أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - في المادة الثانية من الدستور المصري














المزيد.....

في المادة الثانية من الدستور المصري


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 21:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمة اسلاميين تشير الى فصيل سياسي من المسلمين الذين امتهنوا السياسة ويريدون اقحام الدين في السياسة وفق أهوائهم وفي حدود تفسيرهم لكتب الله ، وعندما يقولون أنهم يرجعون الى الكتب التراث قانهم يختارون الكتب التي تتناسب مع أهوائهم وأفكارهم ويعتبرونها صحيح الدين وما عاداها بدع وضلالة ولإصباغ الشرعية والفرضية على اختياراتهم يقولون عنها انها كتب الجماعة والتي حازت على رضا الجمهور ونحن صراحة لا نعلم عن أي جمهور يتحدثون خاصة أنه لم يتم اجراء استفتاء على مستوى الدول الاسلامية جمعاء عن أي كتب التراث فيما عدا القرآن الكريم طبعآ عن أي تلك الكتب تحوز اجماعهم ، مع العلم أن ذلك لو تم فن ذلك لا يعني مصادرة قرار وحق الاجيال المقبلة خاصة أننا نتحدث عن كتب مر على أحدثها قرابة الثمانمائة عام ككتب ابن تيمية مثلآ التي يرجع اليها كثير مما يعرف بالسلفيين وكأن المعاصرين لا يملكون رؤية ولا قدرة على الابداع والتقدم وتطوير مفاهيم ورؤى تناسب العصر الذي نعيشه لتظل فكرة أن الدين صالح لكل زمان ومكان مجرد مقولة تلوكها الألسنة دون وعي بأبعادها ودون رغبة في وضعها موضع التطبيق ، لا أحد لا أحد يحتكر الحقيقة وخاصة اذا كانت الهية دينية وخاصة أننا لا نتحدث هنا عن رسل وأنبياء هم انفسهم قالوا أنتم أدرى بشؤون دنياكم وانما نتحدث عن كثير من المجتهدين درسوا وعملوا على صياغة ما يناسب زمانهم أو حتى بعضآ من الزمان اللاحق عليهم فلا نحملهم مالا طاقة لهم به ونستدعي أفكارآ وفتاوي تنتمي الى غير عصرنا بل تنمي الى عصر يختلف كلية عما نعيشه ، ونحن نملك القدرة على ابداع ما يحقق الهدف الأسمى للأديان ألا وهو استكمال بناء العدالة وفق معايير عصرنا نحن لا عصر أسلافنا .

اذا حكمنا المادة الثانية في الدستور المصري الحالي فعلى أي مذهب سيتم التطبيق ، اضافة الى أن المفاهيم والتفاسير كثيرة ومختلفة بخصوص الأحكام والحدود،وهذا ماسوف يضعنا في مأزق تام وسيثير عواصف من الانتقادات والمشاحنات لا بين أبناء الديانات المختلفة بل بين أتباع الدين الواحد ، وسيسمح للمتشددين الذين يتم تمويلهم خارجيآ بشكل قوي من السيطرة واحتكار التفسير لكتاب الله واشاعة الفوضى في البلاد في حال الاختلاف مع تلك الدول الداعمة والراعية لهم خاصة وأن هذه الدول لا زالت تتبع نظم حكم ديكتاتورية تسلطية ومستبدة ، واذا كان المؤيدون للحكم الديني من المعتدلين فلاضامن أن يكون ذلك حال وشأن الآخرين اليوم أو من سيأتي بعدنا وبعدهم ، أي أننا سنصبح معرضين بين الحين والآخر لفتنة داخل الطائفة الواحدة أو بين الطزائف المختلفة. وكما أشرنا فالسؤال هنا عن أي مذهب وعن أي فهم وادراك للدين يتحدثون فالمذاهب متعددة والآراء متقلبة واختلاف العلماء هنا ليس برحمة فالمسألة الواحدة حلال عند هذا وحرام عند ذاك فبأي حكم تحكمون وذلك لأن لا أحد يحتكر الحقيقة لأنها الهية ، والذين كانوا يحكمون بما يعرف بالحق الالهي رأيناهم الى منقلب انقلبوا في أوروبا القرون الوسطى وفترة الحروب الدينية التي اندلعت هناك بل ان الحروب الصليبية نفسها وملايين المسلمين الذين سقطوا شهداء وجرحى في ذلك الوقت وكل الدمار والخراب والكراهية التي أشاعتها تلك الحروب ما كان كل ذلك ليكون لولا تلك الثيوقراطية التي حكمت أوروبا وما كانت تلك ارادة الله .في ذلك الوقت ولا ننسى رجال الدين المحسوبين على السلطة وعلى مصالحهم الذاتية فيأخذون ويدعون من الدين ما يتوافق ويشرعن ما يصدر عن الحكام ،والتاريخ ملئ بالعبر والحاضر ممتلئ بالدرر التي يتحفنا بها رجال الدين هؤلاء مكرسين ضياعنا وتخلفنا ويتمنا في صحاري الديكتاتورية والقمع مباركين للقمع وكله باسم الله ...ولكنه الههم هم فالله عزيز لا يرضى بالذل .

كذلك فلا يجب أبدا السماح بتأسيس أحزاب على أسس دينية ، ان تأسيس حزب على أسس دينية يعني استبعاد جموع هائلة من الشعب لا لشئ الا لأنها ولدت فوجدت نفسها على دين مغاير ، فالدين في حياة الانسان أمر يرثه من أبويه وعادة لايغيره الا في حالات معينة تختلف من حالة لأخرى،أي أننا سنكون في حالة أشبه بتأسيس حزب للأغنياء أو الأقوياء وعلى الفقراء أو الضعفاء أن يتنحوا جانبآ،وسينتهي بنا الأمر الى قيام كل طائفة بل وكل مذهب بتأسيس حزب له وسنصل بالتالي ان عاجلآ أو عاجلآ أيضآ الى مرحلة الفتنة الطائفية فلا يجب أن ننسى دور المتشددين والمتطرفين في كل جانب ،فالمسألة ساعتها لن تكون خلافآ أو اختلافآ عاديآ كشأن الأحزاب السياسية العادية بل سيتعداها الى صراع ما بين الايمان والكفر ما بين الجنة والنار ، وهذا بالطبع أشد أنواع الصراعات دموية فأن تقول لأحد أنه مخطئ لا يقارن أبدآ بقولك له أو اشعارك اياه أنه كافر أو زنديق فاجر .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الخطاب والفكر الديني


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - في المادة الثانية من الدستور المصري