أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الرفاعي - الجزء الأول : الأديب اليمني : أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث ..















المزيد.....

الجزء الأول : الأديب اليمني : أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث ..


ميسون الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


قبل أن الج إلى الجزء الأول لهذه الدراسة أتمنى من كل قلبي أن ترتقي لشكري فقط على الأقل لصديق رائع أتحفنا جميعآ بالنصوص المنفتحه ..
*الموسيقى والأوزان : تتماز كتابات الأديب اليمني أحمد حمود الأثوري بتناسق موسيقي غير معتاد لعابر الحروف وإمكانية فذه في التنقل بين مقامات تنساب كلما تملكنا القراءة السليمة .. كما في قصيدة لوليتا تصنع غدها .. " لوليتا تزهر كل صباح .. تدعوني أتأمل فنجاني .. وتوليني طرف الأصبع .. تداعب أنفي تغضبني .. تتمنى ضيقي طربآ .. ماذا أصنع ؟ "
 حيث نتمايل مع الألحان ونسافر معها صوب الشمس والقمر .. ونشعر إننا أمام دراما حقيقة تجعلنا نحس بهذا الكائن وكأن الأحداث تحدث أمام أعيننا .. وجاء في مقطع أخر " ولا أدري ماذا أصنع ؟
تتمايل كيف تشاء وترقص حولي تتدلع ..
إني من رقصتها أقنع .. فأعود أعود لمملكتي .." فهذه اللوحة البديعة الممتزجة بلحن شجي يعترف ما للأنوثة من سحر وكيف بإمكان الصبية الشقية أن تبدد غضب الرجل بحركات الغنج والدلال .. من الجدير بالإشارة هنا إنه لم يقف حائرآ الأديب الأثوري أمام تعقيدات الأوزان التي أطرت بالبحور الشعرية بل وثب بطريقة تجعلنا نقف أمام تجربة فريدة أمتزجت فيها أنواع الشعر وبحوره .. ففي قصيدة عذابات ربيع الأمال تنوع وتصوير وحبكات .. حتي يتشكل لديك مأساة وطن فلقد قرأ قراءتها منذ سنوات مناشدآ ابناء قومة ومصورآ أحداث واقعية وربطها بمأسي حزينة ومحاولة بارعة لتوحيد الدين الإسلامي والمسيحي والتقريب بينهما بصورة جمالية قلل من جمالها عدم متابعتنا للتاريخ وعزوفنا عن إستطلاع تاريخ الديانات الأخرى وهذا ما دعاني في هذه الدراسة أن اكرر أن الأديب الأثوري من الشعراء القلائل الذين يكتبون لنخبة المجتمع العربي..
* الصور السينمائية في قصائده .. لا ابالغ إذا قد سمحت لنفسي بالقول بأن الأديب أحمد الأثوري بجميع نصوصة التي نشرت في المواقع والصحف والمنتديات يمتعنا بالإسترسال بإبحارنا في فضاء آخر محتشد بالصور وتتداخلها ونتتبع هذه الصور كفيلم يمتاز بإخراج ذو مستو عال .. ففي قصيدة له بعنوان " يا أنت ماذا تكتبين " يقول : " أمشي على عكازتين من الدموع " فماذا بوسعنا أن ندرك ومن أين لنا بقوة بصرية تمكننا من إمتلاك المشهد بهذه الصورة السينمائية التي من خلالها يكشف أمامنا هذا الحزن المستوطن لتصبح الدموع متوحدة فينا ولا يسعنا إلا أن نتأمل حتى نعجز وتصبح لدينا عكازتان من الدموع أيضآ .. وختم قصيدته بقوله : يا أنت ماذا تكتبين؟ غير القيامة " الا يكفي هذا لإستيحاء فيلم بجميع أحداثه ..
* الأبعاد الجمالية خلف الكلمات : يستطيع أي قارىء أن يلحظ ويتذوق الجمال البديع الذي تخلفه الكلمات المستخدمة وتشكلها في قالب فني يجعل لها من الجمال ما يفوق جمال الجمال .. فخلف الحروف قصص خيالية .. يرمي بها على صفحات الورق فتحصل العين على منافذ للنور ولإيمان يتدفق بفعل سحر الكلمات ..
* التناقظات :
