يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير - الجزء الثاني

فيروز أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 16:25
المحور: الادب والفن
    

والنبي ممكن علم مصر ؟ بكام قال أحمد للبايع .
البايع : خمسة جنيه .
أحمد : ليه كده بس ما إمبارح إشتريناه بأربع جنيه قوام غليت كده ، هو في حد يتاجر بعلم بلدو ويستغلو كمان ؟ قالها أحمد بهزار على أساس يروق الجو .
الولد إتعصب منو وخد كلامو جد ، ما إنتو كمان قاعدين تبيعوا وتشتروا في البلد زي الكبار ما عملوا إشمعنا أنا ، ولا بييجي على الغلبان زي حلتنا ويوقف .
أحمد إتعصب أكتر ومسك الولد من قميصو عشان يفهم منو الحكاية والجماعة بيحاولوا يهدوا الجو .
أحمد : سبوني أنا عايز أعرف هو قصدو أيه من كلامو .
الولد البايع : مُش أنا اللي بيقول ده التلفزيون اللي طول اليوم بيقول إنو إنتو بتتسلموا 100 يورو كل يوم وبيجيلكم وجبتين من دجاج كنتاكي ، سبوني بقى آكل عيش أنا بقالي اسبوع مرُحتش الشغل عشان الاسطة الميكانيكي مافتحش الورشة عشان إعتصامكو ، أنا مش زيكو ولاد ناس شبعانين ومليانين ، قالها بصوت واطي وهو بيجمع الاعلام الواقعة على الأرض .
أحمد بص للولد وفكرو بأحمد زكي في فلم البريء ، حط إيه على كتف الولد وإستسمح منو وقال لو :
أولا إحنا مش فارقين عنك بأي حاجة دمنا وأرضنا واحد ، ونفس الفول والطعمية اللي بيجري بدمك بيجري بدمي ، وثانيا مُش صحيح إن إحنا ممولين من جهات خارجية محدش يقدر يشترينا إحنا هنا عشان محدش قدر يشترينا ، طلع بسكويت من جيبو و قال لو ده الكنتاكي بتاعنا ، الاتنين لملموا العلم اللي على الارض وقعدوا على الرصيف أحمد عزم البايع على البسكويت بتاعو وقال لو بهزارو المعهود :
إتفضل عشان يبقى كنتاكي وملح ، وعلى فكرة أنا أبوية موظف على قد حالو وأمي خياطة .
محمود المعروف بميوله الاخوانية مع انو بينكرو على نفسو ، هو يعني اللي يتمسك بدين ربنا وما يخرجش عن طاعة ربنا سبحانه وتعالى لازم يكون من الإخوان المسلمين ؟ كان دايماً يبرر نفسو كل ما حد علق على إتجاهه السياسي ، محمود أو الأخ محمود زي ما إتعود صُحابو ينادوه
لما سمع إشاعات التلفزيون المصري عنهم قال :
إعلام عُهر لا يحكمه غير الغوازي والقوادوون ، لما تلفزيونك الوطني يتهمك إتهامات باطلة زي دي ئومال ممكن نستنى إيه من الدول الأخرى .
هشام بيحاول يهدي محمود :
إهدى يا أخ محمود ومتستغربش ، انت لازم تتوقع كل حاجة ممكن النظام يلجأ لو عشان يبرر موقفو ، إحنا لما إخترنا الطريق ده عملنا حسابنا لكل الاحتمالات وأولها الموت ، ثم إنت مستني إيه من نظام عيش الشعب في رعب وتضليل للحقايق بقالو عقود عايز وهو بيحتضر يقول الحق (وينادي حقي برقبتي ) عمرو ما حيعترف بهزيمتو قدامنا ، مش فاهم لحد دلوقتي انو كل يوم يتلزق فيه بالكورسي حيسقط أزيد من الاول في نظر الشعب حتى لو كان اللي حوليه يبينوا العكس ليه عشان خايفين او لحماية