أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2















المزيد.....

اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2


احمد مجدلاني

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 10:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


لضمان تحقيق هذين الهدفين الأول: إحباط المحاولات الأمريكية- الإسرائيلية لفرض حل نهائي تصفوي للقضية الفلسطينية، بدء في كامب ديفيد، وتواصلت بعده بأشكال وأساليب مختلفة وفي مقدمتها استخدام القوة لفرض الاستسلام والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية- الأمريكية، وهو ما نجحت الانتفاضة لغاية الآن في تحقيقه، وينبغي أن تتواصل الجهود للحفاظ على هذا المكسب وعدم التفريط به تحت وطأة أي ظرف كان.
الثاني: الانتقال من محاولة الدفاع بإحباط المخطط الأمريكي – الإسرائيلي إلى مرحلة الهجوم لفرض ما نريد، وهو إزالة الاحتلال والاستيطان وعودة اللاجئين وتجسيد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس العربية.
يتعين الحفاظ على المكسب الأول الذي تحقق لأنه يوفر الأساس المادي لطرد الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.
وهذا يتطلب وضع برنامج واقعي وملموس للانتفاضة والمقصود بواقعي ليس القبول بما هو مطروح أو مفروض بالواقع، بل واقعي من ناحية إمكانية تحقيقه، والبناء على كل حلقة من حلقاته وتحويلها لسلسلة متراصة ومتماسكة ومتواصلة. كلما أتجزنا واحدة ننتقل للأخرى، وصولا للهدف النهائي، وأهمية هكذا خطاب وبالغايات التي نتوخى إنجازها هو في قدرته على إيصال رسالة مفهومة وواضحة ولا لبس فيها إلى أربع دوائر، لحشد وتكتيل أوسع القوى إلى جانب أهداف الانتفاضة.
الدائرة الأولى: هي جماهير الانتفاضة والتي تعبر باستمرار عن قلق مشروع ، وتتسأل إلى أين نحن ذاهبون ؟ وما هو الهدف ؟ وإلى أين سنصل وهل ما قدمناه من تضحيات سيعيدنا إلى دائرة ما قبل 28 أيلول فقط ، أم سيفتح الطريق أمام تحقيق الحرية والاستقلال وقيام الدولة المستقلة.
إن أهمية هكذا خطاب برنامجي عقلاني واقعي ملموس يكمن أولا وأخيرا في توضيح الهدف الذي كان وما زال ضبابيا وغائبا ويعتقد كلا من القوى المشاركة في الانتفاضة أنه يسحب القوى الأخرى على أرضية برنامجه. توضيح الهدف بالإضافة إلى أنه يسلح القوى الشعبية المنخرطة بالانتفاضة بسلاح برنامجي ملموس ويعيد الأمل لديها بأنه كلما حققت حلقة فإنها ستنتقل لحلقة أخرى، مما يعزز من ثقتها بنفسها ويرفع من معنوياتها. ولكنه من جهة أخرى وهو الأهم يحبط من محاولات الالتفاف على الانتفاضة، وتوظيف مكاسبها للوصول إلى سقف أدنى بكثير مما قد طرحته في برنامجها.
الدائرة الثانية: التأثير الذي يمكن أن نحدثه على الجبهة الإسرائيلية، وكما جرى في كل الحروب التحررية الكبرى، التي شهدها القرن الماضي، بدء بالتجربة الجزائرية مرورا بالفيتنامية وانتهاء بجنوب أفريقيا، فقد كان أحد مكونات، وعوامل انتصار هذه الثورات أنها لم تنتصر في الميدان فحسب، بل وداخل المجتمعات الكولونيالية نفسها، وبهذا المعنى يصبح هذا الأثر عنصر من عناصر توازن القوى الذي لا يجوز إهماله أو الاستخفاف به، أو حتى التعفف عن الاقتراب منه بذريعة التطهر السياسي، والتشدد المبدئي لأنه في النهاية نضع الجميع في الجبهة المقابلة في سلة واحدة، وواقع الأمر والتجربة أنهم ليسوا كذلك رغم أهمية الاعتراف بما عانى منه معسكر السلام الإسرائيلي ا خلال الفترة الماضية من إرباك وتشتت وضعف إلا أنه مع بوادر التحرك الفاعل في مناسبات احتجاجية عديدة عزز القناعة بأهمية عدم التعامي أو التغاضي عنه بل يلزم أن نتوجه له برسالتنا السياسية الواضحة التي يستطيع أن يبني عليها خطابه، ليتحرك في محيطه وبيئته ويكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في الحياة السياسية الإسرائيلية.
