أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام الأشقر - الفاشية تعريف أولي














المزيد.....

الفاشية تعريف أولي


هشام الأشقر

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 09:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


“ثمّة نزعة فاشيّة تتربّص بهذا البلد منذ نشأته”، بهذه الجملة افتتح وسام سعادة مقالته في جريدة المستقبل، يوم الجمعة 17 أيلول 2010. ومن البديهي القول أن تاريخ لبنان الحديث مليء بالتوصيف أو الاتهام لأحزاب معينة بالفاشية. فابتداءً من الحرب العالمية الثانية، تم استعمال كلمة “فاشية” بكثرة كمصطلح تحقيري وهو يستخدم عادة للدلالة على الميول الاستبدادية لأحزاب او لأنظمة سياسية. وبحسب ريتشارد غريفيث، فإن الفاشية هي “أكثر كلمة يساء ويفرط بإستخدامها في عصرنا هذا”. ومن هنا تنبع ضرورة اعتماد تعريف علمي للفاشية قبل البدء بمقاربة موضوع فاشية بعض الاحزاب اللبنانية.

“تشريح الفاشية”

روبرت باكستون، في كتابه “تشريح الفاشية”، يصل إلى الخلاصة التالية:

“يمكن تعريف الفاشية كشل من أشكال السلوك السياسي يتميز بهَوَس في انحطاط المجتمع، الشعور بالذلّ والإحساس كالضحية، كما تتميز بعبادات (ذات صفة تعويضية أو بديلة) للوحدة، للقوة و للنقاء، التي من خلالها يقوم حزب شعبوي مؤلف من ناشطين وطنيين ملتزمين، عاملاً في تعاون غير مستقر لكن فعال مع النخب التقليدية، بالتخلي عن الحريات الديمقراطية وبالسعي، عبر عنف خَلاصي و بدون أي قيود أخلاقية أو قانونية، وراء أهداف التطهير الداخلي و التوسع الخارجي”.

ويضيف، يمكن استخلاص أيديولوجية الفاشية من خلال عدة أفعال، جمعهم تحت عنوان “تعبئة المشاعر”:
- الشعور بأزمة ساحقة أبعد من متناول الحلول التقليدية.
- أولية الجماعة، حيث على الفرد نحوها واجبات تتفوق على كل حقّ، أكان فرديّا أو عائليّا، وخضوع و تبعية الفرد لها.
- الاعتقاد بأن الجماعة هي ضحية، وهو شعورٌ يبرر أي عمل، خارج أية حدود قانونية أو أخلاقية، ضد أعدائها، سواء في الداخل أو في الخارج.
- الخوف من انحطاط الجماعة بسبب النتائج المدمرة لليبرالية الفردية، الصراع الطبقي والتأثيرات الغريبة والمغايرة.
- الحاجة إلى تكامل أوثق لمجتمع أنقى، عبر الموافقة إذا أمكن أو عن طريق العنف الإقصائي عند الضرورة.
- الحاجة للسلطة من قبل قياديين بالفطرة (دائماً من الذكور)، تبلغ ذروتها بشخص زعيم وطني/قومي وحده قادر على تجسيد المصير التاريخي للجماعة.
- تفوق غرائز الزعيم على المنطق واعتماده على الفكر المجرد و العالمي.
- جمال العنف و فعالية الإرادة، عندما يتم تكريسهم لنجاحات الجماعة.
- حقّ الشعب المختار في الهيمنة على الآخرين، بدون أية عوائق قانونية، إلهية كانت أم بشرية. المعيار الوحيد للحقّ هو قوة وإقدام الجماعة في إطار نضال دارويني.

والجدير بالذكر، أن من الأخطاء الشائعة هي اعتبار نظام فرانكو في اسبانيا فاشياً. فرغم اعتماده لقب “الكوديللو”، فهو لم يكن “زعيم” حزب الفالانج (الكتائب). ومع أن هذا الحزب كان من ركائز “التحالف الوطني” (بالإضافة إلى الكنيسة و الجيش و الملكيين) إلا أن دوره المحوري بدأ بالتضاؤل مع نهاية الحرب العالمية الثانية وترسخ أسس نظام الحكم الجديد. إن إسقاط صفة الفاشية عن نظام فرانكو، لا يعني البتة تبرئته من المجازر و الجرائم التي اقترفها بحقّ الشعب الاسباني.