مصالحهم ، عارف انا شايف المشكلة مش بالاتهامات الباطلة بس المشكلة الاكبر في الناس اللي يصدقوا الافترا ده ، زي اخونا الغلبان الولد بتاع العلم ، وإحنا لازم نقدر نغير رأي الناس دول اللي يصدقوهم ونخليهم بصفنا ، في حاجة أخطر من الفقر إحنا لازم نحاربو الجهل ، الجهل هو السبب في اللي إحنا وصلنا ليه جهلنا بحقوقنا وواجبتنا ، الحقوق والواجبات اللي كانت مقسمة على فريقين ، إذا كنت في فريق الشعب الغلبان يكون الواجبات من نصيبك وإذا كنت من الحكومة يكون الحقوق من نصيبك ، الحكومة اللي إحنا بنختارها واللي ما تبقاش حكومة من غير شعب حوليه .
يا جماعة عرفتو آخر خبر قال عادل بعد ما رجع من البيت حيث عمد شباب الميدان للمناوبة في ميدان التحرير بعد أن تبين لهم أن رحيل الريس سوف لن يكون طويلا وإذا ما فضوا الميدان فسوف تنطفئ شعلة الاعتصام ويكون من الصعوبة تحريك الرأي من جديد وجمع هذا الكم من المعتصمين لذا عمدوا الى التناوب في التواجد في الميدان ، كما وإختاروا ايام الأحد والثلاثاء والجمعة أن يكون يوم الاعتصام والايام الباقية يوم راحة .
أحمد : إيه يا عادل شوقتني إيه هو آخبار الآخبار ؟
عادل : البرادعي أعلن إنو مستعد ينصب نفسو رئيس مؤقت للبلاد إذا الشعب طلب منو ده .
أحمد ) إيه يُنصب ) نفسو ريس على الشعب ؟
عادل : ينصب نفسو ريس على مصر ، إيه يا أحمد بقيت فجأة ضعيف في القواعد العربي بص لأحمد وهما الاتنين فاهمين قصد بعض ، ولسه .
أحمد : إيه تاني ؟
عادل : قال مفيش حوار مع الحكومة الا مع رحيل مبارك .
أحمد : والله فيه خير ، الرجل بجد قلبو علينا قالها بإستهزاء ، هو فاكر المحروسة العراق يبيع ويشتري فيه زي ما هو عايز في نووي لا مفيش نووي لالا في نووي، هو إيه ماشبعش خراب في العراق جاي لبلدو عشان يكملها ( يخربها ويقعد على تلها) .
الأخ محمود وهو يتحسس لحيته قال :
الصراحة يا أخواني أنا ما بتفائلش خير في الراجل ده ، يعني بصريح العبارة ما بينزليش من زور ، كون الراجل ده ما أتعاملش بأمانة في شغلو لما كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وباع مصير شعب واللي لحد بلوقتي ما زالو يعانو من وجود الامريكان في بلدهم و كل ده ليه ؟ عشان يرضي أمريكا ويديلهم المبرر اللي يدخلو بيه العراق ، فإيه اللي يضمن لنا انو مش حيبيعنا إحنا كمان .
هشام : ده يمكن الامريكان وعدوه بمصر هدية ليه مقابل خدمتو .
أحمد : خلي اللي يقول يقول ، وخلي كل الاحزاب والمعارضة تطالب باللي هي عايزاه ، لكن محدش يتكلم بإسمنا ومن اليوم لازم نتكاتف عشان محدش يشتري صوتنا ، إحنا ولائنا لمصر ومصر فوق كل إعتبار ومطلبنا واحد وهو رحيل الريس وغير الرحيل مفيش بديل ، أحمد مسك الميكرفون في وسط الميدان والشباب حملوه على الاكتاف يلا يا جماعة قولوا معايا :
لا أحزاب ولا معارضة
لا إخوان ولا علمان

يُتبع ...............

#فيروز_أمين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات