أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية(7)















المزيد.....



مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية(7)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 16:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مستقبلنا بين الدّين و الدّيمقراطية (7)

ألمقدمة:
في العالم 194 دولة تَتَحكّم فيها أنظمة إختلطت فيها آلأفكار و آلمتبنيات .. مُعظمها لا تُطبق ألشريعة ألأسلامية كنظام للحكم, بل تداخلت آلتعاليم ألأسلامية مع آلعلمانية بشكلٍ واضحٍ في تطبيقاتها و مناهجها, و لكون غالبيتها محكومة بقيادات تؤمن بالمذاهب ألسنية التي قفلت على نفسها باب آلأجتهاد - فأفقدتها آلقدرة على آلأستمرار و آلتأقلم مع متطلبات آلعصر ألذي تطوّر فيه آلعقل و تداخلت فيه آلعلوم و آلعلاقات و آلروابط آلأنسانية و ألسياسية و آلدولية و آلأجتماعية و حقوق المرأة و آلزمان و آلمكان على كل صعيد .. و باتتْ و كأنها تعيش خارج آلتأريخ ألأنساني!

إنّ آلديمقراطية أو الشورى آلتي أجريت في آلعراق – حتى مع سلبياتها - لا واقع لها في المجتمع الأسلامي ..فالرؤوساء في دولنا آلعربية لا يُنتخبون على أساس الأنتخابات آلتشريعية, و جميعها ذات نظام ملكي أو سلطاني أو جمهوري علماني أو رئاسي من نوع خاص! و لا يغادر آلرئيس أو الملك منصبه إلا بعد الموت!
لقد إختلف آلمسلمون حول مفهوم آلديمقراطية أو ألشورى منذ عهد آلسقيفة, حيث لم يرد نصاً من آلرسول آلكريم بجعله معياراً للخلافة ... و آلحل ستجدونه في آلملف المرفق:








مستقبلنا بين الدين و آلديمقراطية(7)
ألشورى (ألديمقراطية) في آلفكر ألأسلامي :



في العالم 194 دولة ذات عَلَمْ تَتَحكّم فيها أنظمة و حكومات إختلطت فيها آلأفكار و آلمتبنيات ألتي توصّل إليها عقل آلأنسان, أو فرضتها ألمنظمات و آلأحزب التي تُريد تحقيق مصالح ماديّة أو بلوغ لذّات و شهوات أو إطفاء غيظ, لكن آلبارز فيها كما أسلفنا في ألبدء هو وجود نظامين؛ ديمقراطي غربي .. تضم ولايات و دول أمريكا و أوربا و أستراليا مع دولٍ في آسيا و أفريقيا؛ و إسلامي شرقي .. تضمّ 55 دولة ألأكثرية فيها من آلمسلمين بالقياس مع آلأديان و آلمذاهب و آلتيارات ألأخرى, و تقع في آسيا و أفريقيا ثم آلقارات ألأخرى تباعاً, إلّا أنّ مُعظمها لا تُطبق ألشريعة ألأسلامية كنظام للحكم, بل تداخلت آلتعاليم ألأسلامية مع آلعلمانية بشكلٍ واضحٍ في تطبيقاتها و مناهجها, ففي آلسعودية مثلاً ألتي تضم قبلة المسلمين, و رغم وجود ألمعالم آلأسلامية على أرضها و في بعض قوانينها و عَلَمِها .. إلّا أننا لا نرى أيّة تطبيقات للمفاهيم ألأسلامية في سُلوك آلحاكمين و وزرائهم و حتى آلمؤسسة ألدينية ألتابعة للملك, فقد كفرت بسنة الله و رسوله بعد إصدارها لفتاوى آلتكفير و القتل ضد شيعة أهل البيت و كلّ مُعارض لسياستهم , و لكون غالبية تلك آلدول تحكمها قيادات تؤمن بالمذاهب ألسنية التي قفلت على نفسها باب آلأجتهاد في آلفكر ألأسلامي - لذلك فقدتْ ألقدرة على آلأستمرار و آلتأقلم مع متطلبات هذا آلعصر ألذي تطوّر فيه آلعقل و آلعلوم و آلعلاقات و آلروابط آلأنسانية و ألسياسية و آلدولية و آلأجتماعية و آلزمان و آلمكان, و كأنها تعيش خارج آلتأريخ ألأنساني(1), كما إنّ تابعي مذهب أهل بيت آلرسول(ص) من ألشيعة ألذين يُؤمنون بالأجتهاد و آلتقليد كأصل حيوي للحفاظ على روح آلأسلام و ديمومتهِ؛ مُتّهمون من آلجهة ألأخرى من قبلهم, و يتعرّضون على آلدّوام إلى آلملاحقة و آلسجن و آلقتل و هضم الحقوق, ممّا يعني أنها – أي حكومات ألدول ألأسلامية و ألعربية بشكل خاص - ذات طابع علماني دكتاتوري خاص لم نشهده في أي نظام - تتحكّم فيها آراء السلفيين و الوهابيين برعاية آلملك أو آلرئيس, أو وزراء لا يحترمون حقوق الأنسان, لأنهم لا يُحْكمُون آيتين من كتاب الله, فليس لتعاليم آلقرآن و سنة آلرسول وجوداً في شخصية آلحُكّام و وزرائهم و أجهزتهم ألأمنية و آلعسكرية و آلتي يتصدى لقيادتها أيضاً عناصر قاسية و مجرمة لا تفقه من فلسفة آلحياة شيئاً, خصوصاً في مسألة آلتعامل مع آلمعارضة و آلمذاهب ألأخرى! بخلاف آلجمهورية ألأسلامية في إيران و آلتي يتصدى لقيادتها مرجع فقيه زاهد مُقتدر يتولّى آلأشراف شرعيّاً على آلرئاسات الثلاث "القضائية – ألتنفيذية – ألأجرائية"و التي تضم في رئاساتها مئات آلمجتهدين في آلفقة و آلأصول و آلقانون و آلحدود, بالأضافة إلى مُمَثّل مُجتهد خاص لولي آلفقيه(2) في جميع آلوزارات و آلمؤسسات ألحكومية في آلدولة آلأسلامية, بالأضافة إلى مُمثّلين عنه في معظم دول و بلدان ألعالم عبر مؤسسة أهل آلبيت(ع) ألعالمية!