التناقظات التي تولدها القصائد في بادىء الأمر .. لا أدري هل هذه التناقظات ناشئة عن بيئة يمنية متزمتة دينيآ وتنظر لأي إستعلاء أيآ كان هو خروج عن المألوف وتمرد الأديب الأثوري عن هذه المقومات المجتمعية ونبذه لها كما في قصيدة مأساة القبيلة وهو يشد بيد محبوبته لنبذ التقاليد العتيقة والتمرد على الأعراف التي حالت دون إلتقاءهم بدعوى العيب والحرام .. اضف إلى ذلك إستعارة الأسماء والرموز الدينية ومفاتيح الأديان وهذا ما لا يتعود عليه مجتمع ك المجتمع اليمني .. فنراه تارة يستخدم ألفاظ ك الأنبياء الكاذبون .. الإنجيل والقران .. جبريل وعزرائيل .. كإستعارات وإيحاءات لا تفهم بمعناها اللغوي بل بما يرمي إليه ..
وهذه الأدبيات الغير إعتيادية للقارىء اليمني خصوصآ ذات معاني لا يستحب التجرأ عليها ولكن عندما تتعمق الأصول العلمانية الليبرالية قلب هذا الشاعر الأديب .. الذي ينتمي إلى دين محمد ومن مدينة استقبلت موفد الرسول الكريم .. فهو يناضل من أجل تكريس علمانيته ويحشد لها حرية قصوى في تعبيراته وهذا بدوره أتاح لأناملها أن تتحرك في إتجاهات مختلفة لرسم صور ذات معاني تحفل بها قصائده .مع غموض يلف قارءها لأول مرة وإحتشادها بتناقظات حياتية نكتشفها فيما بعد من خلال فهمنا لمكنونات اللغة العربية .. ما يؤخذ على أديبنا الأثوري كتابته للنخبة ولجيل أشرأب الشعر في أعماقة وتبقى الطبقة المبتدئة لا تشعر بهذه الدرر كما يفعلها المتذوقون للأدب وبحورة .. فقد لجأ إلى ماوراء المعاني .. أي المعاني الخفية والمتجمهرة خلف كلمة واحدة والميتافيزيقيا كأسلوب يوحي بالقلق الوجودي وإن دل على شيئ فإنما يدل على طموحاته لبلد سعيد كأسمه وأدلل على ذلك بالقصائد التي كتبها أبان وخلال فترة ثورة الشباب اليمني .. 
*النظرة إلى الموت بطريقة منفتحة عند الأديب أحمد حمود الأثوري :
تجلت هذه الظاهرة التمردية على الموت نظرآ لإحساس متدفق بإقتراب أجل - كما تفنى هذه الخليقة - وبدت هذه الظواهر في كثير من المواقف ولكني سأكتفي بالإشارة إلى قصدتين تناولت هذا المجال وأولها قصيدة ‏ ‏ فلماذا نموت إذن .. حيث أحتوت على تساؤلات مرة تنبعث من روح تتبعها الموت وترصد لها حيث اسرد فيها هذا التساؤل بقوله :
" ماذا دهاه الموت .. كاشرآ أنيابه يعوي حوالينا بلا إذن ..
يقتحم نوافذ الحلم الجميل "
وهذه ميزة النصوص الليبرالية التي لا تفهم لدي المتطرفين دينيآ .. شاعر مرهف الإحساس يطرد الموت ويعلمه أداب جديده لم يعهدها وهذا ما ظهر جليا في القصيدة الأخرى التي حملت عنوان مواعيد المحبة : فيروي بها قصة الموت وترصده بقوله : "قد أتى من نومه - عزرائيل - يهذي في بعير يحمل الأمر المعتق أن أموت ..
إلى أن يصل إلى التهذيب مرة أخرى وهو يأمر المكلف بقبض الروح بالعودة إلى السماء مجددآ بقوله :
"إذهب وعد عزرائيل لا تأتي إلي ...
مازلت في طور الحياة متيمآ ..."
وفي قصيدة أخرى يبدي إعتراض واضح بقوله " قدر أخرق " ‏ ‏
هكذا يؤسس بدأب نحو حركة تنويرية ليبرالية تتسع للجميع دون خدش الثوابت والخطوط الحمراء وإن بدت للبعض إنها أزيحت نحو البعيد الأكثر بعدآ..
‏* ما أعرف عنه :
ختامآ لهذه الدراسة المتواضعة والمهزوزة وددت أن أضفي عليها بعض مما أعرفه عن شخص هذا الأديب حيث بكل جدارة أستحق منا الإعتراف له بصدق الإنتماء لوطنه ومدينتة المقدسة فمن خلال معرفتي بالأديب الأثوري استطيع أن أسرد ذاك الشعور الوطني والقومي الذي يسري بدمه وذاك التقديس لليمن السعيد ول مدينة تعز بشكل خاص ونالت قصائدة ل تعز أبان الثورة تدفق فلقد نشر له في موقع الحوار المتدن قصائد تمجد الحالمة تعز ك قصيدة " تعز حاضنة التغيير " وقصيدة " تعز بوابة الولوج إلى الفردوس " وقصيدة " كينونات الحالمة " وقصيدة لم أجدها على مواقع الإنترنت وهي بعنوان " تعزية العينان " كتبها في رحلة لنا إلى مدينة طرطوس وكعادته يأخذ كتاب ودفتر ملاحظته ويستلهم ما تبعثه الطبيعة ليكون الوحيد القادر على إستلهام هذا النور ..
