أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري السماك - حكايات عن الثورة















المزيد.....

حكايات عن الثورة


صبري السماك

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


اللي ما يجازفشي أمة ما تزغردشي
إلى أمي بهية عثمان
كنت لسة ما طلعتش بطاقة وقبضوا عليا وأنا أحمل كبريت وبنزين لإشعال القسم وكانو عايزين يعرفوا سني عشان ألبس قضية ولا لأ فكشفو علي من خلال شعر العانة وكنت في منتهى الخجل من عريي الإجباري وخرجت من السجن وأنا راجع مدلدل راسي ومرمي في حضنك وأنت بتطبطبي وتقولي ضربوك يا واد ما أردش وأهرش في دماغي فتقولي باسمة قلم الحكومة مش عيب بكرة تردهولها الصاع إتنين , عارف اللي ضربك ؟ ولا غموك ؟ , رديت وقلت غموني . تبقى راجل وهما خايفين منك خش نام ولا يهمك علقة تفوت , ولم أجرؤ يوما أن أقول لك إنهم كانوا بيتفرجوا عليا عريان قدام وورا من كسوفي ,
تمر الأيام وتتكرر الأحداث وكل مرة تقولي لي ولا يهمك خش نام . وبعد علقة سخنة من جماعة الإخوان المسلمين بالجامعة 1990رغم الإتفاق على العمل المشترك وكسرهم كل الإتفاق مع القوى الوطنية في ذلك الوقت بالجامعة عدت إليك مكسورا أكثر فهذة المرة ليس الأمن ولا مبارك ولكن إناس يفترض انهم زملاء وشركاء في الهم الوطني ولم أستطع يومها أن أنام لأقوم على صوت أخي الكبير يقول لك يا أما إبنك شيوعي ماشي في سكة بطالة دول كفرة ,عارفة إبنك زي مين زي شوقي عبد الحكم ويوسف عبد الحميد حجازي , تردي عليه بقوة يا ريت يبقى زي شوقي دا بيقولو صحفي كبير ف مصر وبلاد برة وما شوفناش منة ولا من يوسف الراجل المؤدب حاجة وحشة , أيوه بس مجنون وشيوعي كفرة يا أما كفرة !!!!
لا تجدين رد وآخر ما تزهقي تقولي والدموع تملا عينيك يعني هنوديه فين نصيب فيه حد هيرمي لحمه وعلى رأي المثل اللحم النتن لصحابه ,
أغوص في الكنبة وأقول حلم الثورة اللي هيخلصنا مما نحن فيه على كل المستويات بقى لحم نتن ؟ بكرة اللي هيملا الدنيا ضي وعدل بقى لحم نتن ؟,الحرية الحقيقية اللي هتحرر الناس من القهر والإستغلال لحم نتن . يومها زعلت قوي . الله يسامحك يا أما ,هوه فين الغلط والزاي الناس دي مش شايفة اللي إحنا شايفينة, أصحو من النوم أجد أمي تراقب حركاتي وتقول لي بعد خروجي من الحمام غسلت كويس ولا لآ فأستغرب السؤال ثم أقول لها أه الشيوعيين بيغسلو طيزهم كويس زي البشر يا أما هوه فيه حاجة ؟ لأ يا قليل الأدب أنا قصدي غسلت إيدك عشان تاكل .
تنتهي فترة الثانوية وأذهب إلى الجامعة بعد فترات صراع على عدم التعليم ودراسة الهندسة أم الفلسفة وإعتراض أخي الأكبر على دراسة الفلسفة لأنني عندي ميل طبيعي للشطحات الفكرية وتحسمي القضية لصالحي طالما عايش بدراعة في الدنيا ومحدش بيدفعلة حاجة يعمل اللي هوه عايزة .
لتمر الأوهام والسجون والشجون لنعيش أطول فترة معاً بمفردنا وأنت مريضة بمعهد الاورام قبل أن يعصف بك سرطان مبارك ونخبتنا الحاكمة كنت تنظري بعيني دون أن تنبسي بكلمة وكنت أفهم ما تخفيه عني .
تعتصرين من الالم وانا حاسس وكل واحد فينا صعبان عليه التاني وكان أطول حوار للغة العيون بيننا قلت آلاف المرات أنى إخترت طريقي من أجلك ومن أجل ملايين الفقراء والجياع وضحايا الإستغلال المر أعلم أني لست عبد الناصر أو جيفارا ولكني إبن الناس اللي زيك اللي داقوا مرارة الويل والهم ومش هنخاف من تهم الكفر والجنون والإلحاد ولازم نحارب عشان بكرة حتى لو أبعد من السما . نفسي تفهميني وتعرفي إن طريقنا طريق العدل والحرية طريق الخير والله يا أما . مش طريق بطال ولا حاجة .