لقد تعرّضت دولنا آلأسلامية من قِبَلِ ألديمقراطية آلغربية إلى آلنقد و آلرفض آلصريح حتى آلهجوم ألعسكري بسبب سياسة آلحكومات ألدكتاتورية ألتي أفسدتْ كثيراً, و كانت صادقة في موقفها - رغم إنّ نقدها و هجومها لا يخلو من آلنفاق و آلنوايا ألمبطنة للسياسة ألغربية – و لذلك حاوَلتْ ضمن مخططها في "المنطقة الكبرى" في الشرق الأوسط تطبيق آلديمقراطية في العراق بعد زوال النظام الدكتاتوري لتكون نموذجاً لبقية الحكام في الدول العربية و آلأسلامية .. و كعصا تهديد لتنفيذ ما تبقى من برامجها بالضمن, لكننا نرى أنّ تلك الديمقراطية أو آلشورى و رغم إجرائها طبقاً للمواصفات العالمية و آلعلمية و بإشراف آلأمم المتحدة, و أفضل بكثير حتى من آلشورى التي وقعت بعد وفاة الرسول(ص) ألتي عَمِلَ بها بعض – و ليس كلّ آلصحابة في سقيفة بني ساعدة, نرى أن آلحكومة آلعراقية الحالية و التي أنتجتها تلك الديمقراطية ألحديثة ألعالية المواصفات قياساً للشورى - في مجتمعنا آلعراقي ألمسلم لمْ تُحقّق ألغايات ألأنسانية - نعني العدالة و الحرية و آلمساواة – طبقاً لمنهج آلرسالة الأسلامية إلا في حدودٍ ضيقة, حيث لم تتمكن ألحكومة بقيادة إنسان مؤمن صالح و داعية مثقف من إلغاء ألمحسوبية و المنسوبية و الحزبية و الطائفية و آلعلاقات ألشخصية و آلعشائرية, هذا إذا لم تكن قد عمّقتها بإطار و لون مختلف, أي إنّ آلشعب آلذي إنْتَخَبَ مُمَثّليه بكامل إرادته و إختياره و وعيه .. و لأنهُ غير معصوم عن الخطأ - لم يُحقق آلمطلوب و آلهدف آلمنشود في آلرسالة ألأسلامية, و لعلّ آلسبب ألرئيسي يعود إلى عدم إنتخاب آلأفضل و آلأتقى و الأعلم بكتاب الله و سنة نبيه, و هذا بالضبط ما حدث من قبل, بعد رحلة الرسول الأكرم(ص)! فمن هو آلأتقى و آلأفضل و آلأعلم و آلأقدر على هذا الأمر؟ و من آلذي يُحدّد تلك المواصفات كي ينتخبه الشعب أو الأمة ليكون له بمثابة الرأس من آلجسد؟

إنّ آلديمقراطية أو الشورى آلتي أجريت في آلعراق - حتى مع تلك آلمواصفات ألسلبية - لا واقع لها في آلمجتمعات ألأسلامية, حيث لا ينتخب آلرؤوساء فيها على أساس آلأنتخابات ألتشريعية, و جميعها ذات نظام ملكي أو سلطاني أو جمهوري علماني أو رئاسي من نوع خاص! حيث لا يُغادر رئيس آلجمهورية أو ألملك منصبه إلا بعد آلموت, و يُوصي من بعده بالزعامة و الحكم لأبنه أو ولي عهده, و يتلاعبون بالقانون حسب أهوائهم و مصالحهم, و ليس هذا فقط بل آلمشكلة الكبرى هي أنّ سياسات جميع تلك آلدول خاضعة للغرب و تعمل ضمن مخططاتها و مصالحها ألأستراتيجية, حتى وصل آلأمر بالحكومات العربية لئن تعقد إتفاقيات أمنية و عسكرية و إقتصادية ستراتيجية مع أمريكا و الكيان الصهيوني ألغاصب لفلسطين و لحقوق آلأمة الأسلامية و آلأنسانية! و يظهر بوضوح مصداق ما أشرنا له في آلوضع ألعراقي بعد عام 2003م عندما قرّر آلشعب قلب صفحة جديدة بعد دكتاتورية نظام آلبعث ألبائد, رأينا مُحاولات مُستمية من آلدول ألعربية و أجندتها و بالأخص ألسعودية و دول آلخليج لأفشال ألعملية ألديمقراطية التي جرت في العراق تحت إشراف ألأمم ألمتحدة, لتخوّفها من تكرار تلك آلتجربة - على نواقصها و عيوبها في بلدانها! و لك أنْ تتصوّر مدى فساد و ظلم تلك آلأنظمة!؟

لقد إختلف آلمسلمون حول مفهوم آلديمقراطية أو ألشورى منذ عهد آلسقيفة, حيث لم يرد نصاً من آلرسول ألكريم بجعلهِ معياراً للخلافة من بعده(3), و لذلك لم يُعد أصلاً للزعامة و لم يتقبّله أهل آلبيت ألمعصومين خصوصاً .. و معهم بني هاشم و جمعٌ من آلصحابة ألكبار ألمقربين, و آلذين إستقاموا و أحسنوا إسلامهم كأبي ذر آلغفاري و سلمان آلفارسي و آلمقداد و عمّار بن ياسر و مالك بن نويرة و غيرهم, بل تعاطى آلمسلمون مع هذا آلمفهوم في حياة آلرسول بشكل ثانوي لتنظيم بعض ألمسائل ألفرعية ألمتعلقة بالخطط ألعسكرية أو آلمناورة مع آلعدو أو آلهجرة أو آلتجارة لا أكثر .. هذا كلّ ما وَصَلَنا من مصاديق في أمر آلشورى في آلحياة آلسياسية ألأسلامية, و لم يكن من ضرورات آلدّين و أركانه و أصوله, حتى في مدرسة الخلفاء أنفسهم حيث لم يعمل به أبو بكر نفسه و لا عمر بن الخطاب و لا عثمان بن عفان ناهيك عن آلأمام علي(ع) ألذي عارض و قاوم موضوع آلخلافة و آلشورى من آلأول و الأساس كنظرية للحكم في الأسلام, و آلذي حدث بعد سقيفة بني ساعدة ألذي غاب عنه بني هاشم و هم أهل الرسالة و منبع الوحي و عماد قريش؛ أنّ كلّ خليفة كان يوصي بالخلافة لمن سيخلفه, أو يحصرها ضمن جماعة خاصة ممن إرتضاهم لنفسه على هواه, بل تَحَدّدَ مفهوم الخلافة ضمن إجتهادات و أهواء شخصية .. بحيث كانت أقرب إلى الوصية منه إلى الشورى أو الديمقراطية في المفهوم الغربي, و إن الخليفة الثالث عثمان بن عفان ألذي ثارت عليه الأمة بسبب الفساد الأداري و المالي و الأخلاقي ترك الموضوع نهائياً و لم يُوص لأحدٍ من بعده, كما إن آلخلفاء الأمويون و من بعدهم ألمروانيون ثم العباسيون ثم العثمانيون .. ليس فقط لم يعملوا بالشورى بل جعلوها وراثية ملكيّة, ممّا يعني عدم وجود إصالة لمنهج آلشورى في آلفكر ألأسلامي و آلواقع ألأسلامي حتى لدى آلمدرسة ألسنية نفسها ناهيك عن مدرسة أهل آلبيت(ع)!

