجموعة من المطالب، وأهمها إلغاء المقاطعة الاقتصادية العربية (لاسرائيل) والدخول في مشروعات تعاون على أساس ثنائي أو ثلاثي، و إقامة المشروعات ذات البعد الإقليمي .
وعن ذلك قال الملياردير اليهودي الأمريكي الجنسية ( أرمند هامر)، والمنشئ لمركز أرمند هامر المتخصص في مجال إعداد الأبحاث حول التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط الأتي : " الشرق الأوسط مثخن بالصراعات الدينية والثقافية والاثنية، و مثخن كذلك بالعنف الذي يرافق هذه النزاعات في أحيان كثيرة، وفي الوقت ذاته تتوافر في المنطقة موارد ضخمة وطاقات كامنة وكافيتان لتامين ازدهار إقليمي متنام " . وضمن هذا السياق قام مركز هامر بدور كبير في محاولة رسم أيديولوجيا السلام عبر المشروعات ودراسات الجدوى التي قدمها للمفاوض ال(اسرائيل)ي ، وسعوا إلى جعل (اسرائيل) كيان طبيعي في المنطقة العربية وهذا كله عبر فترات طويلة من العمل المستمر الذي كان يقوم به المخططين الاستراتيجين اليهود على القطاع الاقتصادي (5) . ان الاقتصاد (الاسرائيلي) من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودخل الفرد في (اسرائيل) من أعلى الدخول في العالم حيث يبلغ حوالي ال 28 الف دولار ويعتمد الاقتصاد على صناعة التكنولوجيا ومعداتها وكذلك على الزراعة والسياحة،وكل ذلك لم يأتي اعتباطيا وانما نتيجة لعملية ربط استراتيجي بين طبيعة التخطيط الاستراتيجي والقرارات الاستراتيجية (فلاسرائيل) باع طويل في مجال التخطيط الاستراتيجي في كافة المجالاتوعلى سبيل المثال الصناعات عالية التقنية والبرمجيات المتنوعة حيث تتواجد على أرضها العديد من شركات تصنيع الحواسيب وبرمجياتها (الااسرائيلية) أو العالمية من مثل مايكروسوفت وإنتل وكذلك شركات الاتصالات من مثل موتورولا. وتعتبر (اسرائيل) من الدول الرائدة في مجال اعادة استخدام المياه وتحلية المياه وتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الخارجية. الركيزة الثانية للاقتصاد (الاسرائيلي) هي الزراعه حيث تعد (اسرائيل) من أكثر الدول ذات الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي وتقوم بتصدير الفائض الزراعي من خضروات وفواكه إلى دول العالم المختلفه.كذلك فان السياحة تشكل مصدرا مهما للدخل القومي حيث تزخر (اسرائيل) بالعديد من نقاط الجذب السياحي الديني ومثال ذلك حائط المبكىٍ وكنيسة القيامةوقبة الصخرة وغيرها الكثير والتاريخي مثل جبل مسادا والعلاجي كالبحر الميت حيث بلغ عدد السياح القادمين إلى (اسرائيل) عام 2008م حوالي 3 مليون سائح كذلك تعد تجارة وتصدير الالماس موردا مهما في الاقتصاد (الاسرائيلي) وفوق هذا وذاك فإن (اسرائيل) تتلقى دعما ماديا كبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقدر الدعم المادي المخصص (لاسرائيل) خلال العشر سنوات القادمه بحوالي 30 مليار دولار أمريكي, وتعد أمريكا والإتحاد الأوروبي الشريكان الرئيسيان (لاسرائيل) على المستوى التجاري.(6)

