أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر دخان - إنفصام الشخصيه














المزيد.....

إنفصام الشخصيه


عمر دخان

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 13:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لست أقصد بالعنوان الانفصام المرضي الذين يصيب الكثيرين، و لكنه انفصام يصاب به البعض من أصحاب النفسيات المريضة، و التي تسعى طوال حياتها للهجرة إلى الدول الغربية، و في ذات الوقت تتمنى دمار تلك الدولة و انهزامها و اندحارها، و هو أمر عجزت عن فهمه على الرغم من أنني عصرت دماغا عصرا، و حاولت تناوله من عدة جوانب، و مع ذلك لم أجد له شرحا أو تفسيرا مقنعا لنفسي قبل غيري.
شباب يمضى حياته يسعى للهروب من وطن أذله و أهانه و مرغ كرامته، و يبذل الغالي و النفيس من أجل الهجرة إلى العالم الغربي، و في ذات الوقت، تراه يذم الدول الغربية و يتشفى في قتلاها و مآسيها و يتمنى أن يرى دمارها، و حتى عندما تتاح له الفرصة الذهبية و يهاجر، تراه يتحول فجأة إلى أقصى اليمين، ويصبح متطرفا دينيا بالمعنى الحقيقي، و أحيانا كثيره ينتهي به المطاف إرهابيا يتآمر على الدولة التي آمنته من خوف و أطعمته من جوع.
مثل هذه النماذج منتشرة للغاية، و ترى صاحبها يناقض نفسه مرارا و تكرارا دون أن يشعر بذلك، حيث أنه يتمنى مثلا دمار الحضارة الأمريكية التي قدمت للعالم الكثير، و يتشفى في رؤية قتلاها مدنيين كانوا أم عسكريين، و في ذات الوقت تراه يحرص كل أكتوبر من كل عام على تسجيل اسمه في سحب بطاقات الإقامة الدائمة، و تبريره لذلك أنه يريد أن يعيش في ذلك المكان المتحضر المتطور، بينما هو في نفس الوقت يتمنى دماره و زوال النعمة عن أهله!.
أذكر أنني قرأت في جريدة جزائرية مرة من المرات عن قصة شخص كان يعمل في الشرطة الجزائرية، و تم اختياره عشوائيا في قرعة بطاقات الإقامة الدائمة، و قام بعد ذلك بإتمام الإجراءات اللازمة لينتهي به المطاف في الولايات المتحدة، و بعد بضعة أسابيع بدأ هذا الشخص يتردد على مواقع إلكترونيه مشبوهة، و بدأ ينشر فيها كتابات له و قصائد تحض على الإرهاب و العداء للولايات المتحدة الأمريكية، متناسيا أنه لم يكمل حتى الحول في بلد أكرم مسكنه و أنقذه من أرضٍ يسعى معظم شبابها إلى الهرب منها بأي ثمن. المهم أنه لم تطل المدة ليتفاجأ ذات صباح بالأبطال الساهرين على حماية وطنهم على أبواب منزله، عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي أتوا ليذكروا هذا الشخص أنه ما هكذا يرد الجميل يا فلان، و لا أدري بقية القصة بالتحديد و لكنني أتمنى أن يكون تم إعادته لبلده، لأن مثل ذلك النموذج يعتبر خطرا على المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى كونه يشكل سمعة سيئة و عائقا لكل القادمين الجدد من بعده.
