أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أَبو غوش - قراءة في شرفة العار لعمر نصر الله














المزيد.....

قراءة في شرفة العار لعمر نصر الله


نزهة أَبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


شرفة العار ما بين الصورة الفوتوغرافية، ولوحة الفنان.
رواية شرفة العار للأَديب الفلسطيني ابراهيم نصر الله. طبعت عام 2010م، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف عن 237من الحجم المتوسط.
استطاع الأَديب أَن يصوِّر لنا لوحة فنية بارعة التقطها من صميم مجتمعنا العربي، بما يحمله هذا المجتمع من ثقافة، وطبقية، وأَنانية، وخوف، وذكورية ؛ وتسلط ، وممارسة كل أَنواع العنف ضد المرأَة : العنف الجسدي، والنفسي، ويشمل ذلك ذات المرأَة ، عملها، ومسيرة حياتها ، زواجها، تعليمها، ذاتها، أَطفالها....كل شئ.
في روايته "شرفة العار" نسج لنا الأديب نصر الله صراعًأ مريرًا ما بين الحياة والموت، وذلك منذ بداية الرواية حتى نهايتها .صارعت الطفلة تغريد ابنة الخمسة عشر عامًا على حياتها بعد أَن اغتصبها أَخوها الذي قتلها حفاظًا على شرف العائلة. صارعت والدتها وقاومت من أَجل حمايتها .صارعت النساء المومسات على حياتهن ليبعن أَنفسهن مقابل أُجرة مادية؛ من أَجل لقمة العيش. صارعت البطلة منار على كيانها من يونس الذي اغتصبها وأَفقدها عذريتها وكرامتها ووجودها. صارعت الأُم لحماية ابنتها. صارع الأَخ أَنور، والأَخ عبد الرؤوف؛ لإنقاذ أُختهما . صارع الأَب بقلبه المتعب، وصمته القاتل. لكن ما هي نتيجة هذا الصراع المرير؟ قالها الكاتب بملء فمه: إِنه الفشل الذريع. لقد نصَّب الرجل نفسه قاضيًا وجلادًا في آن واحد، بعد أَن كان هو نفسه الجاني مع صفق الإِصرار والترصد.
سؤال يجب أَن نسأَله لأَنفسنا: من هو الجاني الحقيقي؟ أَهو العم سالم، وأَبناؤه، أَم هو الأَخ الأَكبر لمنار، أَمين؟ أَم هو يونس المُخادع المغتصب؟
بدت لنا الصورة واضحة من خلال الرواية بأَن المجتمع بأَسره هو الجاني الأَكبر. لو لم يخف العم سالم من كلام الناس، وهمساتهم لما علَّق الراية السوداء فوق بيت أَخيه، أَبي الأَمين! لو لم يحسب أَمين حساب كلام الناس، ونظراتهم – رغم أَنه غارق بالموبقات من رأسه حتى أَخمص قدميه- لما طعن أُخته التي يعرف مدى براءتها، بعدة طعنات قاتلة!
إِن موروثاتنا الاجتماعية، والثقافية المريضة غير السوية كانت أَقوى من الدين نفسه، الدين الذي فهمه الرجل كما يشاء، وفسَّره على هواه. ما ذا فهم من الآية الكريمة: ليس الذكر كالأنثى؟ ماذا فهم من وراء كلمة "قوَّامون"؟ ماذا فهم من وراء أَربع زوجات "وإِن لم تقدروا فواحدة"؟ للأَسف الشديد لم يفهم الرجل في مجتمعنا العربي سوى أَن يكون رجلاً دكتا توريًا متسلطًا على المرأَة . لم يفهم سوى أَن يكون جلادًا لا يجد من يردعه.امتلك ذلك الرجل إحساسا بأَنه الوحيد الذي بيده القدرة على قبض أَرواح النساء، متى وأَينما كان. ماذا استطاعت النساء عمله بعد أَن غُدرت منار سوى البحث عن أَي طبيب يخلصها من الجنين؟ ماذا فعلت نبيلة مثلًا حين سار زوجها أَمين وراء شهواته، ورغباته؟ لا شيء سوى أَن خطبت له المرأَة التي صاحبها، ورقصت بفرحه على أَنغام حزنها وقهرها. وما استطاعت أَن تفعل غيرها، وغيرها من النساء، سوى الخوف والخنوع والتأَلم، وابتلاع الإهانات ثم الطاعة، والطاعة؟
استطاع الأَديب نصر الله بأُسلوبه الشيِّق أَن يجذبنا إِلى قراءَة ممتعة، ومتواصلة تضطرب فيها احاسيسنا، وانفعالاتنا بإِيقاعات فنية متقنة. استطاع الأَديب أَن يجعلنا نبكي ونحزن. هل هذا كل ما نريده من الأَديب؛ من أَجل معالجة قضية شائكة وحساسة تسمَّى ب "قضية الشرف" ؟ هل البكاء يستطبع أَن يقلِّص مدى سلطة الرجل الشرقي- العربي- ؟ هل البكاء كاف لكي تتلاشى دكتاتورية الذكر؟ وهل بإِمكان هذه الرواية " شرفة العار" بأَن تكون" درسًا بليغَا لفئات المجتمع" كما أَشار الكاتب المقدسي، محمود شقير بكلمته على الغلاف؟ لا أَعتقد ذلك أَبدًا ؛لأَن أَقصى ما يقدر أَن يفعله القارئ العربي، هو الحزن والبكاء كما فعلت أَنا. بصراحة، لقد كان الكاتب مصوِّرًا فوتوغرافيًا ، وليس رسَّامًا . إِن باستطاعة الرسام أَن يضيف لمساته وأَفكاره، ومبادئه على لوحاته، ولا يكون محايدًا كالمصِّور؛ من أَجل ذلك نحب دائمًا لوحات الفنانين ونقدرها . لماذا لم يصرخ الكاتب صرخة مدوِّية في وجه المجتمع القاسي؟ لماذا لم يقف أَمام الحكَّام، والقادة ؛ ليقول لهم: عدِّلوا قوانينكم من أَجل كرامة، وحرية، وكيان المرأَة ؟ ضعوا آليات مناسبة ؛من أَجل الدفاع عنها، وحمايتها. لماذا لم يطلب من التربويين بأَن ينشروا رسالتهم من أَجل نصرة المرأَة ؟ يربوا أَطفالهم منذ نعومة أَظفارهم على احترام الأُنثى، وتقديرها ومعاملتها كإِنسان مساوٍ،له حقوق، وعليه واجبات؟ لماذا جعل الكاتب كل الشخصيات في الرواية مكتوفة الأَيدي، لا تدافع عن الظلم ؟ ظلم منار، والنساء السجينات؟ حتى أَنه ابتعد عن معالجة رؤية المنكر بأَضعف الإِيمان ، وهو الاستنكار بالكلام، أَو في القلب؟ ولماذا لم يجد ليونس، وأَمين عقابًا مناسبًا؟ ؛ كي يجعل منهما عبرة لكل الرجال المتبجحين المغرورين الظالمين ، حتى أَنه لم يظهر أَن أَحدًا حاول التفتيش، والبحث عن يونس. لماذا لم يوجِد لنا في الرواية حتى ولو امرأَة واحدة تكون رمزًا للشجاعة والتحدي، تواجه المجتمع القاسي بقيادة الرجل الدكتاتور؟ أَتصور لو فعل الكاتب ذلك، لأَصبحت روايته أَكثر ابداعًا، وأَكثرقَّوة.



#نزهة_أَبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أَبو غوش - قراءة في شرفة العار لعمر نصر الله