أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلاح علي - التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (1)















المزيد.....

التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (1)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 22:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن التطورات والتحولات السياسية التي حصلت في تونس ومصر , على ضوءالتظاهرات والاعتصامات الجماهيرية الواسعة ,التي قادها الشباب وبمشاركة كافة الفئات الاجتماعية والطبقة العاملة في البلدين, وادت الى انتصارالشعبيين التونسي والمصري على انظمتهما الدكتاتورية واسقاطهما بالاحتجاجات السلمية وصنعهما للتغيير الديمقراطي في البلدين , اصبح هذا النموذج مثالاَ يقتدى به وامتد تأثيره الى بلدان اخرى في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ,والتي تشهد ساحاتها الاحتجاجات الجماهيرية السلمية ومنها العراق, هدف هذه الاحتجاجت الجماهيرية ذات المشاركة الواسعة هو لتغيير الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالاتجاه الديمقراطي وبالطرق السلمية .



ملامح التغييرات الحالية في منطقة الشرق الاوسط :

من خلال متابعة الاحداث و نتائجها ورصد مسارالتطورات والتحولات التي حصلت في تونس ومصر والتي ادت بانتصار الشعبيين باحداث التغيير الديمقراطي في بلديهما , ظهرت حقائق ساطعة في هاتين الساحتين أشارت الى ملامح اساسية التي توسمت بها المتغيرات , والتي ستحمل نفس سماتها التطورات القادمة والتي تشهدها غالبية بلدان المنطقة ومن هذه الملامح التي تم رصدها واشرتها الاحداث هي :

1- ان الاوضاع المتردية الاقتصادية والاجتماعية وانعدام الخدمات واستشراء ظاهرة الفساد الاداري والمالي واتساع ظاهرة البطالة والفقر والجوع والجهل التي عانا منها هذين الشعبيين , سببه هو الانظمة السياسية وقوانينها اللاديمقراطية ومصادرتها لحقوق المواطنيين وحرياتهم . لهذا كان هدف المتظاهرون في هذين البلدين هو احداث التغيير الديمقراطي في النظام السياسي وبطريقة سلمية , وهذا الملمح الذي سيشكل هدف التحركات الجماهيرية في كل دول المنطقة .

2- أن التطرف والمتطرفون من احزاب الاسلام السياسي وكل دعاة التطرف لقد انهزموا وهزم معهم مشروعهم السياسي في هذين البلدين .

3- أكدت احداث تونس ومصر بانه لاتوجد هناك جاذبية لافكار التطرف الديني بين الشباب , ما اكدته الاحداث ان الشباب يتطلعون لنظام سياسي يضمن لهم الحقوق والحريات ويشيع الديمقراطية .

4- وحتى الاخوان المسلمين في تونس ومصر لم يرفعوا شعارات دينية , رغم انهما يوظفان الدين في السياسية ولكن حجم التحركات الجماهيرية كان باتجاه تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمطالبة بالحقوق والحريات .

5- احداث تونس ومصر اكدت على ضعف حجج وذرائع كل المتطرفين وفي مقدمتهم القاعدة واحزاب الاسلام السياسي , بان هناك تعارض بين الديمقراطية والدين .

6- مصر كان يقال عنها انها قلعة حصينة للقاعدة وللاخوان المسلمين , ولكن تظاهرات ميدان التحرير باسلوبها السلمي وبشعاراتها الواضحة ( ارحل ارحل الشعب يريد اسقاط النظام .... الخ) اكدت تلك الاحتجاجات والتظاهرات في تونس وفي ميدان التحرير , انها بعيدة كل البعد عن آيدلوجية القاعدة والمتطرفون من الاسلام السياسي , الرافضين للديمقراطية والعلمانية , كما اكدت التظاهرات على طابعها السلمي وهذا يتعارض مع آيدلوجية القاعدة والمتطرفون الذين يدعوون للعنف والجهاد .

7- اكدت الاحداث ان كل المتطرفين من احزاب الاسلام السياسي ,الذين عزفوا ويعزفون على وتر الدين بما فيهم الماسكين بالسلطة السياسية , تنتظرهم اياماَ عصيبة لان مسار الاتجاه العام هو باتجاه التغيير الديمقراطي , وان اي رسالة سيرسلها المتطرفون والطائفيون لاحتواء تحركات الجماهير من خلال المناورات السياسية ستكون رسالة جوفاء لايمكن الثقة بوعودهم .

8- ها هم الاخوان المسلمون في مصر وتونس ادركوا الدرس البليغ , بتلاشي جاذبيتهم وفشل مشروعهم وضعف مقاومتهم لتطلعات الشباب وفئات الشعب نحو التغيير الديمقراطي واطلاق الحريات , فقد قرروا في نهاية الاسبوع الماضي الى تأسيس حزب سياسي باسم ( الحرية والعدالة ) في مصر واعلنوا انه سوف لن يكون حزباَ طائفياَ وابدوااستعدادهم لقبول الدولة المدنية , وهم يعكفون الآن لتغيير برنامجهم واعلنوا عدم اعتراضهم على ترشيح مسيحي لرئاسة الجمهورية اذا فاز في الانتخابات رغم انهم لا يزالوا يعارضون تولي امراة منصب رئاسة الجمهورية , والمتوقع بان يكون حزبهم على غرار حزب ( العدالة والتنمية التركي) .