الحقيقة أنني أعتقد أنني أفهم جيدا ماذا حدث لهذا الشخص، و ماذا يحدث للكثير من العرب قبل و بعد هجرتهم، فهو يصل بلدا تعيش نظاما حياتيا مبنيا على العيش الهنيء و الاستمتاع بالحياة، بالإضافة إلى إجادة تقسيم الوقت بين المتعة و العمل، و إيلاء أهمية كبيره لعيش حياة سعيدة متوازنة خالية من الملل ( بالطبع هذا لا ينطبق على كافة أفراد المجتمعات الغربية، و لكنه ينتشر بين الأغلبية، و هو ما يفسر ارتفاع المستوى المعيشي في أرقام تلك الدول) و فن قضاء العطلات في الأماكن الجميلة الساحرة، بينما هذا الشخص القادم من مجتمع استبدادي متخلف، لم يبرمج نفسه على التأقلم مع مثل هذه الحياة، و هو على عكس عرب آخرين يستطيعون الاندماج في المجتمع لأنهم لا يقطعون المحيط بقلوب مليئة بالحقد على البلد الذي سيستضيفهم.
لذلك نجد النتيجة العكسية، فهذا الإنسان يصاب بعقدة و هو يرى مجتمعا مناقضا تماما لمجتمع الكآبة و ثقافة الحياة الأخرى الذي أتى منه، و تجعله تلك العقد يعتقد أنه ليس بإمكانه مسايرة هذا المجتمع، أو أن يصبح فردا منه يمارس حياة طبيعية، فيتحول إلى شخص مريض يريد دمار ذلك المجتمع لمجرد أنه لا يعيش الحياة الكئيبة التي يعيشها مجتمعه الأصلي، و ينتهى به الأمر مليئا بالحقد و الغيرة المرضية التي غالبا ما تنتهي به على أرض وطنه الأصلي من جديد أو في سجن لمتهمي الإرهاب، بالإضافة إلى تسببه في تشويه سمعة البلد التي قدم منها و تعطيل فرص آخرين قد يكونون أناسا راقيين و متفتحين و لديهم القدرة على الاندماج في المجتمع الجديد دون عقد.
كان هذا بالنسبة لأشخاص قد يكونون لا يحملون مشاعر عداء للولايات المتحدة، و لكن تعقدهم من المجتمع المتحضر يجعلهم يقومون بتصرفات مَرَضِيَةٍ حمقاء، أما النوع الثاني و هو النوع الذي يعادي الولايات المتحدة من وطنه الأم، و يساند أعدائها في أي مكان لمجرد أنهم أعدائها، فتراه يقف في صف طالبان و إيران و العميان و كل من وقف ضد الولايات المتحدة، و تراه يتشفى في مقتل المدنيين و العسكريين الأمريكان في كل مكان، و لا يترك فرصه لا ينتقد فيها الحضارة الأمريكية أو يحاول أن ينقص من شأنها، و ترى الفرحة تتطاير من عينيه كلما سمع خبر مقتل أمريكي في أي مكان حول العالم، كل هذا و مع ذلك تراه يبحث عن وسائل للهجرة إلى الولايات المتحدة، و يبذل قصارى جهده لإيجاد الوسيلة، أي وسيله للهجرة إلى الطرف الآخر.
كلا النموذجين السابقين يجب أن يبقى بعيدا عن الدول الغربية، فهي ليست بالمكان المناسب له، و غالبا ما سينتهي به الأمر وراء القضبان أو مطاردا في الوديان، و لن تنفعه حينها لا إيران و لا طالبان، و يجب أن يتوقف عن النفاق و الكذب على نفسه و يُبقى نفسه بعيدا على العالم المتحضر لأنه لا ينتمى إليه، و ليحفظ لنفسه ولو قطرة كرامه و يتخذ موقفا واحدا، فأنت إما أن تكون محايدا تماما، أو تكون في صف الولايات المتحدة أو ضدها و مساندا لأعدائها، أما الوقوف في المنطقة الرمادية و ممارسة النفاق بهذا الشكل فهو لن يحقق لك شيئا، و هو ليس من الرجولة بشيء! أنا شخصيا أساند و أحترم من يقف في صف الولايات المتحدة لقناعات شخصيه، و لكنني أحترم و لا أساند من يقف موقفا صريحا ضدها، أما المتلونون فهم الخطر الحقيقي على أنفسهم أولا قبل أن يكونوا على الولايات المتحدة، و لكم في قصة الشرطي ناكر الجميل خير مثال.



#عمر_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه الثيوقراطيه في الجزائر
- الوطن أولا
- الولاء المزدوج
- حس الفكاهة المفقود
- كلام فارغ
- الأسطوره


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عمر دخان - إنفصام الشخصيه