طبيعة التخطيط الاستراتيجي في القطاع العسكري (الاسرائيلي)
التخطيط العسكري ويقصد به ، هو تحديد عمل المشاريع العسكرية ورسم السياسة الدفاعية أو الهجومية مع الخصم، وهو وسيلة تضمن حسن استخدام الجيش ومعداته وأسلحته ومؤنه بطريقة علمية وعملية، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً مع التخطيط الاقتصادي. وينسجم التخطيط العسكري مع الأنظمة الاجتماعية والسياسية التي تتبعها الأمم. وعلى هذا الأساس بنت الصهيونية العالمية مفهومها وأصبح التخطيط الاستراتيجي العسكري (الاسرائيلي) والعقيدة الصهيونية جزءان لا ينفصلان، وتبني (اسرائيل) تخطيطها العسكري على أساس أن الحرب مع العرب هو الطريق الوحيد لتفنيد مطامعها الاقتصادية واستمرار سياستها التوسعية لبناء دولة (اسرائيل) العظمى من الفرات إلى النيل. وقد بنت الصهيونية العالمية، متمثلة (باسرائيل)، إستراتيجيتها الخاصة المرتكزة على أساس التحليل العميق والواقعي للعناصر السياسية والاقتصادية والعسكرية، وربطت هذه الإستراتيجية مع مدى تطور آفاق اقتصادها وزيادة عدد سكانها باعتبار أن الإنسان هو العنصر الحاسم في كل عملية حربية. ويؤمن الصهيونيون أن تفوقهم في العلم العسكري والتقدم التكنيكي على العرب سيضمنان لهم الغلبة والنصر .
وايضا تقوم (اسرائيل) وبدعم من الصهيونية العالمية بمشروع التعاون الامني مع الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وهذا المشروع يعني المحافظة على استمرار التفوق النوعي الأمني ال(اسرائيل)ي بصورة دائمة ومستمرة، وفي المقابل إضعاف الخصم لأقصى درجة ممكنة، وبحيث لا يمكنه أن يشكل أي خطورة محتمله مستقبلًا على الطرف (الاسرائيلي)، ومن ثم توظيف الخصم صاغراً في تحقيق الأهداف الأمنية (الاسرائيلية) (7). ويعد الجيش (الاسرائيلي) من أكثر الجيوش تطورا على صعيد التدريب والتجهيز العسكري والتقنية المستخدمة. وتقوم (اسرائيل) بتصنيع العديد من قطعها الحربية وينقسم فيلقها التصنيعي بين تصنيع خالص وبين إضافة تطويرات على الأسلحة المستوردة، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الرئيسي (لاسرائيل) في المجال العسكري حيث من المقدر أن تبلغ قيمة المساعدات الأمريكية (لاسرائيل) بين عامي 2008م - 2017م ما يقارب ال30 مليار دولار, وتنتج (اسرائيل) دبابات الميركافا وبارجات ساعر 5 وهي النسخة التي تلت بارجات ساعر 4.5 وتم إنتاج 3 سفن من هذا الصنف حتى الآن, فقد أنتجت (اسرائيل) وبمساعدة أمريكية نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ قصيرة المدى ومنظومة صواريخ السهم النظام الوحيد في العالم المضاد للصواريخ الباليستية، هذا إضافة إلى اعلان (اسرائيل) امتلاكها لأسلحة دمار شامل عبارة عن رؤوس نووية.بعد تصريح مردخاي فعنونو في عام 1986 وتصريح أولمرت عام 2006..

طبيعة التخطيط الاستراتيجي في القطاع السياسي
دعا أرمند هامر لإقامة نظام إقليمي جديد تكون فيه (اسرائيل) هي المركز واستلهم ذلك من خلال النموذج الأوروبي للاندماج الإقليمي، حيث يمكن عبر التدرج إيجاد شبكة من المخططات التعاونية بين مناطق جغرافية وسكانية ، فالحدود المفتوحة تشكل حافزا للتجارة والسياحة، ومما يساهم في تحويل الحدود المتصادمة بين بعض الدول العربية و(اسرائيل) إلى حدود حاضنة للعيش المشترك ، وضمن هذه المفاهيم قدم مركز هامر مجموعة من المشاريع التخطيطية والمتعلقة بالطبيعة الاستراتيجية في المنطقة ، و أهمها مشاريع لبناء وتطوير البنية التحتية ، والمرافق العامة في مجالات المياه والطاقة والمواصلات والاتصالات، وكافة هذه المشاريع تكرس مركزية (اسرائيل) فيها .وانشاء مشاريع اقتصادية قطاعية، وهي عبارة عن مشاريع مشتركة بين دول المنطقة، و(اسرائيل). وتستند هذه المشاريع على فكره التعاون الاستراتيجي والربط بين الدول العربية التي ترتبط بحدود مع (اسرائيل)، ومن ثم توسيعها للدول العربية الأخرى. ومما يعني منح (اسرائيل) الدور المميز في المنطقة، أي الدور الإقليمي الذي بجعلها تندمج على أساس الدور القيادي والمرتبط بالاقتصاد العالمي والمؤسسات الدولية .(8) وقد قال شمعون بيرز في كتابه " الشرق الأوسط الجديد " حيث ورد فيه : " في عام 1948م أنشأنا دولة لتتمكن من العيش في منطقة معادية، وفي عام 1992 علينا أن نبني منطقة تتيح لكل دولة ، وبما فيها نحن أن نعيش بسلام. وليس السلام بحد ذاته هدفاً، وإنما وسيلة مرحلية لهدف أسمى، وهو إيجاد العصر الذهبي (لاسرائيل)". وقد أكدت (الاسرائيليون) على هذه الرؤية من خلال مواقفها المختلفة من المفاوضات متعددة الأطراف، حيث يستند الموقف (الاسرائيلي) على ضرورة البدء في عمليات التعاون الإقليمي من دون انتظار استكمال التسوية على المسارات الثنائية، وبحجة أن التعاون الإقليمي سيساعد على تحقيق الاستقرار السياسي من خلال مواجهة المشكلات التي تهدد استقرار النظم والحكومات في الشرق الأوسط، وبالتالي تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق التحول الديمقراطي باعتباره خير ضمان للسلام والتعاون الإقليمي.

