كمال أوغلي
الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 05:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
نتكلم عن الممكن عندما نتكلم في السياسة مثلاً ولكن عندما نتكلم عن المستحيل فذلك يعني بأننا نتكلم عن تطوير أو تعديل أو تحديث يتم من منظار الأنظمة الديكتاتورية ففاقد الشيء لايعطيه.
كنت أقول منذ انتفاضة تونس ( واعذروني لأنني لا أعتبرها ثورة ويشمل ذلك انتفاضة مصر والبحرين واليمن وسوريا لأسباب لا يسمح الموضوع لمناقشتها الآن ) بأن الأنظمة العربية مستنسخة وذلك لاعتبارات سوسيولوجية وسيكولوجية متعددة أساسها واحد وهي أن المجتمعات العربية متشابهة في كثير من المقوّمات ومختلفة في القليل من التركيبة الإثنية لكنها جميعها متشابهة بالتركيبة والثقافوية الاجتماعية التي قبلت بتسلط هذه الديكتاتوريات عليها بشكل أو بآخر نتيجة الإرث الديني والطائفي بالدرجة الأولى ونتيجة الإرث القبلي والعشائري والعائلي والمناطقي حتى أصبحنا لا نأبه بأقل مايسوغ لنا من قيم إنسانية, ولنحافظ على هذه المكتسبات الواهية مقابل حريتنا وإنسانيتنا وكرامتنا ونتغاضى عن كل من ينكل بنا معتقدين أو واهمين لا فرق بأننا بأمن وأمان وأن هذا المستبد عاجلاً أو آجلاً سيفهم بأننا محتاجون للحرية وللعدالة وسنترك لكرمه علينا بأن يحقق لنا ذلك أو جزء منه دون أن نكلف نفوسنا عناء الطلب وبذلك نكون قد رسخنا ودون أن ندري أو ندري لهذا المستبد أن يتحكم بنا وهو أصلا منّا ويعلم كل دواخلنا ومانفكر به في السر والعلن فنحن من أعطيناه المبرر لكي يتربع على عرش صدورنا وفجأةً نقول له إرحل عنّا لأننا لم نعد نطيقك, هنا الطامة الكبرى لأننا لم نعطه الفرصة ليعرف أو يخمن ماذا نريد فلطالما قلنا له بأنك الحاكم والمتحكم بمصائرنا وأنك الرب المعبود فكيف له أن يفهم بأننا لم نعد نريده لذلك لابد من أن نتحمل نتيجة خيارنا وأن لانراهن على ما الذي سيقدمه لنا هذا الديكتاتور أو الحاكم بأمر الله كما صوغنا له.
والنتيجة بأنه لايوجد شيء منطقي سوى الظلم يمكن أن يفسر لنا لماذا نريد تغيير النظام وتحقييق العدالة بأن نقول له إرحل عنا.
#كمال_أوغلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