أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - انفصال الجنوب و(صندوق بندورا)














المزيد.....

انفصال الجنوب و(صندوق بندورا)


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 01:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في الميثولوجيا اليونانية القديمة (صندوق بندورا) يعني ذلك الصندوق الذي ما أن تفتحته حتي تتفجر منه مشاكل ومصائب ومتاعب لاحصر لها، وانفصال جنوب السودان كذلك، والذي بوقوعه سوف تتفجر منه مشاكل كثيرة وأزمات لاحصر لها، وتعكس تصريحات قادة المؤتمر الوطني في الايام الماضية مدي عمق الأزمة التي يعيشها النظام وآثار انفصال الجنوب عليه، علي سبيل المثال عرض البشير علي الحركة الشعبية ( التخلي عن حق الشمال من نفط الجنوب مقابل الوحدة)، ورد الحركة الشعبية: أن هذا العرض متأخر ولايكفي ، بل يجب أن يتبعه التخلي عن ابيي، وكأنما القضية بترول فقط، ومنفصلة عن شكل الحكم والدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو الثقافة، وقيام وحدة علي اسس جديدة تكرّس التحول الديمقراطي والحل العادل والشامل لقضية دارفور وتحسين الاوضاع المعيشية والتنمية المتوازنة، فاين نظام الانقاذ من ذلك؟.
كما يرد تصريح يناقض التصريح السابق قول البشير الأخير في خطابه بالقضارف: يمكن ان نضع دستورا يتفق مع الشريعة الاسلامية، اذا انفصل الجنوب بعد الاستفتاء المقرر، ولامجال للحديث عن تنوع الثقافات والعرق ، وان الشريعة الاسلامية ستكون المصدر الرئيسي للدستور ، وسيكون الاسلام الدين الرسمي والعربية هي اللغة الرسمية، ولاتحقيق في حالة الجلد وفقا لاحكام الشريعة. وهذا التصريح القصد منه ارهاب الحركة الجماهيرية والسياسية المعارضة وفرض ديكتاتورية ارهابية باسم الاسلام، مثلما فعل الطاغية نميري في ايامه الأخيره عندما حاصرته الحركة الجماهيرية من كل جانب، واصبح يهدد بالقتل والصلب والقطع من خلاف والجلد، ولكن الحركة الجماهيرية لم تتراجع، بل اشتد عودها حتي تم اسقاط النظام في انتفاضة مارس- ابريل1985م. اضافة للاعتقاد الخاطئ بزوال تنوع الثقافات والعرق بعد انفصال الجنوب، علما بأن هناك ثقافات: البجة في الشرق، والنوبة في الشمال، وثقافات القبائل الزنجية في جبال النوبا والنيل الأزرق ودارفور..الخ، فاين المفر من هذا التنوع وكيف يتم الغائه؟، فضلا عن خطل النقاء العربي في السودان، باعتبار أن انسان السودان هو امشاج واخلاط لأعراقه المختلفة، اضافة لتنوع الفهم للاسلام داخل الثقافة العربية الاسلامية(الصوفية،..الخ)، والتجربة السلبية لاستغلال الدين في السياسية منذا قوانين سبتمبر 1983م، وبعد انقلاب يونيو 1989م، والتي ارتبطت بكل اشكال النهب والقمع والفساد.
ومن جانب آخر يصرح نافع علي نافع: فشلنا والجنوب سيختار الانفصال، عجزنا في الحفاظ علي وحدة السودان. وهذا اعتراف صريح بالفشل والعجز، وبالتالي ، تكون النتيجة الطبيعية هي زوال هذا النظام.