الدائرة الثالثة: وهي الدائرة العربية بمستوييها الرسمي والشعبي، فكما ولدت الانتفاضة في الأشهر الأولى من اندلاعها قوة تحرك جماهيرية غاضبة من المحيط إلى الخليج، وحملت الأنظمة العربية على عقد قمة طارئة بعد طول غياب، بسبب الفيتو الأمريكي، وبعد عدة أشهر القمة الدورية في عمان، وحوالي تسعة وعشرين لقاء للجنة المتابعة المنبثقة عن القمة العربية الاستثنائية، فإن قوة الضغط الجماهيرية التي استطاعت أن تحقق هذا الإنجاز تراجعت ولم تستطع مواصلة الضغوط، لحمل الأنظمة العربية، على تخطي حلقة الخطاب السياسي، الذي ما زال يدور في حلقة الرهان على الموقف الأمريكي واستجدائه لممارسة دور( أكبر وأكثر نزاهة وعدالة، وأقل انحيازا لإسرائيل).
كما أن قوة الضغط الجماهيري لم تستطيع وبفعل الظروف المشار إليها من حمل الأنظمة العربية على احترام قرارات القمم الأخيرة ووضعها وضع التنفيذ بما فيها القرارات الأقل كلفة بالنسبة لها، ألا وهي الالتزام بتقديم الدعم المادي للشعب الفلسطيني.
إن أهمية توجيه خطاب سياسي واقعي وملموس للقوى والأحزاب العربية بمختلف اتجاهاتها من الممكن أن تستند عليه لتشتق منه وحسب إمكانياتها. وظروفها الملموسة ما يمكن أن تقدمه الانتفاضة من دعم سياسي ومادي ومعنوي.
الدائرة الرابعة: وهي الدائرة الدولية والمجتمع الدولي وقد أصبح بعد المتغيرات التي حدثت مطلع تسعينيات القرن الماضي وما بعد 11 أيلول الماضي عنصرا مقررا في الحياة السياسية الدولية، وخصوصا في العالم الثالث، ويكون الأمر أكثر خصوصية عندنا في المنطقة نتيجة تشابك وتعقد المصالح الأمريكية، الأوروبية والعالمية الأخرى ومن هنا فإننا لا نستطيع الركون إلى القول أن هذا الغرب كله معادي لنا، ويدعم إسرائيل قد يكون هذا القول صحيحا في بعض جوانبه نتيجة لتشابك المصالح، لكنه ليس صحيحا بالكامل للسبب ذاته ولو افترضتا صحته بالكامل، أفلا يجدر بنا أن نتعامل مع هذه المجتمعات، ومع قطاعات الرأي العام فيها، وخاصة إننا نتعامل مع مجتمعات وبنى سياسية ديمقراطية، الرأي العام فيها يصنع سياسات ويقلب حكومات ويأتي بأخرى.
إن خطابا سياسيا واضحا وصريحا وقائما على أساس قرارات الشرعية الدولية ومطالبا بتحقيقها ومحملا هذه المجتمعات بقواها الحية والديمقراطية مسؤولية الكيل بمكيال مزدوجة المعايير جراء ما يجري من تعامل مع قرارات الشرعية الدولية اتجاه العراق وإسرائيل، إن خطابا سياسيا كهذا من الممكن أن يعطي نتائج ملموسة، وهناك تحركات بالفعل داخل المجتمعات الغربية وخصوصا القوى المناهضة للحرب وللعولمة المتوحشة وحركات البيئة والسلام الجديدة.
ولضمان إنجاز هذا التحرك فإنه يتعين وضع آليات ووسائل على مختلف الصعد تتلاءم والوصول إليه.
- الحفاظ على الطابع الجماهيري الواسع للانتفاضة باعتبارها تعبير عن حركة الشعب الفلسطيني، ومحاولة زج قطاعات واسعة وجديدة من قطاعات المجتمع المدني الفلسطيني التي ما زالت مترددة ولم تحسم أمرها بفعل غياب الرؤيا السياسية الواضحة.
- الابتعاد عن عسكرة الانتفاضة وتطوير أشكال المواجهة والمقاومة وفقاً للظرف الملموس، وبما يمكن من مراكمة الإيجابيات ويجعل من كلفة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري والاحتلال باهظة الثمن.
- التوقف التام والفوري عن العمليات الأستشهادية التي تستهدف المدنيين، داخل إسرائيل، لأنها تعطي ذرائع إضافية لحكومة شارون بتشديد العدوان على شعبنا، وتحشد كافة قوى المجتمع الإسرائيلي خلفه بذريعة الأمن، وتؤمن له ليس الغطاء الأمريكي فحسب، وإنما الغطاء الدولي الذي يستغله لتدمير مقدرات شعبنا وإمكانياته واستنزاف طاقاته تحت شعار مكافحة الإرهاب، وبالتالي وصم نضال شعبنا المشروع والعادل بهذه الصفة القبيحة.