9- التغيرات التي حصلت في تونس ومصر جاءت مخيبة لآمال ايران ونظامها الاسلامي , لا بل اسهمت هذه الاحداث في اضعاف الدور الايراني في المنطقة , وآخر ضربة وجهتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر لايران عندما اعلن في الاسبوع الماضي ناطق باسم الجماعة برفضهم ( للنموذج الايراني) في مصر واكد ان الجماعة تؤمن بالدولة المدنية التي سيكون فيها الشعب مصدر السلطات .

10- رغم لا تزال هناك شكوك حول مناورات الاخوان المسلمين في مصر ولا تزال هناك مخاوف حول حقيقة توجهاتهم , الا انهم امام ضغط الشارع المصري ارادوا الحصول على موطئ قدم فبدأوا باعادة النظر بسياستهم وتوجهاتهم وبرنامجهم وتنظيمهم , وحتى صلتهم بيوسف القرضاوي التي كانت زيارته الاخيرة الى مصر وصلاته في ساحة الميدان شكلت عبئ كبير عليهم واحرجتهم , من وجهة نظري التطورات اللاحقة ستدفع بهم لقطع صلتهم بالقرضاوي ليؤكدوا مصداقيتهم في تبنيهم للدولة المدنية التي يعارضها القرضاوي .

11- ما اكدته تجربة الشعبيين التونسي والمصري هو ان رياح الحرية والتغيير الديمقراطي السلمي وصلت الى غالبية دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا , وما تشهده المنطقة من احداث وتحولات متسارعة واتساع الاحتجاجات الجماهيرية في الجزائر وليبيا وايران والبحرين والاردن والكويت والعراق وستشمل السودان ايضاَ ... الخ , ما هي الا دليل على تأثير التطورات التي حصلت في تونس ومصر على دول المنطقة .

12- ان النموذجين التونسي والمصري رغم انهما اسقطى انظمتهما التي هي سبب في معاناة الشعبيين , فان من ضمن مزايا هاتين الانتفاضتين السلميتين هو انهما كشفا عن حجم الفساد المالي الممنهج في النظامين وكشفت ارصدتهما في البنوك الدولية التي تقدر بمليارات الدولارات مالية حسني مبارك كحد ادنى 40 مليار دولار , وهذه احد العوامل التي الدافعة لحركة الجماهير في بلدان اخرى من اجل كشف المفسدين وانقاذ الوطن وثرواته من هؤلاء ومحاكمتهم علناَ .

13- اكدت تجربة تونس ومصر ان النظاميين الجديدين اللذان يديران المرحلة الانتقالية ويوهيئان لاجراء انتخابات برلمانية نزيهة باشراف دولي سيكونان مسؤلان امام شعوبهم وسيتعاملان بشفافية وعقلانية .

14- ان النظاميين سيسيران في ركب الانظمة الديمقراطية , والتي ستضمن الحريات والحقوق بما فيها حقوق الانسان وبشكل خاص حقوق المراة , وان النظام الديمقراطي القادم في مصر سيحدث تحولاَ جوهرياَ في منطقة الشرق الاوسط .

15- الخاسر الاكبر من التحولات في تونس ومصر هم الدكتاتوريون والفاسدون والارهابيون والقاعدة والمتطرفون من الاسلام السياسي بمختلف تلاوينهم وعلى صعيد الدول الخاسر الاول هو النظام الايراني لانه كان يعول على حركة تغيير دينية في مصر .

16- من وجهة نظري ان النظام المصري الجديد سوف لن يلغي معاهدة السلام مع اسرائيل , ولكنه سيحترم نفسه ولا يذهب بعيداَ في العلاقة مع اسرائيل كما فعل نظام حسني مبارك الذي أغلق الحدود اثناء حصار غزة ومنع وصول المساعدات الانسانية , سيلعب النظام المصري الجديد دور أقل تبعية لاسرائل وامريكا واكثر ايجابية في مواقفة من اجل حل القضية الفاسطينية واقامة السلام العادل في منطقة الشرق الاوسط , وسيؤثر ايجاباَ على الاوضاع الداخلية لدول المنطقة , والمثال القريب هو قيام الحكومة الانتقالية في مصر بارسال المواد الطبية والغذائبة الى المنتفضين في ليبيا من خلال منطقة السلوم الحدودية ونفس الشيئ قدم النظام التونسي الجديد المساعدات الانسانية للشعب الليبي المنتفض .

23-2-2011

( يتبع)



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات 25 شباط هل ستحقق التغيير الديمقراطي في العراق
- الشيوعييون العراقييون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 3)
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (2-3 ...
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (1-2 ...
- المتعصبون وخططهم لتدمير الثقافة والمجتمع
- الديمقراطيون وسعيهم لامتلاك الفضائية
- هل تمكن النسر الايراني من نتف ريش النسر الامريكي في العراق
- مستقبل الديمقراطية في العراق في ظل سيادة التطرف الديني والقو ...
- التطرف الديني والقومي والطائفية والارهاب ومستقبل الديمقراطية ...
- طريق الشعب ليوم 28-10-2010 تحدثت بلسان حال الشعب وبرؤية ذات ...
- الى اليسار يا بنات وأبناء العراق
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الدستور والمحكمة الاتحادية يمتلكان الحل لأزمة تشكيل الحكومة


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلاح علي - التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (1)