ومن الجانب الآخر تستمر ضغوط امريكا وحلفائها علي النظام، فاوباما يرسل تهديداته للبشير في حالة المساس بسلاسة الاستفتاء، والقمة الرباعية الأخيرة بين الرئيس المصري والليبي والتشادي والبشير شددت علي ضرورة تنازلات متبادلة لمنع تجدد الحرب بين الشمال والجنوب. ومثلما رشح في الأنباء خلال أيام نميري الأخيره عن ثروته في البنوك التي بلغت 16مليار دولار، ونفي النميري لذلك، يرشح ايضا في الأخبار عن ثروة البشير التي بلغت 9 مليار دولار رغم النفي لها، وهذا ما كشفته البنوك وماخفي أعظم، وكل ذلك من علامات نهاية النظام.
اذن انفصال الجنوب سوف يفتح طاقات جهنم علي النظام، وسوف يتبعه مطالبة اجزاء أخري من البلاد بالانفصال مثل: دارفور، وجبال النوبا، والنيل الأزرق...الخ، وسوف يفقد الشمال عائدات النفط، وبالتالي سوف تزيد اعباء وتكاليف معيشة المواطنين، وسوف يتحمل المؤتمر الوطني لعنة فصل الجنوب والذي بسياساته الآحادية وأخطائه القاتلة، فتح شهية امريكا وحلفائها وسهّل لها مهمتها لتقسيم السودان من اجل السيطرة علي موارده الزراعية والمعدنية.
اضافة لاحتمال تجدد الحرب التي تتراكم نذرها بعدم حل مشاكل مابعد الاستفتاء مثل: ترسيم الحدود، مياه النيل، البترول، المواطنة والجنسية، وتقسيم اصول الدولة...الخ، وتصريحات الوطني بأنه لن يقبل نتيجة الاستفتاء اذا لم يتم بنزاهة وشفافية وشكوكه في الحركة الشعبية من خلال الطعون التي رفعها والتي ترمي لتعطيله، اضافة لصراعات القبائل الحدودية من اجل حقها في الماء والكلأ، والصراعات القبلية في الجنوب، وتمرد اتور، والضربات الجوية من جيش الشمال علي حدود بحر الغزال، والصراعات القبلية المحتملة بعد الانفصال بين الدينكا والنوير والقبائل الاستوائية حول السلطة والثروة.
كل ذلك يوضح ضرورة الحل الشامل لقضايا السودان من خلال مؤتمر قومي جامع، يفتح الطريق لتصفية الديكتاتورية والشمولية بانجاز التحول الديمقراطي وقيام حكومة انتقالية تعمل علي قيام انتخابات حرة نزيهة، وتحسين الاوضاع المعيشية والحل الشامل والعادل لقضية دارفور وبقية الأقاليم المهمشة بتحقيق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وقيام دولة المواطنة باعتبارها السبيل للوحدة علي أسس جديدة طوعية وديمقراطية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق السودان للخروج من الأزمة الوطنية العامة.
- تاج السر عثمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ...
- جلد الفتاة من علامات نهاية النظام.
- مخاطر انفصال جنوب السودان
- الاستفتاء وتفاقم أزمة الصراع بين الشريكين.
- بداية التسجيل للاستفتاء ومخاطر الانفصال.
- الاستفتاء وضرورة الحل من الداخل.
- المتغيرات في مواقف الحركة الشعبية: كيف ولماذا؟
- الوحدة أو الانفصال قسرا: يقودان لنفق مظلم
- تقرير المصير وتداعياته
- السودان علي شفا الهاوية: تقرير المصير والوحدة الوطنية( عرض و ...
- خيار الانفصال: هل هو المخرج؟
- في الذكري الثانية لرحيل عالم الآثار البروفيسور أسامة عبد الر ...
- حول السياسة الأمريكية لمواجهة نتائج استفتاء جنوب السودان.
- أضواء علي تجربة الاسلام السياسي في السودان.
- حول مفهوم الاسلام السياسي
- الدولة المدنية الديمقراطية ضمان لوحدة السودان
- من يتحمل مسئولية الانفصال؟
- كيف نزيل العقبات أمام الوحدة الطوعية للوطن؟
- الديمقراطية مفتاح الحل لأزمة الاستفتاء علي تقرير المصير.


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - انفصال الجنوب و(صندوق بندورا)