أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خسرو ساية - من -أنصار العمل القانوني- الى -المقاومين- تاكتيكين وجناحين أسودين للإسلام السياسي















المزيد.....

من -أنصار العمل القانوني- الى -المقاومين- تاكتيكين وجناحين أسودين للإسلام السياسي


خسرو ساية

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 11:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فتحت حرب وأحداث الأسابيع القليلة الماضية في مدن وسط وجنوب العراق، حلقة جديدة أمام حركة الإسلام السياسي في العراق. وقد عكس نشاط جماعة الصدر و"جيش المهدي" وصولاً الى الحزب الإسلامي والمجلس الأعلى واجتماعاتهم مع شيوخ العشائر والموظفين الأمريكان بشكل واضح أساليب الإسلام السياسي في اتخاذ مواقفه من قضية السلطة ورد هذه الحركة على أوضاع العراق الراهنة. ولكن إذا تأملنا هذه التشكيلة من السيستاني وملالي الجوامع الى الأفندية الإسلاميين في مجلس الحكم، من مقتدى الصدر و"الحوزة العلمية" والمراجع السنية الى الجماعات الإسلامية والإرهابية التي يرتبط بعضها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية ويرتبط بعضها الآخر بـ"بن لادن" وبقايا طالبان ..والتي تطرح قائمة عريضة من تشكيلة الإسلام السياسي في العراق، فإن الأحداث الأخيرة بينت عملياً أن كل هذه التشكيلة قد استقطبت الى جناحين وتمحورت حول نهجين سياسيين وتاكتيكين تجاه قضية السلطة وكيفية فرض البديل الإسلامي. فما هما هذين النهجين والتكتيكين؟ وما هي الاستراتيجية التي بلورها الإسلام السياسي عموماً في أوضاع العراق الراهنة؟ ما هي أسس ظاهرة الاتحاد والاختلافات الداخلية للإسلام السياسي؟ وما هو الموقف الذي يتخذه الحزب الشيوعي العمالي العراقي من هذه التاكتيكات والأجنحة المختلفة لحركة الإسلام السياسي؟ ولكن في البداية لنلقي نظرة على نفس أسس ظاهرة نشاط جماعات الإسلام السياسي في حاضر العراق:
"بعد صدام" تنامي ظاهرة الإسلام السياسي في العراق:
ظهور وتنامي ظاهرة الإسلام السياسي وجماعاته في العراق، وبالرغم من أنه الحصيلة المباشرة لسياسات أمريكا والنتائج التي أفرزتها الحرب والاحتلال الذي قامت به أمريكا وحلفائها، إلا أن ظاهرة الإسلام السياسي وصراعاته في العراق، لها سابقة وإطار عالمي وإقليمي. فمن الناحية التاريخية كان ظهور الإسلام السياسي وجماعاته في العقدين الماضيين وبعد هزيمة القومية والحركة القومية العربية ومشروع تحديث النظام السياسي وتنامي الفقر والحرمان على أرضية أزمة اقتصادية وفشل برنامج الدولة في بلدان الشرق، ومن ضمنها العراق، كمشروع سياسي من قبل الغرب للتصدي للاحتجاجات الاجتماعية للطبقة العاملة واليسار والشيوعية وراديكالية المجتمع في هذه البلدان وفي نفس الوقت للمواجهة مع الكتلة الشرقية. غير أن انهيار الكتلة الشرقية وسيادة قطب واحد على صعيد العالم وظهور استراتيجية النظام العالمي الجديد من قبل أمريكا، دفع بعلاقة الإسلام السياسي، سواء كحركة وكجماعات وأسسه الأيديولوجية، مع الدول الغربية الى مرحلة جديدة بحيث جعلت من قضية السلطة والمطالبة بتحديد حدود السلطة على الصعيد الإقليمي والعالمي ميداناً رئيسياً للصراعات السياسية. فبعد وصول الإسلام السياسي الى السلطة خصوصاً في إيران واستحكامه في عدد كبير من بلدان الشرق ومن ثم تسلط حكومة طالبان في أفغانستان، امتد الإسلام السياسي من ظاهرة داخلية لهذه البلدان نحو صراع عالمي يطالب بإعادة تعريف مناطق النفوذ وإعادة ترتيب العالم مقابل أمريكا والغرب. وكانت أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) قد قرعت ناقوس حرب عالمية حيث أعد الإسلام السياسي نفسه لهذه الدعوى وهذه الاستراتيجية وبهذا الشكل أبقى العالم داخل صراع وهجمات قطبي إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات الإرهابية..