أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن أبناي - لحظة مفصلية في مسار الانتفاضة التونسية















المزيد.....

لحظة مفصلية في مسار الانتفاضة التونسية


حسن أبناي

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بانصرام شهر من كفاح بطولي قل نظيره في عموم المنطقة، تكون الجماهير التونسية الكادحة قد طوت شوطا من معركتها الطويلة من أجل التحرر و الانعتاق. وتكون في مواجهة مع سلسلة من العقبات والفخاخ التي نصبها أزلام النظام الدموي. ليس أمام كادحي تونس إلا تنظيف إسطبلات أوجياس حتى النهاية.


I-

بن علي يسقط وسعي لسرقة النصر الشعبي
تأكد لابن علي أن غضب الجماهير الثائرة لا يمكن أن يهدأ قبل أن يدوس علي جثته ، وأن كل مناوراته وتوسلاته وألاعيبه ووعوده فاقدة لأية مصداقية .حينها حل البرلمان وعزل الحكومة ،ووضع خطة في غاية الدموية والإجرام معتمدا علي أجهزة الأمن الرئاسي الكريهة و الوفية لولي نعمتها،غاية الخطة تعميم النهب وإشعال الحرائق والاغتيالات والقتل بالجملة ،وجعل الجماهير تيأس وتترجي عودة المنقد المستبد. كان تنازل بن علي لوزيره الغنوشي عن السلظة تنازل ظرفيا .

تبين للنواة المركزية للنظام(قيادة الجيش –كبار الرأسماليين – وكبار الملاك البرقراطي ) أن خطة بن علي تحبل بمخاطر نسف أسس النظام برمته، ففضلت إدخال تعديلات تضحي نهائيا بابن علي وامكانية عودته حفاظا علي كامل النظام المسيطر سليما.

إن الألاعيب القانونية و الفدلكات الدستورية المقدمة لإضفاء الشرعية علي حكومة الامعة الغنوشي لا يصدقها إلا السذج، أما في حقيقة الأمر ليست إلا الوجه المكمل والمعدل للخطة الدموية للديكتاتور الكريه وهدفها قرصنة السلطة التي انتزعها كادحو تونس مقابل تضحيات جمة .

إن أصحاب القفازات الحريرية ورابطات العنق التي تصوغ السطو علي مكتسبات الانتفاضة باسم الدستور هي الوجه الأخر للقناصة الدين اصطادوا المناضلين وحولوا البيوت والسجون إلي مشواة بشرية ،وللعصابات التي عملت علي نشر الرعب وتعميم فقدان الآمال .المتمترسون خلف الأسلحة والمتقنعون بالأقنعة ،مثلهم مثل أصحاب البدلات الأنيقة والابتسامات المنافقة غايتهم سلب الكادحين انتصارهم وحرف الانتفاضة تحقيق غايتها .

ليس أمام شعب تونس إلا التنظيف التام لإسطبلات أوجياس . يجب تصفية الحساب مع كل اركان نظام بن علي، لا مفر من أجل نجاح الانتفاضة من الذهاب حتى النهاية.

حاججوا بالدستور لاضفاء الشرعية علي ما سموه الحكومة المؤقتة، لكن أيها السادة هذا كلام مردود فالديكتاتور عزل الحكومة والبرلمان قبل فراره، فأين يستمد الجلاد الرئيس الحالي مشروعيته وقبله الإمعة الغنوشي أليس دلك تلاعبا غير موفق بالقانون الذي هندسه الديكتاتور.؟

قولوا لنا من فصل الدستور علي مقاسه؟ أليس جلاد الشعب الفار إلي حين ؟هل قدم شعب تونس كل هذه الدماء ليقبل أن يحدد مصيره دستور كان أغلالا كريهة تقيد حريته، لا وألف لا، الشرعية الوحيدة شرعية الكفاح من أجل كامل حريتنا غير المنقوصة.

