أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بزار توفي - بحرين؛ الرهان الخاسر!!















المزيد.....

بحرين؛ الرهان الخاسر!!


بزار توفي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 13:35
المحور: كتابات ساخرة
    


كلُ شئ وارد ومحتمل وممكن الحدوث في جمهورية الكتل الكونكريتية، والشخصيات الكارتونية التي عرفنا فَحواها وحقيقة نواياها، خلال مدة المفاوضات الماراثونية بعد 7 اذار 2010، و في ظل التسونامي الهائل الذي ضرب المنطقة مع بداية العام الجاري، و في غمرة توالي الأحداث و التصاعد الثوري والشعبي العفوي في أغلب بلدان المنطقة ومنها العراق، و بتزامنه مع عاصفة الاحداث في الدول العربية ومنها البحرين، و في لحظة من اللحظات المريرة في تأريخ العراق حيث إمتزجت فيها الكوميديا بالتراجيديا ليقدم لنا مشهداً سوريالياً غامضاً لا يفهمه حتى أهل الأختصاص، بحيث أثارني و أثار حفيظتي، وكان الدافع في كتابتي لهذا المقال في محاولة للتذكير والأشارة للقارئ الكريم عله يُدرك ماذا يدور حوله.

وهو في نفس الوقت حدث جد عادي للمواطن المحبط من جدوى الخطابات التي عهدها في عراق الشمولية(( سابقا))، وعراق التحولات الجذرية والمواقف الغريبة (الآن)، صعد النائب إبراهيم الجعفري منصة البرلمان العراقي يوم 17 آذار 2011 ليُلقي خطبته و يُرجعنا 60 عاماًََ الى الوراء و ليُذكرنا بخُطب النازيين والفاشيين، علماً أن فحوى الخطاب أعلى درجةً في وتيرتها من نازية هتلر و شوفينية موسوليني، وكأنه قائدٌ على شاكلة ذينك القائدين، فخطاب جعفري الهيستيري(على غرار خطابات القذافي) ربما كان نتيجة حتمية للخطابات التي تشهدها المرحلة من هلوسة و هستيرية في تناول خطاباتها.

وأدراكا مني بأن البشر بطبيعته مخلوق ضعيف فقد يمكن أنه في تلك اللحظة كان أسير عاطفته وإذا به يبدأ الخطبة بسيل جارف من عاطفة متقدة لنصرة اخوة الطائفة الواحدة، والمذهب الواحد، أخوة المعاناة المشتركة على ايدي ابناء معاوية، ليحاكمهم ويشفي غليل شيعته، كما كان يحاول في تلك اللحظة إستحضار ما أمكن إستحضاره من مظلوميات الازمان الغابرة الى الحاضر حيث (المكان= البرلمان العراقي) مع إغفال عنصر (الزمان= مظاهرات الجياع من ابناء العراق في ميدان التحرير) ليُزايد على حساب هؤلاء المعدومين ليضيف الآماً على آلآمهم و يُخيب آمآلهم .
ربما يكون الجعفري قد أغتنم الفرصة لينتقم أيضا لأبناء مذهبه العراقيين على حساب دم البحرانيين في فرصة لم يجد أفضل منها على مر التاريخ، أو قد يكون الجعفري أراد بهذه الخطبة (وإن نجح إلى حد ما) أن يُرسل رسالة لدول الجوار، وخاصة السعودية بأن لشيعة البحرين شيعةً تناصرهم و.. و...و.. ، وأن العراق الذي أصبح في نظرهم فاقداً لدوره منذ فترة ها قد يعود أي لحظة بقرار دون الركون لصوت العقل، و دون الرجوع الى صوت الشعب كما حدث عام 1990، هل هو مستعد لخوض غمار تلك التجربة المريرة ؟ربّما يكون!