غير أن هزيمة طالبان في أفغانستان لم توجه فقط ضربة كبيرة للإسلام السياسي، بل وأنها مهدت الأرضية أمام أمريكا كي تمسك مجدداً باستراتيجية النظام العالمي الجديد تحت شعار "الحرب ضد الإرهاب" بهدف حسم معضلاتها على صعيد الغرب والشرق وفي هذه الأثناء حددت العراق كميدان مناسب لهذا الهدف. بدايةً وبغرض صياغة "معارضة وبديل النظام البعثي" مُدت اليد للجماعات الإسلامية والملالي والشيوخ وآيات الله المتواجدة في الخارج وقُدم لهم مختلف الإمكانيات، ثم ومع بدء الحرب وسقوط النظام، شكلُ منها مجلس الحكم وجُعل منها في ظل السلطة العسكرية لأمريكا ممثلة لجماهير العراق. غير أن أمريكا لم تسقط من خلال الحرب النظام البعثي فقط، بل ودمرت بشكل تام مجمل مؤسسات الدولة وأسس المجتمع المدني العراقي وفتحت الطريق لظهور سيناريو أسود ونهوض قائمة عريضة من الجماعات الإسلامية التي كانت غافية تحت ظل الحملة الإيمانية وشعار "الله أكبر" والشريعة وشبكة المساجد في ظل النظام البعثي. والأدهى من ذلك أن الحرب فتحت الحدود أمام "المجاهدين الإسلاميين" والجماعات الإسلامية لتستفيد في قلب هذه الأوضاع الجديدة من فرصة نقل حرب الإسلام السياسي لهزم أمريكا وقواتها في العراق تحت تسمية "حركة المقاومة" كمحور من استراتيجية عالمية وتبلور أقطابها في هذه الحرب.
تاكتيكا الإسلام السياسي وقضية السلطة:
إن ظاهرة التعدد وتنوع جماعات الإسلام السياسي في قلب أوضاع العراق الراهنة، وبالرغم من أنها تشكل دليلاً على عدم التوافق والاختلافات الداخلية داخل هذه الحركة، غير أن الأمر وبعكس ذلك التصور الذي يرى أن هذا الاختلاف وعدم التوافق يعود الى التقسيمات المذهبية والمناهج والمدارس الفكرية لأيديولوجيا الإسلام ومن هنا يبحث عن القرب والبعد بين الفرق وجماعات الإسلام السياسي، هو أن هذه الظاهرة حالة سياسية وتجد معناها مباشرة في العلاقة بقضية السلطة السياسية وكيفية ترسيخ البديل الإسلامي. خصوصاً وأن الإسلام السياسي لا هو الحركة "التبشيرية" لعصور "الإسلام المحمدي" كي تتمكن من القضاء على مشكلة تبعثر وتشتت القبائل داخل الجزيرة العربية من خلال الدفاع عن الرب الواحد بالأيديولوجيا الدينية، ولا هو حركة تعالج بعد نهاية الخلافة أزمة "السلطة الأموية" من خلال سيادة أحد المذاهب وتفرده، بل أن إسلام اليوم حركة سياسية برجوازية متعصبة ودموية، تناهض حد النخاع الإنسانية والمدنية والتمدن والتقدمية. حركة برجوازية رفعت راية الإسلام والأيديولوجيا الإسلامية تريد من خلال الإرهاب والقتل الأعمى الوصول الى السلطة السياسية في قلب أزمات العصر السياسية وفي الصراع مع الأجنحة والاتجاهات البرجوازية الأخرى في العالم الرأسمالي المعاصر وقولبة المجتمع المعاصر بقالب بديلها الأسود. هذه الحركة تقف في عراق ما بعد سقوط النظام وعدم وجود الدولة، حيث تحولت قضية السلطة والحكم محور الصراع والنزاع والاستقطاب وبروز كافة الحركات والقوى السياسية، تقف أمام وتواجه مباشرة قضية السلطة السياسية ومن هنا توجه توافق أجنحتها ووحدتها وتباعد الأجنحة المذهبية والأيديولوجية. غير أن مسالة في مواجهة أية وقائع وأية قوى تقف هذه الحركة، هو ما يحدد أساس اتخاذ أساليبها وتاكتيكاتها للوصول الى السلطة.