طبيعة التخطيط الاستراتيجي في قطاع التعليم
ان التعليم في (اسرائيل) إلزامي للاطفال بين اعمار 3 سنوات و 18 عام وتقسم إلى ثلاث مراحل المرحلة الابتدائية التي تبدأ (من الصف الأول إلى السادس) المرحلة المتوسطة (من الصف السابع إلى التاسع) والمرحلة الثانوية (من الصف العاشر إلى الثاني عشر) وتدرس التوراة للتلاميذ اليهود بينما تستبدل هذه المادة بالتربية الإسلامية للمسلمين والمسيحية للمسيحيين والتراث الدرزي للدروز. يعد التعليم الجامعي في (اسرائيل) من أرقى أنواع التعليم في العالم وتوجد ثمان جامعات حكومية في (اسرائيل) تعد الجامعة العبرية في القدس أقدمها وتوجد فيها مكتبة (اسرائيل) الوطنية أكبر مستودع في العالم للكتب المتعلقه بالشأن اليهودي, تمتلك (اسرائيل) ثالث أكبر نسبة في العالم لحملة الشهادات بين المواطنين تبلغ نسبة الأمية في (اسرائيل) اقل من 2.9% وذلك نتيجة التشجيع المجتمعي والدعم الحكومي فقد بلغت ميزانية التعليم في (اسرائيل) للعام 2008م حوالي 27.5 مليار دولار.(9)


الخاتمة
ان التخطيط الاستراتيجي في الدول المتقدمة اثبت جدارته وبشكل قاطع انه صاحب الدور الاساس في عملية البناء والسعي من اجل المستقبل والذي يعتمد على اسس علمية تخطيطية تساعد صناع القرارات باتخاذ قراراتهم الاستراتيجية ، وهذا ما يحصل فعلا مع الدول المتقدمة الان ، لذلك فان غالبية الدول المتقدمة التي تبنت التخطيط الاستراتيجي العلمي وربطته مع القرارات الاستراتيجية، والتي جعلت من نفسها انموذجاً للدول الاخرى حتى تحذو حذوها ، هي الان في صدارت الدول التي تأثر في مسار العالم ، وهذا الحديث مدعوم بمأشرات واحصاءات تصدر عن الوكالات الدولية والمتخصصة في الامم المتحدة وختاما توصلنا الى ان التخطيط الاستراتيجي الناجح يؤدي الى اتخاذ قرار استراتيجي ناجح وبالتالي تقدم وتطور الدول كما لاحظنا هذا الشي في انموذج الذي اخترناه للدراسة وهو (اسرائيل) وبعد إن عرضنا مفهوم القرار الاستراتيجي وما هو موقعه بالنسبة للتخطيط الاستراتيجي وجدنا إن هناك رابط مابين بين التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار الاستراتيجي ، وهذه العلاقة هي علاقة رأسية شلالية كما ذكرنا في فرضيتنا واثبتنا على ذلك من خلال البحث ،ووضحنهاه في انموذج (اسرائيل) وتعرفنا على اهم القطاعات التي تعمل على اسس التخطيط الاستراتيجي والذي ترفد صانع القرار بكل ماهو ممكن من معطيات لتمكنه بالتالي الى اتخاذ قراراته الاستراتيجية على كافة القطاعات سواءا اكان القطاع الاقتصادي والقطاع العسكري والقطاع السياسي والقطاع التعليمي.




المصادر
(1) مازن إسماعيل الرمضاني ، في عملية اتخاذ القرار السياسي الخارجي، مجلة العلوم القانونية والسياسية، العدد2، بغداد، 1979، ص168
(2 ) حامد ربيع، من يحكم تل أبيب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1975، ص343.

(3) مازن إسماعيل الرمضاني ، مصدر سابق، ص168.
(4) وصال نجيب العزاوي، السياسة العامة (دراسة نظرية في حقل معرفي جديد)، مركز الدراسات الدولية، جامعة بغداد،2001.
(5) عدنان حمدان عاشور ، (اسرائيل) واستراتيجية التعاون الاقتصادي الإقليمي ، مجلة دنيا الرأي ،5/6/ 2005 ، مقال منشور على شبكة الانترنت ،www.donua-alray.com .
(6 ) موقع ويكبيديا على الشبة الدولية للمعلومات (الانترنت) ،7 أبريل 2011. ، المصدر السابق .
(7 ) عدنان حمدان عاشور ، المصدر السابق .
(8 ) عدنان حمدان عاشور ، المصدر السابق .
(9 ) موقع الجزيرة نت على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BD71F563-D7E0-4740-838F .



#علي_بشار_بكر_اغوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقائية و الإستباقية في الإستراتيجية الأمريكية الشاملة بعد ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بشار بكر اغوان - خيوط العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي والقرار الاستراتيجي (اسرائيل انموذجا)