السلطة الجديدة يرأسها وزير الداخلية السابق أحد جلاوزة بن علي، ويرأس الحكومة وزير أول كان يتحمل نفس المهمة عشية السقوط المتتالي لعشرات الشهداء، أي أن أيادي هؤلاء ملطخة بدماء شهداء شعبنا. بدعوى الدراية بالملفات والتخصص التكنوقراطي تم الاحتفاظ بنفس الوزراء في الداخلية والاقتصاد والخارجية وهم من الحزب الدستوري .هدا مبرر كاذب أما الحقيقة أنهم يبعثون رسالة إلى الدوائر الامبريالية والرجعيات المرعوبة والصهيونية مفادها: نحن الحكومة المؤقتة التي اغتصبت سلطة الانتفاضة بأساليب خبيثة نطمئنكم أن السياسة الاقتصادية التي تضمن لكم نهب تونس وتغدي البؤس والبطالة والفقر ستستمر،وأن علاقاتنا بصفتنا أوفياء لكم لن تتغير ،وأن سياسة القمع والضبط وترويض الشعب الثائر ستسري حالما نلملم أجهزتنا ولو بعد حين، فلا تيأسوا ولاتحزنوا.

يجب التصدي لهدا السطو الإجرامي لهده العصابة المساندة من طرف بعض الأحزاب الوصولية الليبرالية لا لحكومة يشارك فيها الحزب الدستوري وكبار الرأسماليين. من أجل حكومة تمثل الذين تصدوا بصدورهم العارية لأزيز الرصاص، من أجل حكومة تلبي حاجيات المنتفضين الاقتصادية / الاجتماعية وتثبيت الحريات السياسية والسيادة الوطنية، في المحصلة حكومة العمال والكادحين

II-

المهام الآنية للثورة التونسية
حصيلة الانتفاضة انتهت بفرار الجلاد ، وفي الأنظمة التي يكون للفرد المستبد دور محوري كما هو حاصل في تونس ، يصيب سقوط المستبد النظام بارتباك شديد ، لكن مع الوقت يستجمع قواه ويتوازن ليأخذ المبادرة لينخرط في سياسة هجومية .الآن هناك سعي لاستعادة التوازن من طرف نظام بن علي بدون بن علي . ماهي المهام التي يفرضها الوضع آنيا: يجب مواصلة الضربات الشعبية لفلول النظام ، عدم تركه يسترجع أنفاسه ، كيف ذلك ؟؟ هناك تحديين متلازمين يجب ربحهما مهما كان الثمن :

أزمة القيادة : الشعب الكادح في قمة العنفوان ، الشبيبة مقدامة ، وأقسام الطبقة العاملة انخرطت بقوة في المعركة وفوق رؤوس البرقراطيات، الأحياء الشعبية حضن للانتفاضة ومتراسها ضد الثورة المضادة ، أنوية لجان الدفاع الذاتي، الكادحات من النساء الوقود المعنوي والانخراط السخي ، لكن نقطة الضعف القاتلة غياب مركز سياسي يحوز المصداقية ويرد علي فخاخ النظام وتوابعه، مايسترو القوة الشعبية.

لا يمكن لحركة مهما أبلت من تضحيات لكنها مذررة أن ترد علي ما يحاك ضد الثورة بقيادة جهاز ممركز ويحوز إمكانية الدولة بكامل عدتها وعتادها.

علي الحزب الشيوعي العمالي والماركسيين الثوريين والنقابيين الجذريين وممثلي اللجان الشعبية والقضاة ضحايا النظام ،المحامون المنخرطون في الكفاح والشباب المقاتل وممثلي الأحياء الشعبية تشكيل مركز الانتفاضة. يمثل أعماق تونس الكادحة ويرتبط بمراكز جهوية ،يحدد برنامج الكفاح ويصدر نشرة شعبية وأن يوطد الارتباط بمجالس العمال والأحياء الشعبية . يجب المبادرة ، التردد و الارتباك جريمة .الانتصارات الجزئية واليومية ستحسم المعركة ، لا يجب التذرع بانعدام التجربة ،لم يكن لعمال الكومونة الباريسية ولا عمال روسيا نماذج جاهزة لكن بإصرارهم وإقدامهم صنعوا صفحات مشرقة في تاريخ كفاح الشعوب من أجل الانعتاق

البرنامج :

القتال الذي دام شهرا جعل الجماهير الخاملة تدخل النضال السياسي بقوة ،فهي تحس أن قتالها تحاك ضده مؤامرة من فلول النظام ، لكن الجماهير عاجزة بدون تدخل المناضلين الجذريين عن صياغة برنامج تقاتل من أجله،برنامج ينطلق من الحاجيات الانية للجماهير ومتصل بمصالحها البعيدة.