الإسلام السياسي وتشكيلته ليس حركة وقوة تتموضع في الميدان من أجل الإجابة على الحياة والأمن والحرية وتحقيق مجتمع مرفه وإنقاذ المجتمع من البؤس الحالي، بل أنه يشكل جزءاً من السيناريو الأسود الحالي، وله دور في تعميق حياة البؤس والحرب والقتل وانعدام الأمن وتدمير الحياة المدنية للجماهير، إنه حركة وقوة يعرف نفسه مقابل وجود أمريكا والاحتلال الذي تمارسه وهذا ما يحدد مضمون وجوهر نشاطه السياسي وفلسفة وجوده. بمعنى آخر أن الإجابة على السؤال: بأي سبيل وبأي أسلوب يمكن إخراج أمريكا وإنهاء "الاحتلال"؟، هي ما يحدد إطار وأساس أي من الجماعات الإسلامية وأي من المذاهب والمراجع الدينية وحتى أي من الملالي والشخصيات الدينية تقف الى جنب بعضها البعض وأي منها تواجه بعضها البعض. وبهذا فإن الموقف من وجود أمريكا واحتلالها العراق هو ما حدد مصدر منهج وتاكتيكات وصول الإسلام السياسي الى السلطة. وبهذا الخصوص فإن جناحي "القانونية" و"المقاومة" كنهجين وتاكتيكين لفصل خطوط الاتحاد والتباعد بين جماعات الإسلام السياسي وما يوجه في خاتمة المطاف الأسس الأيديولوجية في قلب أوضاع العراق الحالية لحسم قضية السلطة.
" أنصار العمل القانوني" و"المقاومون"
إن تسمية "أنصار العمل القانوني الإسلاميين" ليس من جانب أنهم يقفون خلف القانون، أو أن لديهم خصائص حزب قانوني ويريدون من خلال القانون، من قبيل الانتخابات والتصويت، الوصول الى السلطة، بل إن مثل هذا التصور حول "أنصار العمل القانوني الإسلاميين" عديم المعنى، خصوصاً وأن لا الإسلام السياسي له مثل هذه الخاصية ولا أوضاع العراق الراهنة تضع أمامه مثل هذا الأسلوب. فالمجتمع العراقي الغارق بالسيناريو الأسود والذي لا توجد فيه لا دولة ولا قانون، قطع الطريق أمام الإسلام السياسي وجماعاته للقبول مضطراً بـ"عملية ديمقراطية" وقانونية تحت ضغط القوى المحلية والخارجية، بل إن ما يمنح هذا السلوك تسمية "القانونية" وقوف كل جماعات وأطراف الإسلام السياسي هذه الى جانب أمريكا وهي تسعى تحت مظلة "الاحتلال" ومن خلال تأييد ودفع مشاريع أمريكا السياسية الى الأمام للوصول الى السلطة. وكان أن بررت هذه الجماعات منذ البداية سياسة وقوفها الى جانب أمريكا ببحث عدم تناسب القوى وأعلنت أن المرحلة الحالية هي "ليست مرحلة النضال المسلح ضد القوات الأمريكية" وبهذا وجهت أنظارها المسار القانوني لـ"تسليم السلطة" والتعامل مع المخططات الأمريكية التي شكلت موضع بحث وجدال على صعيد العلاقات الدولية. وقد شكلت المشاركة في مجلس الحكم وقبول الحقيبة الوزارية المقترحة من قبل أمريكا وممارسة الدور الاستشاري لقوى الاحتلال في تهدئة الاضطرابات وحتى الظهور كوفود تفاوض وتقريب "المتمردين" من سلطات الاحتلال، شكلت النهج والتكتيك الذي بلور جبهة غير معلنة من العديد من الجماعات الإسلامية المختلفة الشيعية والسنية، جبهة يمكنها أن تجمع المجلس الأعلى الإسلامي وشخصيات من مثل بحر العلوم في داخلها وصولاً الى حزب الدعوة والحزب الإسلامي العراقي والاتحاد الإسلامي الكردستاني والعديد من خطباء المساجد والعلماء والمراجع الدينية..بمعنى آخر أن هؤلاء الواقفين خلف أمريكا و"الاحتلال" يرون أن هناك سلطة قانونية لأسلمة المجتمع، خصوصاً وأن "الاحتلال" والسلطة العسكرية لأمريكا، هي المصدر القهري الوحيد الذي أمسك بقانون عصور عدم وجود الدولة لتوزيع السلطة وإيجاد الدولة. أنصار العمل القانوني الإسلاميين الذين يتحدثون دائماً باسم الديمقراطية والتعددية السياسية وتسامح المذاهب والأقوام، يعملون باتجاهين لفرض البديل الإسلامي: الأول هو أنهم في مجلس الحكم وبالتالي سيدفعون بمسار أسلمة المجتمع الى الأمام من خلال القانون، فقد كان اقتراح القرار (137) وتثبيت الشريعة الإسلامية كمصدر لقوانين الأحوال الشخصية ومن ثم تثبيت الإسلام في دستور البلاد المؤقت...نموذج هذا الاتجاه القانوني. والثاني هو أن أمريكا وضعت في جدول أعمالها تأسيس الدولة التي تتطلع لها في مشروع قانوني باسم "تسليم السلطة للعراقيين" وهذا ما منح هذا الجناح من الإسلام السياسي الفرصة كي يتخذ ضمن هذا الإطار لحسم قضية السلطة في العراق النهج والتاكتيك "القانوني".
