أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - عباس ساجت الغزي - انا وامي والاجهزة القمعية














المزيد.....

انا وامي والاجهزة القمعية


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 13:11
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


أنا وأمي والأجهزة القمعية
نخلة شامخة هي أمي نبتت في ارض أجدادي الخصبة وسقيت من انهار الجنة ماء عذب وأثمرت ثمار خير وعطاء . جمال أمي لا تدركه الأوصاف إلى في حضرة الأدباء والفنانين .
وجهها من ضوء القمر ألبدري في ليلة ربيعية و خصلات شعرها سعف نخلة سومرية تعانق أشعة الشمس الذهبية وعيناها نجوم تتلألأ في سماء ليلة محاقية وقلبها الكبير سفينة تبحر في مياه الحرية وصوتها هدير مياه ندية بشجون نغمة أوريه ..
أمي تعني لي كل شئ في الكون هي نفسي وروحي التي بين أضلعي لها صورة ملئ ذاكرتي كيف أتصور يوم أن تضام وأنا أتنفس الهواء كانت تلك نظرتي لها .
لكن ونحن نعيش تحت سطوت أنظمة ديكتاتورية وأجهزة قمعية يعمل فيها أناس غلظت قلوبهم فكانت كالحجارة بل اشد قسوة فان المثل العليا ترمى على الأرض بقوة البنادق وتتجرد من اعتباراتها تحت قسوة الجلاد ..
في صباح يوم شتائي كنت برفقة أمي لشراء بعض احتياجاتنا من السوق الذي كان مكتظا بالمتسوقين ذلك اليوم كانت الساعة تقارب التاسعة صباحا والسوق في ذروته في هذا الوقت .
السوق كان يقسمه شارع إلى نصفين وانسيابية السير في ذلك الشارع بطيئة بسبب عربات الباعة المتجولين وعربات نقل البضائع وزحام المارة وبعض السيارات الصغيرة .
كانت أمي تسير عن يميني تحمل بيدها سلتها من البلاستك زرقاء اللون تحملها معها في كل مرة تذهب إلى السوق . فجأة سمعت صرختها أدرت نظري سريعا وجدها مرمية على الأرض وسيارة خلفنا أسرعت لمساعدتها على النهوض من الأرض ونفض التراب عن عباءتها السوداء .
كانت السيارة نوع تويوتا لاندكروز بيضاء اللون يقلها شخصان يرتديان معاطف عسكرية اعرف أنها تعود للقوات الخاصة وكنت اعلم بان هذا النوع من السيارات يعود للأجهزة الأمنية في الدولة .
صرخ السائق بصوت عالي ونبرة سلطوية ..عمه حتى عمه ..كنت انفض التراب عن أمي فأجبته ..من الأعمى نحن أم أنت الذي تقود السيارة .. حينها فتح الباب وأسرع نحونا كان طويل القامة ويرتدي دشداشة تحت المعطف العسكري ، هام عليّ لضربي حالة أمي بيني وبينه فقام بدفعها على الرصيف ..
وجاء ليمسك بي لم أتمالك نفسي حينها رغم كوني كنت شاب صغير ضعيف البنية حينما امسك بيدي ضربته براسي على جبهته تدفق الدم من جبهته بغزارة وتبادلنا اللكمات باليدين ، فأسرع الشخص الذي كان معه في السيارة ليمسك بي تملصت من الأول وبدأت الشجار معه كنت اخف منهم حركة والناس التي تجمهرت من حولنا كانت تحول بيني وبينهم في بعض الأحيان .
كنت اسمع صرخات أمي وأحس بيدها تسحبني من المعركة لكن النزال كان حتميا لا مفر منه ،كانت لحظة غضب لاشعورية وقتها كنت أتمنى الموت على أن تضام أمي وإنا بقربها .
أسرع الرجل الأخر إلى السيارة وحمل بيده بندقية واخذ يطلق النار وتفرق الناس معلنا بذلك نهاية المعركة الغير متكافئة ، وقام بتوجيه البندقية عليّ ، كانت أمي تصرخ ، سحبني الأخر إلى داخل السيارة ولم تنفع المقاومة حينها ..
وانأ في السيارة لم استطع النظر إلى أمي وهي مرمية على الأرض لشدة اللكمات التي توجه لي منهما ، ثم انطلقت السيارة مسرعة بعد أن تفرق من كان في الشارع خوفا من الرصاص .
كان السائق يمسك المقود بيد وكان في اليد الأخرى مسدس وكان يضربني بمقبضه على راسي وحين أحاول تجنب الضربة يضربني الأخر من الجهة المقابلة حتى تدور الدنيا بي وأحس باني فارقت الحياة كنت أفكر بأنها لحظاتي الأخيرة كنت اردد آيات من القران بحركة الشفتين دون إصدار صوت خوفا منهما .
كانت السيارة تمشي ببطء وهما يتهامسان لم أكن لأسمع كلامهما ولكن الخوف من القادم المجهول كان يسيطر على ّ ثم صرخا بصوت واحد اليوم أخر يوم في عمرك وتوجها بالسيارة إلى مكان خارج المدينة كان المكان عبارة عن ارض مهجورة تحيط بها تلال وسواتر ترابية كنت اعرف المنطقة فهي تقع خلف الطريق المؤدي إلى بيت جدي وكانت تسمى أبو جداحة نسبة إلى فيضان كان قد أصاب المنطقة وعمدت الناس إلى عمل ذلك الساتر الترابي .
كانت السيارة تمشي في ارض وعرة وراسي يرتطم بكل الجهات لأن يداي كانتا موثقتان إلى بعض ... توقفت السيارة في منطقة فيها أشواك زرع يابسة وجذع نخلة يابس فارق الماء منذ سنين وقال من كان يقود السيارة ... هذا مكان مناسب هيا انزله هنا لننتهي منه ، نزل من السيارة فتح الباب وسحبني إلى الخارج حينها تلوت الشهادة ، كان يسحبني نحو الجذع وسمعت صوت سحب الأقسام من البندقية كانت نوع كلاشنكوف نصف أخمص شعرت بخوف شديد حينها لم أتمكن من بلع ريقي .
قال من كان يحمل البندقية ... اربطه إلى جذع النخلة .. تذكرت دعاء سيدنا موسى عليه وعلى نبينا محمد (ص) أفضل الصلوات في الآية الكريمة " وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي " كنت اردده فانفجرت بالبكاء فقلت لهما اقتلوني لكن لن تفلتوا لان أمي والناس تعرفوا عليكم وسجلوا رقم السيارة وان والدي يعمل بحماية المحافظ وسوف يجدونكم سريعا ولن يخفى شيّ ..
أسرعا نحوي وضرباني حتى فقدت الوعي وحين أفقت وجدت نفسي في السيارة وهي ترجع في نفس الطريق أحسست حينها باني نجوت من الموت المحقق ببركة الآية الكريمة ودعاء أمي التي كانت دموعها تنهمر كالمطر حين تركتها ..

عباس ساجت ألغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات التغيير واقع ودروس
- اطفال العراق وظاهرة العنف


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - عباس ساجت الغزي - انا وامي والاجهزة القمعية