أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الغزاوي - الماركسية - اللينينية والمسألة القومية















المزيد.....

الماركسية - اللينينية والمسألة القومية


عمر الغزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 09:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


باعتقادي، من الضروري الدخول في المعترك الفكري حول امور فكرية تهم مجتمعنا العربي بل حركة التحرر الوطني العربية بشكل عام.
نجابه معركة فكرية محضة مع ابناء جلدتنا الذين يحاوروننا عن موقفنا حول المسألة القومية ، وكأنني بهم هم الأولى بمتابعة ما يدور على ساحتنا العربية في اسرائيل، وليس لنا نحن الشيوعيين صلة بما يدور .
الشيوعيون هم أول من حمل الهم القومي لشعوبنا العربية ونحن الاقلية العربية منها . هم يدعون بأن الصراع مع الصهيونية الاسرائيلية هو صراع قومي ونحن نقول بان صراعنا هو طبقي واممي وانساني . نحن نعود الى مراجع فكرنا ونحلل كل حالة بحسب موضوعيتها وظروفها، وهم مغالون بمرجعياتهم .
فالماركسية مثلا، رأت بأن البرجوازية لعبت دورا "ثوريا " في التاريخ حين وضعت حدا للاقطاع وأوجدت بديلا لمصارعة الاقطاع والاستغلال الذي يكمن جوهره في الطبقة العاملة البروليتاريا . (1) بمعنى أن القوة التي تتولى مجابهة الاحتكار الرأسمالي تشكل الطبقة العاملة التي ستصبح العامل الرئيسي لتطور وسائل الانتاج .
البرجوازية كقوة اقتصادية تعمل لاستغلال الطبقة العاملة على مستوى العالم مما جعل ماركس يتوصل الى ان الثورة العالمية العمالية يجب ان تكون اممية . ومن هذه النقطة عمل ماركس على توضيح موقفه من المسالة القومية التي بامكانها ان تخدم الطبقة العاملة. اكد ماركس بان نضال الطبقة العاملة ضد البرجوازية يتخذ في البدء صورة النضال القومي .
لقد حدد ماركس علاقة الشيوعيين مع احزاب العمال الذين يخوضون النضال القومي بانه " على الشيوعيين الا يعارضوا احزاب العمال الاخرى وانما عليهم ان يتميزوا عنها في :
اولا : في النضالات القومية التي يخوض غمارها العمال في مختلف البلدان، يضع الشيوعيون مصالح البروليتاريا في المقدمة، وبصورة مستقلة عن كل قومية .
ثانيا : في مختلف مراحل التطور التي لا بد للمناضلين من الطبقة العاملة والبرجوازية، من اجتيازها يمثل الشيوعيون دائما المصالح العامة للحركة بكاملها . (2).
ان المسالة القومية تنظر الى ان انتصارات الطبقة العاملة وتشكل مجموع انتصاراتها نواة لوحدة اممية لينتهي دور العامل القومي ويتحول الى دور اممي .
ان الامة بحسب ماركس لا تخرج عن دائرة امة العمال ، بمعنى عندما تستولي الطبقة العاملة على السلطة السياسية وتنتزعها من البرجوازية تصبح الطبقة العاملة هي القائدة للامة، وان تصبح هي الامة فهي لا تزال بعدئذ وطنية . الفوارق القومية بين الشعوب تضمحل تبعا لتطور البرجوازية . اما الطبقة العاملة تعمل على اضمحلالها لان النضال المشترك هو احد الشروط لتحرر العمال . اي ان ازالة التناقض الطبقي بين الناس يزيل استغلال امة لامة ويزول التناحر الطبقي في قلب كل امة ويزول العداء والحقد بين الامم . (3)
بما ان ماركس نظر الى مرحلة القومية البرجوازية بايجابية، لانها قضت على الاقطاع، فهو يرى في وسائل النضال القومي للطبقة العاملة ايجابية في القضاء على البرجوازية . ان فهم ماركس ينبع من ان الطبقة العاملة في كل امة مكلفة بالنضال ضد الرجوازية وبعد انتصارها تشكل كل امة عمالية امة .فالقومية هنا هي وسيلة نضال تستخدم في سبيل الصعود الى المرحلة الاممية .
من طريقة فهمنا للمسألة القومية نرى ان ماركس نظر بايجابية مرحلية للقضية القومية فهي بحسب رأيه متغير مرحلي ككل المتغيرات المرحلية الاخرى تلعب دورا مؤقتا يتم الغاؤه في لحظة الوصول الى الثابت .
ان كل من يدعي ان التعارض بين الماركسية والمسألة القومية العربية كان مفتعلا ليصل الى نتيجة قصور في فهم ما كان يصبو اليه ماركس وليصل ايضا الى نتيجة بان الماركسية تنظر بايجابية الى المسألة القومية لهو تسخيف للفلسفة الماركسية، بل هو وهم يستغله البعض من اجل محاولة التوفيق بين الماركسية وبين القومية العربية لاغراض سياسية وايديولوجية .إن تلك الاقوال ما هي الا ضغط ايديولوجي له علاقة بالتعصب الحزبي خاصة وان بعض الاحزاب مارست عملية نقدية ضد مواقفهم السلبية من المسألة القومية العربية .ان اهداف الماركسية من المسالة القومية واضحة حول اولوية تأمين مصالح الطبقة العاملة واعتبرت وسائل تحقيقها ان تستند الى وعي الطبقة العاملة لمصالحها وان يعمل في سبيلها تنظيم يتبنى ايديولوجية الطبقة العاملة من خلال النضال في سبيل الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية .
ومن اهداف التنظيم الحزبي انه حدد دائرة عمله بحيث يشمل العالم بأسره .لا يمكن للطبقة العاملة المثقلة بالاتجاهات القومية الا ان تعمل من اجل قوميتها فقط، والتعلق بالقومية يعيق خطوات التلاقي على الصعيد الاممي لان الشعور القومي سوف يؤثر على وحدتها ويضعها في صراعات قومية ضيقة . ولذلك رأى ماركس انه من واجب الشيوعيين العمل من اجل مصالح كافة الطبقة العاملة بصورة مستقلة عن كل قومية .
وليكن واضحا بان الماركسية لن تقف موقفا ايجابيا واستراتيجيا من المسألة القومية كما تحاول بعض الاحزاب ان تبرهن بان المسألة القومية مسألة مرحلية فرعية على الطبقة العاملة والحزب الشيوعي ان يتجاوزها متى انتهت مهمتها .
اذا لم نتعمق بالمفهوم الماركسي للمسألة القومية سوف نقع في مطبات من الصعب الخروج منها وسوف يأتينا المغالون في القومية بنصائح وبدائل للماركسية . هناك من طرح مشروع الاستقلال الذاتي الثقافي كبديل للثقافة الاممية . يقول لينين في هذا السياق : " ان كل امة تؤلف رابطة واحدة تسير شؤونها القومية والثقافية فبرنامج الاستقلال القومي الثقافي غير مقبول " ويتابع لينين قوله : ما دامت امم مختلفة تعيش في اطار دولة واحدة فلا بد من انها تكون موحدة بملايين الروابط الاقتصادية والحقوقية والعادات فكيف يمكن فصل المدرسة مثلا عن هذه الروابط ؟ .
اذا كان الاقتصاد يجمع بين امم متعايشة في دولة واحدة فمن اللغو والرجعية محاولة تقسيمها في ميدان المسألة الثقافية بل ينبغي على العكس السعي الى تجميع الامم في المدرسة حتى يتهيأ في المدرسة ما يتحقق في الحياة . إن كل من يدعو الى تقسيم المدارس على اساس القوميات لا يمكن ان يكون ديمقراطيا .
لقد ادانت الماركسية ما يسمى بالاستقلال الذاتي الثقافي، بمعنى سحب الثقافة من الدولة ووضعها بين ايدي مختلف القوميات . اللينينية تقف ضد النزعة القومية لكل برجوازية قومية تقدم على تطبيق شعار الثقافة القومية بهدف خداع الناس.(4) .
ان الثقافة القومية الذاتية قد تؤدي بالدولة العنصرية الى اتباع سياسة الاضطهاد القومي المرفوضة اساسا لانها غير انسانية ، لانها تستغل لتضليل وعي الناس وعليها يبني الرجعيون حساباتهم على تعارض مصالح شتى القوميات من خلال زرع الريبة بين العامل العربي مثلا وبين العامل اليهودي .
اللينينية تعمل على رفع سياسة الاضطهاد القومي لتصب في وحدة الطبقة العاملة، التي تخيف البرجوازية التي تعمل على سحق الطبقة العاملة .واتخذت مصطلحات متنوعة ووسائل مختلفة للدفاع عن الثقافة القومية او الاستقلال الثقافي الذاتي للقوميين .على العمال ان ينبذوا كل نزعة قومية مع الدعوة الى المساواة في الحقوق بين الامم وكافة القوميات .
هناك فارق جذري بين البرنامج الماركسي- اللينيني وبين البرنامج القومي -البرجوازي . فمن اجل الوحدة الاخوية والثقافية بين العمال يقتضي الامر اكمل مساواة في الحقوق بين الامم .

