أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زارا مستو - مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية














المزيد.....

مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 21:38
المحور: القضية الكردية
    


الحلقة الأولى
- 1 -
نحن – معشر الكورد - تنتابنا هذه المخاوف إثر تجارب مريرة مررنا بها – خلال فترات ليست ببعيدة – شاهدنا خلالها نكائث و نحوس وويلات في عهود قطعوها لنا, فإنّ التاريخ يذكرنا بمصطفى كمال أتاتورك في بداية القرن الماضي كيف وعد الكورد بأن الشعب الكوردي سينال حقوقه بعد نجاحه في بناء دولته العلمانية ,حيث وقف الكورد مع حركته وضحّى بالغالي والنفيس في سبيل وطن حرّ للجميع, ثمّ حنث وعده مع الكورد, واتّخذ الدين وسيلة لخداعه,وفتن بين الكورد والأرمن, وضربهم ببعضهم, وفي النهاية حصد الكورد والأرمن معاً القتل والتشريد.
- 2 –
أما في إيران يخبرنا التاريخ بالأحداث نفسها , في عام 1979 وعد الخميني بحل القضية الكوردية بعد انتصار ثورته, لم يبخل الكورد بالتضحيات من أجل وطن مشترك ينال الكورد فيه الحكم الذاتي في مناطقهم التاريخية , فكانت حصيلة ثورته استبعاد الكورد من المشهد السياسي, وإنكار حقوقهم وملاحقة قياداتهم وتصفيتهم من قبل المخابرات الإيرانية كاغتيال القيادي الكوردي الدكتور عبد الرحمن قاسملو في فيينا عام 1989,والدكتور صادق شرف كندي في ألمانيا سنة 1992 .
-3-
وفي العراق, عام 1970 حصل الكورد على حكم ذاتي في مناطقهم التاريخية, وبعد فترة وجيزة تراجع البعثيون عن الاتفاقية, وتآمروا على القائد الكوردي مصطفى ملا البارزاني ,وانعقدت اتفاقية الجزائر, وعلى أثرها انتهى الحلم الكوردي في الحكم الذاتي. وأما لاحقاً اتفقت المعارضة العراقية قبل سقوط نظام صدام حسين مع المعارضة الكوردية على حل قضيتهم وفق معايير دولية معينة متفقة عليها بما فيها قضية كركوك, وبعد سقوط النظام العراقي لا تزال قضية كركوك معلقة, علماً أن الدستور العراقي وضع آليات محددة لحلها, ومع ذلك تتهرب تلك القوى من الحل وتخالف الدستور, وتحنث حكومات بغداد تلوى الأخرى بوعودها.
-4-
وبعد جلاء الفرنسيين من سوريا عام 1946 , بقي الشعب الكوردي محروماً من حقوقه, ولم يشر الدستور السوري إلى وجود الشعب الكوردي وحقوقه الثقافية والسياسية والاجتماعية المشروعة , على الرغم من كل التضحيات التي قدمها الشعب الكوردي في سوريا ووقوفهم إلى جانب أبناء الشعب السوري, فما فعله يوسف العظمة وثورة إبراهيم هنانو ..., دليل على ما ذهبت إليه.
لم يقف الأمر إلى هذا الحد, بل واصلت الأنظمة التي تتالت على الحكم في سوريا إلى ممارسة سياسات عنصرية بغيضة بحق الكورد كتهجيرهم من مناطقهم الأصلية, واستيطان العرب فيها, وتجريدهم من الجنسية السورية ,ومنعهم من تعليم لغتهم ,هذا كلّه بغية تعريبها, بالإضافة إلى ارتكاب المجازر بحقهم, كالقتل والاعتقال.....
-5-
واليوم تشهد سورية مرحلة جديدة من تاريخها, فأبناء الشعب الكوردي يقفون إلى جانب أخوانهم من أبناء الشعب السوري بقوة في انتفاضته العارمة, وما تشهده المناطق الكوردية دليل على ذلك.
إنّ المعارضة العربية بأطيافها اليسارية العلمانية , القومية ,الإسلامية, كلها تتفق- إذا استثينا بعض مواقف المثقفين السوريين – على حصر قضية الشعب الكوردي بمسألة المواطنة, ودون الاعتراف بخصوصية شعب يعيش على أرضه التاريخية, وله حقّه في تقرير مصيره بنفسه, فإن الشعب الكوردي بعد اتفاقية سايكس بيكو التي كانت دون إرادة شعوب المنطقة برمتها,قرّر بملء إرادته أن يعيش جنباً إلى جنب مع الشعب السوري, وربط مصيره به, ضمن وحدة سوريا أرضا وشعباً.
لكن ما يثير الخوف في نفوسنا هو تهرّب المعارضة التقليدية وغير التقليدية من إيضاح موقفها تجاه قضية الشعب الكوردي في سوريا, من خلال بعض صيغ فضفاضة غير واضحة, وعدم إعطاء أية أولوية لها,ومحاولة تأجيل قضيته إلى ما بعد تغيير النظام.
لا يزال الشيوعيون واليساريون يرون أنّ القضية الكوردية لا تنحل إلا في ظل قيام دولة اشتراكية شيوعية, فيطالبوننا الانتظار لتحقيق ذلك, أما الإسلاميون يرون أن كل القضايا ستعالج في غضون قيام دولة إسلامية, أما العلمانيون والقوميون يربطون مصيرنا بقيام نظام ديمقراطي, فإنهم يتفقون على تأجيل القضية الكوردية, وحصرها على جزء من الحقوق الثقافية وحقّ المواطنة, علماً أن هذه النماذج من الحكم موجودة في المنطقة - إذا استثينا تجربة إقليم كوردستان العراق- ومع ذلك لم تحل قضية الشعب الكوردي في ظلّ هذه النماذج المطروحة, أليس النظام التركي نظاما ديمقراطيا إلى حدّ ما, وعلى رغم هذا – مثلا - لا تدرّس اللغة الكوردية رسمياً في كوردستان تركيا, ولا يعترفون الأتراك بالقومية الكوردية في الدستور التركي! بل تحارب الدولة التركية حركته السياسية التي تطالب بالشراكة الحقيقية في تركيا.
أما في إيران فنظامه إسلامي والكورد محرمون فيه من أبسط حقوقه السياسية, كشعب شريك في الحكم, ناهيك عن مطاردة حركته السياسية, وتصفية قياداته, والإعدامات بحقّ أبنائه.
وفي سوريا, النظام يعرّف عن نفسه بأنه اشتراكي تقدميّ علماني, في ظل هذا النظام لم يحصد الكورد سوى الجوع والقتل والاعتقال والتهجير والحرمان, من أبسط حقوقه الإنسانية والقومية والوطنية, فإنّ هذه المواقف كلّها تجعلنا أن نكون قلقين وخائفين على المستقبل الذي يجمعنا.
في الحلقة القادمة سنتطرق إلى مواقف المعارضة الحالية بمؤتمراتها ومواقفها بشكل مفصّل.....
تتبع