لذلك نرى أنّ آلمسلمين تعاطوا مع آلوضع "الأسلامي" بعيداً عن هذا آلأسلوب و منذ عصر "ألخلفاء" أنفسهم, و إستمرّ كلّ من كان يتولّى آلرئاسة بعد آلرّسول(ص) بأنْ يُسمي نفسهُ خليفة للمسلمين, بل إنّ مصطلح "الخليفة" لم يكن معروفاً أو متداولاً لدى المسلمين إلا بعد مرور آلوقت على تنصيب أبي بكر في الحكم, من جانب آخر كان رجال آلخليفة يرتكبون الفواحش و المنكرات و هدر كرامة الناس و إرتكاب المعاصي و حتى قتل آلنفس المحرمة, و تجلّى ذلك بوضوح منذ آلأيام آلأولى في عصر الخليفة الأول أبو بكر حيث قَتَلَ خالد بن الوليد(4) ألشيخ مالك بن نويرة ألصحابي الجليل ألذي كان بمثابة وزير مالية آلرسول ألكريم في قومه لجباية الأموال و الزكاة, لأمتناعهِ عن دفع آلزكاة لحكومة أبي بكر بإعتبارهِ غاصباً للخلافة, و لم يكتفي خالداً بذلك! بل زنى بزوجته "ليلى بنت سنان" في نفس الليلة بينما كانت دماء الشهيد مالك تسيل حول خيمتهِ, و لم يقُم ألخليفة أبو بكر بحقه حدّ آلأسلام ألذي هو آلقتل و دفع دية المقتول لذويهِ, بلْ و عذّرهُ على فعلته التي لم يفعلها العرب حتى في زمن الجاهلية! و بما أننا جعلنا العدالة و الحرية و المساواة ألمعيار الأساسي لشرعية و إستقامة أية حكومة في الأرض فيما مضى؛ و لكون آلعدالة تعرّضت للطعن الواضح , و الخلافة الأسلامية إلى نكسات و إنشقاقات ما زالت إمتداداتها و سننها قائمة في أمتنا إلى يومنا هذا؛ فأن نظرية الخلافة "ألشورى" آلمبتدعة لا يمكن أن تكون صالحة لقيادة الأمة و إجراء العدالة الألهية و تحقيق الكمال و السعادة في المجتمع, حتى و إنْ تبجح و إفتخر آلحكام العرب و معهم أشباه المثقفين ألمتعصبين بتلك الشورى.

إنّ منهج الشورى ألذي إبتدعه رجال آلسقيفة – هو منهجٌ يقترب إلى الوصية آلمشروطة أكثر منهُ إلى نظام الشورى أو "الديمقراطية" في المفهوم الحديث – كما أنّ الموقف المعارض و المُنابذ لهذا النوع من الشورى من قبل ألمُشيرين ألأصليين أنفسهم بقيادة أهل البيت(ع) و بني هاشم, لم تكن مجرد معارضة و إحتجاج أهل الحقّ لحقهم بل كان ينطلق و يُساير أساساً موقف آلرّسول(ص) نفسه بشأن آلخلافة من بعده, فقد ورد في تأريخ "إبن هشام" بأن شيخ بني عامر جاء إلى الرسول في بداية آلرسالة آلأسلامية, بينما كان الرسول منشغلاً بأمر الدعوة السرية لكسب آلمناصرين للأسلام في بداية آلدعوة .. و رغم إنهُ كان بأمسّ الحاجة إلى آلمؤيّدن و إلى كل مجاهد يعاضده لأداء رسالتهِ؛ إلّا أنه رفض طلب شيخ بني عامر الذي تقدّم به إلى آلرسول بجعله خليفة من بعده مقابل وضع أكثر من ألف فارس و مقاتل من بني عامر تحت زعامتة لنشر الدعوة الأسلامية(5)! لكن آلرسول (ص) رفض ذلك آلعرض بقولهِ: إن مسألة الوصي و الخليفة الشرعي من بعدي ليست في يدي بل يتمّ تعينه من قبل الله تعالى!

لقد قدّم الأمام آلفيلسوف محمد باقر الصدر(قدس) ألذي إستشهد مظلوماً على أيدي نظام البعث عام 1980م تحليلاً تأريخياً علمياً عميقاً حول آلخلافة و سير خط الخلفاء(أبو بكر و عمر و عثمان) و إفرازاتها آلسلبية ألمدمرة للأسلام و آلمجتمع آلأسلامي(6), حتى إنّ أمام المتقين عليّ(ع) لم يعمل بسنة آلخلفاء, و رفض آلبيعة آلمشروطة لبعض الصحابة كطلحة والزبير و عبد الله بن الزبير و عمر بن العاص بالعمل على سنة الشيخين - يعني التفريق في آلفيئ بين المسلمين كالذي كان سائداً في عصر آلخلفاء - قائلاً لهم؛ "سأعمل بكتاب الله و سنة نبيّه أو ما آراه برأي".

و بسبب موقفه العادل هذا نراه قد واجه جيوشاً من آلقاسطين و آلمارقين و آلناكثين من المسلمين لخلافته بسبب تلك التربية و المفاهيم الخاطئة التي توارثها آلمسلمون .. برعاية آلخلفاء الذين سبقوه, و لذلك طالما رجاهم الأمام علي(ع) بعد مقتل عثمان بإعفائه من زعامة المسلمين في بداية آلأمر .. ليقينه بأن إجراء العدالة الأسلامية مع تلك التركة آلتي إستجمعت كل فنون النفاق و المتناقضات في ذلك الوسط الفاسد ألذيْ تبدّلت فيه نوايا الناس, و إنشغالهم بالملذات و بأموال و غنائم كسرى و آلشام و آلروم .. سيُكلّفه و آلمسلمين .. ألكثير من آلدماء و الحروب و آلخسائر و الويلات قائلاً لهم: "إتركوني فأنا لكم وزير خير لكم مني أمير", فكان سلام الله عليه على يقين بأن آلنفاق و آلركون للدنيا قد دبّ في نفوس آلمسلمين بعد ما أستهلكت تلك آلطاقة ألأيمانية آلتي إكتسبوها مباشرةً من رسول الله (ص) في فترة زمنية قصيرة بالأحتكاك المباشر بدون وعيّ كامل لمضامين و أهداف الرسالة الأسلامية في عقول و نفوس المسلمين, بعد نفاذ تلك الطاقة و إنشغال المسلمين بالغنائم و الترف المادي بعد فتح آلعراق و بلاد فارس و آلشام و آلروم ألغنية, لم يعد للأيمان الحقيقي وجوداً في نفوسهم, بل آلكل بات يقيس آلأمور بمنظار مادي دنيوي, مما سبّب هذا الوضع مقتله في محراب عبادته لأنه كان لا يفرق بين المسلمين و حتى غير آلمسلمين في عطاء بيت المال(7), و ليس هذا فقط, بل قتل آلمسلمون فيما بعد حتى سيّدا شباب أهل الجنة (ألأمام آلحسن و الأمام الحسين) و أبنائه التسعة بقيادة آل أبي سفيان و آل مروان و آل عباس , و كان قتلهم بالنسبة لأكثرية أؤلئك آلمسلمين بمثابة ألتقرب لله تعالى .. و لَكَ أنْ تتصوّر إلى أيّ مدى وصل آلأنحطاط آلفكري و ألأخلاقي لدى آلمسلمين بسبب تلك الخلافة!؟

و بعد إصرار آلقوم على إنتخابهم للأمام علي(ع) بعد مضي ربع قرن على وفاة آلرّسول(ص) وسط تلك المأساة التي ورثها من آلخلفاء, إتّخذ ألأمام علي(ع) ألكوفة مركزاً لخلافته بعد ما ملّ آلنفاق و آلتذبذب ألذي إنتشر في أهل مكة و المدينة و خذلانهم لحقّه بسبب لقمة الحرام و روح القسوة و آلعنف و آلسنن الخاطئة بسبب آلسياسات التي شرّعها من كان قبله في الحكم, و لم يستلم الخلافة رسمياً إلا بعد أول خطبة له في مسجد الكوفة ليُتمّ الحجّة من خلالها على المسلمين بتذكيرهم لحقّهِ في آلخلافة ألتي أقرّها آلرسول (ص) له في واقعة غدير خم في حجة الوداع في 12 ذي الحجة سنة13 للهجرة(8), حيث قال سلام الله عليه مُتسائلاً :

