أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الوحيد الوحيد - البشر يصنعون للعبث نظاما















المزيد.....

البشر يصنعون للعبث نظاما


الوحيد الوحيد

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 13:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يكون العبث نظاما !
عندما يكون العبث منظم ..عندما يكون للعبث قانونا عندما ترى الناس تنظم العبث وتصنع له قانون ليخفوا قباحته عندما ترى كل القباحات والالام والشرور
التى ليس لها تفسير الا انها عبث ...عندها تعرف انك موجود فى الحياة .الكون ..الحياة
هذه الحياة المليئة بالعبث واللاعقلانية ..عندما تحاول ان تجد تفسيرا لهذه القباحات التى نراها نجدها تفسيرات عمياء لا مبالية مجرد مسكن او غطاء لتغطية الالام والشرور لا لعلاجه ولم لا يعالج ؟لانه لا يمكن معالجته ان الانسان اخترع الالهة والانبياء ومجدهم وقدسهم وجعل التاريخ لهم لانهم كانوا يلعبون دور المسكن لهم من هذه الالام
ماذا سيحدث لو ان الانسان حاول تفسير كل الشرور والقباحات فى العالم بدون اللجوء لهذه الالهة والانبياء ؟
بالطبع لن يجد الا كونها عبثا وقبحا ولهذا ابتدع القوى الالهية الخارقة لتجميل العبث واعطائه صفات اخرى
عندما تذهب لشيوخ الظلام تجد ان تفسيرات وتبريرات هذه القباحات هى الحكمة الكبرى الالهية وما اعظمها من حكمة وما اجلاها..انها حكمة لاختبارنا
وكان الاله لم يجد طريقة اخرى لاختبارنا غير تشويه وتلويث سمعته بان يخلقنا فى هذا الكون العبثى ذو القباحات المتناهية
ان الانسان امضى حياته مجاهدا محاولا ايجاد تبريرات لهذا العبث ووجد ولكنها تبريرات كاذبة

عندما يحدث زلزال او كارثة لاتباع دين يقولون انه ابتلاء لنا واتباع الدين الاخر يقولون انه عقاب والعكس صحيح عندما تتبدل الادوار

وهل يعقل هذا الكون الملئ بالحروب والنزاعات والدمار والعنصرية ...تجد تفسيراتهم

ومن الذى سبب هذه الحروب غير الانسان بعقله وطمعه ورغبته فى السلطة والشهوات ؟
ومن خلق هذا الانسان واودع فيه كل هذه الصفات القبيحة الحب للسلطة والطمع وحب المال والشهوات ؟
الستم بهذاه تحقرون الاله لانكم نسبتم له خلق هذا الانسان الطامع الانتهازى الذى يخترع الحروب والدمار ؟

هذه التفسيرات والتجميلات للعبث تجدها من الذين يحاولون تزيينه وتجميله وتقديمه كهدية تدخلك الجنة اذا امنت بها وهو فى النهاية عبث ولا يمكن ان يكون غير عبث
الحقيقة التى يهرب منها الجميع وقليلون هم من يعترفون
الهروب يعنى الحياة فهم يهربون متمسكين بتفسيراتهم كى يعيشوا وكيف يعيش المرء اذا اعترف لنفسه بالحقيقة اى ان الكون والحياة مجرد عبث هل يمكن ان يعيش الانسان هانئا بالعيش وهو يعترف بان الماضى والحاضر والمستقبل وكل ما يحيط به عبثا وكل هذه المحاولات لتبريرهها على مر التاريخ هى كذب وزيادة فى العبث !


وما اجمل العبث عندما تجد جيشا يجهز نفسه للدفاع عن ارضه وشعبه ضد جيش مغتصب!!
كيف يحارب الجندى ومن اين حصل على هذه الحبوب المخدرة القاتلة للانسانية كى يقتل الجندى من الجيش الاخر؟
سيقولون لى من انت ؟وفى اى كوكب تعيش؟
اليس له الحق فى الدفاع عن ارضه ووطنه اليس هذا الجندى للجيش الاخر هو من اغتصب اولا وتعدى على حريته؟.....هنا تكمن العبثية

هل الجندى المامور من السلطة الاعلى ذات الرغبة السلطوية والطامعة هل هو شرير ؟هل يستحق القتل
ان العبث لم يجعل للانسان المحارب فى جيشه خيارا
لابد ان يبرمج عقله ان كل هؤلاء الجنود المطلوب محاربتهم اشرار ودمهم غير انسانى وبهذا يكسر نقطة الشعور والانسانية تجاه هؤلاء الجنود ويكون ميقن بانه يدافع عن ارضه وانه ان مات سيدخل الجنة وان عاش سيحيا بطلا على ارض حرة
وهل يعقل ان كل هؤلاء الجنود خونة اشرار ليسوا اناس ..ليسوا بشر هل يعقل هذا

