أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالقادر بشير - شرارة الاحتجاجات والفوضى الخلاقة















المزيد.....

شرارة الاحتجاجات والفوضى الخلاقة


عبدالقادر بشير

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 08:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



[email protected]
من اجل اعادة رسم خارطة منطقة الشرق الاوسط عبر صفحات التغيير القسري ؛ والتي بدأت بشرارة الاحتجاجات العارمة لتضرم بعدها نار الثورة في العديد من دول المنطقة ؛ وتطيح بالاصنام التي جثمت عقودا من الزمن على صدر الشعوب المغلوبة على امرها ... بدأ انهيار وزلزال( تسونامي ) كبير في المنطقة ادى الى تفكك اقليمي واسع ليبين وفق معطيات الاحداث هندسة اجتماعية جديدة ؛ وتغيير سريع في الانظمة ؛ والسير بها نحو تعددية مفتوحة ؛ وتحولات انقلابية خطيرة في العقل السياسي وصولا لمحاولة تعديل المناهج التعليمية والتي تعتبر ثمرة التغيير والاصلاح الفعلي في المجتمعات المنشودة بعد الثورات الشرق اوسطية ...
ولفهم تلك التحولات السياسية السريعة لابد من ركب افكار تنير لنا الدرب ؛ ولتحقيق ذلك ؛ ولكي لانفرط بالحقيقة والتي ستكون لبنة من لبنات التاريخ للاجيال القادمة نقول ان تلك الاحتجاجات والمظاهرات السلمية هي متنفس صحي للناس ؛ وتعبيرعن صورة معاناتهم وقهرهم وكبتهم ومطاليبهم من مركز صنع القرار ؛ ومن حق الشعوب ايضا تغيير وعزل روؤسائهم دون ترهيبهم او قمعهم باستعمال مفرط للقوة كما يحدث في ليبيا من قبل سلطاتهم هنا اسعفتني الذاكرة بمقولة للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خاطب الامة قائلا : (( أذا رايتم فيَ اعوجاجا فقوُموني ... )) فقام رجل وقال : (( لو نر فيك اعوجاجا نقومك بسيوفنا )) ...
ولكن يتبادر الى ذهن الكثير من الناس وعلى مضض سؤال مفاده : من اين لهذه الشعوب ذلك الاندفاع الخرافي المفاجىء؟ وتلك الحماسة الفائقة ماجعلهم يتصدون وبصدور عارية لقوة وبطش سلطاتهم واجهزتها الامنية القمعية .. وكيف ارتقى مطاليبهم الى تنحية سيادة الرئيس الكاريزما...وكيف بدأت وطبخت تلك الصحوات الجماهيرية على تلك العجالة من الزمن ؟ وماهي ابعادها الحقيقية ؟ وقد شهدت ساحاتنا(ساحة التحرير – ساحة التغيير – دوار اللؤلؤة ... وغيرها ) نجاح تلك الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات ؛ وآتت اكلها ضعفين بل تحولت الى سيل عارم وحلقات قوة تجرف من يقف امامها ...
المشهد الاخر الذي لفه العجب ايضا ردود افعال الرؤوساء والملوك تجاه انتفاضة شعوبهم الغاضبة على الارض بعد ان حكموهم عقودا من الزمن ... ياللعجب !!! سيادة الرئيس الكاريزما يرجو شعبه ؟ بل يامر بحزمة من الاصلاحات العاجلة دستورية وقانونية ؛ ويامر بتنفيذها بين ليلة وضحاها ... وعندما تتأزم الامور اكثر يقوم سيادة الرئيس ( الكاريزما ) بذكر ماضيه القومي والوطني لاستنزاف عواطفهم وسببا في البقاء على كرسي الحكم ردحا اخر من الزمن ... ومنهم من يامر اجهزته الامنية بالحفاظ على الثائرين وجعل صندوق الانتخابات هو الفيصل بينهم ... ومنهم من يصف شعبه بالجرذان والفئران والمقملين وانه ليس برئيس للدولة كي يتنحى بل قائد لثورة ؛ وان لم يحبه شعبه فانه لايستحق الحياة بعدها ...