" أنشد الله كلّ إمرءٍ مسلم سمع رسول الله(ص) يقول يوم غدير خم ما قال .. إلّا قام فَشَهِدَ بما سَمِعْ, و لا يَقُم إلّا من رآهُ بعينهِ, و سمعهُ بأذنيهِ"- إنما قَصَدَ ألأمام بذلك إثبات حقّه للتأريخ و للمسلمين, بعد ما بدأؤا بنسيانه و تناسيه و منهم من توفى, لأنها قضية و أمانةٌ تُحدّد مصير كلّ إنسان في هذا الوجود(9) – فقام لذلك 30 صحابياً, منهم 12 بدرياً, و شهدوا أنّ رسول الله أخذ بيد عليّ و قال: " أتعلمون من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى .. قال(ص): منْ كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه ..." و كان من بين آلحاضرين أنس بن مالك ألذي أقعدهُ ألحقد و آلعصبية عن الشهادة, لأن علياً قتل والداهُ مع آلمشركين في بدر .. حيث تعذّر بالقول : لقد كبرتُ و نسيتُ, فقال له عليّ(ع): "إنْ كنتَ كاذباً فضربك الله ببياض لا تواريها العمامة", و ما خرج أنساً من المسجد إلّا إبيضّ وجهُ برصاً, و كان يُردّد بعدها و يقول: " أصابتني دعوة العبد آلصالح لأني كتمتُ شهادته"(10).


إنما أراد آلأمام(ع) أن يُذكّرهم و يؤكد لهم بأنّ آلخلافة آلأسلامية أو "ألأمامة" هي أمرٌ الله تعالى و إرادته, و لا حقّ للأمة فيها إلّا بمقدار ما يتمّ تعينهُ و بينانهُ من قِبَلَ من إختارهم آلله تعالى و كرّمهم بالعصمة .. فالسلطة وسيلة لتحقيق العدالة والحرية و آلمساواة, و هي من أصعب الأمور ألتي بظلّها تتحقّق آلغاية من خلق الأنسان و آلكون .. و هي لله تعالى و لرسوله و لأولي الأمر من المسلمين(11) و بهذا ألطريق فقط تتحقّق عملية آلأستخلاف آلألهي لنيل الكمال و آلسعادة الأنسانية, لهذا لا بُد أنْ يكون آلأمام (ألخليفة) قدوة ذات مواصفات خاصة لتحقيق العلّة الغائية في الوجود! و إنّ إعلان و بيعة غدير "خم" للوصيّ من بعد الرسول هي آلوثيقة التي أمضت تلك آلحقيقية بما لا تقبل الشك و آلتزوير؛ فالأمة عندما بايعت آلأمام عليّ(ع) بالخلافة من بعد الرسول(ص), و بخبخ له آلصحابة و بايعه كلّ آلمسلمين, و كان أبو بكر و عمر من أوائل الذين بايعوه بقولهم؛ "بخٌ بخٌ لك يا علي أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمنة و مؤمنة" - من هذه آلواقعة ألتي هي أشهر من علم بين آلمسلمين نرى إنّ آلتعيين ألألهي سبق بيعة الناس لكونه – ألتعين ألألهي - ألأصل في آلنظام ألأسلامي, و من هنا نعتقد بأنّ ألولاية ألشرعية و آلخلافة على آلمسلمين لا تجوز إلّا بإذنٍ و تعينٍ من الله تعالى عن طريق رسوله و آلأمام آلمعصوم طبقاً لمواصفات خاصة!

إنّما تأتي أهمّية موقع ألخلافة من بعد آلرسول(ص) كونها رأس آلأمة و هاديها, و "إذا صَلَحَ آلرأسُ صَلَحَ آلجسد" و آلعكس صحيح أيضاً, و بما أنّ آلناس ألعادييون(ألعوام) لا يُمكنهم أن يكونوا بمستوى ألمُنْتَخَبين ألمُسَدّدين من قبل الله تعالى؛ لذلك لا نعتقد - لعظمة آلرسالة ألألهية و خاتميتها و لعدالة الله و رحمته و منّهِ - أن يترك هذا آلأمر ألمصيري بيد أناس لم يُدركوا غاية آلرّسالة ألأسلامية و فلسفة الوجود(12) كونهم لم يتطهّروا من قبل الله تعالى, حيث حُصرت آلطهارة و آلقدسية و آلعصمة و آلعلم في أهل بيت رسول الله(ص) بنص القرآن (13), و ما يُحقّق هذه القضية كمصداق عمليّ لإستدلالنا آلعقلي بجانب آلنص؛ هي مواقف آلخلفاء و أفعالهم قبل خلافة آلأمام علي(ع) حيث إرتكبوا آلكثير من آلأخطاء ألتي سبّبت إنحرافات خطيرة في آلأمة و أريقَتْ بسببها دماءَ آلكثير من آلمسلمين خصوصاً أثناء خلافة ألأمام علي(ع)!

إن إصرار آلشيعة و إعتقادهم بمسألة ألوصية من دون آلشورى, ليست مسألة عادية بدأت من غدير خم أو حتى قبلهُ ثم وصلت آليوم بالتقادم إلى ولاية الفقيه للتمهيد إلى آلأمر ألألهي ألعظيم بتأسيس ألدولة ألعالمية ألعادلة, كما إنّ آلقضية لا تنحصر في خلافات شخصية أو مذهبية أو قبليّة أو قومية أو طائفية و لا حتى نزاع سياسي .. بل القضية تتعدى تلك آلآفاق ألمحدودة لتشمل مصير آلأنسانية و مُستقبل آلرسالة و آلكون, و لعلّ ألكثير – حتى من آلعلماء - لا يُدركون عمق آلموضوع و آثاره و أبعاده! و إنّ إخواننا ألسنة ألمُعتدلين ما زالوا يدفعون للأسف جهلاً أو تجاهلاً ضريبة نتاجات مدرستهم و إفرازاتها ألخطيرة أكثر من غيرهم و من آلشيعة بموقفهم ألبريئ و عدم مُبالاتهم حيال قضية أهل آلبيت(ع) لقلّة معرفتهم بحقيقة آلأمر و أسرار آلرّسالة ألأسلامية و غايتها, و أوضح مصاديق هذا آلأستنتاج هو إنقطاع حبل آلولاية ألعملية ألتي تربطهم و توصلهم عقائدياً و بشكلٍ منطقيّ بالسماء, فالشيعة رغمَ كلّ ما جرى عليهم من آلتنكيل و آلذبح يمتلكون آليوم بفضل آلله و أهل بيتهِ على آلأقل مرجعيّة دينيّة حيّة إتّخذتْ على عاتقها مسؤولية قيادة آلأمة سواءاً داخل نظام آلدولة ألأسلامية ألمعاصرة و آلمتمثلة بالجمهورية ألأسلامية تحت ظل ولاية الفقيه .. أو في إطار ألمرجعية ألدينية ألتي تأقلمت مع قضايا آلدولة ألأسلامية ألستراتيجية, كونها – أيّ ألدولة ألأسلامية - أصبحتْ حاضنة للعلم و آلعرفان و آلتقوى و آلجهاد و آلأبداع و آلعلم و آلنهضة, و تُمثّل ألعمق ألأستراتيجي لكل آلمسلمين ألموحدين و حتى آلمستضعفين في آلعالم, عبر دعمها لهم ضد آلمستكبرين و آلصهاينة, خصوصاً ألمجاهدين منهم في لبنان و فلسطين و آلدول العربية و آلأسلامية و غيرها!

