أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الرازقي - الفساد والاستبداد يخوضان معركة وجود في المغرب















المزيد.....

الفساد والاستبداد يخوضان معركة وجود في المغرب


محمد الرازقي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتفل شباب حركة 20 فبراير هذه الايام بمرور ما يقارب الثلاثة أشهر على انطلاق الحركة في رد نبض الحياة إلى الشارع المغربي , وتحريكه بعد أن خيم عليه السكون والجمود لسنوات طويلة,في مناخ معقد تتداخل فيه مجموعة من المتغيرات التي كانت نتيجة طبيعية للحراك السياسي الذي خلفته حركة 20 فبراير هذه, ولردود الافعال من طرف جيوب المقاومة التي رأت في التغيير تهديدا لمصالحها.
يحتفل هؤلاء الشباب وكلهم حيوية وإيمان بإمكانية التغيير وتحسين الأوضاع الى ما هو أحسن وأفضل, في جو من الإخاء لا يعرف للاختلافات الأيديولوجية أو العرقية من معنى, بل أصبح الكل يتطلع نحو أفق واحد موحد الا وهو تحقيق الديمقراطية في البلد والقضاء على كل اشكال الفساد والاستبداد .
احتفال يأتي بعد مخاض طويل عاشته الحركة منذ ولادتها , ومحاولات عدة من طرف المخزن واجهزته لتأليب الرأي العام عليها, بتخوينها تارة, وتلوينها بلون سياسي او أيديولوجي معين تارة اخرى , لكن الشباب بإمكانياتهم الذاتية استطاعوا ان يتكيفوا مع المستجدات وان يطوروا طرق اشتغالهم, فأبدعوا من الأشكال النضالية ما لم تعهده الاطارات التي كانت تشتغل على الساحة من ذي قبل, وتفننوا فيها, مما ضاعف من المجهود الذي بذله المخزن, للقضاء على هذا المولود المزعج والمقلق الذي فرض نفسه في الساحة, وأصبح اسمه على كل لسان, سواء على السنة المؤيدين , بل وحتى على السنة المعارضين, الذين وجدوا نفسهم مرغمين على مناقشة ما جاء به هذا المولود ولو بالرد والاعتراض حينا, او بالسب والقذف احيانا كثيرة.
كما انه احتفال كشف عن فشل المقاربة التي راهن عليها المخزن بمحاولة كسب الوقت, عبر استباق الحدث والإعلان عن إصلاحات خصص لانجازها مدة كان يعتقد أن اسم الحركة سيتلاشى من الوجود بانقضائها, لكن الذي حدث ان الزمن كان في صالح الشباب, اعادو فيه تنظيم انفسهم, وطرق اشتغالهم, كما انهم استفادوا من بعض الهفوات التي تخللت بعض أنشطتهم. وهذا الفشل لم يستسغه المخزن, اذ بدا له ان بقاء الحركة بهذا الشكل, يهدد وجوده, واصبحت المعادلة في صيغة .
طبعا فضل المخزن الاختيار الاول على الثاني, وباختياره هذا أعطى أوامره_بعد أن استنفذ جميع أوراقه_ بحمل "الزرواطة" على كل من خولت له نفسه التظاهر او الاحتجاج , وهنا أصبح في الميدان وجها لوجه أمام شباب الحركة الذين باغتهم وهم في غمرة الاحتفال,كما انه_المخزن_أصبح موقعه جليا وهو في الطرف النقيض لمطالب الحركة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.....الخ
فهل يا ترى ستفلح سياسة "الزرواطة" في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه السياسات الأخرى؟ وهل سيفلح المخزن في إخماد هذه الشرارة التي لم يظهر منها إلى حد اليوم إلا دخانها؟
لاشك أن الذين يقفون وراء سياسات كهذه ما يزالون منخدعين بلفظة "الاستثناء" تلك التي طبلوا لها قبل 20 فبراير لصرف انظار المغاربة عما يقع في الجوار من انعتاق وتحرر من قيود الاستبداد ,لكي لا يخرجو للاحتجاج, وربما هم يضنون ان القمع لن يؤدي الى نفس ما ادت اليه في دول الجوار, وقد لاحظنا كيف انه زاد للاحتجاجات من حدتها, حتى لامست أفقا أصبح في بعض هذه البلدان_ مثل ليبيا واليمن..._ من الصعوبة بمكان الرجوع عنها, إلى ما هو ادني منها.