رفض تام لحكومة الحزب الدستوري والنضال من أجل حلها ومحاكمة المتورطين في جرائم القتل ضد الشعب ومنهم الرئيس الحالي والإمعة الغنوشي وكل الوزراء وقادة الحزب وعائلة بن علي ومصادرة أملاكهم واسترجاع ما هربوه إلي الخارج. ومن أجل حكومة تمثل المنتفضين والانخراط عمليا في بناءها بتشكيل سلطة المنتفضين مركزيا وجهويا.

جعل هده الأدوات الجديدة مختبر لبلورة برنامج اقتصادي وسياسي للف الشعب للقتال من أجله ، الانتفاضة يجب أن تستمر في الشارع ورفض حالة الطوارئ وتكتيف اصدرا النشرات والإعلام المضاد والتمركز في الإحياء الشعبية والأحياء الصناعية والجامعات والتانويات كمراكز التعبئة المتواصلة

الانتفاضة والتضامن العالمي

الطبقة العاملة وشعوب العالم مشدوهة الي كادحي تونس .فهي الفيلق الأمامي في معركتها ضد الاستبداد والقهر . وعلي الثوريين في تونس تحديد انتظاراتهم من رفاق درب الكفاح عالميا ما هي الصعوبات .وما حاجياتهم ؟ بغض النظر عن واجب التضامن بالاعتصام والتظاهر والبيانات.

سارعت أنظمة المنطقة ألي التراجع عن الزيادات في الضرائب والأسعار ، ونطق ملك الملوك مادحا زينه عاتبا أحرار تونس عن تكسير الأغلال التي اعتبرت في عرف الكولونيل تاجا فوق رؤوسهم . لملم حسني مبارك هيئة أركان الحرب العامة لمواجهة شعب مصر اذا سار على نهج كسر الأغلال ودعت أعمدة نظام الجزائر الي إدخال تعديلات عميقة في الدستور ورفع حالات الطوارئ وإعادة النظر في السياسة الاقتصادية ، في المغرب حالة تأهب أمنية قصوى احتياطا لأي تحرك شعبي، ساركوزي ترأس اجتماعا وزاريا لدراسة تداعيات ثورة تونس، الكيان الصهيوني لم يتأخر في عقد اجتماعا وزاريا لبحت انتفاضة عصفت بنظام متعاون مع الكيان الصهيوني ، تلك أممية الكواسر الامبريالية وأنظمة الرجعية العربية والصهاينة الغاصبين.

فعلي أممية العمال والكادحين والأحرار أن تتحرك لمساندة مقاتلي طبقتنا في تونس الغراء

لايمكن للثورة التونسية أن تقف في منتصف الطريق ،إما أن تسير بشجاعة وأن تكنس نظام الاستبداد والاستغلال عن آخره عن أخره ،و سيسمع دويها في المنطقة المغاربية علي الأقل ، أو عودة لثعالب النظام المترنح و انتقامهم من الانتفاضة جراء ما سببته لهم من هلع .دورنا أن نعمل علي انتصار الثورة فالي الأمام.

فلتسقط حكومة الغنوشي

من أجل حكومة تمثل منظمات الشعب المنتفض، المستندة للجان الدفاع المدني المسلحة

من أجل الشغل للجميع

من أجل إصلاح زراعي جذري

من أجل مصادرة أملاك عائلة بن علي والمقربين منها وتأميمها ووضعها تحث الرقابة الشعبية

من أجل تأميم كافة البنوك والمصارف ووضعها تحث الرقابة الشعبية

من أجل جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا للبلاد



#حسن_أبناي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن أبناي - لحظة مفصلية في مسار الانتفاضة التونسية