إنّ إخواننا ألسنة رغم كونهم يُشكلون آلأكثرية من آلمسلمين؛ إلّا أننا نرى تشتّتاً و اضحاً في مسيرتهم و وحدتهم و عقيدتهم لفقدانهم للمرجعية, و لهذا نرى أنهم يتعاملون سلبياً مع مجمل آلقضايا ألأنسانية و آلأسلامية آلستراتيجية, بسبب رضوخهم لمواقف و سياسات حكوماتهم ألدكتاتورية ألغير إنسانية, و كذلك فقدانهم للمنهجية العقائدية في مدارسهم ألتي أغلقت باب الأجتهاد و حرّمته كما أسلفنا! فأنحصر المؤمنون منهم ضمن دائرة تحوي سنن جامدة لا تجدي نفعاً و لا تتناسب مع حركة الوعي و تقدّم العلم و آفاق الفكر آلأنساني في عصرنا هذا, و سيبقون على هذا الحال ما لم يُحطّموا تلك الشرنقة آلتي أحاطت بهم فقتلت روح آلأبداع و آلأجتهاد و آلتعقل و آلتفكر في وجودهم, و إنّ آلمنطلق الصحيح و آلخطوة ألأساسية لخلاصهم هي؛ تمزيق تلك آلشرنقة و تجاوز ذلك آلواقع ثمّ إندماجهم في حركة أهل البيت(ع) ألحية من خلال آلمرجعية ألدينية .. ألممتدة مع حركة آلزمان و آلمكان و آلفكر و آلتقدم ألحضاري و آلعلمي, بسبب آلأجتهاد ألمنفتح على كلّ صعيد, و إنّه تعالى قد جعل آلرّجسَ على الذين لا يعقلون(14)!



و مدرسة أهل البيت(ع) إنما يُؤكدون على ألوصية (ألأمامة) كأصلٍ من أصول آلدِّين ألخمسة(15) .. بإعتبارها من ضروريات آلنظام ألأسلامي ألضامن لتحقيق آلتكامل الأنساني و آلفلاح في آلدارين, فبدونه ينقطع حبل آلوصال و آلمودة مع آلسماء , لأنّ مودة أهل البيت(ع) و إمامتهم جعلها الله تعالى معياراً للتفاضل بين آلخير و آلشر, بين آلحق و آلباطل, للحصول على الأجر و آلفوز بالجنة, حيث قال تعالى:" قُلْ لا أسألكم عليه أجراً إلّا آلمودة في آلقربى"(16), كما إنّنا لا ننظر للموضوع كونه مُجرّد إطاراً للحكم و للنظام على أهميتهِ .. لأنّ أهمية أيّ نظام عقائدي صحيح لا بُدّ و أنْ تكون منطلقة أساساً من خلال رضا الله و رسوله و ذوي آلقربى ألذين هم آلمعيار و آلعلة في خلق آلكون و فلسفة آلوجود و مسألة آلثواب و آلعقاب في آلدارين, و بغير هذا آلشرط ألقرآني ألذي وضعه الله تعالى لا تُحقّق ألنظرية ألأسلامية سواءاً داخل منظومة آلمجتمع أو داخل ألتكوين ألنفسي ألعاطفي للأنسان المسلم منفرداً غاياتها و أهدافها في طريق الكمال و تحقيق ألعبودية ألمطلقة عن طريق ربط آلمجتمع بالله و ليس بالمُستكبرين و آلحكام ألظالمين!

لذلك فأنّ ما يعتقده مدرسة آلخلفاء؛ من أنّ إجماع آلأمة - ألغير معصومة عن آلخطأ لقصور معرفتها – على شخص مُعين حسب إعتقادها و تصوراتها هو آلمعيار و آلمراد من مفهوم آلشورى كمنهج أمثل يُمكن من خلاله تحقيق معنى الخلافة الألهية و آلكمال الأنساني .. هو منهج باطل, يُخالف نص القرآن و آلسنة و على لسان آلرسول(ص) و تقريراته و موقفه من هذا آلأمر, و آلدليل ألعملي؛ هو ما حدث من إنتكاسات و إراقة للدماء في آلمسيرة ألأسلامية و إفرازاتها ألخطيرة على كل صعيد بسبب خلافة دنيوية منقوصة إبتدعها أقرب شخصيات من آلدائرة آلتي كانت تحيط بالرسول الكريم(ص), غير مُبالين بحقّ و مكانة أهل بيت آلرسول(ص) وآلذين هم محور ألرسالة و أساسها و أسرارها, و آلمؤسف أنّ آلرسول(ص) رغم إشارتهِ لتلك آلفتنة بصراحةٍ مراتٍ و مرات(17), إلّا أنّ آلقوم لم يحترموا رأيه, و لهذا آلتنكر سوابق من قبل بعض آلصحابة حتى في حياة آلرسول لا مجال لبحثها هنا.

كما أنّ موضوع آلشورى لا مجال و لا أهمّية لهُ في عقل ألمفكرين و آلفلاسفة ألأسلامين ألواعيّن على آلأقل .. لأستدلالهم ألعقلي بأهميّة رأس آلنظام و عدم آلأطمئنان لرأي آلأمة لمستواها ألفكري ألمتدني .. لتحقيق أهداف ألمنهج ألأسلامي كونهُ – أي آلرأس - يُمثّل ألمؤشر و آلدال على آلهداية و آلخير و آلحقيقة جملةً و تفصيلاً, لذلك لا يُمكن لأيّ كان حتى لو تمّ إنتخابه من قبل ألأمة آلقاصرة أن يقوم بدور آلمُرشد و آلقائد آلرسالي ألهادف ما لم تجتمع فيه صفات تمّ تحديدها من قبل خاتم آلأئمة ألطاهرين ألذين إختارهم آلله تعالى على لسان رسوله آلصادق ألأمين, حيث فصّل آلأمام الثاني عشر عليه آلسلام في روايات مُتواترة لا تحتاج إلى كثير عناء لفهم وإدرك تلك آلمواصفات و آلعلامات, و نشير هنا إلى رواية واحدة مُتواترة .. على أمل ألتوسع في آلبحث في آلحلقة آلقادمة ما شاء الله و هي:" من كان من آلفقهاء صائناً لدينه .. مُحافظاً لهواه .. مُطيعاً لأمر مولاه .. فعلى آلعوام أن يُقلّدوه" حيث بيّن لنا الأمام(ع) ملامح هامّة و تفصيليّة في شخصيّة ألمتصدي لأمور آلمسلمين, بينما آلمذاهب ألأخرى تُجيز حتّى إطاعة ألحاكم ألظالم, و هذه لعمري من آلمفارقات آلكبرى بين مدرسة آلخلفاء و مدرسة أهل آلبيت ألطاهرين ألمظلومين, و يتجلّى مصداق ذلك من خلال مواقف آلأزهريين و آلمؤسسة ألدينية في آلسعودية أو غيرها من المؤسسات في الدول العربية كونهم موظفين يتقاضون آلرواتب من حكومات دولهم, و تتّبع سياسة ألأنظمة ألقائمة في دولها!