وقد بلور جناح "المقاومون" المؤلف من مقتدى الصدر وجيش المهدي وصولاً الى أنصار الإسلام ومؤيدي بن لادن والجماعات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني، الصف المتقدم من قطب الإرهاب الإسلامي مقابل إرهاب أمريكا. وقد بلور هؤلاء هويتهم السياسية وممارستهم مقابل وجود أمريكا وظاهرة "الاحتلال" وجعلوا من تاكتيك الاستمرار بالحرب وتوسيع نطاق الإرهاب والتفجير والعمليات الانتحارية، وصولاً الى الاختطاف والقضاء الى المتبقي من أمن واستقرار المجتمع تحت تسمية "مقاومة الاحتلال"، جعلوا منها أسلوباً لفرض سلطتهم السوداء. ولكن وبعكس جناح "أنصار العمل القانوني" الإسلاميين يسعى "المقاومون" من خلال امتطاء وحرف احتجاج وسخط جماهير العراق ضد الاحتلال والحرب والعسكرتارية الأمريكية لاتخاذ استراتيجية عالمية في العراق للتعويض عن هزائم الإسلام السياسي بعد حرب أفغانستان..وليس لهذا الجناح الذي ينتهج أكثر المناهج دموية وعداءاً للإنسان في المعادلات السياسية الراهنة في العراق، أية صلة بمقاومة جماهير العراق للخلاص من سيناريو الحرب والاحتلال وإقامة سلطة جماهيرية بل أن ممارساته السوداء تقف مباشرة بالضد من أمل وتطلع جماهير العراق هذا.
وقد برهنت أحداث الأسابيع القليلة الماضية في مدن وسط وجنوب العراق أن ممارسات الإسلام السياسي بجناحيه، "أنصار العمل القانوني" و"المقاومون"، سواء تموضع في الميدان بتاكتيك تأييد "الاحتلال" أو بتاكتيك "المقاومة" هي فقط وفقط اقتراح استراتيجية الإسلام السياسي لمستقبل مظلم، حيث لا يكون فيها أي مكان للمطالب الإنسانية والمدنية للجماهير، وليس هذا فقط بل جعل من البديل الاستبدادي الإسلامي والسلطة الدينية المظلمة هدفاً له.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي والموقف من أجنحة الإسلام السياسي:
الشيوعية العمالية والحزب الشيوعي العمالي العراقي هما حركة وحزب تناهض وتقف بأقصى الدرجات ضد الإسلام السياسي دون تمييز بين هذا وذاك من الأجنحة والجماعات الإسلامية ودون تمييز بين هذا المذهب والمرجع أو ذاك. ولا ينبع هذا الموقف فقط من جانب أن الإسلام والإسلام السياسي رؤية أيديولوجية برجوازية خرافية ورجعية تتناقض مع العلم والعقل والمنطق والتقدم الاجتماعي، بل من جانب أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يعتبر الإسلام السياسي واحدة من أكثر الحركات البرجوازية المظلمة دموية ومعادة للإنسانية وتقف مباشرة في مواجهة حقوق وحريات ورفاه الجماهير وتقدم ومدنية المجتمع. الإسلام والإسلام السياسي أيديولوجيا وحركة عصور الأزمة السياسية والحكومية البرجوازية التي دخلت الميدان لإنقاذ سلطة البرجوازية والرأسمالية من خلال الإرهاب والرعب والقمع وإنكار أبسط حقوق وحريات الجماهير والهجوم على الراديكالية والتحررية. ويشكل فرض الاستبداد الأسود، الإعدام والسجن وإرهاب المعارضين السياسيين، معاقبة النسوة والأطفال بأحكام الرجم والبراقع وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، الإبقاء على الفقر والحرمان والتخلف وحرمان المجتمع من التقدم والتحضر والمدنية العالمية، سحق كل شكل من أشكال الحقوق والحريات الفردية والشخصية والقمع الدموي لرغبات وتطلعات وأماني الشبيبة و...