أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - سقوط مبارك، أنتصار عظيم للثورة، فلا تخلوا الشوارع، ولا تسمحوا باحتواء الثورة!!















المزيد.....

سقوط مبارك، أنتصار عظيم للثورة، فلا تخلوا الشوارع، ولا تسمحوا باحتواء الثورة!!


سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)


الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد أصبح 11شباط يوم تاريخي عظيم في حياة الشعب المصري ، يوم استطاع فيه الجماهير المليونية ان يظهر قوتها وعظمتها في الشارع وتمكن من اسقاط واحد من اكثر دكتاتوريات المنطقة دمويتا. يوم أمس الخميس كان كل العالم يراقب تطورات الثورة المصرية على أمل أن يعلن حسني مبارك استقالته و ينهى تاريخه الأسود، و لكن تعنت و دخل حلبة الصراع للمبارزة مع شباب ساحة التحرير و اراد ان يختبر قدره مرة اخرى " دكتاتور عجوز امام شباب الثورة" هكذا كتب احد الشباب على الفيس بوك ، ايهما تنتصر. و لما ازدادت الغضب الجماهيري و توسعت المظاهرات وبعد أن شارك العمال بشكل واسع جدا فقد أصاب الشلل كل مفاصل الدولة بصورة كليةا و مع بدأ الاضراب العام للعمال و قطعهم للعديد من الطرقات العامة و تهديدهم بغلق قنات السويس ، ساعد على أزدياد تماسك وصلابة الثورة في ساحة التحرير ، وكان من المقرر ان ينزل 20 مليون انسان الى شوارع كل المدن المصرية بعد ان بدأوا بضرب الطوق على مراكز الدولة ، الحكومة ، مجلس الشعب، و الأذاعة و التلفزيون، ولما قرر الحشود الجماهيرية في التوجه الى القصر الرئاسي ، في هذه الأثناء فهم الدكتاتور بان تعنته لا يفيده شيئا" فقرر ان يرحل ويهرب من امام ثورة الشباب ، وسلم السلطة الى المجلس الأعلى للجيش.
ان سقوط الدكتاتور كان خبرا" مفرحا لكل التحررين ليس للمصريين فقط و انما لكل البشرية ، و هزيمة حسني مبارك هو مرحلة مهمة من ارجاع الأمل بانتصار ارادة البشرية على القمع و الأستبداد و البربرية ، ان اسقاط دكتاتور مثل حسني مبارك ب48 يوما من اعلان العصيان المدني و 18 يوميا متتاليا من الاعمال الثورية بدون توقف و بضحايا كثيرة، واذا تم مقارنة ماحدث بالحروب التي حدثت خلال السنين الماضية في البلدان العربية، سيتبين بان الثورة هي اكثر الطرق ملائمة" لتحرير البشرية من القمع و الأستبداد و الحرمان الأقتصادي. ان الحرب الأمريكية التي نفذت ضد العراق تحت شعار تحرير العراق سبب بقتل عشرات ألألاف و تدمير البلد كليا وكذلك دخول البلد في دوامة حرب طائفية ودينية ولم يكن يتصور أحد كيف يمكن الخروج من الوضع المأساوي التي أوجده ذلك الحرب الوحشي، إلا أن ثورة الجماهير المصرية تمكنت من اسقاط نظام مبارك وهي في اوج قوته ب300 ضحايا من اجل الحرية، و فتحت افاقا" واسعة أمام قضية تطور مصر الى بلد حر و متساوي. ان هذه الثورة غرست في اعماق الجيل الجديد الروح الثوروية و سلوك طريق الثورة لحل القضايا المعقدة و المهمة داخل المجتمع.
لكن هذه الثورة مطوقة من قبل عدة اطراف التي تشكل قوى الثورة المضادة عالميا و محليا . الحكومة الأمريكية و اوباما ، الجيش المصري، و الاحزاب التي بدأت بالمفاوضات مع حسني مبارك قبل سقوطه وخاصة اخوان المسلمين. ان كل هذه الأطراف المذكورة هم اعداء الثورة وإن اخفاء هذه الحقيقة لا تخدم الثورة، فإذا شئنا أم أبينا، ستكون مسألة استلام السلطة من قبل الجيش هي مخطط خبيث لاجهاض الثورة بذريعة صد حالة الفوضى و تغير السلطة بطرق سلمية ، انهم يريدون ارجاع الجماهر الى البيوت ، ويريدون اخلاء الشوارع من الثوار، حيث أن نفس المساعي كانت تبذل قبل سقوط الدكتاتور من قبيل الأصلاحات السياسية و الأقتصادية وبطبيعة الحال بمساعدة و توصيات من امريكا وبهذا الخصوص كان عمر سليمان على خط مفتوح مع وامريكا، وكان تنازلاتهم يزداد يوما بعد يوم ، أي بقدر ما كان قوة الثورة تزداد صلابتا و وسعة" كان تنازلاتهم تزداد وعلى الرغم من ذلك فأنهم لم يفلحوا في اقناع الثورة بالخضوع لطروحاتهم ، ولذالك ضحوا بحسني مبارك حتى يستطيعون انقاذ النظام . ولكن " الشعب يريد اسقاط النظام" وإن ذلك لم يتحقق لحد الآن وما تحقق لحد هذه اللحظة هو فقط سقوط رمز النظام وصنمه و لكن الهيكل لازال باقيا" في مكانه. وبتوصيات من اوباما و هيلاري كلنتون و دور الجيش و الاستعداد الهش للمعارضة، التي لم يكن له اي دور في تقوية الثورة بل أصبح في أفضل الأحوال ذيلا للثورة وكبل تقدمه في اكثر الأوقات، أخلى الطريق أمام الجيش لأخذ السلطة ، لكي يتسنى لهم بعد افشال الثورة وتفريغها من محتواها الثوري أن يرجعوا لاعادة تنصيب الدكتاتورية مرة اخرى.