وقريت اللي عايزة تقوليهولي مش عايزة الناس تشاور عليا وتقول المجنون أو ألجأ إلى من يحتقر أفكاري فيذلني عايزة ربنا يكفيني شر الحاجة عارف .
و فجأة إعترفتي لي بأني أحب أبناءك وإنك كنت تفرحين عندما يهرع إليك الناس ويقولون لكي إبنك في المظاهرات علي التلفزيون بيشتم الحكومة وبيقولو ا خدو ناس كتير وضربو ناس ياما .
أقول إنك ناصح ومش هتتعور لو إنضربت , وقلتلهم على رأي المثل ( اللي ما يجازفشي أمه ما تزغردشي ) وانها تشاجرت مع أختي حين قالت عني أني مجنون وشيوعي وانها تخاف على أبناءها مني ونهرتها وقالت لها يا ريت صراصيرك يبقوا نص ذكاءةوأنها كانت تتباهى بي سرا . فارقتي الحياة دون وداعي وأوصيت كل أخوتي علي بجملتك الشهيرة أخوك الصغير يا محمد دا يتيم , ولم أرك إلا وأنت على خشبة الغسل . وقلت لك وانا أقبلك وشرفك ما هسيب تارك يا بهيه لتهل علينا أحداث قانا والإنتفاضة واتكسرت أضلاعي تاني وزعلت قوي عشان ما عرفتش أحمي نفسي ثم أحداث العراق وأحداث القضاه وغزة 2009 ووفاه أخي الأكبر بفيروس سي فقلت هذا ثأر آخر , وجرائم الشرطة والتعذيب , حتى جاء 25 يناير 2011 خرجت زي كل مرة عادي هننضرب وهنرجع بس كنت حاسس إن فيه حاجة . كنت أكر وافر بإحترافية شديدة عشان كبرت على الكسوف من أمي وكمان فيه حاجة شاممها وأنا حريص أني أشوفها وأشارك فيها ونزلت يوم 28 يناير عشان أشوفها وكنت أهتف بهمي الشخصي عايزين تارنا يا حكومة عايز حقي حسني سرقني حسني سجني حسني قتلني أمن الدولة كلاب الدولة وهزمنا الأمن لاول مرة في تاريخي النضالي منذ 1985وكدت أفقد عقلي وسرت هائماً أصيح كالمجنون ( جيم أوفر game over ) يا عادلي ,
( جيم أوفر game over ) يا حسني . أخيرا يا مصر هيطلعلك نهار . أخيرا يا مصر هتشوفي النهار , هللي يا شمس البشاير طابت وآن الآوان . يا حسني روح أمك إصتلحت يا عادلي روح أمك إصتلحت جتى الثالثة فجرا وكان بعض الزملاء يشاورو عليا ويقولو مجذوب الثورة تعالى يا للا أحسن يخدوك لمستشفى المجانين معلش يا جماعة الثورة جننتة وتمر الايام لتأتي معركة الجمل وإخترت أن أكون بالصفوف الأولى علي الحدود وحينما سألني علاء سيف يا صبري بتجازف زي ولاد العشرين كأن شعرك مش أبيض وما عندكش طفل عندة 9 شهور فقلت له ما هو عشان الواد لازم نعمل كدة بس كان مثلك قدامي وحين رجعت من خط ش قصر النيل وشامبليون دون راحة متجهاً إلى تمثال عبد المنعم رياض سمعت زغرودة أمي تملا ميدان التحرير وتطل بوجها لي وتقول تسلم وتعيش يا واد .
عرفت ساعتها إنها ثورة واني عشت وشفتها . وهتفت في كل وقت
تحيا الثورة تحيا الثورة , ثورة ثورة حتى النصر ثورة جايبة النور لمصر .
دم الشهدا علينا حق والخروج الأمن لأ
وأول ماقالوا هيحاكمو مبارك وشفت جمال وعلاء والعصابة في طرة قلت لو تكمل بتحريرنا كمان من الإستغلال وكتبت هذة الرسالة ولففت خبر محاكمة العصابة كأجمل باقة ورد علي قبرك وكل ثورة وأنت بتملي الدنيا زغاريد يا بهية.
صبري السماك
11 أبريل 2011



#صبري_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من الثورة 1
- الثورة المصرية
- السينمائيون عبيد القرن الواحد والعشرين
- حراك سياسي مصطنع
- سيف الطوارئ
- حريق القرية
- لماذا انا شيوعي ؟ ؟؟؟؟؟


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري السماك - حكايات عن الثورة