عشرات المصائب الأخرى، تشكل جانباً من الجوانب البارزة لممارسات الإسلام السياسي السوداء المتخذة من قبل أجنحة وجماعات الإسلام السياسي بمستويات مختلفة سواء في مرحلة تسلطها أو في مرحلة وجودها في المعارضة والتي سممت بها المجتمع. يرى الحزب الشيوعي العمالي العراقي أن تأسيس مجتمع علماني ومرفه يعترف رسمياً بالأمن والاستقرار والحقوق والحريات للجميع، غير ممكن من دون شل الإسلام السياسي وإخراجه من الحياة والمصير السياسي للجماهير والمجتمع. حتى أن إحدى الجبهات الرئيسية لإنهاء السيناريو الذي يمسك بخناق جماهير العراق تتمثل بالتصدي للإسلام السياسي والممارسات التي يمارسها في قلب أوضاع العراق الراهنة. ومن هذا المنظار فإن الحزب الشيوعي العمالي العراقي عرف نفسه كقوة ضد الإسلام السياسي، غير أن المضي أبعد من هذا الموقف الأصولي والمبدئي، يتموضع هذا الحزب، مقابل الإسلام السياسي والأيديولوجيا الإسلامية، ولإنقاذ المجتمع من هذا الوباء وشله وتقصير أياديه، ويناضل بجملة من السياسات والشعارات وفي العديد من المستويات، حيث تشكل الخطوط العامة لها ما يلي:
على الصعيد السياسي، يناضل الحزب الشيوعي العمالي لإنهاء هذا السيناريو الأسود والسلطة العسكرية لأمريكا وفي نفس الوقت من أجل إقامة حكومة علمانية غير قومية وغير دينية على أساس حقوق المواطنة المتساوية للجميع وترسيخ الحقوق والحريات الفردية والمدنية للجماهير وبإمكان ترسيخ شعار فصل الدين عن الدولة وميادين التربية والتعليم ضمن هذا الإطار وتثبيت كل ذلك في دستور البلاد الجديد أن يفرض تراجعاً سياسياً على الإسلام السياسي ويفتح أبواب المجتمع أمام مستقبل حر. أما على صعيد تحقيق وتوفير الأمن والقضاء على ظاهرة الإرهاب وقتل الناس يطالب الحزب الشيوعي العمالي بتدخل الجماهير المنظمة ودخولها الميدان في التصدي لكل عمل إرهابي، وسيكون تسليم أمن المدن وأماكن عمل وحياة الجماهير للجماهير المنظمة والمسلحة في تلك المناطق نفسها ومن ثم إلزام كافة الأحزاب والقوى السياسية بوثيقة تشجب وتدين اللجوء لردود الأفعال المسلحة والأعمال الإرهابية والتفجير وتخرجها من جدول أعمالها، سيكون خطوة جدية لإبعاد مخاطر الإرهاب والإرهاب الإسلامي. وعلى الصعيد الأيديولوجي، بإمكان تنظيم حركة نقدية وتنويرية علمانية وإلحادية في مواجهة الأيديولوجيا الإسلامية والقيم وأنماط السلوك التي تفرضها هذه الحركة على المجتمع، أن يمهد السبيل أمام مجتمع عقلاني ومتنور ومفتوح يدفع باللجوء الى الإسلام والأفكار الدينية الى الهامش. وفيما يتعلق بالصعيد الاجتماعي والاقتصادي، بإمكان تطبيق قانون المساواة بين المرأة والرجل وبناء نظام تربوي معاصر وطليعي، وتأمين العمل والمتطلبات الأساسية للحياة الاجتماعية لكل فرد وإنقاذ المجتمع من الفقر والحرمان والجهل والأمية..بإمكانها أن تضيق المجال أمام الإسلام السياسي وتقضي على أسس تناميه وتطوره.
وعلاوةً على هذه التوجهات الواردة أعلاه، يناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي، في قلب الأوضاع الراهنة في العراق، لتحريض المجتمع باتجاه معادة الإسلام السياسي ورفض الأيديولوجيا الإسلامية والقضاء على الجماعات الإرهابية الإسلامية.



#خسرو_ساية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال - ـ - المقاومة - قطبين لنفس المعسكر الرجعي
- أسطورة -الإسلام الأول- مكانة المرأة في النصوص القرآنية ل- ...


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خسرو ساية - من -أنصار العمل القانوني- الى -المقاومين- تاكتيكين وجناحين أسودين للإسلام السياسي