الجيش لم يكن صديقا يوم من الأيام مع الشعب، بل الجيش هو اداة للقمع و السيطرة الطبقية و لحماية النظام السياسي _ ألاجتماعي الموجود و حارسها الأمين، ان الأبواق التي تسمع هنا وهناك حول هذه المقولة وخصوصا" من أناس يسمون انفسهم تحررين و او يساريين هي في احسن الأحوال وهم و حماقة و انتحار. ان الجيش الذي يريدون ان يصورنه صديق الشعب هو الذي انتج الدكتاتوريات المصرية وكذلك في المنطقة ضد الجماهير الواسعة امثال حسني مبارك. ان المرتزقة الذين هاجموا شباب ساحة التحرير هم بالتأكيد مروا بين الدبابات ومن امام القوات العسكرية على صهوة الأحصنة والبعران وهاجموا بالأسلحة البيضاء على الجماهير المعزولة من كل وسيلة ديفاع. ان الجماهير لم تنتفض و تثور حتى تسقط نظاما دكتاتوريا بوليسيا ولكي تحل محلها دكتاتورية جنرالات الجيش، ان الثورة لا تقبل بهذه المؤامرة المضادة للثورة.
ان الثورة اسقطت الدكتاتورية و يجب ان تحل محلها حكومة ثورية ، ان الحكومة العسكرية باطلة، و حكم الجنرالات باطل، فقط الثورة لها شرعية جماهيرية لأن الثورة اكتسبت هذه الشرعية من شوارع مصر من الجماهير المليونية من الذين صوتوا بحناجرهم وصمودهم وتضحياتهم للثورة ، ولذلك فإن أي التفاف على هذه المسالة المهمة هو التفاف ضد الملايين من جماهير مصر ، الإرادة الثورية التي انجزت اول مطاليب الثورة والتي تمثلت باسقاط الدكتاتور، لهل القدرة على تنفيذ جميع مطاليب الثورة الاخرى و التي كتبت على الافتات و البلاكاردات وعلى الجدران و بدماء المضحين من اجل الخبز و الحرية و الحياة الكريمة.
لم يكن اسقاط حسني مبارك الهدف الوحيد بالنسبة للجماهير المليونية في مصر كم روجوا لها مهندسي الأفكار في سي ان ان، بل كان الهدف هو اسقاط النظام ، اي الدكتاتور و النظام الدكتاتوري بالكامل، و الغاء الشرطة و الأمن و المؤسسات القمعية، ومحاكمة الذين ارتكبوا الجرائم بحق جماهير مصر خلال ثلاثين سنة مضت و نهبوا وسلبوا ثروات المجتمع، ان الثورة في بداية طريقها لتطبيق كل برنامجها ، ان الحرية و اطلاق سراح السجناء السياسيين و اطلاق الحريات السياسية يشكل محورا مهما من محطات الثورة. كما وان ضمان البطالة و زيادة الاجور و حياة كريمة يشكل المحور الأساسي للبرنامج الاقتصادي للثورة ، ولهذا فإن الجيش ليس اهلا لتطبيق برنامج الثورة انما بالعكس يسعون لاعاقة ادامة الثورة في الوصول الى اهدافها. ان الحياة الكريمة و الخبز و الحرية لا يمكن تحقيقها في ظل النظام الرأسمالي ، حيث أنه بدون تطوير الثورة الى حيث انتزاع السلطة السياسية و الأقتصادية للبرجوازية فإن كل هذه الأهداف ستبقى بعيدة المنال وسيبقى الجوع و الفقر و البطالة لملايين الناس بدون حل و جواب. فقط الثورة لها القدرة على تلبية كل تلك المطالب.
الثورة لا تستطيع ان تستمر وتنجح بدون تنظيم نفسها كسلطة و مسؤولة عن ادارة البلد. لهذا فإن بناء المجالس الشعبية في المحلات و المجالس العمالية في اماكن العمل و في المؤسسات لادارة المحلة و المعمل و المؤسسات التعليمية و الصحية و الخدمية وعلى اساسها تنظيم المجلس التأسيسي للممثلي المجالس من كل المدن بعنوانها اعلى السلطة في البلد، فقط بامكان مثل هذه السلطة ان تجسد الارادة الجماهيرية و ليس تبادل الأدوار و التغير " السلس " التي يطرحه امريكا و يرددها المعارضة البرجوازية بشتى الوانها.
نعم سقط مبارك و سقطت الدكتاتور وهذه النقطة تمثل حلقة مهمة في تطور الثورة ولكن عملية احتواء الثورة أمر وارد في كل لحظة من لحاظاتها وهي مسألة حيوية يتطلب من قادة الثورة ان ينتبهوا جيدا" لكل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الثورة، ان اخلاء الشوارع و عودة الناس الى بيوتهم هي مؤامرة ضد الثورة يجب افشالها.
سمير نوري
11 شباك 2011