- التوجه بخطاب إعلامي ذو رسالة سياسية واضحة وموجهة لشعبنا، أولا، وللعالم أجمع، وللمجتمع الإسرائيلي يفضح ويفند الأكاذيب والادعاءات الإسرائيلية، ويعيد بناء صورة شعبنا الذي يقاوم الاحتلال، هذه المقاومة المشروعة التي كفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتبيّن أن شعبنا لا يمارس العنف والإرهاب ضد المدنيين كما تحاول تصوير ذلك الدعاية الأمريكية – الإسرائيلية.
ولضمان تحقيق هذه الأهداف عبر الآليات المشار إليها فإن إعادة النظر في الوضع الداخلي، ومحاولة معالجته على أسس جديدة، تتواءم مع متطلبات الانتفاضة وبرنامجها يشكل الشرط الحاسم إن لم يكن المقرر في نجاح المسعى الذي نقوم به، ومن هنا فإنه إذا لم تكن الانتفاضة وهي بهذا الحجم والزخم والتضحيات، وما آلت إلية الأمور والأوضاع بفعل أعاده الاحتلال من تغيرات عميقة، قلبت المجتمع والحياة السياسية الفلسطينية، قادرة على فعل مؤثر في الوضع الداخلي الذي يعاني من انسداد أفق سياسي بفعل تعطل العملية الديمقراطية فمن هي القوى التي من الممكن أن تحدث التغيير المطلوب.
لذا فإن مسألة إعادة بناء مؤسسات السلطة الوطنية عن طريق دمقرطتها والتمسك بخيار الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية وتحديد مواعيد لأجرائها، ومكافحة الفساد الإداري والمالي والسياسي والتسيب وإهدار المال العام, وضمان سيادة القانون والحفاظ على الحريات العامة والأساسية، ووقف التعديات على الأملاك الخاصة والعامة، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للجماهير التي تئن تحت وطأة البطالة والفقر، وتدني مستويات المعيشة، وتشكيل الهيئة الوطنية للتكافل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتدعيم صمود الجماهير وتعزيز قدراتها وإمكانياتها.
كمالا يعقل ومن غير المقبول إن تكون القوى السياسية والمجتمعية في الميدان، وتترك للآخرين فرصة القيادة وتكتفي هي بالمناشدة ورفع المذكرات لإصلاح الوضع الداخلي، أو لاتخاذ سياسة ما، بينما أن الخيار الأصوب والأقرب هو بمقدار ما تكون هذه القوى شريك في صنع الانتفاضة، وتحمل مسؤولياتها الوطنية عليها أن تكون شريك في صنع القرار ومتابعة تنفيذه، وليس التفرج من موقع التطهر السياسي، وكأن صنع السياسة في مكان والفعل النضالي في مكان آخر، ولا رابط أو علاقة بينهما. ومن هنا فإن مسألة إنجاز القيادة الوطنية الموحدة على قاعدة وثيقة آب، عام 2203، ووثيقة آذار العام الحالي والتي وضعتها القوى الوطنية والإسلامية مسألة حيوية في هذا الإطار.
أخيرا أن ما دعونا وندعو له هو إثارة نقاش علني جاد ومسؤول حول الانتفاضة، وبرنامجها ومستقبلها، انطلاقا من الحرص عليها، باعتبارها أداة كفاحية، امتلكها شعبنا ونعّول عليها الكثير في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ نضال شعبنا، وهذه الأفكار التي طرحت حول برنامج عمل الانتفاضة وأدواتها الكفاحية، لا تعني شروطا مسبقة من وجهة نظرنا على القوى الوطنية والإسلامية لكنها تشكل الطريق الأسلم الأصوب لإعادة النظر في هذه الصيغة وإعادة بناءها وتصحيح وتصويب عملها، فهذه الصيغة الإطار يمكن أن تستمر لكن كإطار شكلي على قاعدة التوافق على البيان والفعاليات الميدانية، وتستمر الانتفاضة على نفس حالة الإرباك والتعثر وعدم الوضوح بالأهداف وبدون أي مرا كمه لتغيير حقيقي وجدي ولمدى منظور وبعدها تواجه بقدرها المحتوم بالإخفاق.
إن هذا التوافق على تلك الحدود الدنيا في إطار القوى الوطنية الإسلامية، وإن يعتبره البعض إنجازا وهو محق في ذلك في مرحلة تاريخية معينة، لكنه يبقى دون مستوى الطموح ولا يقدم حلاً أو يحقق نصرا.


رام الله
5.10.2004



#احمد_مجدلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2
- اوهام السلطة والحل الشاروني
- ازمة سياسية ام ازمة النظام السياسي
- الانتفاضة في عامها الثالث: الأهداف والمهام المباشرة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2