أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى مجدي الجمال - جوهر الديمقراطية الضائع














المزيد.....

جوهر الديمقراطية الضائع


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 19:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نعم.. الثورة المصرية تتعرض لأخطار حقيقية من الداخل ومن الخارج معًا.. ودعونا نركز اليوم عل جانب من الأخطار الداخلية.. ولعل أكبرها احتمال أن تشهد مصر انتخابات متعجلة لمجلس الشعب في سبتمبر المقبل، تتوج بمجلس يهيمن عليه الإخوان المسلمون مع ممثلين للأحزاب الليبرالية وبقايا الحزب الحاكم المنحل المستندين إلى قوة المال والعشائرية ونفوذهم في المجالس المحلية..
ومن المؤكد أن الانتخابات نفسها إن جرت سوف تشهد مواجهات دامية في ظل استمرار الضعف المريب للتواجد الأمني.. أما إذا لم تتم الانتخابات للسبب السابق نفسه فقد نكون أمام مشكلة عويصة واحتمالات لاستمرار الحكم الاستثنائي..
وفي كل الحالات يسابق الإخوان المسلمون الزمن لإجراء الانتخابات بأسرع ما يمكن قبل أن تتبلور قوى سياسية وجبهات مدنية تستطيع تعبئة قطاعات جماهيرية واسعة في مواجهتهم.. ولا يحب الإخوان فيما أظن أن تتعاظم الضغوط المضادة عليهم فيضطرون عندئذ لعقد جبهة صعبة مع التيار السلفي قد تفقدهم تأييدًا غربيًا يأملون فيه، حيث يحاولون تقديم أنفسهم الآن بوصفهم نموذجًا مقاربًا للنموذج التركي..
ومن واجب القوى الديمقراطية والوطنية أن تتساءل عن مصير الثورة إذا انتهت إلى تسليم قيادة الدولة في الخريف إلى هذا الحلف المخيف الذي يهدد بنسف المنجزات الحضارية والثقافية للشعب المصري على مدى قرنين من الزمان..
وجد البعض ضالته في شعار "تحالف القوى المدنية".. وهو شعار لا غبار عليه.. وفي الحقيقة أن برامج الأحزاب الليبرالية تتضمن بنودًا معقولة فيما يتعلق بالحريات المدنية والسياسية والقواعد الدستورية.. ولكنها فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لا تعدو أن تكون تكرارًا لروشتة صندوق النقد الدولي التي طبقها نظاما السادات ومبارك فدمرت القاعدة الإنتاجية الوطنية وملأت شوارعنا بجيوش العاطلين، وأثقلت البلد بالديون، وتسببت في اتساع الحرمان والفقر والتهميش لعشرات الملايين من أبناء الوطن، وأحلت الكوارث بالطبقات المتوسطة..
وإذا تمعن القارئ في برنامج الإخوان المسلمين سيجده مطابقًا للبرامج الاقتصادية والاجتماعية لليبراليين. فالتياران الليبرالي والإخواني يمجدان الحرية المطلقة للمشروع الرأسمالي، وعدم فرض أي قيود حكومية أو مجتمعية عليه، اللهم إلا حديث عائم عن محاربة الفساد والالتزام الأخلاقي بالمسئولية الاجتماعية للرأسماليين.. وهذا الاتفاق في التوجه هو الأساس المادي الذي يمكن أن يقوم عليه تحالف موضوعي، أو تحالف الأمر الواقع بين الأحزاب الليبرالية والإخوان.. وليس في هذا أي مبالغة.
والدليل على صحة ما نقول أن الرأسماليين الليبراليين (أمثال ساويرس والسيد البدوي..) والرأسماليين الملتحين قد راكموا الجزء الأكبر من ثرواتهم في عهد مبارك.. وإذا كان أفراد من رأسماليي الإخوان قد تعرضوا للضرر فقد كان لأسباب سياسية وحزبية.. وليس لاختلاف حول السياسة الاقتصادية أو بفعل آليات السوق..
الطرفان يحاولان حشرنا في زاوية الديمقراطية الجزئية أو الشكلية.. أي تعددية سياسية وانتخابات دورية..الخ. ويعارضان بقوة بعث المفهوم السليم للديمقراطية التي لا تكتمل إلا بحصول الفئات الفقيرة والدنيا والمتوسطة على الحد الأدنى الضروري من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية المضيعة.. أي الديمقراطية الاجتماعية التي أصبحت تشكل تيارًا أساسيًا في المجتمعات الرأسمالية المتطورة نفسها..
خلاصة حديثي.. نعم يمكن التحالف مع القوى الليبرالية من أجل بناء دولة مدنية، لا دينية ولا عسكرية.. ولكن هذا يتطلب أن تتراص أحزاب اليسار والحركات الاجتماعية والنقابية التقدمية من أجل انتزاع حقوق المواطنين في العيش الكريم والعمل والخدمات الأساسية وعدالة التوزيع.. ومن خلال بناء هذا التحالف اليساري سيمكن التغلب على الجوانب السلبية لانخراطنا في تحالف مع القوى الليبرالية من أجل الدولة المدنية..
الفلاحون والعمال والموظفون والمهمشون والشباب في بلادي لم يقوموا بثورتهم من أجل استمرار نفس النظام الاقتصادي الذي ملأ بيوتهم بؤسًا وخرابًا.. وعليهم أن يعيدوا للديمقراطية جوهرها الضائع الذي تستميت الأحزاب الليبرالية والدينية لطمسه، وتشن الحملات لتشويهه وتصويره على أنها "مطالب فئوية" ليس وقتها الآن..
إننا بالطبع نريد دستورًا جديدًا قبل إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية.. ولكن قبلهما نريد إرساء وتكريس الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للجماهير العريضة التي حملت الثورة على أكتافها، وضحت بزهرة شبابها، من أجل استعادة الكرامة، ومن أجل نشر السعادة والأمل في بيوت الفقراء..
هذا هو الطريق الوحيد أمام القوى اليسارية والاشتراكية لإنقاذ الثورة من السرقة على أيدي الإخوان، ومن لوي عنقها على أيدي الليبراليين.. بل إن إضفاء الطابع الاجتماعي على مطالب الثورة المصرية هو العلاج الأفضل لمحاولات زرع الفتن الطائفية والمذهبية حيث سيتوحد جميع الفقراء والمنتجين تحت شعارات ومطالب لا خلاف يذكر عليها..
آن الأوان لتختفي من حياتنا السياسية تلك الثنائية الجهنمية التي تحشرنا في زاوية الاختيار بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية.. فإذا أردنا إحداهما علينا التضحية بالأخرى..
ونحن لن نضحي بأيهما لأن الديمقراطية، وثورتنا، لا تكتمل إلا بهما معًا.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة المشاهير في خدمة الثورة المضادة
- المجلس العسكري وحكمة الجنرال -علي زيوار-
- الثورة كأمر واقع .. الحالة المصرية
- إلا السيناريو السلفي


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى مجدي الجمال - جوهر الديمقراطية الضائع