الفاشية نزعة أم جوهر؟

يعتبر وسام سعادة، في مقالته المشار إليها أعلاه، الفاشية “نزعة انتابت بشكل عضويّ حركات سياسيّة متعدّدة ومختلفة ومتعاقبة”، و النزعة هي الميل أو الاتجاه، فهي إذن مرحلية، جرثومة مؤقتة قد تصيب بعض الأحزاب. إن أية دراسة جدية لتاريخ الحركات الفاشية تناقض هذه المقولة، ان هذه الحركات لم تتخل يوماً عن جوهرها الذي تأسست عليه وإن قامت ببعض التنازلات أو خففت من حدة خطابها في فترة معينة، فهذا بداعي البراغماتية السياسية للوصول إلى مبتغاها. يتابع سعادة، محاولاً إضفاء صبغة علمية على مقالته، عبر تفنيد السمات الأساسية للحركات الفاشية، و هي في رأيه: “أوّلاً، عبادة الزعيم ... الذي يعلم كل شيء والذي لا يخطئ والذي يجسد الأمّة جمعاء ... وثانياً، تمجيد العنف لا كوسيلة بل كغاية في حد ذاتها ... وثالثاً، بناء منظّمات حربيّة ... خارجة عن سلطة الدولة ... ورابعاً، تبنّي نظريّة المؤامرة كمدخل لتفسير التاريخ كما السياسة ... وخامساً، تبرير أيّ شتيمة منظّمة، وأيّ جريمة منظّمة، وأي كذب منظّم، على قاعدة أنّ كل شيء مباح لمحاربة نظريّة المؤامرة”.

إن بعض نقاط هذا التعريف المختزل تتلاقى مع نقاط باكستون كفكرة الزعيم أو المؤامرة (الشعور كالضحية)، وبعضها الآخر منافية للمنطق كتمجيد العنف كغاية بحدّ ذاتها، فعلى مرّ تاريخ المجتمعات البشرية، لم يكن العنف مهما استفحل غاية بل وسيلة لتحقيق أهداف، سياسية كانت أو إقتصادية أو روحانية إلخ. إن مقولة “العنف للعنف” لا تدخل إلا في رؤية مانوية بهدف أبلسة الفاشية ومن سينعتهم بها لاحقاً. إن مقالة وسام سعادة هي سياسية، بل بروباغندا بامتياز، و هي تتخذ من البحث العلمي غطاء لها.

فاشية وثيوقراطية

سنستعرض بشكل سريع “الفاشيات الثلاث” التي تطرق إليها كاتب المقالة بدون أن يسميها: فاشية الأربعينيات (أي الحزب السوري القومي الاجتماعي)، السبعينيات (حزب الكتائب) والفاشية الحالية (حزب الله). نعيد التذكير بأن إظهار الفاشية كنزعة مرحلية من حياة حزب ما، هي قراءة انتقائية، مثلها مثل توصيفه الكتائب كحزب محافظ اضطر إلى التحول إلى الفاشية “كردّة فعل على جريمة فرط الدولة اللبنانية”. فحزبا الكتائب والقومي السوري، منذ نشأتهما في الثلاثينات، و عبر تاريخهما، هم أكثر من يستوفي الشروط التي وضعها باكستون. أما في ما يخصّ حزب الله، فارتباطه بولاية الفقيه، من بين عدة أمور، يجعل منه حزباً ثيوقراطياً لا فاشياً، وبين المفهومين فرق. سنكتفي بهذه اللمحة السريعة للوضع اللبناني، بسبب ضيق مساحة المقالة، تاركين للقارىء لذّة استكشاف “الأحزاب الفاشية اللبنانية”، وذلك عبر المقارنة مع المعايير التي و ضعها روبرت باكستون.



#هشام_الأشقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة لكتاب “مدينة الكوارتز: التنقيب عن المستقبل في لوس أنج ...


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام الأشقر - الفاشية تعريف أولي