أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نضال نعيسة - هالنيروز...ما أحلاه














المزيد.....

هالنيروز...ما أحلاه


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 18:43
المحور: القضية الكردية
    


كان لي فيما سلف من الزمان صديق لديه طفل جميل جداً سماه نيروز، وكنت دائماً أقول له ما أحلاه هالنيروز. غاب صديقي وغبت عنه زمناً طويلاً ولم أعد أعرف عنه شيئاً، لكن بالأمس رأيت نيروز مرة أخرى على شاشة التلفاز، وكم أتمنى فعلاً أن أراه على الدوام، وألا ينقطع عني كما انقطع، وغاب عن ناظري أبوه، في يوم من الأيام.

كم كان المشهد مهيباً ورائعاً، وكم كانت الوجوه رائعة طافحة بالطفولة، بالبسمة والجمال والبراءة الفطرية السورية العذبة؟ وكم كان ذاك الجمع الوطني حافلاً يجسد وحدة النسيج والجسد السوري الجميل؟ وكم كانت الأغاني عذبة وشجية والألحان سحرية عفوية تدخل القلب بما تحمل من سحر، وأداء حركي دلالي بالغ وذو مغاز دفينة تحكي عن عشق الأرض، وعبادة التراب، وحب الحياة وارتباط الإنسان الأزلي بالوجود. إنه النيروز الذي صدح عالياً في كل أرض يعطرّها، ويتواجد فيها هذا الطيف الوطني الجميل، الرائع. وكم طربت بتلك اللوحة الوطنية أطياف كثيرة، حين كان يبث فرح النيروز وما تفعله أهازيجه من سحر في الجسد والروح.

إنه النيروز تجدد الروح ونجدد الحياة وتجدد الأمل بمستقبل أكثر جمال وإشراق، بالمعنى والعمق والرمز الأسطوري القديم، ويبدو أن هذا هو حاله مع هذه الدلالات البالغة والعميقة لنيروز سوريا هذا العام. وبالرغم من "توجسي" التاريخي من الإعلام المنغلق والمتخشب العصابي الغارق في عقد نقصه الإيديولوجية المريرة، فإنه لا يمكن إلا أن نرفع القبعة، لكل من ساهم وعمل ودفع باحتفالات النيروز إلى الشاشات الوطنية، كي يرى الجميع وعلى الملأ وبفرح وسرور وطني غامر ما هو النيروز، وما معنى النيروز، وما هي جمالياته، وأن ليس ثمة ما يخيف منه، وأن يتفاعل معه بذات القدر الذي نتفاعل فيه مع كل مناسبة وطنية وألا يكون هناك أي استثناء أو "فيتو" على لون وقلب وعرق ينبض بالبهجة والفرح والحب تحت "قبة" هذا الوطن، ناهيك عن أن العولمة الإعلامية لم تترك شيئاً "مخفياً أو مخبئ"، وما الإخفاء والتعتيم إلا نوع من العبث الأحمق الذي لا طائل منه، بل يجب الفخر والاحتفال بهذا العيد الوطني الجميل ليكون عطلة رسمية، ويتبادل فيه الجميع القبل والتهاني و"الحلوى" كما يتم الاحتفال بأية مناسبة اجتماعية ودينية ووطنية أخرى.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، لماذا يغيّب النيروز الذي يرتبط بالفرح، والرقص، والموسيقى التي تحرك القلب والعاطفة والوجدان، فيما يسلط الضوء أحياناً وبكثير من الفجاجة، و"السماجة" والإقحام الممل، والتصنع المميت، على مناسبات، واحتفاليات ومهرجانات، قد لا تجلب في محصلتها إلا التكشيرة، والعبوس، والعياذ بالله، ولا تبعث في النفس إلا مشاعر الخوف، والاشمئزاز. ناهيكم عن أن هذا النيروز يعكس التنوع والثراء الحضاري والإثني والعرقي والثقافة الذي يضمه التراب السوري، وضمه عبر التاريخ، ولا يجب أن يحتكره أحد. وكم كنت أشعر بمشاعر الأسى والحزن مشفوعة بسيل ضار من الهذيان، وأقفل جهاز التلفاز حين كنت أتابع "مناسبة" أو احتفال من "إياهم" بما تحمل من وجع واستفزاز عقلي وقلبي وإيديولوجي وتبعث على النفور، غير أنني بالأمس تسمرت كالصخر، وربما لأول مرة، كي أتابع تلك الاحتفالات والفعاليات والرقصات المعبرة الجميلة، وأين؟ من على شاشة تلفاز وطني، وعلى العكس لقد كانت كفاكهة لذيذة بعد غذاء ثقيل، وتبدو وكأنها رشفة من عسل وكسرة من حلاوة تضاف إلى طعم إعلامي فيه من "المرارة" والحنظل الشيء الكثير . إنها لعمري نقلة نوعية تعكس أملاً وعهداً جديداً زاهراً ومشرقاً قادم إلينا في الطريق، يقطع مع كل خطايا، وأخطاء، وربما آثام الماضي الأليم، وما علينا سوى الترقب والانتظار.

لا شك إن لنيروز سوريا هذا العام سمة وطابعاً خاصاً، ونكهة ذات مذاق وطني سوري خاص وعريق، مطعـّم بنكهة الحب والتسامح ورؤية جديدة، جدية، وجيدة وواعدة في التعاطي مع هذا الشريان الوطني الرائع الذي يمد الجسد السوري بدم الثقافات الراسخة التي خرجت من بطن هذه الأرض الطهور، وتجددت وترسخت مع التاريخ والأيام لتحكي لنا عن روعة سوريا وغناها الأسطوري الحافل بالتسامح والعطاء والتعايش والإبداع الخلاق ورفد البشرية بما هو ساحر وطيب وجميل على مر التاريخ. فهذه هي سوريا التي نصبو إليها، سوريا المثل في التعايش والتفاعل الخلاق والاحترام المتبادل بين الجميع، وإشاعة مناخات تكافؤ الفرص، وإطلاق رصاصة الرحمة على ثقافة الاحتكار والإقصاء.

فمرحباً بك يا نيروز مناسبة وطنية، أخرى، جميلة ورائعة، من مجمل مناسبات الوطن السوري الجميل المتنوع، لتنضم إلى الأبد إلى كوكبة التنوع والأعياد والأفراح والثراء الثقافي الذي يصبغ وجه هذا الوطن الجميل المعطاء، وأن تكون بيننا في كل عام، كما كنت هذا العام، وكما هي "نيروزات" جميع المكونات والأطياف.

فعلاً "هالنيروز" ما أحلاه"، وكل نيروز وأنتم بألف خير



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أقواها صرخة الجياع؟
- قومنة الثورات
- آخر أيام القذافي
- مذابح البحرين: آخر حروب ومغامرات آل سعود
- لا للقرصنة والاتجار بأسماء الناس
- دريد لحام: بطولات الوقت الضائع
- انهيار الإيديولوجيات السلفية والقومية
- لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟
- طغاة أم جُباة؟
- لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟
- جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
- بيان عاجل من الشبكة العربية لحقوق الطغاة، وهيئة كبار السفهاء
- جنرالات الإعلام العربي: الجزيرة والعربية أنموذجاً
- إلام يكابر القذافي؟
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نضال نعيسة - هالنيروز...ما أحلاه