إنّ جميع آلحكومات ألتي مرّت خلال آلتأريخ ألأسلامي بعد وفاة آلرسول(ص) بإستثناء حكومة ألأمام عليّ(ع) ليس فقط .. لم تُحقّق ألعدالة و آلحرية و آلمساواة ألتي أشرنا لها كمعيار لتحقيق آلتقدم و آلكمال ألأنساني في ألمجتمع؛ بل سبّبت ألمآسي و ضياع آلدولة ألأسلامية و إسالة دماء آلمسلمين, و هُدِرَتْ تحت ظلّها حُقوق و كرامة ألكثير من آلمُتّقين, و في مُقدّمتهم حقوق و دماء أهل بيت رسول الله(ص) و أبنائهم و شيعتهم, و إستمرّت تلك آلحكومات حتى آليوم في بلادنا ألعربية و هي تُلاحق و تَقْتُل كلّ من لا يُطيع أوامرها, حتى أعلنت آلحرب عليهم في صحوتهم الأخيرة و التي بدأت قبل أشهر, و ما جرى و يجري في ألبحرين و آلسعودية و آلعراق و دول الخليج و غيرها ضد حقوق آلأنسان و شيعة أهل البيت(ع) بالخصوص لدليلٌ واضحٌ على ذلك!

خلاصة ما توصّلنا إليه هي أنّ آلشورى سبّبت تعطيل برنامج أهل آلبيت ألمظلومين و إنزوائهم بعد رحلة آلرّسول(ص), و تفريق آلمسلمين و تشتّتهم, و في آلنهاية مقتل آلأئمة المظلومين جميعاً بإستثناء ألأمام ألثاني عشر ألمهدي(عج), حيث غاب عن آلأنظار بأمرٍ من آلله تعالى ريثما تتهيأ آلظروف ألمناسبة لظهورة آلمبارك مُجدّداً لتمكين آلعدالة ألألهية في آلأرض عبر حكومةٍ عالمية كريمةٍ تُعِزّ بها آلأسلام و أهله و تُذّلّ بها آلنفاق و أهله .. لكن صاحب آلزمان ألأمام ألحجة(عج) لم يترك هذا آلأمر آلكوني سُدىً! و إنّما كلّف آلمسلمين و فقهائهم بأنْ يُطيعوا و يُقلّدوا في زمن غيبته آلكبرى هذه - من آلفقهاء من كان صائناً لدينه مُطيعاً لأمر مولاه مُخالفاً لهواه كي يتمكّن من تمهيد آلأرضية ألمناسبة لظهوره آلمبارك, و سنفصل آلموضوع ما شاء الله في وليّ آلفقيه الذي عناهُ صاحب آلأمر(عج) في ألحلقة آلقادمة .. إنّهُ نعم آلمولى و نعم آلنصير, و لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي ألعظيم.
عزيز ألخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يؤمن ألمسلمون ألسنة بالمذاهب ألأربعة و التي تشكّلت بعد قرنين تقريباً من رحلة آلرسول ألأكرم(ص) و هي ألشافعية و آلمالكية و آلحنبلية و آلحنفية, و رؤساء تلك المذاهب كلّهم من بلاد فارس(إيران), و إنّهم لم يَدّعوا أبداً بأنهم أصحاب مذهب مقابل مدرسة و خط أهل البيت(ع), حيث لم أحصل على نصٍّ بتصريحهم – و لو ضعيف – يَدُلّ على ذلك – و حتى لو فرضنا وجود ذلك الأدّعاء منهم فأنها لا تبرّر كونها مذاهب مُؤيدة من قبل شرع الله و رسوله و أهل بيته الطاهرين, يعني أنّ إبتداع المذاهب ليس من حقّ أحدٍ , حيث لا يُوجد نصّ في القرآن أو في السنة أشار إلى تلك المذاهب, أو حتى لغيرها من المذاهب آلأسلامية آلكلامية و الفلسفية كالجبريون و التفويضيون و المرجئة, بل القرآن الكريم أكد على الوحدة من خلال التمسك بخط و حب أهل البيت و ولايتهم, و عدم آلتفريق في صفوف الأمة, و نبذ الرّسول جميع الفرق الأسلامية - في حديث متواتر: "ستفترق أمتي إلى إثنان و سبعون فرقة ..." - بإستثناء واحدة .. و هي الفرقة آلناجية التي تلتزم بولاية و حبّ عليّ و أهل بيتهِ, ألذين هم ذوي القربى كما عبّر عنهم القرآن بـ "أهل آلبيت"(ص), و هم خمسة أهل الكساء؛ ( محمد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين) , كلّ ما في الأمر أنّ آلخلفاء ألأمويون و ألعباسيون و من شايعهم هم آلذين أبدعوا تلك آلمذاهب و التيارات للمسلمين لبغضهم لعلي و لبني هاشم, بل إنّ منشأ ألعلوم الكلامية و الفرق الفلسفية و الصوفية و المذهبية في الكوفة و البصرة و غيرهما كانت نتيجة لإمتدادات آلسقيفة ألتي شوهت صورة أهل البيت الحقيقة بمرور الزمن بعد ما سُلب حقّهم في الخلافة و فدك و غيرها .. كل ذلك من أجل تضعيف خط أهل البيت(ع) لإضفاء صفة آلشرعية من قبل الحكام – بتبنيهم للخلافة و لتلك آلمذاهب - على سلطانهم لأستمرار تسلطهم و سياستهم مُقابل حقّ أهل بيت الرسول(ص) ألمتمثل بالأئمة آلمعصومين و آلموالين لهم من الشيعة, كونهم كانوا يُمثّلون آلأمتداد الطبيعي و آلشرعي للخلافة بعد الرسول(ص)! فكيف يُمكن لتلامذة ائمة الشيعة كالحنفي و آلمالكي و آلبصري و الجهني و غيرهم أن يُقدّموا آرائهم و تقريراتهم على رأي أساتذتهم من أئمة أهل البيت(ع) كآلأمام عليّ(ع) و الحسن و الحسين و آلسجاد و آلباقر و آلأمام الصادق و آلكاظم و آلرضا و الجواد و آلهادي و العسكري و آلمهدي عليهم السلام, و هؤلاء هم ألخلفاء ألاثني عشر من بعد الرسول(ص) لأمامة المسلمين!؟