فهل من المعقول يا ترى أن هذا المتفوه البليغ سياسي يعي ما يقوله أم أنه سياسي ساذج لم يشهده تاريخ العراق السياسي قط، وقد يعتقد البعض أيضا أن سذاجته هذه قد تخطت كل الخطوط وأرتقت أعلى الدرجات (آسف على التعبير) ربَما لم أجد مرادفا أكثر تعبيراً لهذه الكلمة، فكيف بشخص سياسي و مناضل عراقي يدعي الوطنية أن يطمس تاريخه الوطني في الوحل في مدة تقارب النصف ساعة أمام الأمة العراقية مقوضا بذلكً مفهوم الأنتماء الى العراق كوطن و أمة ، ثم كيف يجروء أن يستبدل مليون بحريني ب30 مليون عراقي، كلنا مع الثوار و مع التغيير و لكن ليس على حساب الشعب العراقي المقهور والأولى بالدفاع عنه بدلا من الغير. و كيف يجوز لمناضل وطني أن يستغفل العراقيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس و متجاهلاً ما يدور في ميدان التحرير قافزاً عليهم متوجها الى ميدان اللؤلؤة. ترى هل كان جادا ؟! فقد بتُّ مصدوماً من هول تلك المشاهدة لخطبته التاريخية، أم كان ديماغوجيا يتلاعب بعواطف العراقيين من مذهبه تحركه العاطفة الطائفية المذهبية والدينية، و بهذا المعنى فان الخطاب العراقي في طروحاته و خطابه الديني والسياسي و العروبي (القومجي)، لم يتغير ولا يختلف من حيث الجوهر فترة الثلاثين عاماً الماضية، إنها صورة مأسآويّة لمصير العراق (الوطن) ، المُمزق، الضائع والمُشتَت حيث لا يعرف إلى أي مُنقلب ينقلب، وهو عبارة عن صراع بين اتجاهات وتيارات مختلفة والخاسر الأكبر من هذه التصريحات والخطابات هو الوطن والشعب العراقي .
والنظر للموضوع من زاوية أخرى ينبري أمامنا تشابه جزئي بين كل من صدام حسين وإبراهيم الجعفري وأحمد الجلبي، فمن وجهة نظري على الأقل لا يوجد اختلاف بين كل من هؤلاء في جزئية التدخل والتطلع الى الخارج على حساب عذابات شعوبهم، إذ أن شخصية القائد الشمولية تشظَّت و تجزَّأَت ليظهر أكثر من صدام متجسداً في شخصيات أولئك السياسيين الذين عارضوا سياساته في يوم من الأيام ، وهذا التشخيص يضعنا امام حادثتين في فهمنا للدكتاتورية تتجسدان وتتلخصان في سلوك الجلبي والجعفري في ذلك اليوم المشهود، فلا يوجد ادنى اختلاف مع ما كان يطالب به عبدالكريم قاسم وصدام حسين بالكويت و بين ما يناديه الجعفري بالتدخل السريع والفوري للبحرين !!، ،{ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } (البقرة:44)، ثم إني أُدرك تمام الادراك أن الجعفري لا يستطيع جر جيوشه كما فعلها صدام حين غزا الكويت ، فكيف اصبح متمتعاً بتلك القوة التي كان يتمتع بها صدام قبل حرب الخليج الثانية لكي يتدخل الآن في البحرين و يغزوها على غرار ما حدث اثناء غزو الكويت 1990.

ثمة وجه آخر للتشابه الصدامي الجلبي فربما قد يكون هو تشابه من نوع آخر و لكنهما ينصبان الى نفس الخانة و قد يكونا متقاربان من بعضهما البعض من زاوية النية والفعل فما أقترحه أمام البرلمان في تلك الجلسة قد اصابني بالأشمئزاز والذهول وكلما كنت أشاهده خلال النشرات فلم أكن أصدق ما كان يحدث أمامي لذا حاولت أن أشاهده أكثر من مرة لكي أتيقن هل أن الذي يحدث حقيقة لا حلم؟؟؟
وما كان ينادي به أحمد الجلبي بتخصيص 5 $ ملايين دولار كمساعدات انسانية و دعم لوجستي فهي رديف آخر لعمل صدامي عندما كان يمنح عائلة كل أستشهادي فلسطيني مبلغا من المال لقاء عمله هذا بينما كان الشعب العراقي المسكين يتضور جوعا خلال سني الحصار الافتصادي .
وهنا أترك الحكم للقارئ الكريم كي يحكم بما يُملي عليه وجدانه الانساني والوطني حيال هؤلاء، علّهم يُنصفون ؟!! ورأيِّ هذا قد يكون صائبا يحتمل الخطأ أو قد يكون خاطئاً يحتمل الصواب .



#بزار_توفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الFacebook
- العِشقُ المَمنوع غاية تبرر الوسيلة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بزار توفي - بحرين؛ الرهان الخاسر!!