كانت أيام دراستنا وفي الجلسات التي نجتمع بها بساحات الجامعة أو فوق العشب بساحات المدينة الجامعية أو في الرحلات الجامعية كثيرآ ما يحدثنا عن اليمن بمدنها " تعز .. صنعاء .. حضرموت ...الحددية .. " ولكن كان لتعز الحضور الأقوى كونها مدينته المقدسة كما كان يروي .. عرفنا من خلاله حضارات اليمن السعيد ك حضارة سبأ وقتبان وأوسان وقبائل مأرب وحضرموت وأهدانا ذات مرة كتاب قصص واساطير يمنية عشنا مع الدجرة ووريقة الحناء .. شممنا البخور اليمني وارتدينا الخنجر اليمني " الجنبية " وأستمعنا إلى فنانوا تعز وصنعاء وعدن وحضرموت حيث كان يشترط في جلستنا أن يسمعنا التراث اليمني الأصيل من أغاني أبو بكر وايوب طارش وسعد عبد الله والسندار وغيرهم .. وكان يستمتع وهو يشرح لنا معاني الكلمات التي لا نعرف عنها شي نظرآ لإختلاف اللهجة .. الروح الرائعة .. النظرة للمستقبل وعدم الشعور بالرضاء عن نتاجه ويطمح بالمزيد .. كان يشدنا إليه بقوة أثناء إنسجامة مع الأغاني التركية ل إبراهيم تاتليسس وسيبيل جان ومحسون .. ينصت ل فيروز ومصطفى كامل وأميمة خليل وبشار السرحان .. تفنن في فلسفة الفن وهو يشير إلى الدراما القادمة من وراء معزوفة ل نصير شمة أو ياني أو مقطوعة ل بيتوهفن وموزارت .. يتقن الإندماج مع الألحان واكتشاف التحول بين المقامات وشرح خبايا الرموز الموسيقية التي نبعت من الذائقة الفنية التي يتمتع بها .. يتحول فجأة إلى متمرد ضد كل شيء ويلجأ إلى أغاني الماتاليكا وفرقة نيرفانا وهذه بالطبع من الأغاني المحاربة في سوريا كون أكثر ممن يستمعون إليها من عبدة الشياطين لكنه كان يعجب بصخب الجيتار الكهربائي وبعض كلمات هذه الأغاني المخاطبة للعقول وتحفيزها نحو الجديد .. أعطى من وقته شيئ لتعلم العزف على العود والبزق .. أخذ من اللغات ما يكفية فكتاباته بالإنجليزية تمكننا من إستقصاء هذا النضال المستمر مع الروح الميالة إلى الخنوع والكسل في أغلب الأحوال ..
تتقدس روح الأب الذي فقده في صغرة ومحبة الأم التي تعتلي أعلى المراتب ..
ويقبع بين جنباته قلق وجودي دائم شكل وخلق عثرات كثيرة أمام طريقه ..
تأقلم بفكره الليبرالي مع جميع الطوائف والأديان والقوميات من عرب وأكراد .. أقاما برفقه زملاءة في الإتحاد العام لطلبة اليمن في سوريا فعاليات عدة من إحتفالات بمناسبات توحيد شطري اليمن إلى أمسيات غنائية ومسرحية ومن أبرز هذه الفعاليات المعارض اليمنية بإمتياز حيث كانت تتخلها .. عرض فيديوا .. وصور يمينية .. رقصات صنعانية لحجية .. بخور ومشغولات يمنية .. عرض أزياء يمنية .. أغاني واناشيد وطنية وغيرها .. كانت تدعى لهذه المعارض سفارات البلدان واتحادات الطلبة العرب ورئيس وعمداء والهيئة التعليمية بجامعة البعث .. كان متعاون يحب الخير للجميع وينشد السلام ويتذمر من عادة حمل السلاح في بلده وتأثير القبيلة المدججة بالأسلحة على نظام الحكم .. يمتاز بقيادة وحسن إستقطاب الأخرين رغم ميولة للعزلة فيما إذا اشتدت عليه نائبات الزمن .. كنا نعرف ذلك إذا سمعناه مرنمآ طول الوقت أغنية محمد عبده أخر زيارة " داهمتني الغربة .. ليتني ما جيت .. ليتني رديت " .. لديه القدرة على تطوير إمكانياته .. فقد تعلم تصميم مواقع الأنترنت والمونتاج بشكل مقبول بجهد ذاتي ..
..‏ البقية في الجزء الثاني ..



#ميسون_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل دراسة عن أدب التحديث الليبرالي .. الأديب أحمد حمود الأث ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الرفاعي - الجزء الأول : الأديب اليمني : أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث ..