أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد دلباني - احتفاءً بالكوجيتو العربي الجديد: - أنا أثور، إذن أنا موجود -















المزيد.....

احتفاءً بالكوجيتو العربي الجديد: - أنا أثور، إذن أنا موجود -


أحمد دلباني

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفاءً بالكوجيتو العربي الجديد:

" أنا أثور، إذن أنا موجُود "

أحمد دلباني
1

أخيرا، يستطيع كل فرد عربي، اليوم، أن يقف عن كثب على ميلاد زمن عربي جديد فعلا: زمن ينهي سيادة الخضوع واليأس ويبدأ فصلا بهيا ومُذهلا من فصول المُمانعة وقد تحولت إلى ثورة ضد يَباس الحياة العربية وضد قوى الفشل التاريخي في الارتقاء بالإنسان العربي وتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة. إن شتاء الغضب العربي – الذي هو أكثر الفصول دفئا منذ عقود – شهد، بصورة مُدهشة، ميلاد الكوجيتو العربي الجديد: " أنا أثور، إذن أنا موجود ". فبعد أن عشنا طويلا على كوجيتو آخر ظل يرسخ قيم الطاعة وخفض الصوت وخنق التطلعات والصَّبوات في حضرة الآلهة التي جثمت علينا عصورا طويلة، ها هو بركان الغضب الشعبي يأتي على معبد الاستبداد العربي ويفتحُ أفق التغيير من خلال انتفاضة شباب ثائر يدعونا اليوم إلى مراجعة مفاهيمنا ونظرياتنا المتكلسة عن الثورة والعمل الثوري بعامة.
يحق لكل فرد عربي بالتالي - وهو يرى ما يرى - أن يشعر بنشوة نيرُونية لمَرأى نيران الانتفاضة الشعبية تأكل عروش الاستبداد والفساد وتنتفضُ ضد وضع لم يعد يُحتمل. هذا يعلمنا شيئا عظيم الأهمية: هو أن الشعوب لا تخطئ أبدا مواعيدها مع التاريخ؛ ويُعلمنا أن فضيلة الفكر الوحيدة الباقية أن يكون في مستوى المُراهنة على المستقبل الذي يمثله شبابٌ منتفض يؤمن بحياة جديرة بنفسها، تخرج كعنقاء بهية من رماد الفكر المُستنفد ومن محبس الممارسات السياسية الشائخة التي لم تحسن الإصغاء، بعد، إلى لحظتها التاريخية.
لقد كان بالإمكان أن نقول قبل هذا الشتاء العربي العظيم أن العالم العربي كله يمثل المُومياء الوحيدة والأطول عُمرًا في العالم كله: استبداد سياسي. فساد شامل وفشل في تحقيق التنمية. غيابٌ للعدالة والمساواة. دوسٌ على أبسط حقوق الإنسان الديمقراطية. فقر ثقافي وانتعاش لشجرة الأصولية على أرض الانتكاس التاريخي لكل المشاريع العرجاء. فكيف كان بالإمكان أن نتحدث – وبنوع من الصلافة – عن الحوار مع الآخر وعن مكانتنا المزعومة في العالم؟ كيف كان بالإمكان أن نبحث عن مكان لنا تحت الشمس في ظل أنظمة تسلطية تقمع شعوبها وتضمن للغرب الرسمي حماية مصالحه مقابل السكوت عن انتهاك حقوق الإنسان بصورة فاضحة؟
يحق لنا جميعا أن نبتهج بعودة الحياة إلى بروميثيوس العربي بعد طول غياب. ويحق لنا جميعا، أيضا، أن نبتهج لاندحار الآلهة الأرضية وانهيار جبروتها. لقد كسر الشباب المنتفض حاجز الخوف واليأس، وأعلن قدرة الإنسان العربي على صنع مصيره وبناء عالمه والتحرر من سطوة الذهنية المتصالحة مع العالم كما يُصدره الفكر السائد. إن النظام العربي القائم عمل – طوال عشريات – على تهيئة كل الظروف التي تجعل من الفرد العربي كائنا رواقيا خانعا، وعمل على خنق الحياة العامة والخاصة بوساطة الاحتكار والهيمنة المادية والرمزية على الفضاء السوسيو- سياسي. وفي أشد لحظات الانهيار والخيبة في كل مناحي الحياة، سياسيا واقتصاديا وحضاريا، ظل هذا النظام يعتصمُ بالحل الأمني وبالانفتاح الاستهلاكي وباستجداء الدعم الخارجي مقابل جعل مجتمعاتنا رهينة لمصالح الخارج. لم يدُر في خلد هذا النظام أن اللحظة العولمية الحالية تجاوزت كل الحلول السابقة الممكنة للأنظمة الاستبدادية الأحادية في السيطرة المادية على الفضاء المدني والتسييج الإيديولوجي للمجتمع. وها هو الدليل: ما هدم قلعة النظام ليس الجيش التقليدي المرئي ممثلا بأشكال الممانعة التقليدية من مثقفين أو أحزاب ومعارضة علنية أو سرية، وإنما هو " حصان طروادة " من نوع خاص تسلل ذات يوم خفية إلى جسد مجتمعاتنا حاملا إليها هدية عولمية خطيرة: وسائط الاتصال الجديدة.
2
لعل هذه الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم العربي أن تكون الأعظم والأكثر أهمية وتأثيرا على مصائر مجتمعاتنا منذ حرب التحرير الجزائرية التي أسدلت الستار على الحقبة الكولونيالية الكلاسيكية. إنها أحداث أعادت إلى الواجهة إمكان التفكير من جديد في التغيير الذي سقط من قاموس الفكر العربي المتصالح مع واقعه والباحث عن هارمونيا مع لحظته تكرس معقولية الوضع القائم داخليا وإقليميا ودوليا. إنها أحداث ضخت الدم من جديد في أوصال الجسد العربي الذي عرف – لعشريات خلت – الانتكاس والخيبة واليأس ومرارة السقوط في أحابيل الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية. من هنا فرادتها ومن هنا جدتها أيضا: شبابٌ غير مهيكل سياسيا عرف كيف ينتفض ويثور بحثا عن كرامة العربي المهدورة بوسائله الخاصة التي قطعت مع العمل السياسي التقليدي المراقب جيدا في الدولة الأمنية العربية كما نعلم.
كأن أنظمة الفساد والاستبداد العربية تشهد مع هذه الانتفاضات يوم الدينونة: فهذا الشباب لم يؤمن يوما بنهاية التاريخ على الطريقة العربية التي جعلت من مجتمعاتنا ودُولنا واجهات سياحية وبؤرا للبؤس المادي والمعنوي وأسواقا للاستثمار الأجنبي على حساب التنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وترسيخ قيم المُواطنة. هذا يوم الدينونة يفاجئ الأنظمة التي كانت في غفلة فعلية من هذا ويُذكرها بأن وجه الإنسان قد يعلوه الصَّدأ لبعض الوقت ولكنه لا ينطمس أبدا؛ وينبهُها إلى أن التطلعات الأكثر عمقا للذات البشرية في الحرية والعدالة والكرامة لا يمكن أن تموت رغم كل محاولات تكنولوجيا السلطة في تحويل الفرد العربي إلى دُمية أو ببغاء. ولاحظوا كيف أن هذا اليوم ثقيل جدا وتنوء تحت أثقاله الجبال لأنه يُذكر السلطة العربية بحجم المسؤوليات التي داست عليها وهي تقمع العربي وتحرمُه من دخول العصر و الإسهام في بناء العالم. لقد قال هيغل يوما ما إن تاريخ العالم هو دينونة العالم وجزاؤه: فإلى جحيم التاريخ ومزبلته بكل أنظمة الفشل والفساد والقمع.
3
لم يُسهم المثقفون العرب بالمعنى التقليدي في هذه الانتفاضات الشعبية. لم يُمهدوا لها. لم يواكبوها كما ينبغي. لم يكتبوا بياناتها ولم يتوقعوا حتى حدوثها وانفجارها العظيم غير المسبُوق. لقد أربك هذا الأمر الجميع وكان كافيا لدعوة المثقف إلى مراجعة مواقفه المترددة وأشكال تصالحه مع النظام القائم بسكوته عن الانتهاكات مقابل الامتيازات أو بمُراهنته على التغيير الهادئ من الداخل. لقد سقط الفكر الذي ظل ينتظر بزوغ خيوط الفجر الأولى من جهة المعقولية النظرية ناسيا أن اللامعقول يدخل، أحيانا، في صميم كل زلزال تاريخي ويشكل جُزءًا من سديم الواقع المُتفجر وغير المُسَيطر عليه بشكل كاف من قِبل مرجعيات المثقفين المتآكلة. لقد سقطت أوهام الأنتلجنسيا باعتبارها القائد التاريخي لحركات التغيير. على المثقف العربي، بالتالي، أن يتعلم كيف يواكب الحدث ويقرأ دلالاته كي يكون في طليعة حركة التغيير مُشاركا ومُستبصرا لا قائدا أو وصيًّا. لقد عانينا كثيرا، ولعقود طويلة، من حضور فكرة الزعيم والمُخلص والقائد الأوحد الذي ظل تجسيدا لأحادية الرأي والاستبداد السياسي وقمع المختلف باسم يوتوبيا الوحدة التي تعلو على تعددية العالم وغناه.