ان الجيشان لا يفرقان عن بعضهما فكل جندى يعتبر نفسه مدافعا وان هذا هو عدوه اللدود الذى يجب قتله مع ان احدهما لم يرى الاخر ومن يعلم
لو كانت الظروف سمحت لهما( الجنديان)بالالتقاء كانا من الممكن ان يكونا من اشد الاصدقاء !
يا لسخافة الحياة والعبثية
ان الجنديان وجهان لعملة واحدة كل منهما تخطى شعوره ببرمجة عقله ان هذا هو عدوى اللدود وقتله حلال

ان العبثية لم تترك لهما خيارا اما ان تقتلنى او اقتلك وان لم اقتلك فسوف تقتنى مع انى لم اعرفك واعرف جيدا انك تنفذ الاوامر العليا وكذلك انا والاوامر تقتضى بقتل احدنا الاخر
اننى لست شرير وكذلك انت ولكننا ننقاد لعبثية الحياة
العبث الذى لم نجد منه مفر الا بتجميله وتحويلة لقطعة كعكة مظهرها جميل ولكن مذاقها امر ما يكون
اننى لو فكرت يوما او شعرت انك ليس لك ذنب فلا بد ان اقتل نفسى عوضا عن قتلك او قتل كل هؤلاء
ولكن ماذا على ان افعل سوى برمجة عقلى واجعل فى اعتقادى انك لست بشرا وكل هؤلاء الجنود ليسوا بشر انهم معتدون انهم جزء من النظام او السياسة التى تامر بالاعتداء

يجب على ان اعتبرهم كلهم متامرون علينا وخونة ولا فرق بينهم ولا يوجد بينهم اى برئ ويجب على ان اقتله


ان الجندى الذى يصيح فى ارض المعركة ويهلل الله اكبر لا يقولوها لانه مؤمنا بها حقا او انه يعلم محتواها جيدا او انه راى هذا الاله الكبير
ولكنه يقولها كلزمة عصبية يحتاجها كى يتجاوز هذا الشعور بداخله يقولها كى يقتل هذا الشعور انه يقولها كى يهرب من الواقع الاليم انه يتذكر ان العبث وراءه وسوف يطارده وهو عدوه اللدود فلذا يجب ان يتخلص منه باسرع طريقة وهى ادعاء الايمان ثم العمل على اساس هذا الايمان يقولها محاولا اقناع نفسه مبرمجا عقله ان الله هو الاكبر وان ايمانه يقتضى الدفاع عن نفسه وانه ان مات سيموت شهيدا ويكون مثواه الجنة هكذا يندفع هذا الانسان المؤمن ليقتل ويقاتل بكل شراسة غير مبالى
لانه قد اقنع نفسه اقنع نفسه بان من يقتلهم هم جنس ليسوا من البشر وهم معتدون وقتلهم حلال

كل جندى فى الجيش الاخر دمه مباح لانه شرير ومعتدى

يقتل بكل جراة لا يخاف وليس الجندى فى الجيش الاخر باقل منه الا بقدر هذه البرمجة التى برمج عليها عقله على ايمانه باله اخر كبير ايضا..وهكذا نجد صراع الالهة
وما اجمله من صراع وما اجمل هذا العبث !
انه عبث بلا شك جميل

الحقيقة ان الطرف الاخر ليس له خيار فهو يجب عليه الدفاع عن ارضه وتنفيذ الاوامر العبثية العليا فان لم يحارب ويقتل الابرياء سيكون خائن او جبان او عميل

واذا حارب فانه سيكون مجرم كم قتل من اناس ابرياء ليس لهم ذنب الا تنفيذ الاوامر ليس لهم ذنب الا انهم اتبعوا اوامر من فرع ادارى عبثى اخر
اتباعا لنظام برمجى اخر لاله كبير غير الههم ! انها العبثية ففى كلتا الحالتين الانسان المحارب مجرم
ما اقبح هذه العبثية


اننى متحامل الان على الطرف المدافع قليلا واقف بصف الجانب الاخر وهذا ليس عيبا
فكم من كاتب كتب ممجدا للطرف المدافع كم من كاتب كتب يدافع ويمجد ويعظم الطرف المدافع ان التاريخ كله يمجده ولكن الطرف الاخر لم يذكره احدا
لماذا لانهم لا يعترفون بالحقيقة المرة وهى العبثية
ان الطرف المدافع والطرف الاخر ليسوا مذنبين ولكنهم ضحية انهم وجهان لعملة واحدة يدفعان ثمن العبثية المفروضة عليهم
فلا يعقل ان ادعى ان الجيش كله اشرار ومعتدين وتسرى فى عروقهم الخيانة
ولكن عند تجميل العبث لا بد من ذلك لا بد ان اتحول الى عنصرى حتى اشوه انسانيتى التى وجدت فى عالم بلا انسانية
لا بد ان اخاطب نفسى بكل سخافة واقول لا يوجد فيهم برئ لابرر قتلى لهم وهم كذلك يفعلون

