أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟














المزيد.....

تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حالة الاستعصاء هي التي تسم الأزمة السياسية المعقدة في البلاد. فليس هناك أفق منظور لإخراج البلاد من هذه الأزمة، والسياسيون المتنفذون في الحكم لا يبدون شعوراً بالمسؤولية أزاء مصائر العملية السياسية، بل ويستمرون على ممارسة لعبة الصراع على الامتيازات والمصالح الضيقة تحت ظلال منهجية المحاصصات المقيتة التي تشكل جذر الأزمة السياسية والاجتماعية العميقة التي تعصف بالبلاد وتضع وجهة تطورها في مهب الريح. وفي غضون ذلك تتباين مواقف المتنفذين من الوجود الأميركي، إذ يبدون في العلن حماساً واتفاقاً على ضرورة إنهاء هذا الوجود وسحب قوات الاحتلال وفقاً للاتفاقية العراقية الأميركية وفي الموعد المحدد.
ويعتقد محللون، عن حق، أن هشاشة السلطة وتشبث أركانها بامتيازاتهم وتعمق صراعات المتنفذين عوامل متداخلة تسهم في الاخفاق المحتمل من جانب الحكومة في إنجاز ما تضمنته الاتفاقية العراقية الأميركية.
ومن ناحية أخرى تتعمق الخلافات بين القوى المشاركة في الحكومة. وقد اتخذت في الفترة الأخيرة تصعيداً في تبادل الاتهامات مما يعكس تزايد احتمالات التدهور، وهو ما دفع "المحررين" الى ممارسة ضغوط إضافية والدعوة الى سيناريوهات جديدة هدفها الرئيسي، بالنسبة لهم، الحفاظ على مصالحهم وامتيازاتهم. ويتحول بقاء أو رحيل قوات الاحتلال الى لعبة جديدة يستثمرها الحكام كل حسب مصلحته الضيقة، بينما يستمر "المحررون" في محاولة الإمساك بخيوط اللعبة كما فعلوا كل حين.
وفي مسعى لاستباق فشل خطة المائة يوم تتزايد التصريحات التبريرية التي راحت تؤكد على أن الفترة غير كافية لتحقيق الوعود التي طرحت. غير أنه ما من أحد من الحكام المتنفذين يتجرأ على إدراك حقيقة أن أساس الأزمة يكمن في التمسك بمنهجية المحاصصات الطائفية والاثنية التي تعيد إنتاج الأزمة، والاعتراف بهذه الحقيقة، واتخاذ الاجراءات العملية الكفيلة بالتخلي عن هذه المنهجية كسبيل لحل المأزق السياسي الاجتماعي.
أما تجليات الأزمة فتتواصل دون أن يلوح في نهاية النفق بصيص نور يوحي بأننا نقترب من حل لهذه الأزمة. ففضلاً عما أشرنا اليه، على نحو وجيز، من تعقد للمكونات السياسية للأزمة يمكننا أن نرى، أيضاً، استمرار فعل المكونات الأخرى للأزمة متجلية في الفشل في ضبط الأمن وإيقاف تدهوره، والاخفاق في ملفات الخدمات الأساسية والبطالة وحقوق الانسان وسوى ذلك من ملفات الأزمة المرتبطة، بالطبع، بارتباك وتعقد الوضع السياسي.
وليس من المبالغة في شيء القول إن ملف الفساد، الذي كشف مؤخراً عن فضائح جديدة، يعد من بين أخطر الملفات إن لم يكن أخطرها على الاطلاق. ومن الجلي أن الحكومات المتعاقبة، التي أخفقت في معاقبة المسؤولين عن الأزمات المستعصية، لم تتخذ موقفاً جدياً في مكافحة الفساد. فقد كبلت أيادي هيئة النزاهة وسواها من الهيئات المعنية وأعاقت اتخاذ الاجراءات العادلة بحق ممارسي الفساد والمتورطين به، والكشف عما أعلن غير مرة عن وجود أدلة ومعلومات موثقة عن أسماء نهّابي أموال الشعب، وخصوصا النهّابين الكبار. وظل الفساد، في سياق شيوع أخلاقية التواطؤ وطمس الحقائق وغياب المساءلة، يستشري على نحو "مؤسساتي" على مختلف المستويات.
ولا يتوقف الشلل عند حدود حكومة "الشراكة الوطنية" العاجزة عن اتخاذ إجراءات عملية ملموسة في ملفات الأزمة، وإنما يتجاوز هذه الحدود ليفضح عجز البرلمان عن ممارسة دوره في الرقابة الحقيقية على الحكومة ومساءلتها عن مختلف القضايا، وبينها قضايا مصيرية مثل وجود قوات الاحتلال وتواصل الأزمات المستعصية في سائر ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ومما يثير السخط أن السياسيين المتنفذين يواصلون استهانتهم بارادة الشعب ووجهة تطور البلاد، ويظلون أسرى لنمط تفكير ضيق جوهره الحفاظ على الامتيازات على حساب مصائر العملية السياسية التي يزعمون، جميعاً، بأنهم حريصون عليها !
ولا ريب أن من بين المصائب العراقية، وهي مصائب تبدو بلا نهاية، أن حكام المحاصصات، الذين يطلقون على أنفسهم صفة حكام "شراكة وطنية"، يستمرون في الصراع المحتدم على تقاسم المغانم، ويعجزون، بسبب هذه المنهجية في التفكير والسلوك، عن إيقاف السيناريو القديم المستمر منذ ثماني سنوات والذي أوصل البلاد الى طريق مسدود.
ومن نافل القول إنه ما من سبيل لايقاف التدهور ووضع العملية السياسية في مسار صحيح سوى مواصلة استثمار السخط المتعاظم وتحويله الى حركة شعبية قادرة على إرغام الحكام على التخلي عن أنماط تفكيرهم الضيقة وصراعهم على الامتيازات وتشبثهم بمنهجية المحاصصات.
* * *
متى يتمكن حكامنا من رؤية حقيقة الأزمة وجوهرها، والكف عن التخبط في التحليل والايغال في إيهام الناس والاستهانة بارادة المعذبين الساخطين والوفاء بالوعود التي قطعوها لهؤلاء الملايين ؟
متى سيشبعون من الغنائم والامتيازات، ويوقفون الضحك على ذقون الناس المكتوين بنيران المعاناة والذين تطحنهم رحى المآسي ؟
أإلى هذا الحد يمكن لحكام البلاد أن يخشوا من عواقب تخليهم عن نهج المحاصصات وخوفهم من أن يؤدي هذا التخلي الى إزاحتهم عن الكراسي التي يمنون أنفسهم بعدم السماح لآخرين بالجلوس عليها بأي ثمن ؟
أتسير هذه البلاد الى حتفها !؟



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / أميون في بلاد الأبجدية الأولى !
- تأملات / من الفردوس الى التحرير .. الخنوع سجية غيركم !
- تأملات / للاحتجاج ربيعه .. وللمحتجين مشاعلهم !
- تأملات / أديمقراطية وسط انتهاك حقوق الانسان !؟
- تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !
- تأملات / -غيبوبة- مساءلة .. وفساد وترقيع !
- تأملات / الشعب يريد إصلاح النظام !
- تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !
- تأملات - ليست معركة بين أصلعين على مشط !
- تأملات - أغرقوا تراتيل -سيدة النجاة- بالدماء !
- تأملات - أيَّ عار يغسلون !؟


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