ولكن بالمقابل يجب أن نشير أيضا إلى أن دور الأنتلجنسيا والمثقفين بعامة يجب أن يبرز بشكل جلي في حركة الاستبصار والنقد التي عليها أن تواكب حركة التغيير منعا من وقوعها في أحابيل ما كانت تنتفض ضده. ربما قامت جميع ثورات العالم على الكثير من الحنق على الوضع الذي لم يعد يُحتمل وعلى الكثير من الغضب غير المُسيطر عليه؛ ولذا كان يَسهُل الإيقاع بها في شباك الأحادية والاستبداد أو الأصولية وبخاصة في مجتمعات تعاني – منذ مدة طويلة – من فراغ إيديولوجي ومن فقر في الفكر السياسي الطليعي كمجتمعاتنا، يجعلها تسقط بسهولة في وهم الحلول السحرية والنهائية أوفي حضن الأحلام الخلاصية. على الأمل أن يتعقل وأن يتعلم كيف يكون ديمقراطيا. عليه، أيضا، أن يكون بروميثيُوسيًّا ينحاز إلى الإنسان العربي ويُعنى بمشكلاته الكيانية مُحذرا من إمكان انبعاث الآلهة الأرضية أو عودتها في أقنعة جديدة. فمن المؤكد أننا لا نريد ثورات تُحل ستالين مكان القيصر أو تحل ولاية الفقيه محل نظام الشاه أو تحلم بعودة الخليفة القروسطي مكان رئيس الجمهورية المخلوع. ليست الثورة هدفا بذاتها وإنما هي وسيلة لتحرير القدر الإنساني من كل أشكال الاستلاب في أنظمة القمع والتدجين. الثورة، جوهريا، حلمٌ بالتقدم وفتح أفق الازدهار الإنساني وليست هجسا بالتغيير من أجل التغيير. هنا يكمن دور الأنتلجنسيا برأينا، وهنا تكمن قيمة تدخلها من أجل ترسيخ قيم الثورة في الانعتاق وإعطائها مدلولاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية الواقعية في دولة المؤسسات الديمقراطية والعدالة والحقوق الفردية والجماعية.
من المؤكد أن السلطان لا يزول بمجرد قطع رأس الملك كما كان يُعلم ميشال فوكو. السلطة أمرٌ معقد فعلا وهي تخترق نسيج الهيئة الاجتماعية ولا تمثل امتيازا لفئة تستأثر بالحكم. إنها أداءٌ ومعقولية تفرض نفسها باسم الشرعية المُقتنصة في الفضاء السوسيو- سياسي. انطلاقا من ذلك نفهمُ كيف أن قلب نظام الحكم لا يعني أبدا أننا أفلتنا من السلطة أو أزلناها أو أننا غيَّرنا من مرجعية الشرعية ونظام المعنى الذي تتأسَّسُ عليه رؤيتنا للعالم والأشياء. ويعرف الجميع أن الأنظمة العربية ظلت تعيشُ على وقع الانقلابات ووُعودها ولم تغير شيئا. ظللنا نعيدُ بلا ملل قطعَ رأس الملك. ربما كان يجب البدء بتأسيس عقل سياسي عربي جديد ينهي أزمنة التربص اللانهائي بأيقونة الملك ويركز على خلخلة نظام الشرعية المتآكل انطلاقا من النقد الجذري لما يُؤسسُ لدوام أنظمة الاستبداد. ونعتقد أنها جذورٌ ثقافية وسوسيولوجية تشكل ينبوعا ثرا يضمن سيادة وهيمنة نظام الشرعية القديم ورمزانيته بأبعادها الدينية والاجتماعية البطريركية.
على الثورة، رُبما، أن تخرجَ من مَحبسها السياسي الضيق. عليها أن تكون نارًا تمتد إلى هشيم كل ما تتأسس عليه الحياة العربية ويُبقيها راكدة وآسنة في مُؤسَّسات الماضي البائد. عليها أن تكون طليعية وشاملة وديمقراطية بالمعنى الواسع لا مُجرد تعبير عن حنق وغضب، أو مُجرد نوستالجيا إلى زمن الأب المُؤسس والمُخلص الذي يسكن اللاوعي الجمعي زمن اليتم الحضاري العام والخيبة من فشل مشاريع الدولة الوطنية في التحديث. هذا هو دورُ المثقفين النقديين تحديدا: العمل على تجذير منحى الثورة بوصفها عملا نقديا متواصلا لا باعتبارها نظاما يحل مَحل نظام آخر. على المثقفين أن يوسعوا من دائرة اشتغالهم النقدي ضمن دائرة الثورة باعتبارها أنسنة ونُشدانا لوضع جديد يحتل الإنسان فيه مركز دائرة القيم مكان المرجعيات التقليدية.
على الثورة العربية ألا تسقط في فخ النظام المغلق، وأن تبقى مشرُوعا مفتوحًا يدشن عهدًا جديدا من العمل الدائم على ترسيخ قيم الحرية والمُواطنة والمُساواة. وعلى كاهل المثقفين تقع مسؤولية مواكبة الثورة من خلال العمل على تحرير العقل العربي والجسد العربي من الكوابح التي ظل يُؤبدها نظام فاسدٌ فاشلٌ قام – عبر امتداد العالم العربي - على الاحتماء بشرعية التلاعب بالمقدس من أجل الاستمرار والبقاء.



#أحمد_دلباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد: التفكير بوصفه قطفا للثمرة ال ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد دلباني - احتفاءً بالكوجيتو العربي الجديد: - أنا أثور، إذن أنا موجود -