ان القمع وخاصة حينما يسلط على فئة عمرية, مثل الشباب, فانه وان نفع لفترة معينة إلا انه يأتي بنتائج عكسية, والتجارب الدالة على ذلك كثيرة وبينة, لكن حينما ينفض الفساد أنفاسه الأخيرة فانه يرمي بكل أوراقه, لعل واحدة منها تجدي نفعا, وتخلصه مما ألــم به.
وأصبحنا نسمع في مدن شعارات لم يكن من السهل في الأمس القريب , تصورها او انتظارها, ولعل أطرفها والذي يعكس موضوعنا هذا, ذاك الشعار الذي رفع في إحدى المدن بالدارجة المغربية والذي يحمل إيحاءات عدة, لما كانوا يهتفون : , وربما قد فطنت هذه الفئات المقهورة وأحست بأنها حقا قد بدأت تسبب للمخزن ما سموه بـــ<لوجع>, باحتجاجاتها ومشاركاتها في الأشكال النضالية التي تدعو اليها حركة 20 فبراير.
لكن بالإضافة إلى هاذين الطرفين_المخزن والحركة_ هناك طرف ثالث يتحمل مسؤولية ما يحدث في المغرب, الا وهو الأحزاب السياسية, التي تخلت عن مسؤولياتها في عكس صوت الشارع وتبنيه وإيصاله الى الجهات المسئولة, لقد أصيبت هذه الأحزاب _في أغلبها_ ببرودة دم شديدة مع كل ما يجرى في الشارع المغربي, وكأنها أعجاز نخل خاوية, لا تحرك ساكنا, بل وأصبح أمناء مكاتبها السياسية, يدافعون عن المخزن في خطب جماهيرية أمام الشعب, وكأن المخزن هو الذي انتخبهم ليطبلوا لهم وليس الشعب.
إذن فالأحزاب مسئولة أمام الشعب المغربي, إن لم تساهم في إنجاح هذه المرحلة التاريخية, والانتصار لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وإيصال صوت الشارع ورؤيته للإصلاحات الدستورية بأمانة, دون إخضاعه لحسابات أشخاص لمجرد أنهم يتقلدون مواقع مسؤولية في هذه الأحزاب.كما ان كل الهيئات والمنضمات مدعوة الى تكثيف جهودها لمساندة هؤلاء الشباب في كفاحهم من اجل تلك المبادئ التي إن كتب لها أن تتحقق في المغرب فان الجميع سيستفيد منها على قدم المساواة, ودعم مطالبهم المشروعة والمشتركة.
وبالرغم من كل هذه الاكراهات التي اتينا على ذكرها والتي لم نذكر, ما تزال الحركة في عنفوانها مستعدة للعطاء والنضال حتى تحقيق كل المطالب, فاتحة ذراعيها لكل وافد عشق الحرية ولم يعرف اليها الطريق, او حامل قضية لم يجد له مساند, كما انها ما تزال على دربها تتخطى العقبات بخطى ثابته وعزمها على التغيير لا يتزعزع.
في كل يوم بلغ فيه الشهر يومه العشرين تحتفل على أمل الاحتفال ببلوغ الشهر الآخر, وفي نفس الوقت اذ تتقدم الحركة الى الأمام , يتقهقر رموز الفساد والاستبداد الى الوراء,خطوة بخطوة, والكل معني اليوم في المغرب بضمان تقدم الحركة هذا وكشفها للمفارقات التي توجد بين دفتي خطاب الدولة وما هو ممارس على الساحة مما هو مناقض له, وعزيمة الشباب هي التي ستحسم المعركة في النهاية, وهي التي ستقرر مصير الفساد والاستبداد في تذبذبه بين الوجود والعدم داخل البنيات والمؤسسات الفاعلة في المجتمع المغربي.



#محمد_الرازقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نهاية المطاف...نلتقي في المشترك.


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الرازقي - الفساد والاستبداد يخوضان معركة وجود في المغرب