ان اضعاف تأثير الصراع القومي يتم بتعميق المفهوم الديمقراطي، الذي يقلل من شأن الدعوة الى الاستقلال القومي الذاتي الثقافي لان العمال يبدعون ثقافة اممية ويعارضون الاضطهاد والمشاحنات القومية بعالم جديد ، عالم وحدة الطبقة العاملة وجميع الامم .
كأقلية قومية عربية علينا الا نقع في اخطاء غيرنا من دعاة الثقافة الذاتية كمشروع مناقض لثقافتنا الوطنية وعلينا ان نعي مكانتنا وثقافتنا وذاتيتنا التي لا تختلف عن كل مضطهد بغض النظر عن انتمائه القومي . إن مرجعيتنا في المسألة القومية هي المرجعية الماركسية - اللينينية واية محاولة للنيل من فكرنا ستبوء بالفشل ومردودة على اصحابها .


المراجع :
1. ماركس المسألة القومية في برنامجنا.
2. ماركس المجلدات .
3. لينين نصوص المسألة القومية.
4. لينين إفساد العمال بترعة قومية مهذبة.



#عمر_الغزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب المضطهَدة بحاجة الى قيادة ثورية شيوعية جديدة


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عمر الغزاوي - الماركسية - اللينينية والمسألة القومية