#سمير_نوري (هاشتاغ)       Samir_Noory#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة تتقدم نحو النصر النهائي ، و-اخوان المسلمين - يغازلون ...
- اقر هذا القانون لمنع المظاهرات في كردستان !!
- بداية ثورة عنيفة في مصر،الأصلاحات لانقاذ النظام ، رد على هيل ...
- ثورة تونس منعطف لبداية مرحلة جديدة من الثورات!
- حول ازمة تشكيل الحكومة العراقية
- مقابلة مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ...
- مقابلة سياسية مع جليل شهباز وسمير نوري عضوي المكتب السياسي ل ...
- احتفال 1 أيار / مايو يوم العمال العالمي في تورونتو_كندا
- نتائج الانتخابات واستمرار تدهور الاوضاع في العراق
- لقاء تلفزيون سيكولار مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ا ...
- حول ارتكاب الدولة لجرائم القتل العمد – الاعدام - في العراق
- دخول المستنقع !
- في يوم العمال بامريكا الشمالية ادعياء -أستقلال صف الطبقة الع ...
- كل القوى البرجوازية في العراق مشاركة في تردي الأوضاع
- مهزلة انتخابات، ثورة -مخملية-! حمراء في شوارع طهران! ونهاية ...
- اخبار عمالية وتعليق عليها
- فساد ام نهب ؟
- انتخابات كردستان وموقفنا منها
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ...
- الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني والوضع السياسي واستق ...


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - سقوط مبارك، أنتصار عظيم للثورة، فلا تخلوا الشوارع، ولا تسمحوا باحتواء الثورة!!