(2) معنى ولي الفقيه؛ هو "ألولي" يعني من يتولى أمراً و يقوم به, فلان وليّ هذا آلأمر, أيّ ألقائم بشؤون هذا آلأمر, و يمكن القول؛ ألأب وليّ, و الجار وليّ, عليّ وليّ – يأخذ على عاتقهِ أمر شيئ مُعَيّن, أو كما يقال: " تولّى القيادة".
أما "ألفقيه" فإنها مشتقة من مصدر فقه – أي علم غاية الشيئ, و وقف عليه و على ما يدور حوله أو ما يناقضه من أمور.
يقول الأمام الخميني(قدس): "ولاية الفقيه" هي من أهم آلأمور في آلنظام الأسلامي, و هي شوكةٌ في عيون آلأعداء ألذين يُدَبّرون المؤآمرات ضدّها, كي يُصرفوا الناس عنها ليخلو لهم الجو و يفعلوا ما يشاؤونُ, و إنما حربهم ضد ولاية الفقيه هو كي يجعلوا الناس من جهة أخرى لا يُبالوا بهذا آلقانون ألأساسي ألذي يريد تحكيم آلأسلام و نشر العدالة و العبودية لله, إنهم يعتبرونها رجعيةً .. لأنهم يخافون من حكم الأسلام على مصالحهم, و للأسف يصدر هذا من بعض الذين يدّعون العلم .. و لكونهم لا جُرأة لهم بالنطق بها صراحةً؛ لهذا يُعبّرون عن نواياهم بما يدُلّ على ذلك جهلاً أو تجاهلاً! و آلتعريف السائد للفقيه يعني؛ ألعالم الذي حصل على درجة الأجتهاد (ما فوق الدكتوراه) في علوم الفقه بالأضافة إلى أمور و قضايا المجتمع السياسية و الأجتماعية و الاقتصادية, و بهذا لا بُد أن يكون المتصدي لولاية الفقيه(في الأمور الحسبية و القضائية و غيرها) أن يكون جامعاً للشرائط مُحيطاً بجميع قضايا الأمة بالأضافة إلى علوم الفقه و الأصول و التفسير و ما إلى ذلك من العلوم الأسلامية و الأنسانية و آلنفسية, كما إنّ الفقيه يجب أنْ يتّصف بصفات شخصية نوعية راقية تؤهله لنيل منصب ولاية الفقيه كقدوة لبناء الأنسان الكامل و تحقيق المجتمع السعيد في هذا العصر ألذي هو عصر الغيبة الكبرى – عصر التمهيد – لظهور صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف, و في زماننا هذا لا يتصف بتلك المواصفات سوى قائد و زعيم آلأمة الأسلامية و الأنسانية ألأمام الخامنئي دام ظله و أعزّ الله به الأسلام و المسلمين, فهو الوحيد ألذي رفع راية الجهاد ضد المستكبرين في آلأرض عبر حكومة إسلامية عصرية مؤيدة من قبل مئات المجتهدين و العلماء و المتخصصين بالأضافة إلى تأييد عامة الشعب الأيراني آلمسلم أو غيرهم من المسلمين. و الحكومة الأسلامية أو بتعبير آخر "ولاية الفقيه" من ضروريات آلتمهيد للدولة الأسلامية العادلة بقيادة الأمام الحجة(عج), ذلك أنّه و كما يقولون: " أول ما يضيع في الأسلام ألصلاة و آخره الحكم".
(3) لم يرد نصاً من آلرسول (ص) و لا في القرآن يؤكد على جعل الخلافة عن طريق الأنتخاب, و أما آية "الشورى"؛ "و أمرهم شورى بينهم" فهي إشارة إلى آلأمور الثانوية و القضايا الفرعية ألتي تختص بالأمور الأقتصادية و الأجتماعية و آلعسكرية و خطط و برامج العمل و البناء في آلمشاريع و المجالات آلمختلفة في النظام الأسلامي, كون المسلمين يفترض أنهم سوف لا يختلفون على مسألة الخلافة بعد إعلان الرسول(ص) ألصريح و الواضح عنه في مناسبات مختلفة و أشهرها واقعة الغدير .. نظرياً عبر آية التبليغ , و عملياً عند رفعه ليد عليّ(ع) وسط المسلمين, و من قبله ألمؤآخاة بينه و بين علي في المدنية المنورة عاصمة الدولة الأسلامية أنذاك, مع بيان مقدمات و تفاصيل كثيرة عن ذلك من قبله(ص) شخصياً, حيث إمتلئت كتب الفريقين بذلك و لا حاجة لبيان نصوصها هنا.
أما آية آلأستخلاف الألهي" إني جاعلٌ في الأرض خليفة" فهي الخلافة العامة, و هو من حق كل إنسان أن يكون خليفة الله من خلال نيله للكمال و ما يقدمه من العمل الصالح في الوجود في طريق نيل مرضاة الله طبق تعاليم الأسلام , و لا دخل لها بالخلافة الخاصة و التي تختص بأنبياء آلله و أوصياءهم.
(4) لقد كانت لخالد بن الوليد سوابق من هذا النوع قبل و بعد إسلامه نهاية السنة السابعة للهجرة , أيّ قبل وفاة الرسول بعامين, و قد تبرأ منه الرسول في قتله لبني جذيمة, للمزيد راجع: إبن حجر في الأصابة(755/5) حيث يقول؛ "فقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر و أنشده مرثية أخيه, و ناشده في دمهِ و في ردّ أبي بكر السبيّ! و ذكر الزبير بن أبي بكّار؛ أنّ أبا بكر أمر خالداً أن يفارق إمرأة مالك ألمذكورة, و أغلظ عمر لأمر خالد, و لكن أبو بكر عذّرهُ".
حتى إنّ عمر أرادَ أن يقيم على خالد حدّ آلقتل لسفكه الدّم آلحرام و للزنا .. لكن أبو بكر تعذّر قائلاً : إنه تأوّل فأخطأ! من هذه الحادثة نستدل على عدم آلعدالة في الحكومة التي أنتهك فيها دم و شرف و كرامة أفضل آلصحابة لكن خليفة المسلمين يدافع عن المجرم السفاح, بل و يُكرمه بزعامة الجيش!
(5) ذكر إبن هشام في سيرته تفاصيل تلك الحادثة, للمزيد من المعلومات يرجى مراجعة ذلك.