هنا لابد من الاعتراف بأن ثمة معادلات غير محسومة بين المارد( الشعب ) وبين من يتولى المقاليد مستقبلا( قوى المعارضة ) تنتظر جملة من الفرضيات التي تفرض حيثياتها على ارض الواقع في القادم من الايام ؛ ولكن يبقى المخفي اعظم حلقة في هذه السلسلة من المتغيرات التي هزت منطقة الشرق الاوسط تحديدا وبقوة تخفي تعجيلاتها الحقيقية للمتتبع ...
وكوني كاتب وصحفي متابع اقرا هذه المشاهد والطوفان السياسي العارم وادرجه تحت محورين ... اولهما ان تلك الخارطة الجديدة للمنطقة على ضوء تلك المتغيرات السريعة والحراك السياسي البركاني هي نتاج ثورة الاتصالات المعلمنة ( ستالايت – موبايل – انترنت وغيرها .. ) التي جعلت من العالم قرية كونية صغيرة يتصل فيها الناس مع بعضهم يوميا على اختلاف اجناسهم وثقافاتهم ومشاربهم وعقائدهم عبر مواقع اجتماعية متنوعة ؛ ويتبادلون فيها الاراء والافكار والبدائل والخيارات لرسم صورة اجمل للحياة وللمستقبل ؛ واثار التمتع الحقيقي بنعمة الحرية ؛ وحرية التعبير عما يجيش في صدورهم من امور ؛ فتحولت تلك المواقع الاجتماعية مثل ( فيس بوك ) الى اعلام حر غير مهني وغير ملزم بقوانين يبرز وبقوة النقاط المصيرية المشتركة بين شعوب الارض ؛ ويحفزهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الحياة من عيش كريم ؛ وبحبوحة من الرخاء الاقتصادي ورقي في السلم الاجتماعي .. فكانت تلك النقاط المؤثرة والمطاليب المشروعة دافعا قويا وحاسما لاحداث شرخ في قدسية السلطة ؛ وتقليل هيبتها ؛ ومواجهة بطشها بصدور عارية مستلهمين الدرس والعبر من مآثر ( صلح الحديبية ) بين الرعيل الاول من المؤمنين بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين معسكر الكفر المتمثل بقريش ... فكان لتصميم المؤمنين وثباتهم وحزمهم الاثر الكبير في تغيير وجه العالم والتاريخ ماجعل الاسلام بعده هو الدين الرسمي للكثير من دول العالم .. قال تعالى : ( وماارسلناك الا رحمة للعالمين .. )
اما المحور الثاني لقراءاتي هو الترويج والدعم اللامحدود لسياسة( الفوضى الخلاقة ) التي تبنتها البطانة الشريرة لحكام الشرق المسلم امريكا منذ عام 1994 خلال الجلسات الاولى لمنتدى دافوس الاقتصادي ؛ وتتلخص تلك الاستراتيجية الشيطانية في العلاقة بين الديمقراطية والتفكيك الاقليمي الذي ظهر تفاعلاته في الشرق الاوسط ابتداءا من المغرب العربي مرورا بشرقه وصولا الى بعض دول الخليج العربي كالبحرين والقطر وقد تطول القائمة لاحقا ؛ وبدا معه هدم البنية التحتية للدولة القومية ذات السيادةالوطنية وظهور كيانات طائفية قومية كبديل عنها كما حدث في لبنان والسودان مستغلين بذلك موضوع الحق في الغذاء ؛ والحق في الصحة وهما من حقوق الانسان الاساسية اي الأنطلاق والتركيز على الامن الغذائي كمدخل لتفعيل وتنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة..
من هذا المنطلق انبه العباد بل واحذرهم من خطورة الامر ؛ وهول المجهول الذي ينتظر الجميع ومن آلاعيب شياطين الفوضى الخلاقة الذين خططوا ولايزالون الى جر المنطقة الى حمامات دم ؛ والى انفلات امني واسع ؛ وتسيب اجتماعي وتغييب للقانون مع تعطيل للسلطات ..
فماذابعد انتفاضة الشعب وثورة الاعلام ضد الطغاة ؟.. ماذا بعد ماآلت اليها الاوضاع غير الواضحة المعالم ؟ وهل تقوم النهضة الشاملة للمجتمع من مادية الى عمرانية ؛ وتتوشج العلاقات الاجتماعية وتتطبع بفضائل الخير وبالامن والامان والاستقرار في ظل الجوع والانفلات الامني والخوف؟ وللحديث بقية



#عبدالقادر_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالقادر بشير - شرارة الاحتجاجات والفوضى الخلاقة