كيف عشنا كل هذا الوقت فى هذه العبثية المؤلمة ندفع ثمنا لاشياء لم نشتريها
نحاول ايجاد تبريرات مزيفة عند الانبياء والالهة
انه العبث والاعتراف بانه عبث يعنى الموت
يعنى الحياة بدون معنى يعنى الحياة ببكاء دائم
فكان لزاما على العابثين ايجاد تبرير للعبث وتفسير

ان العبثية هى التى تقودنا ومع الاسف نحن ننسب العبثية للالهة ذات الكمال والقدرة اننا ننسب القباحات وكل الالام لالهة صنعناها وجعلناها كاملة
ومن صفاتها انها لا تصنع شيئا قبيحا !نسبنا لها كل القباحات التى تحدث فى الكون
وجعلنا لها من هذا حكمة لا نعلمها ..هكذا الانسان انه يهرب من ايجاد تفسير حقيقى ليجده عند الالهة ويجعلها رموزا والغازا لا يستطيع الانسان الوصول اليها بعقله
مع ان التفكير لن يصل الا الى تفسير واحد وهو ان كل هذا الكون عبثى مكان قبيح لا يمكن ان يكون اله كاملا قد صممه
اننا نهرب من الكون الى الالهة نهرب من عقولنا وتفكيرنا الى حكمة الالهة التى لا نستطيع الوصول اليها
اننا لكى نهرب من الحقيقة كان لزاما علينا ان نصنع اله كبيرا لا نعرف عنه شيئا ثم ننسب هذه القبائح له ونقول هو اعلم منا جميعا ولا يجب ان نسأل فهذا العبث له فيه حكمة

وبذلك نكون قد وضعنا قانون للعبث ما اجمل هذا العبث عندما يكون له قانون !
انه عبثا منظم يصدر عن اله حكيم يعى ما يفعله

وبذلك نكون قد تخلصنا من مرارة التفكير ومرارة الحقيقة المؤلمة بكذبنا على انفسنا لننتقل الى الحياة ونعيشها بنفس راضية ...الحياة العبثية المنظمة



ان الاعداء مجرد اسماء فالجيش المعتدى لا فرق بينه وبين الجيش المعتدى عليه
انهم جنود قد اخذو اوامر وكذلك الاخرون قد اخذوا اوامر اخذوا اوامر عبثية بحرب عبثية هدفها افناء وقتل الاخرين
يحارب الجندى الانسان اخيه الانسان ولكن بعد تدريب طويل شاق من البرمجة العصبية وغسيل المخ التى يوهم بها نفسه ان الجندى الاخر معتدى وعدو وليس به مثقال ذرة من انسانية ويجب قتله والوجه الاخر الجندى الاخر نفس التفكير
ماذا لو ان الجنديان تقابلا بدون هذه البرمجة ؟
ماذا لو اعترافا لنفسهما بالحقيقة ..بانهم ضحايا لعبثية تامرهم بان يقتلا بعضهما تحت شعارات التحرير والحرية واسترجاع الارض
ماذا لو اندفعت ذرات الانسانية بداخلهما ؟

انهما سيبكيان حتى الموت من شدة العبثية المرة ...انهما سيموتان قتلا جراء اكتشافهما الخديعة الكبرى وهى انهما ينفذان اوامر العبثية تحت شعارات تجميل لهذه العبثية
لقد قضيا عمرهما كله يصنعان قانونا للعبثية حتى تكون عبثية منظمة ولقد نجحا فى ذلك ..البشر كلهم نجحوا فى ذلك ..
البشر كلهم نجحوا فى تنفيذ اوامر العبثية والانقياد لها


ايها البشر اقتلو انفسكم انتقاما من العبثية اقتلو انفسكم اقتلوا العبثية بداخلكم اقتلوها
ارجوكم لا تصنعوا لها قانونا ونظاما مزيفا لا تجملوها ولكن عليكم بقتل هذه العبثية الملعونة عليكم ان تنتحروا الانتحار هو الموت الوحيد هو الشئ الوحيد النظيف الذى يمكن ان يفعله الانسان فى هذا العبث



#الوحيد_الوحيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يتعلم الحكام العرب الدرس؟
- حقائق الثورة المصرية وخفايا النظام-الجزء الاول


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الوحيد الوحيد - البشر يصنعون للعبث نظاما