(6) راجع آلصفحات الأولى من كتاب ؛ أئمة أهل البيت(ع) تنوّع أدوار و وحدة هدف, للأمام آلفيلسوف محمد باقر الصدر(قدس).
(7) يقول جبران خليل جبران ألمسيحي المذهب:" إنّ علي بن أبي طالب (ع) لمن عمالقة الفكر و آلروح في كل زمانٍ و مكانٍ, إنهُ كلام الله الناطق, وقلب الله الواعي, نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس, و ذاته من شدّة آلأقتراب ممسوس في ذات الله, قتل في محراب عبادته لشدّة عدله, مات الأمام عليّ و شأنه شأن جميع الأنبياء الباصرين .. ألذين يأتون إلى بلدٍ ليس ببلدهم, و إلى قومٍ ليس بقومهم, في زمنٍ ليس بزمنهم"! و نحن إذ نستشهد بأقوال هؤلاء آلمفكرين ألمحايدين ألذين لا هم من السنة و لا من الشيعة, فالخير ما شهدت به الأضداد, و قد حاولنا حجب أسانيدنا و أدلتنا المعتبرة و الكثيرة جهد الأمكان لئلا يتّهموننا بالتطرف و التحيّز.
(8) واقعة الغدير المعروفة لدى جميع العالم خصوصاً ألمسلمين, حيث أوقف الرسول(ص) في طريق عودته من آخر حجة له في منطقة غدير خم في الجحفة قبل أن يتفرقوا منهُ .. ذلك الحشد الهائل(120) ألف صحابي, في 12 ذي آلحجة سنة 13 للهجرة, لماذا أوقفهم وسط الشمس, و هم يتألمون من آلحرارة و من ألم المسير, ليسمعوا تلك الخطبة عند ذلك المفترق؟ لماذا لم يقل ما قاله في حجة الوداع بمكة المكرمة؟ هل نسى رسول الله ذلك؟ و حاشاه ذلك و هو المعصوم! هل هو عملٌ منه؟ ثم لماذا أمر آلجمع بالألتزام بخطبتهِ؟ هل الأمر رغبةٌ شخصية(و ما ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحيٌ يوحى)؟ و آية التبليغ مدنية و ليست مكية, و لذا لا يمكن القول بنزولها في بداية آلدعوة, و إنّما خُصصت لمكانة الأمام حتى يُوصي الرّسول(ص) بهِ! كما أنّ إيقاف ذلك آلجمع آلكبير - لعله كان أكبر تجمع للمسلمين في حياة الرسول(ص) – في ذلك القيظ لا يُمكن أنْ تكون لأمرٍ عادي و بسيط, و إنّما كان أمراً إلاهيّاً.. و ليست مُجرد عواطف أراد الرسول(ص) أنْ يظهرها و يوصى بعلي خيراً من بعدهِ بسبب محبتهِ لهُ و قرابته منهُ أو مصاهرتهِ بزواجه من الزهراء(ع), و قد سبق أن أعلن مكانة علي, و المسلمين يعلمون ذلك على أحسن وجه و بأطيب ذكر و وصف .. و حاشا آلرسول الكري(ص) أنْ تتحكم به هوىً أو عاطفة؛ و حسب القرآن:"ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فأنتهوا و إتقوا الله إن الله شديد العقاب" و بناءاً على ذلك ألزم الرسول(ص) ألمسلمين بولايته و نصرته و عدم خذلانهِ و معاداتهِ و إعتباره مرجعاً لهم بعد النبي(ص), كما أن جميع المسلمين خصوصاً ألصحابة قد هنئوا و بايعوا علياً بعد أن تمت تلك الخطبة آلكونية! و "لو وقع الغدير ما إختلف سيفان", و قد ذكر جميع المؤرخين تلك الحادثة حيث لم يستطيعوا آلتلاعب به كثيراً لكثرة الشهود عليه.
(9) بإعتبار الولاية أهم ركن و أصل في الأسلام حسب رواية الأمام الصادق(ع): "بني الأسلام على خمس ؛ على آلصلاة والصوم و الحج و الزكاة و الولاية و ما نودي بشيئ مثلما الولاية".
(10) إبن الأثير, أسد الغابة.ج3 , ص35. كما ذكره إبن كثير ج5, ص211, و لم يختلفوا في اصل القصة و فحواها.
(11) إستناداً إلى الآية آلشريفة: " إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا, الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون"(ألمائدة / 55). و قد إتفق المفسرون بأنها نزلت في حقّ عليّ(ع).
(12) عندما أشرف المسلمون على فتح مكة في آلسنة الثانية للهجرة؛ صاح عمر بن آلخطاب في جموع المسلمين قائلاً: " أليوم يوم الملحمة .. أليوم تسبى الحرمة", لكن آلرسول(ص) قال لهُ: " ما هكذا يا عمر, إنما آلحق هو آلعكس مما إدّعيت؛ " أليوم يوم المرحمة .. أليوم تُحمى آلحرمة". تصوّر إنّ أقرب أصحاب آلنبيّ(ص) و بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على إسلامهم لم يفهموا أهداف الرسالة الأسلامية و آلغاية منها .. كيف يمكن لمثل هؤلاء أنْ يقودوا أمةً و يُحقّقوا العدل و الحرية و الكرامة و المساواة في أوساطها!؟ من جانب آخر لك أن تتصور حال الأمة و مستواها آلفكري و العقائدي خارج دائرة الصحابة ألمقربين للرسول(ص)!؟
(13) " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً" (ألأحزاب / 33). و هذه إرادة الله آلتي طهر أهل البيت(ع), وهي حالة تختص بمن إختارهم الله لرئاسة الأمة, و اهل الاختصاص يفهمون لماذا سبقت (عنكم) كلمة (الرجس) و لم تأتي بعده في آية التطهير!؟
(14) قال تعالى: "و يجعل آلله آلرجس على الذين لا يعقلون"(يونس / 100).
(15) أصول الدين في مذهب أهل البيت(ع) هي: "ألتوحيد, ألعدل, ألنبوة, ألأمامة, ألمعاد".
(16) ألشورى / 23. و أسباب نزول الآية هي أن قريش رأت رسول الله (ص) محزوناً كئيباً في أواخر أيامه, و ظنت قريش أن الرسول يريد منهم أجراً أو تكريماً لجهوده و مساعيه مقابل آلرسالة الأسلامية التي تحمل عبئها و إيصالها إليهم! فبدأ آلناس بتقديم ما يمتلكونه من المال و المتاع للرسول, لكن آلرسول تلى عليهم بعد ما نزل عليه الوحي تلك الآية:" قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا...".
(17) قال رسول الله: " بنا يختم الله كما بنا فتح, و بنا يستنقذون من ضلالة الفتنة, كما إستنقذوا من ضلالة الشرك, و بنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة, كما ألف الله بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك".
ذكره الحميري, كما في سند الأمامة و التبصرة, ص92 ب23 ح81, عبد الله بن جعفر الحميري, عن محمد بن الحميد, عن منصور بن يونس, عن عبد الرحمن بن سليمان, عن أبيه, عن أبي جعفر عليه السلام. عن الحارث بن نوفل, قال: "... بل منا الهداة إلى يوم القيامة, بنا إستنقذهم الله من ضلالة الشرك, و بنا إستنقذهم الله من ضلالة الفتنة, و بنا يصبحون إخواناً بعد ضلالة الفتنة, كما أصبحوا إخواناً بعد ضلالة آلشرك, و بنا يختم الله, كما بنا فتح الله".
- كمال الدين؛ ج1, ص230, ب22, ح31.
- آمالي المفيد؛ ص288 – 289, مجلس 34, ح7, قال: " أخبرني ابو الحسن علي بن بلال المهلبي, قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين البغدادي, قال: حدثنا الحسن بن عمر المقري, عن علي بن الأزهر, عن علي بن صالح المكي, عن محمد بن عمر بن علي, عن أبيه, عن جده(ع), قال:{ لما نزلت على النبيّ(ص)؛"إذا جاء نصر الله و الفتح ..." قال(ص) لي: (يا علي إنه قد جاء نصر الله و الفتح ... يا عليّ إنّ آلمهدي هو إتباع أمر الله دون الهوى و الرأي, و كأنك بقومٍ قد تأوّلوا القرآن و أخذوا بالشبهات, و إستحلوا الخمر بالنبيذ و البخس بالزكاة, و السحت بالهداية, قلت: يا رسول الله؛ ألعدل منا أم من غيرنا؟ فقال بل منا, بنا يفتح الله, و بنا يختم الله, و بنا ألف آلله بين القلوب بعد آلشرك, و بنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة, فقلت: ألحمد لله على ما وهب لنا من فضله)}.
و قد ورد في ملامح بن طاووس: ص84 – 85, ب 191- عن إبن حماد, و قال فيما ذكره نعيم عن النبي (ص)؛"أن المهدي و أئمة الهدى من أهل بيت النبوة و بهم يختم".
كما ورد آلنص في مصادر عديدة أخرى من آلفريقين, نكتفي بذكر ما أوردنا.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية(7)