أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تميم معمر - رؤية نحو انفتاح حقيقي في ضوء تعاظم الثورة التكنولوجية














المزيد.....

رؤية نحو انفتاح حقيقي في ضوء تعاظم الثورة التكنولوجية


تميم معمر

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 07:46
المحور: حقوق الانسان
    


الثورة التكنولوجية العظمى التي نعيش -ليس فقط تبعاتها- بل إرهاصات ولادة عالمها المتجدد لحظياً، حتى لا نقوى على تخيل إمكاناته والتنبؤ بأدواته، ساهمت هذه الثورة في الاندماج مع ثورات شعبية وساعدت في تغيير أنظمة بأكملها، فكانت الشبكة العنكبوتية بمواقعها العالمية وسيلة اتصال ومكان تجمع وتخطيط وموعد انطلاق وغير ذلك من وسائل طوّعها مستخدموها لخدمة أهدافهم. لنا أن نتصور حجم تأثير هذه اللغة الكونية على العلاقة بين المرأة والرجل .
خلفية
قبل حوالي نصف قرن، كان الهاتف وسيلة أولى للمحاورات الخاصة بين العشاق، ولقاء الصوت كان حميماً ما يكفي ليحبذه الخطيبان، وحتى التعارف الأول، والملاطفات الغزلية، والعلاقات العبثية، بل وحتى المطاردات والمعاكسات وجدت طريقها عبر أسلاك التليفون الذي امتد في معظم البيوت تقريباً. كما كان له ثقله ووزنه في عالمنا العربي المحافظ، حيث الهروب من التقاليد والقيود وراء سماعة الهاتف والانفراد بالطرف الثاني وتحفيز العوالم الخيالية المصاحبة للتجربة.
تقلصت أهمية الاتصال الهاتفي كما تقلصت قبلها احتماليات التواصل عبر الرسائل المكتوبة والمراسيل. كل ما شهده الماضي القريب من تواصل إنساني عبرت عنه الكثير من الأفلام والأغاني، أصبح أقرب للذكرى. فدخول الهواتف النقالة حياتنا، تزامناً مع إمكانيات استخدام الإنترنت في الدول العربية، أحدث صعقة معرفية في ثقافتنا ومعطياتنا. المسألة لم تقف عند حدود اتساع دائرة العلاقات الشخصية وسهولة الوصول لأي إنسان أو مكان أو معلومة في العالم، بل تعدت ذلك لتغيّر الرؤية بمجملها للآخر.
وجهة نظر
مع نهايات سبعينات القرن الماضي، اختلفت إلى حد كبير نظرة المجتمعات العربية لعلاقة الرجل بالمرأة، فزادت القيود مع بدء الصحوات الدينية وتضاعفت صعوبات الحياة التي ساهمت بدورها في تعقيد العلاقات عموماً . نستطيع أن نلحظ ذلك مثلاً في التباين الواضح بين أفلام ما قبل وما بعد وطريقة تناولها للعلاقات الخاصة. ملابس السبعينات النسائية -كمثال آخر- كانت أقصر وأضيق بكثير منها في الثمانينات والتسعينات. انتشار الحجاب أيضاً على نحو واسع جداً كان له أثره. كما قل كثيراً حجم الاختلاط بين الجنسين، وتشكلت توجهات اقتصادية وسياسية تدعم التوجه المجتمعي الآخذ في الحد من الحريات وزيادة فرض الرقابة . في الأراضي الفلسطينية أصبح من العسير إقناع العائلات بإرسال بناتهن للتعليم في الخارج ، خاصة بعد تشكل جامعات وطنية في الضفة وغزة . دول عربية أخرى لم تحظى بما هو أدنى . فخروج المرأة بدون خمار، ومنع قيادتها السيارة ، وحظر عملها في المحاماة والمناصب الإدارية والهندسية والصحفية ومعظم الوظائف المتطلبة لاحتكاكها بالرجال، ظل قائماً حتى يومنا في بعض الدول . دول أخرى اضطرها فقر شعوبها وطغيان حكامها إلى انتهاك الأنثى بتسليعها أو جعلها مضطرة لبيع جسدها مقابل لقمة العيش .
غياب الديمقراطية عن العالم العربي عموماً عزز سلبيات التعاطي بين الجنسين ، وفاقم الحواجز غير الطبيعية، ومنع أي نقد يتعارض والتابوهات المقدسة للمجتمعات العربية. أعرف فتاة لا تستطيع التحدث مع ابن عمها -محادثة عادية- إلا عبر الماسينجر، في حين أنهما يعيشان في بيت واحد!
وبرغم السهولة الظاهرة واليسر المخادع لعملية تواصل الجنسين، عبر مواقع الدردشة والتعارف والزواج، وبرغم انفتاح أفق معلوماتي لا نهائي لكل جنس أمام الآخر، سواء كان مقبولاً كالكتب المعرفية الحقيقية أو غيرها من الوسائل غير المختلف عليها لكسر الجليد، أو كانت غير مقبولة كالكتب الرخيصة أو المواقع الإباحية، إلا أن الحاجز يعلو بين الرجل والمرأة، وكلٌ يخلق عالماً وهمية عبر أسطرة الآخر، ما يذهب بالتلاقي الحقيقي نحو هوة رفض هذا الآخر الذي لم يكن كما هو متوقع. من وجهة نظري، تعمل هذه الأسطرة على النأي عن الواقع وتعاظم أسباب الخلاف، فحين يتم الزواج يعيش كل طرف صدمة تتعاظم كوارثها في ظل وجوب التكتم وعدم المواجهة والاستحياء من مجرد التفكير في حل .
نحن بحاجة لانفتاح حقيقي، يقينا شرور الانحلال ، ويوسع مدارك الفرد فيشكل له واقعاً سليماً معافى، لا يلقي به في جحيم التطرف ، ولا يتركه لقمة سائغة لثقافة الاستهلاك الخالية من القيم .



#تميم_معمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيد من التلاحم الإنساني ضد سرطان الارهاب ..!
- نحو النهوض بالحركات الشبابية ..!!


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تميم معمر - رؤية نحو انفتاح حقيقي في ضوء تعاظم الثورة التكنولوجية