#زارا_مستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحضني يا أبي
- لماذا تخاف الأحزاب الكوردية من انعقاد مؤتمراتها؟
- حوار مع الكاتب والسياسي صالح جعفر
- أسباب ظاهرة الانتحار في مجتمعنا !
- الحوار مع عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا مصط ...
- هل الذهنية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمقراطية ؟
- هل الإطارات الكوردية الحالية مجدية؟
- آراء حول وحدة الحركة الوطنية الكوردية
- لماذا لا ندافع عن البشير؟!
- كلّنا مستهدفون إن لم نعيد النظر في مواقفنا
- شعوب المنطقة و أنظمة الإنكار
- هل التغييرُ ممكنٌ في المنطقة ؟؟؟
- ما هو وضع العامل في سوريا؟؟؟؟
- الحركة الكردية في سوريا بين الماضي والحاضر
- عقلية القيادات الكردية والتغيير
- الحركة الكردية والمرحلة الراهنة


المزيد.....




- عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. هل تمثل -تثبيتا لحل الدولتين-؟ ...
- تونس- منظمات وشخصيات معنية بحقوق المهاجرين تحت ضغط السلطات
- الجامعة العربية ترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المت ...
- بالأرقام.. ما تحتاج معرفته عن الاعتقالات خلال الاحتجاجات الم ...
- حماس: استمرار سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح ينذر بكارثة إن ...
- -الأونروا-: نحو 150 ألف شخص فروا من رفح
- كولومبيا تطالب بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو
- فتح: حماس تقدم الأسرى لإسرائيل على طبق من ذهب وتل أبيب ترفض ...
- هكذا فشل مخطط إسرائيل لتفكيك الأونروا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا بإعادة النظر في عضو ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زارا مستو - مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية